ثروات المسئولين في الحكومة الارترية
بقلم: علي عبد العليم
وأنا أطالع خلاصة التقرير الأمريكي عن ثروات المسئولين التنفيذيين في الإدارة الأمريكية ، وثروات أعضاء الكونغرس الأمريكي ..
جالت بخاطري أسئلة كثيرة ، وارتسمت علامات استفهام كبيرة في مخيلتي عن مقدار ثروات المسئولين بالحكومة الارترية ؟. من قبيل :
- ماهو حجم ثروة رأس النظام ؟؟.
- كم تبلغ ثروات الوزراء والجنرالات وكبار المسئولين ؟.
- كم يا تري تبلغ ثروات أعضاء البرلمان ، الذي لا نسمع له صوتا ولا نحس له ركزا ؟؟.
- وهل يقدم المسئولون حال تعيينهم إقرارات وكشوفات بممتلكاتهم وأرصدتهم في البنوك ؟؟.
- هل هناك قانون للثراء الحرام ؟! .
- وهل هناك أجهزة مستقلة لمتابعة ثروات المسئولين حتي لا تزيد بعد التوظيف بالسطو علي المال العام ، أو استغلال النفوذ ، أو بأي وسيلة أخري غير مشروعة ..؟.
- من أين لك هذا ؟. السؤال الكبير هل يرفع ككرت احمر في وجه كل من تحوم حوله تهمة الاغتناء الحرام ؟.
وككرت أصفر في وجه كل من تسول له نفسه مد يده نحو المال العام وممتلكات الدولة والشعب ؟؟.
- هل هناك ديوان مستقل للمراجعة العامة ، وأجهزة رقابية قبلية وبعدية لضمان نزاهة التعاطي مع أموال وممتلكات الدولة ،…
كل تلك الأسئلة وغيرها دارت بخلدي وأنا أتصفح التقرير الأمريكي الآنف الذكر ، والذي أوضح أن السيدة / ماري شابيرو رئيسة لجنة الأوراق المالية والبورصات بـ (وول استريت ) هي الأكبر ثروة في الإدارة الأمريكية ، حيث بلغ صافي ثروتها (26.6) مليون دولار أمريكي ، وليس الرئيس أوباما ، كما يتبادر إلي الذهن لأول وهلة ، والذي بلغت ثروته (3.7) مليون دولار !.
اعلم انه لا يوجد قانون في ارتريا يطالب كبار المسئولين في الحكومة بالكشف عن أصولهم المالية ، ولكن دعنا نتساءل فقط مجرد تساؤل :
- كم تبلغ ثروة الرئيس اسياس ؟؟ طبعا سيتجاوز حجمها مجموع ثروات أعضاء الإدارة الأمريكية مجتمعين !!. وليس الرئيس أوباما وحده ، الذي يعد قياسا بالرئيس اسياس فقيرا !!. كيف لا واسياس هو الرئيس والحكومة والدولة وكل شيء ، مسئوليات جسام ملقاة علي كاهله ، ويحمل علي عاتقه كل هموم الحكم وإدارة شعب من دول العالم الثالث !، حتي كاد ينفجر رأسه من الحمي الدماغية لو لم يبادر بطلب الاستشفاء لدي إسرائيل ( الصديقة ) !!. من جراء جهده وسهره علي راحة شعبه ورفاهيته !.
إذن ود أفورقي لا يقبل أن يقل شأنه وتنحط درجته ، ليتساوي معه أو يجاوزه أي ارتري مسئولا كان أو من الرعية في حجم الثروة ، فهو بحمد الله يعرف من أين تؤكل الكتف ، ولا راد لقراراته ولا معقب عليها ؟!. والحال هكذا فهو يملك بضع مليارات من الدولارات ، فقط بضع مليارات يقابل بها احتياجاته واحتياجات أسرته الكثيرة والمتعددة ، ..
هل تريدون منه أن يتسول ؟. بربكم الم تسمعوا بمليارديرات من أمثال بيل جتس الذي تبلغ ثروته (90) مليار دولار ، وتصوبوا انظاركم نحو بضع مليارات يملكها الرئيس اسياس ، موزعة هنا وهناك في استثمارات في مصانع السيارات والبيزنيس حول العالم ، وجزء منها في الحفظ والصون في بنوك سويسرا ، لليوم الأسود ، والشعب الارتري ما مضمون ربما قذف به إلي مزبلة التاريخ ، أسوة بمصير الطغاة في العالم .. فلا بد من الاحتياط !..
نكتفي بالسؤال عن مقدار ثروة الرئيس اسياس ، ونترك صغار ( اللاهطين ) من مال الشعب ، فهم من تربيته ، وهو كبيرهم الذي علمهم السحر ، في بلد تغيب عنه الديموقراطية ، وتنتهك الحريات كل الحريات ، والدستور مجمد ، ويقبع الشرفاء في غياهب السجون والمعتقلات ، ..
بلد اقتصاده مدمر ، وبنيته التحتية محطمة ، والتنمية فيه معطلة ، وتتفشي العطالة والمجاعة والامراض علي نطاق واسع ، ويفرغ من شبابه ، ويهتك نسيجه الاجتماعي بفعل الاحادية الثقافية ، والطائفية الاقصائية ، وسياسات التغيير الديموغرافي ، من خلال التوطين في أراضي الغير ، بعد أن غيب النظام أصحابها ، ومنع دخولهم بممارساته القمعية والدموية ..
يقول السيد/ قرييت هينكس سفير الاتحاد الاروبي بأسمرا :
“ان البلد – يعني ارتريا – يفتقر الى الشفافية ، خاصة عندما يتعلق بموضوع المعونة الغذائية ، فالنظام لا يسمح بصحافة مستقلة ، ولا أى نوع من المعارضة السياسية، واعتقد هذه سياسة مترسخة في هذا النظام”
واضاف ” انها ليست دولة ديمقراطية وبعيدة كل البعد عن الديمقراطية، يمكن وصفها بأنها ديكتاتورية الفرد الواحد “أفورقي””.
بلد جعلت منه الدكتاتورية سجنا كبيرا ، وحطام دولة ، فهل ننتظر من القائمين عليه اتباع مبادىء الشفافية والنزاهة ، واعلاء قيم طهارة اليد ، ونظافة الثوب ، .. اللهم لا !!.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=288
أحدث النعليقات