حدث وتعليق : الفشل الذريع طبع حشد جنيف المزيف..!
الحدث :
شهدت العاصمة السويسرية جنيفا اليوم 22 فبراير 2010م تظاهرة نظمها نظام أسمرا إحتجاجا على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1907في الثلث الأخير من ديسمبر العام الماضي2009م والقاضي في سياق نصه بفرض مجموعة عقوبات النظام.خرجت هذه والتي ظل يعد لها لأشهر وشملت عمليات تهديد للمواطنين الإرتريين في الخارج بعدم تجديد جوازات سفرهم أو حرمانهم من دخول البلاد ، أو مصادرة ممتلكاتهم فيها ، ما لم يضعوا توقيعهم على عرائض إستنكار وتنديد ، كما تعدت ذلك إلى مد جسور التعاون مع بقايا نظام “الدرق” واللقاء لعناصره في سفارات النظام بالخارج –لقاءات سفارة لندن نموذجا، وهي عناصر ممن شاركت في هدر الدم الإريتري لسبعة عشرة عاما، قبل التحرير وإنهيار نظامها في إثيوبيا – هذا بالإضافة إلى إلزام أنصار المرتهنين لديه من صوماليين وسودانيين وغيرهم ، للمشاركة في حشده الموعود، وبالطبع المشاركة القسرية لعناصر سفاراته بأروبا وأزلامه، وقامت فضائيته بتغطية التظاهرة ، كما بتث لقاءات مباشرة مع المشاركين .
التعليق :
المشاهد المباشرة التي نقلتها فضائيته العتيدة أوضحت إن الفشل الذريع للحملة التي سخر النظام طاقاته جميعها هو المعطى الحقيقي لما جرى اليوم بجنيفا السويسرية، وذلك من خلال ما كرسته صور فضائيته من :
- أوضحت الصور المباشرة الأفقية إن الحشد فشل في ملأ ما مساحته مربع واحد من ملعب كرة قدم – لملاعبها 4 مربعات – حيث بدت الفراغات واضحة بين (الكيمان) ، فيما أظهرت الصور الرأسية إن غالبية المشاركين هم من البقايا الدرقية وأنصار المرتهنين، ما أوقع مخرجي البث في حرج التنقل الخاطف للمشاهد، وحتى يعكس للمشاهد العادي كثافة المشهد.
- إنبرى أحد ممثلي النظام – دكتور تولدي ولدي كدان – ليصف ما قام به رفقة ممثلي الدرق والمرتهنين، في مقابلته لمسئولي مقر الأمم المتحدة بجنيف ، حيث أوضح إنه رفع قوائم تحمل تواقيع 116 ألف معارض للقرار، وهذا الرقم وبرغم كثافته اللفظية، فإنه يكشف تضاؤل حجم نجاح الحملة ، فيما إن تمت مقارنته بتعداد الشعب الإريتري (يقدرما بين 4- 6 ملايين في الداخل والخارج ، وفي غياب إحصاء حقيقي منذ العهد الإيطالي) أو باللاجئين الإريتريين في الخارج ( يقدرون بأكثر من مليونين ونصف)، فهل كان مشاركة رفيقيه في الوفد أيضا تمثيلا للقوائهم ضمن المائة والستة عشرة ألف ..!؟ سؤال برسم البارعين في تزوير الهويات وحقائق الأرقام في أركان النظام .
- إتسمت الكلمات التي ألقيت في الحشد بضعف الموضوع ، وإحساس مليقيها بضرورة القيام بها، دون تواصل مع المضمون، وبلا حماسة وطنية، كما عهدنا من جميع أبناء وطننا..! والعبارات الباهتة ، وإستجداء ماض لم يكونوا أوفياء لضحاياه ، فيما تعالت أصوات الضاحكين بين فينة وأخرى .. فهل ضم الحشد كل الذاهبين بلا هدف !؟ ولم لا، فالمهم لديهم كان إظهار الشكل، أما المحتوى فذلك شأن لا يعنيهم .
الخلاصة :
- أولى الحقائق التي نخرج بها إن الفشل كان عنوانا مشهودا – وعبر فضائيته – لحشده ، فالجموع الإريترية في الخارج ماعادت قطيعا يساق بدغدغة المشاعر الوطنية ، أو الترهيب والترغيب ، وهو على وعي بأن القرار ما إستهدف إلاّ النظام ومتحركاته الخارجية ، مثلما هو على معرفة موثقة بما يجري في الداخل الإريتري ، فقد ولّى عهد تلك الأساليب الخداعية .
- إن حملة فروع التحالف الديمقراطي الإريتري ومنظمات المجتمع المدني الإريترية الملتزمة بالتغيير الديمقراطي في إريتريا أثبتت نتائجها المباشرة، في مقاطعة الحشد، وتصديها لحملة الترهيب والتخويف التي دشنها زبانية النظام في الخارج ، فإلى مزيد من التلاحم الخلاق بينها، في تعبئة الجماهير الإريترية في الخارج ، على طريق حشد قوى التغيير الديمقراطي شكلا ومحتوى .!
- ستتشدق طوال الأيام القادمة أبواق النظام الدعائية بنجاح حملتها..! وإيهام الداخل الإريتري بوقوف أبنائهم في الخارج بجانب النظام في مقاومة القرار..! بل لن يمنعها حياء أن تتعداه إلى التبشير بقرب تراجع الأمم المتحدة عن قرارها أمام ما جرى..! ولكن هل ينخدع شعبنا وهو يعايش حقائق وضعه المأساوي ، هيهات وهيهات ..!
- إنه الفشل الذريع بكل سماته، للنظام وزبانيته المحليين والمرتهنين الإقليميين ..! وإلى المزيد ..!
- إنه النصر الأكيد لكل المناضلين تتوالى خطواته على طريق التغيير الديمقراطي ..وإلى مزيد من التلاحم الخلاّق بين مكوناته ..!
خدمة :gabeel.net
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=1830
أحدث النعليقات