جنوب السودان في مخيلة زائر
أحمد صلاح الدين
إستراحة خارج سلسلة إشكالياتنا*
تجولنا في مطاف إستعدادات الإستفتاء – أعني إستفتاء الجنوب – و هنا كذلك لا أعني جنوب لبنان – بل أعني جنوب طوائف أ ُخر في جنوب القارة السودانية – بالتحديد بعيدأ عن حدود 1956 م ، خلف تماس ٍ من ( أبيي ) جنوباُ كان التجوال ونحن نشاهد بأ ُم ِ أعيننا
و نتلصص مسترقين السمع كما تفعل الفيلة في الأدغال – و شعار الحملة ( صوتك يكمن في تصويتك ) بمعنى مفهوماتي خيارك في صوتك –
Your vote, your voice
هكذا كانت باللغة الرسمية لدولة جنوب السودان أو السودان الجنوبي ( على وزن اليمن الجنوبي أو كوريا الجنوبية ) تلكم النتيجة ا لأتية بعد سقوط مشيمة العام الميلادي الجديد يناير 2011م.
عموماً جوبا تلك المدينة التي عشقنا أشجارها الوارفة – الممتلئة الخُضرة لوناً وسحرا – المذابة بلون الدينكا و النوير والشلك وبعض من الجالو- بور – الزاندي و الباريا – فكانت تكسوها نفحات من قوى الحرية من أجل تغير معالم الخارطة الاستعمارية في السودان الوطن القارة كما كان الوصف يوما – ومن الظلم يأتي الإنفصال .
تمثلت فرصتنا لزيارة تلك المدينة في عدة جوانب رغم عنوان الغرض الرئيسي – مشاهدة تفعيل حراك الإستفتاء – الذي لم يمنعنا تسجيل ما في أنفسنا من ماءرب جمى نكتفي أن ننقل للقوم منها ذلك الذي رفع درجة حواس إستشعارنا من ( حشوكشوكات ) تهمنا و تحركات كواليسية وأخرى مكائيدية إرترية تمبينية كالعادة – نقصصها لعلنا نواكب الأحداث التي قلنا لن تنتظر :
من أجل المعلومة فقط :
الوجود التجاري ( الإستثماري ) الأثيوبي و اليوغندي والكيني يتربع بصورة توخذ حدقة العين – ولا ندري ما وراء مبتغاه ، بينما حجم طاقم قنصلية نظام دولة إرتريا يفوق حجم سفارته في الخرطوم – رغم أننا تلمسنا من أن الجنوبيين قلت ثقتهم في غرف نظام أسمرا – ليس لشئ غير معرفتهم التامة لشخصية الدكتاتور الإرتري من على قُرب ٍ في أيام حصادهم هناك . وما زال النظام يستخدم إرسالياته المتمثلة في ( بنات حوائه ) هناك في جنوب السودان مع أنه تنقصهنْ إجتماعيات مثيلاتهن الأكثر تحضراً من الأثيوبيات اللاتي جئن لذات الثنائية في مرمى الشباك – المكشوف عند بنات حكومة أفورقي و المبطن بالنسبة للفيدرالية الأثيوبية و تلك تظل فوارق الشطارة و لا نقل الحضارة .
