حتي لاتكون هناك عقبات أمام المؤتمر القادم
محمد امان ابراهيم انجابا
Nedall55@yahoo.com
تعيش المعارضة الإريتريه هذه الفترة حالة من الفرز والتكتل والإستقطاب الحاد بين مكوناتها ، وتأكلت الوحدة الوطنية والثوابت وعصفت بها عوامل كثيرة ومن بينها إقرار حق تقرير المصير حتي الإنفصال في البيان الختامي للملتقي الوطني للتغيير الديمقراطي ، مما جعل الأمر أكثر تعقيداً في المرحلة القادمة ، وكأننا في إنتظار المجهول.
فيجب علي المفوضيه الإريتريه للتغيير الديمقراطي أن تتحمل تبعات البيان الختامي للملتقي واللبس الذي جري حوله حتي نبني المؤتمر القادم علي أرضيه صلبه ونصحح المسار ونتجاوز حالة الركون و الصمت القائم في التحالف، ويجب معالجة الأمر بالمصارحة والشفافيه ومواجهة الحقيقيه وليس بالتقاضي وصرف النظرعن الخطأ ، هذه المشكله لامحال سوف تطل بظلالها علي المؤتمر القادم وسوف تكون محل جدل ونقاش.
نعم هذه المفوضيه ربما لاتكون جزء في الخلاف القائم ،أو ربما كان البعض من أعضائها ضمن اللجنة التي أشرفت علي البيان الختامي ، ولكن المهم عليها أن تتحمل المسؤليه طالما يقع علي عاتقها التحضير ونجاح المؤتمر القادم وتجميع أفئدة الإريتريين وكل القوة المناهضه للنظام .
وفي تصوري البسيط يكمن الحل في الأتي :
أن يقوم التحالف الديمقراطي وهو بإعتباره أعلي هيئه تنفيذيه لمعسكر المعارضة ، بتشكيل لجنة من التحالف ومن أعضاء المفوضيه لمعالجة اللبس الذي جري في البيان الختامي وتكون مهمتها في كيفية تخطي هذه العقبة والمشكلة الخطيره التي ليس لها سابقه في تاريخ النضال الإريتري ومعالجتها بالطرق الصحيحة عبر القنوات الرسميه والخروج ببيان للقاعده الجماهيريه الإريتريه ، لتكون علي بينه من الأمر ، من غير تبرير للفقرة الواردة وبعيداً عن التمييع والتضليل للرأي العام.
أما ترك الحبل علي القارب والكل يؤول كما يشاء بهذه الطريقه دون أن تتم معالجة الأمر سوف تجعل مهمة المفوضيه عسيره ، وربما تلتحق بعض تنظيمات المعارضة بحزب الشعب وتقاطع المؤتمر الوطني للتغيير الديمقراطي القادم، ويكون الحال أسوء من ذي قبل.
لابد أن تكون هناك إجابات مقنعه لكل الأسئله العالقه منذُ ختام الملتقي والي الان . ولابد علينا مُداركت الأمر قبل أن نذهب للخطوة القادمه حتي لاتكون هناك أصداء ومعوقات أمام عمل المفوضيه ويستفحل الأمر.
نعم هذا الشأن من إختصاص اللجنة التي صاغة البيان الختامي ، ونعم البعض لايريد أن يتطرق للأمر خوفاً من التصدع والخلاف في معسكر التحالف ، وخاصة الخشية من جبهة القوميات ، التي إستغربت البيانات التي تسنتكر إدراج فقرة تقرير المصير ، لقد ذهب البعض لابد من إحتواء هذه المجموعات ولوكان الأمر غير مرضي للجميع ، ويعتبرونه أقل ضرراً حتي لايفقد التحالف هذا المكون وأيضاً حتي لاتغضب الدولة المضيفه.
المجاملات والتساهلات في القضايا المصيريه والتي تمس بالسيادة الوطنيه وتهدد كل المكونات الإريتريه سوف تقلل من مصداقية المعارضة وتشوه طرحها الوطني ، نعم مثل هذه التساهلات هي التي جعلت جبهة التحرير الإريتريه تتقهقر وتتراجع من خط المقدمة والريادة ويكون هذا حالنا.
وبذلك كان النصر حليف القوي المناوئه لها ، التي تربعت علي عرش السلطة ، لانها كانت واضحه في طرحها ومشروعها الإقصائ والتسلطي والإثني .
فإذا أردنا أن نذهب الي الأمام لابد من وضع الحروف علي النقاط حتي نتجاوز هذه المرحلة بالمحافظة علي الصف الوطني وإرضاء القاعده الجماهيريه ، والخروج من حالة السخط ، وثم المحفاظة علي النسيج الإجتماعي لمكونات الشعب الإريتري والحفاظ علي وحدة اريتريا دون المس بالمكتسبات الوطنيه .
نعم الظلم الذي وقع من قبل النظام هو ظلم عام ولم يسلم منه أحد ،هناك تفاوت في الظلم ، ولكن بالنسبة للمسلمين الكل متظلم ومتساوي في الظلم وهذا لايجعل كل مجموعة تسعي بمفردها عبر القبليه والقوميه وتبحث عن حلول في هذا الإطار دون النظر الي الوطن وكيفية المحافظه عليه وعلي الدماء التي سكبت من أجل استقلاله وحريته .
