ثقافة ال”كوبي” ” بيست” .. كلاكيت
مدخل: صيرورة الحياة ومسارها يكرم أبدا المنجزون – ولو علي استحياء- في أحايين كثيرة اما المتسلقون فسرعان مايسقطون وبالسرعة التي صعدوا بها – ولو بعد حين – لتصير حكايتهم مجرد ” فقاعة صابون” لا اكثر ولا اقل. اما الانجازات العظيمة فتخلد وتخلد منجزيها لأفكارهم المبتكرة والخلاقة..
اذا الفرق بين ” الاصلي” و” التايواني” هو الذي يصنع الفارق .. والتقليد بمعناه العام قد يكون مفيد احيانا ولكن يجب مراعاة ” بيئة ” الفكرة الاصل وليس النقل ” بضبانته” علي قول الأحباب في السودان فما صلح لزيد ربما لا يصلح لعبيد فلكل فكرة عوامل نجاح وتطور واسباب فشل وتدهور والعاقل من احتاط بالأول من الاخير.
* نقل الفكرة أبدا يتطلب في البدء توافر عوامل إنجاحها فهي معين لئن لا نبدأ من الصفر باختصار هي دقيق” معجون” نشكل منه الخبز الذي نريد .
* ” الكوبي” ” بيست” او كما يعرفها القاموس العربي ب” النسخ” و” اللصق” ممارسة صارت متداولة في عالمنا المعاصر وبالخصوص المنطقة العربية التي نتأثر بها ونؤثر عليها باعتبار الجوار او ” الأصول ” وليتنا ننسخ المفيد لنطور انفسنا به بل اصبحنا ننسخ “الغث والسمين” دون مراعاة ” فارق التوقيت” عذرا اقصد التقاليد .. فمن مسلسلاتها الي أفلامها او حتي برامج الشو علي سبيل الذكر لا الحصر.
** اما سياسة النسخ واللصق عندنا فيزخر بها قاموسنا السياسي في ارتريا فبدءا من اسم” الجبهة” – التحرير منها والشعبية فهو نقل اسم لتجارب اخري” جبهة التحرير الجزائرية” وان كنت اجهل من اين أتت تسمية الثانية ولا أظن باي حال من الأحوال ان يكون سميّها ” الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” وحتي التجربة” الجهادية” كلنا يعرف تأثرها الواضح بالجهاد ” الاول” في افغانستان حتي تجربة الاحزاب اليسارية وغيرها من الافكار والتجارب النضالية ولسنا نعيب هنا اختيار المسميات بل النقل العشوائي لتلك التجارب وعدم تكييفها لواقعنا الارتري.
** لا تنطح عنزان علي ان اكبر الأسباب في تقهقر جبهة التحرير الارترية كان هو ” نظام المناطق” الذي تم نقله من التجربة الجزائرية اذ نجح ذلك النظام في بلد المليون شهيد ولكنه فشل في ارتريا لاختلاف البيئة والمقومات ف” سبي” او ” ادريس محمد ادم ” ليسو ” بن بيلا” و” هواري بومدين ” و “تي زي اوزو” ليست” حلحل” و” حرقيقو” ليست” وهران” و”بجاية” ليست”عدي خالا” باختصار ما يصلح لهم ربما لا يصلح لنا والعكس صحيح وهنا كانت مشكلة عدم تكييف تلك التكتيكات بما يناسب مع واقعنا الارتري.
** كذلك من الأسباب الرئيسة في تصدع صف ” الجهاد” الارتري كان صراع الأفكار مابين ” السلفية الكويتية” و” السلفية السعودية” وان تنكر القوم لذلك ولكن هي حقائق واجهها من كان في معسكرات تدريب المجاهدين وكيفية تسريب ” كتب” هذه او” مراجع” تلك وكانت النتيجة تشويش الأفكار فصارت الحكاية ” حرب فكرية بالوكالة” فكان الانفصال الحتمي .
** اما عملنا المعارض حاليا فهو في الأساس صراعات ” قيادات” فقط ” لا افكار ولايحزنون” وهو الشيئ المؤسف حقا فالبرامج السياسية لمعظم احزابنا هي “نسخ ولصق” من بعضها البعض وكل الفرق بينها تقديم فقرات ومواد علي اخري ويمكننا القول ان معظم احزابنا ” خصوصا التي نشأت مؤخراً ” هي احزاب ” ردفعلية” لخصومات سياسية ” شخصية” بين رفقاء النضال بالأمس القريب باختصار يمكن اطلاق المصطلحين الإنجليزيين “reactionist”وليسو”revolutionist” اي ” ردفعليين لا ثوريين مع احترامنا الكامل لتاريخهم لانا نحن الشعب الارتري المغلوب علي امره من يدفع ثمن صراع اصحاب ” الصلع السياسي” علي ” مشط فردوس السلطة المفقود” .. وياقلب لاتحزن.