حوشكشك رقم واحد : ( قطر و القابون وهموم حجم الوزن الثقيل )
ترقبوا يا قوم زيارة الدكتور جان بينغ –رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي إلى عاصمتكم الإرترية – و قد تسبقه شئ من رياح قطرية كان تحريكها في 6 نوفمبر2010م من أديس أببا على وزن خفيف فور حضور دولة قطر إجتماع المنتدي الإستشاري لإستفتا ء جنوب السودان التابع للإتحاد الأفريقي The AU-SCF
– و ما دام اللقاء كان يتضمن الهموم السودانية – فكانت هناك قضايا تتعلق و دولة الجنوب ما بعد الإستفتاء – و منها الحالة الإرترية الأثيوبية العالقة في شأن حرب حدوديهما – حيث تلامس كلٍ منهما منفردة حدود الوليد الجنوبي و الأم السودانية التي ستكتفي بأن تكون دولة الشمال – ففي إستمرار العلاقة المتأذمة ما بين أبناء عدوا و تمبين على حالتها الحالية ، فإن ذلك لا يطمأن ما يتوقع من تطاير في جنوب السودان بعد الأستفتاء بفعل الجنوبيين داخلياً – و هنا يأتي حساسية الاصطيادات التي لها علاقة مباشرة بإستفتاء آخر هو إستفتاء آهالي منطقة أبيي – ( عليكم فك شفرات ما نقصد ) – مع أنكم الأكثر فهما للعقلية التخريبة في أسمرا ( ودي أفورقي ) – سبحان مغير الأحوال ، هذه المرة مع الشماليين و المشروع الحضاري ضد الجنوبيين و دولتهم المخيفة – نقول مخيفة يا قوم لأننا رأينا : جنوب السودان أو الدولة المتوقعة عبار عن ( جيش شعبي + قبائل ) و على الحواف مليشيات موقوتة و جنرالات مؤقتة – بعيداً عن أحزاب – مؤسسات – مقومات دولة وتلك من علامات الدليل لمظالم الخروطوم لأهل جنوبهم الذاهب بلا رجعة . نعم أن هناك تأكيدات 200% للإنفصال و 400% لدولة مجهولة الإعراب و الغيب عند الله و الغايب عذره معاه .. ( ننبه أن إرتريا ليس لها حدود مع دولة الجنوب القادمة حتماً ) ليكون ذلك كاملا من نصيب الجارة أثيوبيا- و عين الحسود لا تسود.
في ذات القضية و حول دول جوار السودان و قضايا العلاقات الثنائية بين تلك الدول على حدى و مع السودان من ناحية منفردة لكل دولة جوار – أيضا كان ذات الهم تترامى أطرافه ما بين مجلس السِلم و الأمن الأفريقي – و إيقاد – و لجنة الخبراء ذات المستوى الرفيعي الأفريقي (فريق الاتحاد الأفريقي رفيع المستوى )- في جوبا 13 ديسمبر 2010م بحضور ثابو AUHIP
أمبيكي الرئيس الجنوب أفريقي السابق – يا قوم هذا الرئيس و في تلك الكواليس أيضا عمل لإثارة الغموض التي يكتنف بطئ ترسيم الحدود الإرترية الأثيوبية لما لها أهمية في مستقبل إستقرار دولة جنوب السودان المتوقعة بالرغم أن إرتريا مقطوعة اللمس بحدود جنوب السودان الدولة – و هناك أيضا كان اللقاء القابوني القطري . و نتوقع دخول الجزائر على الخط الذي أتاحته فرصة قمة طرابلس للإتحاد الأفريقي و الأتحاد الأوربي الثالثة ( 29-30 نوفمبر 2010م ) لتكتمل الصورة في زيارة رئيس مفوضية الإتحادالأفريقي الدكتور القابوني جان بينغ للجزائر 12-14ديسمبر 2010م – و وجدتنا قد نخطئ في مثل هذه التقديرات و لكن يا قوم ما دام لنا معارضة تعمل في السياسة أو تتعامل معها فلها الخيار مما شاهدنا رغم أننا لم نرى لها وجود هناك من باب بناء العلاقة مثلا ما دام لنا إمتداد لقبائل نيلية على أرضنا الحبيبة .
