جبهة الإنقاذ والبوصلة المفقودة

بقلم مختار آدم عيسى

في مؤتمر الجبهة الثورية الارترية بتاريخ 21/6/2013 كان هناك موقفان متباينان في كلمات ضيوف المؤتمر ، أحد الموقفين كان لمتحدث التحالف الديمقراطي والذي كانت كلمته ذات طابع نقدي صريح وشجاع عدد فيها مواقف التنظيم السالبة من مجمل القضايا الوطنية الآنية والمبدئية وطالب في نهاية كلمته التنظيم بإعادة مواقفه منها وأن يعمل مع الآخرين في انسجام وأن يغلب المصلحة العامة على حساب القضايا الذاتية .

على العكس تماما كانت كلمة مسئول العلاقات الخارجية  لجبهة الإنقاذ والتي كانت كلها ممالأة ومداهنة وإن أخطر ما جاء فيها قوله بأنه ومع الآخرين سيعملون على إعادة عضوية تنظيم الكناما ( قرنانيوس ) في المجلس الوطني . هذا الكلام إنما يدل على شيئين

أولهما يدل على جهل سياسي وخلط في المفاهيم والأدوار للهياكل التنظيمية لأيي تجمع سياسي ، حيث يجهل المتحدث مهام المؤتمرات وطبيعة دورها ، فالمؤتمرات لا تناقش قضايا خاصة بل تضع سياسات عامة وتضع لوائح ودساتير وتنتخب قيادة لتفعيل ذلك ، وقضية قرنانيوس هي قضية تنظيم أو عضو في تجمع عام وقد تم حسم هذه العضوية في مكانها المناسب ألا وهو المجلس الوطني ، أما عملية إقحامها  في أن تكون أحد أجندة المؤتمر  فهو جهل واضح بمهام كل هيئة أو جسم من أجسام أي تجمع سياسي

الأمر الثاني الذي يدل عليه كلام مسئول الشئون الخارجية هو أن الإنقاذ تعمل ومع آحرين بحشد جهات معينة وتأكيد الحلف  لوضع عراقيل وقنابل موقوتة من الآن لإفشال المؤتمر، لأن إعادة مناقشة عضوية تنظيم قرناليوس في المؤتمر هو طرح انصرافي عن قضايا جوهرية ومصيرية يجب أن يناقشها المؤتمر بل إن إعادة طرحها سيؤدي إلى انقسام عمودي في جسم المؤتمر ربما أدى إلى انفضاضه بشقين وكيانين ،هذا إن لم ينصرف كيفيا .

وقد لاحظنا هذه المواقف مؤخرا من الإنقاذ ، مواقف لا تشبه تاريخ هذا التنظيم الوطني ذو الجذور الجبهجية ، وقد تجلى ذلك في التحالفات المشبوهة التي قام بها مع حزب المؤتمر الإسلامي في أواسا وما ترتب عليه من مخرجات هزيلة ومولود أكثر هزالا وشللا .

كان للمؤتمرين مواقف واضحة من الأوراق التي قدمتها المفوضية وخصوصا مسودة الدستور وقد كانت مواقف الإنقاذ من هذا الإجماع سلبية بل وباعثة للاستياء والخذلان ، كذلك ما قام به الإنقاذ من تحالفات لم يكن يهمه فيه غير الوصول إلى رئاسة المجلس حتى لو كان ذلك على حساب كل شئ ، أيضا ظهر جوعها لهذا الكرسي في إجتماع المجلس الأخير متمسكة بكلمة واحدة ( إمببببببببببببببيييييييييييييي) بالرغم من أن الغالبية طالبت بتغيير رئاسة التنفيذية وذلك لعدم كفاءتها

هذا التحالف الذي تصدرته جبهة الإنقاذ وحشدت له مع الحزب الإسلامي ويوهنس أسملاش لم يكن إلا لتقاسم كيكة السلطة الوهمية فهي سلطة وكرسي معلق على الهواء مترنح ، هذا التحالف لم يكن يهدف إلا لإقصاء الآخرين ، حلف يستهدف وحدة الشعب الارتري الاجتماعية ويحاكي النظام الحاكم في نهجه وإن كان بوجه آخر فجبهة الإنقاذ بهذا المسلك ما هي إلا ذات عملة النظام ولكن بوجهها الآخر وهي عملة رديئة وفي علم الاقتصاد هناك نظرية تقول العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة من السوق .

ومن متابعاتنا لمواقف جبهة الإنقاذ نلاحظ أن هناك جرثومة تنخر في جسدها،  تعشش في ذهنها أمراض الهيمنة والإقصاء تحاول إفراغ الجبهة من قيمها ومبادئها ، تعمل جاهدة أن تجنح بسفينتها إلى شواطئ الانعزال وتذهب بها بعيدا عن محيطها الطبيعي ذو التاريخ الجبهجي وثقافة الجبهة المنفتحة على الجميع ، المنطق  والمستند على خلفية وتاريخ الإنقاذ يقول أن حلفاء الإنقاذ الطبيعيون هم كل التنظيمات ذات الجذور والموروثات الجبهجية .

 

وهنا نتساءل أين عقلاء جبهة الإنقاذ من كل هذا ، هل سيتركون ثلة من المرضي بأمراض التعصب والإقصاء تعيث في التنظيم وتنشر سمومها في مسرح العمل السياسي الارتري؟ وهل ياترى سنرى مواقف حاسمة تعيد لسفينة الإنقاذ بوصلتها ؟

 

على العموم كما أسلفت إن كلام مسئول العلاقات الخارجية هو إعلان حرب على مؤتمر المجلس القادم وإنذار صريح بفشله وهو مهدد ومؤشر واضح على سبق الإصرار لإفشال المؤتمر ، فما معنى أن تزج بقضايا خلافية وإنصرافية من ضمن أجندة المؤتمر ؟ ألا يدل ذلك على تبييت نية إفشال المؤتمر ؟ ومتى كانت المؤتمرات العامة تناقش وتدرج من ضمن أجندتها مناقشة عضوية عضو من أعضائها ؟ المجلس الوطني كيان جامع تتمثل عضويته في التنظيمات والمنظمات والبت في العضوية لم يكن في يوم من الأيام من مهام المؤتمرات ، بل المجالس التشريعية والجمعيات العمومية هي المكان الطبيعي لذلك وهذا ما حدث في أمر قرناليوس وحسمت القضية فما الداعي لإزكاء نار فتنة قد خبت في مكانها وزمانها الطبيعيين ؟

هنا أيضا نلفت إنتباه اللجنة التحضيرية القادمة أن تتجنب في أوراقها وأجندتها مثل هذه الألغام والقنابل المؤقتة

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39844

نشرت بواسطة في يونيو 28 2013 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010