ثم ماذا بعد وحدة الشعوب الارتريه
بقلم/ صالح كرار
الشتات جعل من ثقافة الارتريين متعددة مختلفة المشارب والطباع والتطبع، ولأن عالمهم مفتوح ايضا غير خالية من جمع النقائض المتعاكسة. فإذا ادرت البحث عنهم تجدهم في كل درجات الدائرة الـ 360cبكامل مواصفاتها وحدة او تعاكسا في الاتجاه قربا وتآلفا او بعدا وهجرانا.
هذا الشتات والتطبع في البيئه والتاقلم مع مناخاتاها يعلق البعض ويبالغ في تصويره وتكثر التعليقات كلما كانت هناك مناسبة، مثل المؤتمر الوطني يسعى الارتريون لجمع شتاتهم فيها، ومن هذا الباب اجزنا لنسميه شعوب والواقع شئنا ام ابينا شعوب ارترية .
والخوض في نتائج المؤتمر الوطني سلبا او ايجابا غير محبب في الوقت الراهن ويعتبر ضرب من ضروب التسرع في الحكم عليه.
الذي حدث في اواسا هو:
– اجتمعت كل اصناف الاطر التنظيمية الشعبية والسياسية.
– ناقشت مسودات اهمها عن دستور المرحلة الانتقالية وتم اقراره.
– انتخبت قيادة موحدة مجلس وطني وقيادة تنفيذية مثلت فيها كل القوى بنسب.
الي غير ذلك ومهما يكن راي الشخصي او ما سمعته من آراء محبطة او مشجعة حوله، هو بلاشك انتقال ايجابي ونموذج لما نتطلع اليه جميعا في تكوين كيان سياسي جامع لكل الوان الطيف الارتري.
لكن هل لنا ان نتسائل: ثم ماذا؟؟؟
و لدينا عدد من الصور الحائطية – التجمع الوطني – التحالف الوطني فنسال الله ان لا يضاف المؤتمر الوطني صورة مبروزة لا تحمل الا زينة الصورة ننظر ما بعده وذلك هو التيه عينه!!!.
ولنترك المؤتمر واقداره فنجد ان القضية الارتريه مرت بمنعطفات اخرى ايضا في تزامن عجيب مريب كلها في تقديري طبول تملأ الارض ضجيجا بينما هي خاوية ليس في جوفها شئ وهي:
– قرار مجلس الامن في معاقبة النظام.
– قرار الاتحاد الاوروبي في ايقاف الدعم
– مؤتر الدوحة عن القرن الافريقي
قرار مجلس الامن في معاقبة النظام
تاريخ القرار: 5/12/20011
حجة القرار: ارتريا – بسبب مواصلتها تقديم الدعم لمن وصفهم بالمتشددين الإسلاميين في الصومال، ومن بينهم حركة الشباب المجاهدين.
نتيجة التصويت: حصل على تأييد 13 عضوا مع امتناع اثنين عن التصويت.
جونب الحظر:
– وجرى تخفيف قرار المجلس من مسودات سابقة كانت تسعى لحظر الاستثمار في قطاع التعدين في إريتريا وحظر استيراد المعادن منها.
– وقال دبلوماسيون إن روسيا والصين اللتين امتنعتا عن التصويت عارضتا فرض العقوبات على قطاع التعدين والتحويلات النقدية، وإن بعض الدول الأوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة شعرت بأن النسخة الأصلية كانت متشددة أكثر من اللازم وقد تضر بالشعب الإرتيري.
– وفيما يتعلق بالتحويلات المالية، يطالب القرار الدول بالعمل على التأكد من توقف إريتريا عن “استخدام الابتزاز والتهديدات بالعنف والاحتيال والوسائل غير المشروعة الأخرى لتحصيل ضرائب خارج إريتريا من مواطنيها“.
– كما يدين القرار إريتريا لاستخدامها ضريبة التحويلات لتمويل أعمال تلحق الضرر بمنطقة القرن الأفريقي.
المصدر رويترز: الجزيرة نت 6-12-2011
هكذا نجد دائما مهما فورت الاسباب في عقاب نظام الشعبية تتلاشى تلك المظاهر التى توهم بالجدية وتتكسر كما لو انها زجاج اصطدم بحائط.
لكن عزؤنا في الفقرتين الاخيرتين ابتزاز الارتريين وتضرر منطقة القرن الافريقي اللتين تعنيان ان نظام الشعبية شرير متسلط علي شعبه ومنفلت لا يرعى لجواره حرمة تشتكي من بوائقه وشروره كل دول الجوار فهذا التعريف للنظام بحد ذاته خطوة وان كانت تراوح لا تبرح مكانها.
