جولة عساكر دبرزيتي في المهجر تنوير بنجاحات أم تبرير لفشل
بقلم: هاشم سمرة – 26 يناير 2015م
عساكر دبرزيتي هو الجناح الذي شق تجمع الشباب الارتري الذي انعقد في منطقة دبرزيتي الاثيوبية في العام 2012 بغرض توحيد الحراك الشبابي الارتري وشارك فيه ما يزيد عن الثلاثين حركة شبابية ولكن قبل ان يكتمل تأسيسه انقلبت عليه مجموعة من بين قيادته االمؤقتة التي تكونت لايصاله الى مؤتمره الاول فعملت على تحريفه من مشروع التأسيس والتوجه به الى مشروع عسكرة دون تقديم مسوغ فانهار الاتحاد في بدايته وانقسمت قيادته الى شقين الاول مع فكرة عسكرة الاتحاد والاخر يدعو الى اكمال بناء الاتحاد من خلال عقد المؤتمر التأسيسي الاول الذي نصت عليه فكرة التجمع في دبرزيتي، وقد انتهت السنة الاولى من قيام التجمع الشبابي في شد وجذب اطرافه المتنازعة والمتناحرة حتى انتهى الامر الى فرض العساكر الامر الواقع والقيام بخطوات احادية تضمنت تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر تكرس فيه عسكرة الاتحاد ، وعقد المؤتمر الاحادي واعلن فيه عن تحويل الاتحاد الى تنظيم عسكري وانتخبت فيه قيادة جديدة انيطت بها مهمة التسريع بنقل الاتحاد واجهزته الى الجبهات الامامية والقيام بعمليات عسكرية لاسقاط النظام في اسمرا.
فكرة عسكرة الاتحاد لم تكن مرفوضة من اي جهة شبابية ارترية ولكن كانت هنالك خطوات يجب القيام بها في اطار بناء الاتحاد وهياكله على أسس وقواعد متينة ومن ثم الانتقال الى مرحلة اخرى لكن يجب ان يكون ذلك من خلال المؤتمر الجامع الذي يضع البرنامج العام وضوابطه وقواعده ، لكن الداعين الى العسكرة بشكل سريع لم يلتزموا ببرنامج التأسيس ورأوا ان يستغلوا الفرصة وهم ممسكون بزمام الامور في القيادة خاصة التنفيذية فاتجهوا مسرعين نحو عسكرة الاتحاد وكان لهم ما أرادوا حين عقدوا مؤتمرا لهم في منطقة “قوندر” الاثيوبية 2014م وشرعنوا العسكرة وأسسوا التنظيم الشبابي ليكون أضافة الى عدد التنظيمات الارترية الموجودة على الساحة اليوم.
انقضى ما يزيد عن العام منذ عقد المؤتمر والاعلان رسميا عن التنظيم العسكري وسبقه مثله من الوقت وقيادة هذا التنظيم تتحدث عن اهمية الاسراع للسعكرة لكسب الوقت وانقاذ ارتريا وشعبها من قبضة العصابة الحاكمة في ارتريا، لكن شيئا من هذا لم يحدث حتى الان ولم ترى الساحة السياسية الارترية المعارضة اي مظاهر قوة او وجود فعلي لهذا التظيم الوليد على الارض غير الوجود العام في الاماكن العامة التي ترتادها قوى المعارضة الارترية في اثيوبيا، فما هو الجديد بعد عقد المؤتمر وتحويل الاتحاد الى تنظيم عسكري واين نتائج العمل الذي هدف الى انقاذ ارتريا وشعبها.
