جرد حساب
ما قدمناه كمجتمع لإرتريا وماحصدناه بعد اكثر من اربع وخمسون عاما .
ان الذين يضحون بارواحهم من اجل الاخرين هم ابطال يخلدهم التاريخ الا في ارتريا .
لا أود اختزال تضحيات الشعب الارتري في الكفاح المسلح لكني أود ان اجرد الحساب من هذه الفترة .
مهما ادعينا وحاولنا ان نتجاهل حقيقة شكل الصراع الحقيقي في ارتريا ستفضحنا الاحداث .. في الوقت الذي اعلنت فيه جبهة التحرير الارترية ميلاد الكفاح المسلح للشعب الارتري من اجل انتزاع الارض والحرية في العام واحد والستين من الفاتح من سبتمبر .. كان الطرف الآخر هو من يطعن الثورة الارترية من الخلف كان ذلك في البدايات وكانو يعرفون بقوات الكماندوس .. لكن الثورة تجاوزتهم بحنكتها لأنها كانت ارادة شعب كامل .
ولأن القضية لم تكن اثيوبيا ولم يكن الامبراطور هيلي سلاسي الا موظف ينفذ اجندات المجتمع الدولي الذي تتحكم فيه القوي الامبريالية والصهيونية العالمية وهم لم يكونو الا عبيدا للامبراطور الذي كانو يحسبونه إلها .. قرر المجتمع الدولي ان يساير الثورة الارترية وسريعا ماوضعت مراكز الدراسات الغربية تصوراتها بأن تؤكل الثورة من داخلها ويخرج مجتمع الثورة من ارتريا عبر خطط زمنية تقدر في اعتقادي بخمسين عاما تبدأ مرحلتها الاولي العملية من العام 1975 .
لايمكن ان يكون البحر الاحمر عربيا اسلاميا خالصا . ان سكان ارتريا المسلمين يجب توطينهم مع الزمن في الدول المجاورة ويجب تشجيعهم علي قبول سياسة الأمر الواقع . هذه هي استراتيجية الغرب الامبريالي لسكان ارتريا .
دعونا نحلل كيف اؤكلت الثورة من الداخل ولماذا انهار هذا المجتمع بعد كل هذه التضحيات حتي اصبح المخنث يتطاول عليه ولايجد من يردعه .
كان هنالك خيارين لانهاء الثورة .
1: احراق الارض التي انطلقت منها الثورة بمن فيها واتباع سياسة الارض المحروقة ( مجازر عد ابراهيم وعونا ) مثال .
2: الالتحاق بالثورة واختراقها من الداخل اذا مافشلت الخطة الأولي .
فشل الخيار الاول فكان لابد من اتباع الخيار الثاني .. في البداية لابد من شق الجبهة الي فصائل دون ان يكونو هم في الصورة .
لابد من دفع بعض القيادات التي تحسب علينا لترتكب خطأ صغيرا يتم استخدامه ضد هذا المجتمع في التعبئة السياسية .
ان من يعلمون هذه الخطة هم قلة والاغلبية منهم تساق .. من كان ذا عقل منهم وكان وطنيا خالصا يقتل من اجل هذه الاهداف التي آمنو بها ورضو ان يكونو جزء منها .
هذا يوضح لنا شئ واحد وهو ان هؤلاء القوم قوم منظمون تخطط لهم مراكز دراسات غربية في سبيل تحقيق الغاية الامبريالية وهم ليس عليهم الا التنفيذ .
في المقابل ماذا نحن كيف نخطط وكيف نسير .
ان الانهيار الذي حدث لنا ماكان ليحدث لو كنا منظمين ولأن مشكلتنا هي التنظيم يتم استهلاكنا جميعا كسلعة لها تاريخ محدد للانتهاء .
اننا نفتقد حتي اﻵن لمركز دراسات واحد يقدم لنا تفسيرا لما حدث لنا في الماضي ومايحدث لنا في الحاضر وماسيحدث لنا في المستقبل .