** لاحظت في بداية الألفية الثالثة تحول رياح ” مسمياتنا” الي السودان والذين يجهلون اسماء الاحزاب السودانية ماعليهم سوي النظر الي ” المنسوخ الارتري” منها … ج.ت . ا المؤتمر الوطني … المؤتمر الشعبي … الحركة الشعبية ولم يتبقي لنا الا حزب الامة والاتحاديين ..وغيرها من ” الإبداعات السياسية”لمعارضتنا. ثم جاء الربيع العربي فأضاف ليبيا الي قاموسنا ” النسخلصقي” وها نحن ننعم ” ببركات” المجلس الانتقالي” وهاهي رياح الشام قد هبت ولا استبعد ان يكون قاموسنا قد ” تبرك” من مفردة ” تنسيقية” ونتيجة لبعدي عن المواقع الارترية خلال الفترة الماضية لا ادري ما ان كان ذلك المصطلح قد وجد من يتبنونه بعد .، وان حدثت المعجزة ولم يدخل المسمي بعد فانا لااستبعد ان يقوم ” باعة الخضارفي معسكر الشقراب او ام قرقور بتكوين نقابه لهم واطلاق اسم ” تنسيقية القوي الارترية لتجار الطماطم والبطيخ” .
** ختاما نقول ان كان لابد من النقل فعلينا تكييف ” المنقول” علي بيئتنا حتي تحصل الاستفادة القصوي فدعواتنا” الفيسبوكية” لاسقاط النظام نجب ان نتبعها بالعمل الجاد وجعجعتنا” البالتوكية” لابد ان يليها طحن وطحين وليس ” كلام والسلام” فما اسقط الكلام حصونا ولا حررت الثرثرة شعوبا .
من طرف الشنطة: ذكر الدكتاتور بعيد عودته من ” النظرية الموتية” بان كل الحكاية انه كان نايم .. وانه يعشق النوم …. لا عجب اذا من حالنا المائل والنائم حتي ” الشخير” ان كان كل مايفعله سيادته.. من اجل هذا الوطن هو النوم .. ياحي تسلط عليه البرغوث والمرقوت والصراصير والزنابير ياقادر ياكريم.. تخيل ان يدفع لك الشي والشوية فقط لكي تنام .. الراجل دا بيقول كلام زي الفل..أظن ان اسياس قد حاز علي رتبة” مشير” وبامتياز من الأكاديمية العالمية للنوم والتي لا اشك ان يكون مقرها” الدوحة” ..و”متعودة”.
** علي ذكر النوم تذكرت نكتة تحكي عن سوداني تم تعيينه في محل لبيع ” السرر والعناقريب وملحقاتها من مراتب ووسائد ولحافات” ووظيفته الرئيسة ان ينام علي السرير كي يجربه للشخص المشتري – وظيفته نائم مثله مثل رئيسنا مفيش حد احسن من حد- عموما كان صاحبنا السوداني يواصل نومه في أمان الله ولكن تقدم فجأة باستقالته وعندما ساله المدير عن السبب رد الحبيب” ياخي شنو أصلو نوم .. نوم .. نوم مافي راحة كلو كلو” ..
لاتؤاخذوني ان كان كل “كوبيبيستي” اقصد امثالي ونكتي سودانية فالمرء ابن بيئته.. ولكم العتبي حتي ترضون.. ورسالتي الاخيرة تذكر ان تفخر بماعندك والا لا تلومن نفسك ان صرت يوما ما ” إمعة”او ” مكينة تصوير وطباعة ونسخ ” ثق بنفسك ولاتنسي ان تتذكر أبدا انتماءك الاصل.
سطر أخير: تقول ام يزيد ” ميسون بنت بجدل” زوج معاوية ابن ابي سفيان في فخرها بأصلها ابيات من الشعر كانت السبب في طلاقها من معاوية وهي من احب الشعر الي نفسي في الفخر بالاصل::
لبيت تخفق الأرواح فيه. احب الي من قصر منيف.
ولبس عباءة وتقر عيني احب الي من لبس لشفوف
وأكل كسيرة في كسر بيتي الذ الي من اكل الرغيف.
وأصوات الرياح بكل فج. احب الي من نقر الدفوف.
وكلب ينبح الطراق دوني احب الي من قط أليف
وبكر يتبع الاظعان صعب احب الي من بعل زفوف.
وخرق من بني عمي نحيف احب الي من علج عنوف.
خشونةعيشتي في البدو اشهي الي نفسي من العيش الطريف.
فما ابغي سوي وطني بديلا. وماابهاه من وطن شريف
** رمضان كريم وتقبل الله من الجميع صالح الاعمال.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25064
أحدث النعليقات