تقوم هذه الايام قيادة الاتحاد العسكري لدبرزيتي بجولة في دول المهجر تعقد خلالها اجتماعات مع الشباب الارتري او غيره من فئات الشعب الارتري وتسمي هذه الجولة بجولة القيادة العليا للتنظيم واحيانا للاتحاد ويبدو ان تنظيم الشباب العسكري لم يستقر على اسم وكأن القيادة تريد ان تقول انها قيادة التنظيم والاتحاد معا او تقدم اسم وتأخره حسب الحاجة، لكن المهم هو أين وصل عساكر دبرزيتي هل أكملوا بناء التنظيم العسكري ، وهل هم على الحدود الارترية، هل لهم قوات ترابط هناك على الارض، هل توجد قوات عسكرية ارترية معارضة للنظام غير قوات عساكر دبرزيتي، وهل هنالك تنسيق بين هؤلاء وهؤلاء، وما هو الانجاز الذي تحقق حتى الان على يد عساكر دبرزيتي، وأخيرا لماذا هذه الجولة الخارجية الان ، هل هي لشرح انجازات ام لتبرير فشل قد أصاب التجربة التي بنيت على تهور واندفاع؟
قد لاحظ الجميع الاندفاع الذي سبق انعقاد مؤتمر العساكر في “قندر” وانبثاق هذه القيادة كما لاحظ الجميع الانكفاء الذي شهدته الفترة ما بعد المؤتمر والانتقادات العلنية التي بدأ يوجهها أعضاء قياديون في اتحاد العساكر بعد المؤتمر وأكثرها عبر وسائل الاتصال المرئية والمسموعة والمقروءة وكلها تتحدث عن غياب الوعي الجمعي للقيادة وعن التراجع الكبير الذي يسجله هذا التنظيم كل يوم وعن الاختفاء القسري لقياداته في اثيوبيا وعن محاولات التصفية الجسدية لعناصره وتصفية الحسابات خارج الدوائر التنظيمية ونقل المعارك الشخصية الى شوارع المدن الاثيوبية وقراها اضف الى ذلك الحديث عن غياب الشفافية والمساءلة والمحاسبة والرقابة الذاتية، حتى أصبح التنظيم شبح يهدد وحدة النسيج الاجتماعي للشعب الارتري خاصة ابناء المرتفعات الارترية مما أوصل البعض منهم لان يتبنى علنا التأطير في اطار الاقليم والمنطقة والقبيلة حتى انحصر حجم اتحاد عساكر دبرزيتي وسجل تراجعا كبيرا، لكن قيادته التي تقوم حاليا بجولات تحاول ان تنكر هذا الواقع وتدعي بانها تتعرض الى مؤامرة وتشويه وتقول بانها تريد ان تعمل مع الجميع لكن بعد ان افرغت الاتحاد من مضمونه بابعاد الجميع.
تستطيع هذه القيادة بالقيام بجولات حول العالم ولمدة عام كامل وهذا ليس المقياس لان تركيبة اتحادها او تنظيمها تقوم على أساس مجموعة واحدة تجمع بينها كل عوامل التطرف والغرور وتجد في الظروف التي تمر بها الساحة السياسية الارترية المعارضة الان مواتية لها ومناسبة وهي ظروف يصنعها افراد مشابهون لهؤلاء تماما ، متعصبون لرأيهم متقلبون في مزاجاتهم منقلبون على الاخرين متزمتون وعصبيون يضعون ضمن صفوفهم بعضا من ابناء الطوائف الاخرى للتغطية والتمويه ولاستغلال عواطف الناس وللكسب الرخيص من خلال الدعاية والتمويه.
كل الحركات الشبابية الارترية الاخرى التي كانت طرفا في ملتقى دبرزيتي قالت كلمتها ضد هذه القيادة قبل مؤتمرها العسكري وبعده والان في هذه الجولات ايضا، وتعمل هذه الحركات الان ومنذ وقت سابق من اجل لم شملها من جديد وعقد ملتقى شبابي مماثل يؤطر لقيام حركة شبابية واعية لدورها الوطني وقادرة بالقيام بمهامها الوطنية وعلى الشباب الارتري في كل مكان ان يضع أهمية بناء معارضة وطنية قوية في المقدمة والاستعداد للعب دوره الشبابي في عملية التغيير التي تنتظرها ارتريا قريبا، أما قيادة اتحاد عساكر دبرزيتي فليس لديها ما تتحدث عنه من انجازات بل كل الشواهد التي امامنا هي انكاسارات وتراجعات وتراشقات شهدتها طيلة الفترة الماضية من عمرها، ويظل منتسبوها يعان الامرين حتى يغادروها وينضموا الى المسيرة الشبايبة التي تتجه نحو التأسيس لحركة شبابية ارترية واعية ومستنيرة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32952
ما هذا الهراء والتخبط الناس عملت تنظيم وجلست على هرم المجلس الوطنى وخلت ليكم دبرزيت يا اعملو زيهن او اسكتو يا شباب اخر زمن
مجموعة ودي أسفها حرقت كرتها الأخير وخيبت آمال من كان يمول ويقف من خلفها وها هم الأن يستنجدون بأبناء جلدتهم في اجتماعاتهم وجولاتهم الخفية والعلنية لاحتواء الموقف قبل فوات الأوان .
تسلم (أبو سمرة) مقال تنويرى جيّد هوؤلاء دخلوا معسكر المعارضة فى غفلة من الآخرين وبوتيرة سريعة.. من وراءهم ومن يمولهم؟؟؟ أما الإصصطفاف الإقليمى أصبح ظاهرة مخيفة فى أوساط أبناء المديريات الثلاث ليس فقط بين الشباب وحتى المسيّسون منهم وأصاب التجارب الكبيرة وقد حذرهم (تسفاى تمنو) من أن هذا الإصطفاف سوف يفقد البوصلة ليس فقط لأبناء المرتفعات وإنّما سوف يكون له تأثير كبير على بقية مكونات الشعب الإرترى (على حسب وجهة نظره) وهل نحن سالمون من الإنقسام فالكل فى الهوى سوى حتّى يأتى يوم… لا تقصّر يا (أبو سمرة) تابع هؤلاء المجاميع وأتينى بأخبارهم وتخصص فيهم …
وشكرا مرة أخرى على المقال