كلنا نعلم اننا قدمنا الغالي والرخيص من اجل ارتريا ولكننا فقدناها واصبحنا لاجئين في معسكرات لاتصلح للاقامة .. وكلنا يعلم ان ذلك ماكان ليحدث لو ان جبهة التحرير الارترية لم تنهار .. لكن مالانعلمه جميعا ونتفق عليه هو كيف انهارت الجبهة . نعلم انها كانت مؤامرة دولية ولكن كانت فيها ايادي داخلية . كيف تم التعامل معها .. وكيف نتعامل مع ماكتب عن هذه المرحلة من رفاق الامس واللغة التي كتبو بها عن تجاربهم مختلفة المعني والمضمون .. هنا تكمن اهمية المراكز . تفصل لنا بين ماهو شخصي وتاريخي .. اي كلام يقال عن ان انهيار الجبهة كان بسبب تنظيم حزب العمل الماركسي او بسبب اخطاء افراد علي سبيل المثال 《 احمد ناصر .. ملاكي تخلي .. عبد الله ادريس ..ابراهيم توتيل وغيرهم》 هو كلام استهلاكي ليس اكثر ولا اقل . ان الحقيقة لازالت غائبة وغيابها مسمار علي هذا المجتمع .
انتهت مرحلة الثورة بخروجنا من الارض مجتمعين كفصائل . متفرقين كمجتمع الي قبائل وعشائر وبيوتات .
لتبدأ مرحلة الجهاد وقد كانت اسوء تجربة يشهدها الشعب الارتري ولم يكن الغرب بعيدا عنها .. حيث كانو ضباط السي اي ايه حضورا في معسكرات المجاهدين في الفاوا .
حركة الجهاد لم تكن منظمة ولم تتعلم من تجارب الجبهة والغرب وضع لها سيناريوهات عدة لكنه استخدم معها نفس السيناريو الذي استخدمه مع الجبهة شق الحركة الي فصائل اولا ثم اخراجها من دائرة الصراع .
فعلا استطاعو ان يشقو الحركة دون ان يكونو في الصورة تماما كما حدث في الجبهة .. صنعو احداثا لاترقي للانشقاق بالتعاون مع عميلهم الخاص اسياس افورقي لكنه اقنعهم بالانشقاق يقال ان عميل واحد هو من استطاع ان يؤثر في الاخرين . توالت الانشقاقات بعدها .الي ان خرجو من دائرة الصراع ولايدرو ولاندري ولايريدون ان ندري . لا اريد ان اكرر نفس الكلام ولكن من يقول ان سبب الانشقاق هو ابو سهيل او عرفة او حسن سلمان يقول كلام مستهلك .. لابد من ان نعرف الحقيقة كاملة فغيابها مسمار آخر .
شيء طبيعي ان ينهار هذا الشعب بعد ان قدم كل هذه التضحيات . الوف مؤلفة من الشهداء والجرحي شعب انفق كل مايملك من مال .. شعب خسر الارواح والاموال والتاريخ والارض . بعد كل هذا لم يجد تفسير لما حدث له ممن كانو يقوده . حيث لاذو بالصمت ولم يترجلو او يعتذرو .
شعب يري كل يوم حزب جديد يريد ان يستغفله دون ان يقدم له تفسير لما يجري فقط حزب من اجل حزب وكل حزب بما لديهم فرحون .
الخلاصة اي تضحية قادمة لايسبقها تنظيم ورؤيا استراتيجية ستكون النهاية لهذا الشعب وسينتصر المشروع الغربي وعملائه علينا .
.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35457
نشرت بواسطة فرجت
في سبتمبر 19 2015 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
ثم ماذا بعد هذا
الشعب ادرك الان المامره واذا بقينا علي ذلك الحال ربع قرن اخر من الذمان ستتغير .دمقرافية الشعب الارتري كماتعلم الان مايحدث في ارتريا هوالتفريغ وعلي الشعب ان يعودمره اخره دفعه واحده وهو الان امام امتحان صعب .