ثقافة الاقصاء في العقلية الإرترية
إن الاقصاء والاقصاء المضاد ثقافة صاحبت العقلية الإرترية خاصة في زمن الثورة الإرترية ، ولقد أضر هذا النهج في التعامل السياسي بالقضية الوطنية ضرراً بالغاً وتسبب في الانشقاقات الكثيرة التي أضرت بمشروع الاستقلال ، وانسحب ذلك على المعارضة الإرترية. واما نظام افورقي فقد مارس الاقصاء في أسوأ صوره فلم يكتف بالاقصاء المحدود بل أصبح من عمله اليومي فأقصى أمة بكاملها بإقصائه الثقافة العربية الاسلامية من الدولة الإرترية، و ذهب أكثر من ذلك عندما حارب الشخصيات العلمانية التي تنتمي للمسلمين وقام بتصفيات جسدية لكل من يعيق مشروعه الطائفي إلى أن اقصى زملاءه الذين عاشو معه تجربة الجبهة الشعبية بزجهم في السجون ولم تشفع لهم طول الصحبة في تصرف يخالف الطبيعة البشرية التي تحترم الصحبة والزمالة. ورفع اسياس شعار نفسي فقط وماعداها في الجحيم مما ادى هذا النهج الهدام لنزوح وهروب غير مسبوق من الشعب الإرتري بكل فئاته ومستوياته ، ومما لا شك فيه أن ممارسات أسياس وعصابته المجرمة تجاه الشعب تعد انتهاكات غير مسبوقة والتي بإذن الله سوف لن تطول. ومما يؤسف له أن ينسحب هذا النهج الاقصائي إلى المعارضة ويحاول بعضها إقصاء الآخر في اسلوب اثبت فشله عبر التاريخ الإرتري وكنا نقول إننا أوجدنا ثقافة الاعتراف المتبادل في التحالف الديمقراطي الإرتري وذلك عبر الوصول إلى برنامج الحد الأدنى المتمثل في الميثاق السياسي للتحالف والذي يجد فيه كل تنظيم شيئا من برنامجه وليس برنامجه الكامل .
والصراع الموجود بين التحالف وحزب الشعب لن يخدم القضية الإرترية وإن كان حزب الشعب هو بطل الصراع باسمه القديم والجديد فكل مرة يفتعل قضية من القضايا لا ترقى إلى مستوى الخلاف ، نقصد عمل المعارضة وان السجال الموجود الآن تخلف حزب الشعب بمحض إرادته وكل الاسباب التي ذكرها للتخلف عن الملتقى ثم التخلف عن المفوضية اشبه بخيط العنكبوت الواهية . فعلى حزب الشعب أن يلحق بالمفوضية ويوفرالزمن على الكل وأما الذين يريدون الآن إبعاد حزب الشعب لممارسات قام بها عليهم أن يتركوا هذا التصرف ويبحثوا عن نقاط التقارب التي تعجل باسقاط النظام الذي هو أس البلاء. وإن الشعوب والحكومات التي تريد أن تساعد الشعب الإرتري تريد معارضة متماسكة لها برنامج واضح لاسقاط النظام وإن الزمن يمر سريعاً لا يرحم أحد. وأخيراً اقول إن من يمارس الاقصاء سيقصى ولو بعد حين .
حماد نافع
9/10/2010
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9484
أحدث النعليقات