حامد عواتي قاد المقاومة الشعبية لمواجهة الهجمات الشريرة

عواتي لم يأخذ شيئا من الغنائم التي يستولي عليها المقاومون

المناضل / عثمان عبدالله  في حديث الذكريات

 حاوره: أبوبكر صائغ     (جريدة: ارتريا الحديثة  العدد   سنة 2007)

الجزء الثاني  و الجزء الثالث

الشهيد/ حامد إدريس عواتي مفجر الثورة الارترية، قيل الكثير عن ماثره البطولية وحكمته وتضحياته ورما تكون جالست بعض المناضلين من الرعيل الأول ومن الذين يعرفون الشهيد حامد إدريس عواتي،  حدثني عما سمعته عن الشهيد/ حامد عواتي ؟

حامد إدريس عواتي كان قائدا ما قبل الثورة. حامد كان مسؤل جبهة في زمن علي بنطاز وكان يقود المقاومة الشعبية لمواجهة موجات الهجمات الشريرة التي كانت تأتي لتنهب الخيرات وتخطف النساء من جهة الشمال والغرب. وحامد حينها كون مجموعات لمقاومة هجمات الولقايت التي كانت تأتي من إقليم تقراي. حامد عواتي لم يأخذ يوما شيئا من الغنائم التي كان يغنمها الى منزله أو لفائدته. وأتحدى كل من يقول غير ذلك والتاريخ يشهد لحامد عواتي بذلك وكل الذين عاصره وجانبوه من رفاقه يشهد له بذلك. والمقاومة الشعبية بدأها مع علي بنطاز ومحمد حامد شلشي الذي كان مسؤلا عن الجبهة الشمالية وهي الجبهة الممتدة من خور بركة وشمال ارتريا حتى المناطق المتاخمة للحدود السودانية.

وعلي بنطاز قال: أنا من ابناء هذه المنطقة ولا احتاج لمساعدة احد. وسوف اردع  أي قوة تحاول الإعتداء على هذه المنطقة ونهب خيرات هذه الشعب. وجبهة علي بنطاز كانت تمتد من تسني حتى كركبت.  وحامد عواتي جاء الى محمد حامد وعلي بنطاز وقال لهم: أنا في حالة دفاع عن خيرات وممتلكات المواطنين من هجمات التي نتعرض لها. وبعد ذلك أصبح حامد عواتي هو المسؤول عن القطاع الممتد من تسني وحتى أم حجر. ومن أم حجر حتى منطقة بادمي. وبادمي كانت تعرف في السابق ايم اببوت ببشا”.

وهناك كتاب يحتوي على نضالات حامد عواتي وسيرته الذاتية ونضالات رفاقه. وقبل التحرير وبتوجيه من الاخ المناضل/ ابراهيم توتيل قابلت السيد/ عثمان لونق الذي كان اليد اليمني لحامد إدريس عواتي. وحضر معي السيد عثمان لونق الى منطقة “شابايت” وسجلنا معه عدة اشرطة وكان ذلك عام 1988م وعندما اقول لك أن حامد لم يأخذ يوما غنيمة لمصلحته أعرف سيرته الذاتية تماماً وذلك من خلال المقابالات التي أجريناها مع رفاقه الذين عاصروه ولم يفارقهم.

وعثمان لونق حين سلم نفسه لإثيوبيا كان يملك 35 جنيه سوداني فقط وكلمة قطاع الطرق أطلقوها عليه الطليان لأنه رفض أن يدفع لهم الضريبة.

وعواتي وأجداده لم يدفعوا لأي شخص مهما كان جزية للأرض. وبطولات حامد عواتي لم يتم تدوينها أو كتابتها الا انه كان بطلا شجاعا.

واطلق الإنجليز على حامد عواتي مقولة “قائد بلا شعب” والمناسبة التي اطلقوا فيها هذه المقولة هي في عام 1947م ، ذهب الكولونيل البريطاني لمقابلة حامد إدريس عواتي في قرية قرست  وقال الكولونيل: عواتي يا حامد مطلوب منك تسليم نفسك ؟

وقال لهم عواتي: أنا لا اسلم نفسي لكم بل أطالبكم بان ترفعوا أيديكم عن الشعب الإرتري.

وقال له الكولونيل الإنجليزي: انت قائد يا حامد وشعبك لا يدرى عنك شيئ. ومن هنا جاءت مقولة “قائد بلا شعب”. وشاهد على ذلك المرحوم عمر حسنو، والمرحوم علي موسى راداي. وقال مرة أخرى الكولونيل الإنجليزي لحامد عواتي: المفاوضات بيننا الأن تعثرت ولكن سوف اعود اليك للحديث معك في مرة قادمة.

وقال حامد عواتي للضابط الإنجليزي: إذا حضرت المرة القادمة الرجاء لا تحضر معك علي موسى راداي.

وقال الضابط الإنجليزي لحامد عواتي: ما هو السبب ؟

قال له: هذا الشخص هو من جماعة تدلا بايرو، “فمن غشنا فليس منا”.