قرار الاتحاد الاوروبي:
– علمت (حارنت أورغ) من مصادر موثوقة بكلٍّ من أسمرا واوربا أنه نسبةً لعدم تقيـُّـــد ارتريا بالاستراتيجية المشتركة الموقعة بين الاتحاد الاوربي ودول افريقيا والكاريبي والباسفيك والقائمة علي أساس مبادئ اتفاقية كوتنو،
– فقد تم وقف التعاون التنموي الذي كان قائماً بين ارتريا والاتحاد الأوربي.
– هذا ومن المعلوم أن الحكم الراشد واحترام حقوق الانسان وعدم انتقاصها من أهم مبادئ اتفاقية كوتنو.
– تبلغ المنحة التنموية الاوربية لارتريا التي جرى تجميدها مؤخراً مبلغ 50.5 مليون يورو
– كما أن هناك أيضاً مبلغ آخر يبلغ 68.3 مليون يورو أخرى قد جمدت عن ارتريا بسبب عدم استخدامها الرشيد لمعونة سابقة بلغت 122 مليون يورو.
النظام الارتري كعادته في الهروب الي الأمام في مثل هذه المواقف الحرجة والمخجلة استبق الخطوة الحالية برسالة بعثها في الخامس عشر من نوفمبر 2011م عن طريق أحد مبعوثي الأمم المتحدة يعلن فيها أنه قد تخلى عن تلقي تلك المعونة بناءاً علي رغبته الذاتية فقط.
أهم المؤسسات والجهات المتضررة من وقف هذه المعونة هي:
العون الزراعي (37 مليون يورو).
قطاع المحاكم الأهلية (5 مليون يورو).
التدريب المهني للعمال (3.4 مليون يورو).
ترميم وتحديث بعض المؤسسات الوطنية بالعاصمة اسمرا (5 مليون يورو)
–القرار الاوربي المعني بهذا الأمر قد جاء نتيجة الضغوط المكثفة التي تعرض لها الاتحاد الاوربي من قبل التنظيمات السياسية والمدنية الارترية غير الحكومية.
– ويعني هذا أن اوربا تنوي توجيه دعمها التنموي هذا للشعب الارتري عموماً واللاجئين والمهاجرين الارتريين بدول الجوار ومنطقة الشرق الأوسط بصفة أخص.
التعليق: كان حسب علمي واعتقادي ان اوروبا ليس لها اي من انواع الدعم للنظام منذو فترة واذا به موجود واخشى صور اخرى للدعم تكون مازالت باقية او بالتاكيد هي باقية.
استغناء النظام من هذا الدعم هو عن ياس منها فهو مثل المثل القائل ” الثمرة التي لا يطالها القرد يعتبرها عفنه”.
يعتبرالقرار الاوروبي هذا ايضا انتصار للقضية وخاصة اذا صح خبر تحوله لللاجئين.
مؤتمر الدوحة عن القرن الافريقي
الجهة الداعية للمؤتمر: المركز العربي للدراسات والأبحاث في قطر
شعار المؤتمر: العرب والقرن الإفريقي جدلية الجوار والانتماء
المكان: عقد في العاصمة القطرية الدوحة
التاريخ: في الفترة من 27-30 نوفمبر2011
مهما حاولت ان التمس لهذا المؤتمر اثر عملي غير ورقة الاستاذ توكل لم اجد الا ان المؤتمر قد عقد.
ومع احترامي وتقديري وتوقيري للاساتذة الكرام في المركز المذكور وضيوفهم المدعوين.
تذكرت قول الشاعر محمود درويش
وكنا نأتي الي بيروت لكي ناتي الي بيروت وننيخ ناقتنا.
الانشطة المذكورة الدولية منها والاقليمية والمحلية تؤكد ان العالم فاهم طبيعة النظام اللا انسانية واللا وطنية وان كان لا يرجى منهم ان تصيبوه بشئ من الاذى.
لكن هذه الانشطة ذاتها وغيرها يعكس ان القضية الارترية دائما يتفق على عزلها عن قصد او صدفة فانظر معي :
– المؤتمر الوطني يعقد لا يجد غير اثيوبيا من يقول اعانكم الله من قريب او بعيد.
– تنظيمات المعارضة الارترية ليس لها اية خلفية تسندها محليا او دوليا.
– يتحدث الجميع عن نظام الشعبية بما يوحي التضايق من شغبه وهرجه بينما تغيب حتي مجرد الاشارة لما يفعله هذا النظام في الشعب الارتري من جرائم انسانيه وابادة والارهاب بانواعه ليس جهلا منهم وانما تجاهلا.
كما بدأت قضية الارتريين في زمن هيلي سلاسي، يتناساها الافارقة، ويتجنبها العرب، والغرب لا يعترف اصلا في هذه المنطقة بدويلات مسيحية متناحرة انها في نظر الغرب دولة واحدة تاريخيا.
فالعزلة عادت بالقضية الي مربعها الاول حذوْا مقتصاً اثرها الاول .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39689
أحدث النعليقات