جبهة الانقاذ الوطني الارترية تنعي الاستاذ المناضل محمد سعيد ناود
تلقيت صبيحة هذا اليوم، ببالغ الأسى والحزن، نبأ وفاة المغفور له المناضل الكبير محمد سعيد ناود بعد أن أفنى معظم حياته في النضال من أجل تثبيت الهوية الوطنية الإرترية إلى أن تحقق الاستقلال الوطني . كان الأستاذ محمد سعيد ناود من الذين أسسوا، بعد فترة وجيزة من تطبيق القرار الفدرالي الجائر الذي فُرض على شعبنا، أول حركة سياسية إرترية منظمة تحت اسم حركة تحرير إرتريا تنادي باستقلال إرتريا من الاحتلال الإثيوبي. وفي مدة قياسية قصيرة استطاع مع زملائه المؤسسين تعبئة قطاع واسع من الشعب الإرتري بكافة مكوناته وعلى امتداد الساحة الإرترية، فنشر الوعي الوطني في أوساط المواطنين الإرتريين وألهب مشاعرهم وعزمهم للنضال من اجل تحقيق الأهداف التي دعت إليها الحركة. ولا جدال أن الجهد السياسي الذي بذل لبلورة المبررات القانونية والسياسية الكامنة وراء مطلب الاستقلال في أوساط الشعب الإرتري هيأ المناخ النفسي وشكل أرضية صلبة ليتفاعل المواطن الإرتري مع الكفاح المسلح الذي بادر بإطلاق شرارتها الأولى الشهيد البطل حامد إدريس عواتي في الفاتح من سبتمبر 1961 م .
لقد أسهم المناضل محمد سعيد ناود مع رفيق دربه المرحوم عثمان صالح سبي إسهاما مشهودا بقلمه في إبراز القضية الإرترية في أوساط الرأي العام العربي عبر كتابة مقالات ونشرها في الجرائد العربية وعلى وجه الخصوص في الصحافة اللبنانية التي كانت سباقة في فتح المجال أمام أي موضوع يمت بصلة بنضالات الشعب الإرتري. ليس هذا فحسب بل ألف كتبا متعددة في الشأن الإرتري مثريا بذلك المكتبة الإرترية بمؤلفاته تاركا وراءه ثروة ينهل منها الجيل الإرتري الصاعد.
فقدت إرتريا علما من أعلامها. ولا جدال أن وفاته في هذه الحقبة التي لا تزال فيه إرتريا في أمس الحاجة إلى أمثاله من المناضلين كان يمكن أن تورث المزيد من العبر والدروس من تجارب النضال الوطني بكل تشعباته ومراحله التاريخية.
الموت حق ولا مهرب من إرادة الله عز وجل، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية بالتعازي الحارة لأسرته وزملائه في النضال متضرعا إلى الله جل شأنه أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين لقاء ما قدمه لشعبه ووطنه، وإنا لله وأن إليه راجعون.
أحمد محمد ناصر
رئيس الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
16 سبتمبر 2010
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9258
أحدث النعليقات