جزاء سنمار!؟
عمر جا بر عمر
الوفاء هو من الخصال الحميدة التى تميز أنسان عن آخر – حتى فى الحيوانات هناك من تتصف بالوفاء ( مثل الكلب ) … وبالمقابل فأن ( الموت ) هو الحقيقة الكبرى التى تسقط أ مامه كل الخلافات والأحقاد وتسمو الروح البشرية تجاهه عن الأنتقام والتشفى.
عا م 1970 كانت مصر فى حالة صراع متصاعد ضد أمريكا وأسرائيل – وكان الرئيس المصرى ( جمال عبد الناصر ) يقود حملة أعلامية وسياسية ضدهما ماجعل أمريكا ترسل بوارجها الحربية الى البحر الأبيض لتهديد مصر …لكن فجأة مات عبد الناصر وأمر الرئيس الأ مريكى بعودة البوارج وأرسل برقية تعزية الى الحكومة المصرية !؟
كذلك فعل الرئيس الجزائرى ( بومدين ) والذى كان على خلاف مع عبد الناصر …نسى خلافه وسافر الى مصر لتشييع الزعيم المصرى. وفى عهد ( عبود ) فى السودان قام بعض الضباط بمحاولة أ نقلابية وتمت محاكمتهم وأ عدامهم وفى اليوم الثانى ذهب اللواء ( طلعت فريد ) عضو المجلس العسكرى الحاكم الى منازل أ هالى الأنقلابيين للعزاء !؟
لكن طباع الشعوب تتغير تدريجيا وتفرز مظاهر وممارسات لم تكن تعرفها تلك الشعوب ..
عندما جاء نظام الأنقاذ فى السودان حاكم من حاولوا الأنقلاب عليه وأ عدموهم فى ليلة العيد … ما جعل أديب السودان الراحل ( الطيب صالح ) يقول : من أ ين جاء هؤلاء ..هل حقا ولدتهم حواء سودانية ؟؟ ما مناسبة هذا الكلام ؟ نقلت الأخبار أن ( نايزقى كفلى ) نائب وزير الداخلية الأرترية ووزير الأ علام سابقا قد توفى …حتى هنا قد يكون الخبر ( عاديا ) فالموت حق … لكن ما هو غير عادى أن دكتاتور أرتريا رفض دفن الجثمان فى أرتريا وأن أبنة المتوفى ذهبت الى أ رتريا لتستعطف ( بابا أسياس ) حتى يوافق على دفن جثمان والدها فى قريته !؟ لو كان المتوفى من قيادا ت المعارضة ربما فهمنا السبب حتى وأن لم نقبله .. لكن الأ مر يتعلق بأقرب المقربين من دكتاتور أرتريا … من لايعرف ( نايزقى ) نقول أنه لا يوجد أرترى تم أ عتقاله وسجنه أو أعدامه الا وكان هو وراء ذلك التنفيذ بأمر مباشر من ( سيده ) الدكتاتور. لم يكن ساعده الأيمن فحسب بل كان ( ظله وصوته وتلميذه النجيب ).لم يحدثنى أحد بذلك بل ذلك ماسمعته بأذنى ورأيته بعينى وفيما يلى بعض النماذج لما أقول :
1- بعد بدء حملة الأعتقالات لمناضلى جبهة التحرير وقوات التحرير واللجنة الثورية والمعلمين فى المعاهد الأسلامية سألت ( نايزقى ) : لما لا تقدمون هؤلاء الى المحاكمة أ ذا كانوا مذنبين ؟ قال : ليس لدينا وقت … لينتظروا هناك حتى يأمر الرئيس بما يريد ؟؟
2- عام 1993 والعلاقا ت بين الجبهة الشعبية وويانى تقراى ( سمن على عسل ) ألتقينا نحن كوفد من ( التنظيم الموحد ) مع قيادات من الجبهة الشعبية : شريفو وعلى سيد والأمين محمد سعيد ( كلهم وزراء ) و… نايزقى كفلى و كان نائب وزير. سألنا هم عن العلاقة مع تقراى …قال الوزراء ( أنها علاقة أستراتيجية وأنها ستتطور الى الأحسن لمصلحة الشعبين… وتحدث نايزقى أخيرا وقال: أن الخطر على الدولة الوليدة ( أرتريا ) سيكون من تقراى !؟ وأخذ يشرح ويحلل ولاحظت أ ن هؤلاء الوزراء ( المسلمون ) كا نوا يتابعون ما يقوله نايزقى مثلنا تماما ويبدو أن ذلك الدرس لم يتم تلقينهم أياه !!
3- فى أحدى الجلسات وفيها من الحضور من هم غير سياسيين تحدث نايزقى وقال : أنه ألنحق بالثورة بعد أن ( قتلت ) القيادة العامة أخيه … أى كى ينتقم … وبالفعل فقد فعل …
ثم أ ضاف موجها حديثه الى : أذا كنتم تعتقدون أنكم ستشاركون فى السلطة فأ نتم واهمون
ربما أ عطيناكم بعض المواقع ولكن قطعا …لن يكون منكم ( المسلمين ) وزيرا للدفاع أو للمالية !؟ وكنت قد وصلت الى قنا عة بأنه يردد صوت سيده لذا فقد قررت أن أشرح له أن الدولة الحالية ليست دولتنا وقلت له : بما أراه أمامى أعتقد أننا لن نحصل حتى على وزارة السياحة !؟
رغم ذلك كله فأ ن الوفاء من الدكتاتور وقدسية الموت وأ سترحام أ سرته … كل ذلك كان يجب أن يجعل الدكتاتور يسمح بدفنه فى وطنه … أما الحساب والعقاب فهو الآن فى يد الله وأما حساب الدنيا لن يسقط عنه بعد أن يتم أ سقاط النظام ومحاسبة كل ظالم ومجرم.
السؤال : لماذا فعل الدكتاتور ما فعل ؟ من أراد أ جابة عليه قراءة تقرير كتبته الناشطة الحقوقية ( أ لسا جروم ) فى موقع ( أسنا ) با للغة التقرنية وكذلك ما كتبه الأستاذ ( صالح قا ضى ) فى موقع عواتى باللغة الأ نجليزية وما يعنينى هنا هو أخلاقيات الدكتاتور وكيف يجازى من يخدمه وينافقه ويضيع كل عمره فى تبجيل وحماية الدكتاتور وفى النهاية لا يجد ( مقبرة ) تأويه !؟ اللهم لا شماتة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=20973
أحدث النعليقات