حوشكشك رقم إثنين :
رأينا الفساد الإداري الأفريقي كالعادة يمشي حافياً على أخمس قدميه – فكان أهل رياك ميشار من النوير يتهمون جماعة إبن السلطان الدينكي السيد سلفاكير مايريدت في ذلك – بينما أهلنا الشُولوك ( الشُلُك ) يلومون بدورهم النوير في شراكة الفساد – و البنوك الكينية هي الدليل – كما رأينا بين هذا الحال و ذاك أن رمال جنوب كردفان و في مسافةٍ منه منطقة الوحدة تتململان غربا و شمال الجنوب – فالجنوب قد يكون أكثر من جنوب و جنوبيين في مستقبله – و هنا أيضاً نستدل بايدي و أيادي شمالية في الحراك الذي شاهدنا – و لكن ليس بمقدورنا أن نقول و نردد : ( مافي شمال بدون جنوب – و مافي جنوب بدون شمال … كلنا أخوان ) – الله يرحمك يا نميري – و إن قلنا ذلك ستكون فحوى المعنى هذه المرة : ( عليّ و على أعدائي ) و ذلك ما لم يبقيّ الزعيم الجنوبي الراحل الدكتور جون قرنق من شعار ( السودان الجديد ) – الذي يناقض فلسفة شيخنا الدكتور حسن الترابي من مشروعه الحضاري الذي يرى دخول السودان برمته في دين الإسلام ، بينما كان يرى الدكتور جون قرنق بأن ( السودان الجديد ) يكمن في اعتناقه الهوية الأفريقية بدلاً من العروبة التي تمثل 39% في الوقت الذي تشكل فيه الأصول الأفريقية في السودان 61% ( حيث 33% منها يقطن جنوب السودان ) – فكان الدكتور يرى بأن الدولة في السودان لا تذهب إلى المسجد أو الحج لكن للناس أن تحج و تصلي – أي عكس ما يراه الرئيس البشير في الشريعة .
عموماً مع تمنياتنا للسودان شمالاً و جنوبا كل ما نعني بالسلام و الإستقرار من معاني – إلا أن المسألة للجنوب تبقى أن مستقبله هو الأقبح و الأسوأ من حاضره – و نأمل أن تكذبنا الأيام القادمات في سنينها المتوقعة .
أما دولة الخرطوم بعد الإستفتاء نرى في أمرها ( بأن الشمال يأكل بعضه إن لم يجد من الجنوب ما يأكله ) – و كل دور ٍ إذا ما تم ينقلب و العاقبة للظالمين – فلا نامت بطون من شبع و الرعية جياع !!
حوشكشك رقم تلاتة :
تنظيمات إرترية معارضة لنظام الدكتاتور أفورقي تجهز برقياتها مسبقة لتهنئة حكومة جنوب السودان بإعلان دولتها بعد الإنفصال – يالطيف ( العشر قام ليه شوك ) – المصدر وفد أثيوبي جمعتنا به الصدفة في إستراحة نمولي في أقصى زيل الجنوب .
حوشكشك رقم أربعة :
( سري للغاية ) سفير حكومة إسياس لدي الخرطوم السيد عيسى أحمد ( ودي حجي ) ليس بالرجل المناسب للسيد و دي كاسا و للسيد قرماي قايم في الخرطوم بعد إستفتاء جنوب السودان وهذا ربما يدخل السيد السفير عيسى أحمد ( ودي حجي ) في حالة تمرد . .. على كل حال لا يمكن له خيار المعارضة ( حزب النهضة مثلا ) أو اللجؤ خارج القارة لشئ لا نعلمه !!؟ المصدر لمسئوول ( سوداني جنوبي متزوج من إرترية لها علاقة مع كل ٍ من ودي كاسا – وودي فتراري عقل المخابرات الإرترية داخل سفارتها بالخرطوم ) — صح النوم يا قوم المعارضة !! ( التقرير سربه ودي برهي ) بنفس السفارة !؟
يكفينا إلى هذا الحد من الحوشكْشُك و الباقي بالفلوس مُهلكة النفوس
و كل عام و الناس الغلابة وأوطاننا بخير .
*من زيارة لجنوب السودان بعيدا من أم الكبائر ( 10 – 21/12/2010م )
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10113
أحدث النعليقات