نعم الكل له الخيار فيما يذهب اليه من قبليه وقوميه وغير ذلك ، ولكن ما نتمناها هو الوحدة والتكامل وطرح وطني يشمل كل المكونات الإريتريه ، وهذا ربما لا ندركه ويكون صعب المنال .
يجب التفكير في خلق جبهة وطنيه عريضه تتمسك بالوحدة الوطنيه ليس بديلاً لكيان التحالف ، لكن يجب تطوير هذه المنظومة إذا أمكن والتوجه في تسريع إزالت النظام ، أما إذا تعذرالأمر يجب العمل في إطار إسلامي وطني عبر المشاركة الحقيقيه لكل المكونات الإريتريه، لنسترد الحقوق التي سُلبت ونحقق العدالة والديمقراطيه في أرض الوطن.
عندما ننظر الي الحل يجب أن ننظر برؤيه عميقه وبعيدة المدي ، ويجب أن ننظر الي نصف الكوب الممتلئ حتي نري الصوره أكثر وضوحا ، أما إذا نظرنا الي النصف الفارغ فقط دون النظر الي الاخر الممتلئ فتكون الخسارة حتميه.
الجانب الممتلئ في القضيه الإريتريه هو نضالنا المشترك وتمازج دمائنا والتضحيات الجسام التي قدمها أبطالنا من المرتفعات والمنخفضات ، فهذا لايجب أن يروح سداً. إن شاء الله بوحدتنا وتماسكنا نحقق الإنتصار وتكمن بها قوتنا ، وبتفرقنا نفقد كل شيء ، حتي الجزء الذي نسعي له عبرالقبيله والقوميه سوف يسقط من بين أيدينا ونحن نهرول نحو التقسيم وحق تقرير المصير .
الله سبحانه وتعالى أكرمنا بنعمة الإسلام ونهانا عن القبيليه والجاهليه والتفرقه (قال الرسول صلي الله عليه وسلم : دعوها إنها نتنه) وكذلك في القراءن الكريم قال الله سبحانه وتعالي :( إنا جعلناكم شعوبا وقبائل للتعارفوا ان أكرمكم عندالله أتقاكم) صدق الله العظيم.
وقول الشاعر:
تأبي الرماح إذا إجتمعنا تفرقا *** وإذا إفترقنا تكسر أحادا
هذه الخلافات والتكتلات القبيليه لاتوجد في مجتمع التقرنيجه ، بل بالعكس نحن تكسونا القبليه والأميه والجاهليه والتخلف . فهناك أسئله تطرح نفسها نحن نبحث حقوقنا من أي جهة ؟ هل من بعضنا البعض أم من طرف أخر وهو يمثل طرف المعادلة في السلطة؟.
أين الذين يتباكون علي هضم حقوق المسلمين ؟، أين الذين يصرخون بتهميش دوراللغة العربية وهيمنة اللغة الواحدة ؟.فكيف نسترد حقوقنا من ذاك الطرف إذا تجزءنا وتبعثرنا الي قوميات وقبائل؟
هل الحقوق التي سلبت تجد ضالتها في التنظيمات القوميه والقبليه لإستردادها؟ ،نحن المسلمين لدينا مشكله كبيره لانعرف ماذا نريد وما هي مطالبنا ؟ وليس لدينا وعاء تنظيمي يمثل بحق وحقيقه مكوناتنا الوطنيه ؟ فكان هذا السبب وراء ظهور تنظيمات ذات طابع قبلي وكذلك يظل الوطن أسير تحت هيمنة التقرنيجة وتسلطها ، طالما هناك تشتت لبقية المكونات وعدم تجميع صفوفهم تحت راية واحدة.
خالق الكون فضلنا علي غيرنا من الامم بنعمة بالدين الاسلامي وسماحته ثم جمعنا كإريتريين في بوتقه واحده وهو الوطن الكيان الذي يجمعنا وحبه نابع في قلوبنا وحب الأوطان من الإيمان ، فلماذا نبحث عن سبل الشتات والتفرقه بالرجعيه والعنصريه والجاهليه ؟.
نعم الإعتراف التام لحق القوميات في ضمان وصيانة حقوقها السياسيه والإجتماعيه والثقافيه في الملتقي وإعطائها الحيز الكافي للنقاش والحوار لاغبار عليه ولاعيب فيه . وهذا حق طبيعي ومكفول به ، ولكن الخوف والتوجس يكمن في مطالب جبهة القوميات بحق تقرير المصير حتي الإنفصال ، وهذا المطلب جزء من ميثاقها التنظيمي ، وتسعي لكسب التأييد عبر هذه البوابة ، وأخيراً نجحت في تثبيته في البيان الختامي للمتلقي الوطني للتغيير الديمقراطي ، وللأسف بعض التنظيمات الإريتريه ردخت لهذا المطلب ، وذلك يزيد من مخاوف تفتيت الكيان الإريتري ويوسع الهوه بين أطراف المعارضة ويضعف عامل بناء الثقه بين مكوناتها ، وبذلك يؤخر عملية التغيير المنشودة ، ويجعل المؤتمر القادم تطغي عليه حالة الشد والجزب ويكون محل شك ، وبذلك تكون كل مقرراته ضعيفه ودون جدوي فيما بعد ، وتكون الخسارة للتحالف ولكل القوة المعارضة للنظام ويفقد الجميع ثقة الشعب الاريتري .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9556
أحدث النعليقات