وقال له مرة أخرى: ما رأيك في السيد/ عمر حسنو ؟

رد عليه عواتي: هذا احضره معك. لأن عواتي كان على علم بسيرة كل الرجال.

وقال الكولونيل لعواتي: ثم من أحضر معي بالإضافة لود حسنو ؟

قال عواتي: أحضر معك محمد الشيخ داؤود من ال سيدنا مصطفى.

ولو رجعنا الى التاريخ وسأ لنا من هو محمد الشيخ داؤود نجد أن محمد شيخ داؤود كان يلقن المواطنين الارتريين دروس في كيفية محاربة الإستعمار ومقاومة المحتلين. ومحمد الشيخ داؤود هو واحد من أمثال حامد إدريس عواتي بدليل حضوره الى اسمرا في منتصف الخمسينيات القرن العشرين ليلتقي بقطاعات واسعة من سكان اسمرا ويقول لهم أنا من ال سيدنا مصطفى ويدخل معهم في حوارات حول الوحدة الوطنية.

بعد إستشهاد القائد/ حامد إدريس عواتي كيف كانت أحوال الثورة ومن هم الأشخاص الذين قادوها في القيادة لتفادي الفراغ الذي حدث في القيادة بعد إستشهاد عواتي ؟

قبل استشهاد القائد/ حامد إدريس عواتي النظام كان نظام فصائلي. فصيلة يقودها عواتي فصيلة يقودها الشهيد / عثمان أبو شنب، فصيلة يقودها عمر ازاز وفصيلة يقودها ادريس حاج…الخ.

وفي تلك الفترة كانت هناك قيادات كثيرة مثل/ محمود ديناي، طاهر سالم، محمد ادريس حاج، قندفل، محمد علي عمرو، عمر دامر، أبو طيارة، ابو رجيلة وغيرهم.

وأنا إختلف مع الذين يقولون بأن جبهة التحرير الإرترية جاءت بالصدفة أو بدون برنامج وما اعدت قواعد أو نظمت جماهير وهناك ادبيات كثيرة صدرت في تلك الفترة يجب أن يعاد قراءتها من جديد وعملية لملمتها وتوثيقها هي المشكلة. ولو كانت الجبهة تهتم بالوثائق لكانت لدينا اليوم كم هائل جدا من الوثائق كانت حتكون مراجع للباحثين والدارسين.

وأن تنظيم مثل تنظيم جبهة التحرير الارترية والتي يوصف بعدم الإعداد والتنظيم. وهذا كلام غير سليم. الجبهة بعد إستشهاد/ حامد عواتي كان يقودها المناضل/ محمد إدريس حاج.، الذي كان يملك صفحة خاصة في النضال ثم جاء بعده المناضل/ طاهر سالم وبدوره إستطاع تأمين وتثبيت الثورة. وكذلك القائد الشهيد/ عمر حامد إزاز الذي كان قائدًا شجاعا وفي تلك الفترة العصيبة من عمر الثورة إستطاع الشهيد/ عمر إزاز أن يجمع أكثر من ثمانين بندقية لوحدته من قوات العدو وفي تلك الفترة كان قائد فصيلة وعمر إزاز وفصيلته كان عدوا لدودا للقوات الإثيوبية ولقنو جيش العدو ضربات لا يمكن أن ينسوها أبدا وكان عمر إزاز وفصيلته يشكلان بعبعا مخيفا للعدو.

والتاريخ يشهد على ذلك. وخلال فترة القيادة دخلت الجبهة في معركة خاطفة في “أديبرا” ثم معركة “تلأ” أي التي توجد في منطقة ساوا واستولت وحدات الجبهة على عدد من الأسلحة. وعملية قندفل ورفاقه في هيكوتا حين داهموا المعسكر وغنموا عدة اسلحة وتلك العملية شكلت ضربة للروح المعنوية لقوات العدو. وكذلك عملية “منقولا” والمعارك المتكرر في عنسبا ووصول الجبهة الى شعب هذه الأحداث والمعارك كانت قبل دخول الثورة في نظام المناطق.

وهناك من يقول الأن  ان “الجبهة غير منظمة” وهذا الكلام غير صحيح إطلاقا ولو رجعنا الى التاريخ وحصرنا عدد المعارك سنجد الكثير من الانجازات والمعارك.

واقول في هذه السانحة إن الجبهة لو كانت همجية كما يقال عنها أو لم تملك خطط وبرامج للثورة لدخلت الى مدينة تسني أو أي مدينة وانتحرت فيها.

والصحيح هو أن الجبهة كانت تختار المكان والزمان المناسبين لتوجيه ضربات للعدو. والجبهة ثبتت الروح الوطنية وقاومت العدو خلال السنوات الاولى لتاسيس الثورة.

إعداد: صفحة / حامد إديس عواتي – فيسبوك (بمناسبة اليوبيل الذهبي للثورة الإرترية)

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16817