حركة قوات الدفاع الارترية للتغير(عملية فورتو 21 يناير 2013م): البداية والتطور والتنفيذ
فكرة عملية فورتو خطط لها قبل اربعة شهور وقبل تنفيذها وصلت معلوماتها الى اسياس . ولم يكن معلوماً عن الجهة التي افشت هذا السر.وقدعقد اجتماع في اسمرة قبل ثلاثة ايام من للعملية (يوم الجمعة) يقوده اسياس وضم مدراء المناطق.ولم ينتهي هذا الاجتماع في ذلك اليوم وقرر اسياس ان يتم مواصلته بتاريخ يوم الاثنين 21 يناير في مقر وزارة الاعلام في القاعة المعروفة باسم القاعة الاعلامية للدولة عند الساعة التاسعة صباحاً.
وابلغ مصطفى نور حسين لزملائه ودي علي وآخرين بموعد اجتماع المدراء الذى تقرر عقده في مقر الاعلام واتفقوا ان تتم العملية فيه.
اثار هذا الخبردهشة المسئولين الكبار، تبليغ اسياس بموقع الاجتماع مسبقاً على غير عادته وابدوا شكوكهم عن احتمال كشف اسياس لذلك .وطلبوا ان يتوقف تنفيذه ولكن الدبابات والعربات الحاملة للرشاشات بدأت تحركها من مواقعها (ضواحى طرونا )ليلة الاحد وتم اختيار المواصلة بدلاً من ايقافها. ووصلت الساعة 12 ليلاً ومعها 12 دبابة الى مدينة دقي محاري عند الفجر .وطلبوا من قسم الامداد للوقود الذي يشرف عليه ولدو باريا تذويدهم بالوقود وعند ما رفض منهم المسئول في تلك المكان قاموا بتذويد الياتهم بالقوة وواصلوا سيرهم الى اسمرة.
تعطلت دبابة واحدة عند خروجهم من مدينة دقي محاري فتركوها، وواصلوا طريقهم وعندما وصلوا مرحانو تركوا ثلاثة دبابات مواجهة للمطار وسلاح الجو، ووصلوا داخل اسمرة عند الساعة العاشرة والربع صباحاً.
وبينما وصلت هذه الوحدات الى اسمرة لم تصل وحدات المشاة ووحدات الاسلحة الثقيلة التي كان مقرراً لها ان تتحرك صوب اسمرة باتجاه بلوكو كرن ووحدات اخرى من ضواحي نفاسيت عن طريق بلوكو مصوع والتي حدد لها ان تحتل مواقع هامة لأسباب غير معروفة حتى الان .
والوحدات التي تحركت من طرونا بقيادة بيرجيدر جنرال صالح عثمان ومسئول اركان الاسلحة الثقيلة سعيد علي حجاي(ودي علي)والعقيد الم (جزوا) والعقيد ابراهام (قلاوا)علمت بان هناك من اخلفوا الوعد ولكن لم تكن امامهم فرصة للرجوع وقرروا التقدم بسرعة نحو الهدف وهو مقر وزارة الاعلام (فورتو).
واندهش الشعب من ظهور الدبابات فى الطرقات لانه لم يشاهد هذا المنظر منذ سقوط نظام الدرق. وتوقع بأن شيء ما سيحدث وبدأ يجرى الاتصالات ويتبادل المعلومات.
وتمكنت هذه الوحدات من السيطرة على موقع وزارة الاعلام واجبرت اسملاش ابرها المسئول المؤقت للتلفزيون ارتريا ان يبث مطالبهم السياسية في التلفزيون وسمع الشعب جزء منها والتي تدعوا الى تطبيق الدستور وإطلاق سراح المساجين.ولكن اسياس وزملاءه الذين عرفوا خطورة هذا الشيء تمكنوا من تعطيل البث التلفزيوني مما ادى الى ايقاف الرسالة بالكامل .
لم يكن الهدف الاساسى ايصال هذه المطالب الى الشعب عبر الاعلام.ولذا سبب عرقلة هذه العملية لا تكمن في تعطيل هذا البث ،ولكن عرقلة الامر اساسا كان في تغيير موقع الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في مقر الاعلام الى مقر الرئيس (قبي) ولم يتواجد اسياس في الموقع الذي كانوا يتوقعونه.ومع ان اسياس وزبانيته كشفوا الخطة مسبقاً وغيروا موقع اجتماعهم ،كانوا يتوقعون ان تأتي افراد محددة يمكن السيطرة عليها بسهولة ولم يتوقعوا مثل هذه الاعداد الكبيرة من الجنود والدبابات ،وتملكهم الخوف والفزع من ذلك.
وعندما علم اسياس وزبانيته بوجود اعداد كبيرة من وحدات الاسلحة الثقيلة لجؤا الى البحث عن مسئولين هذه الوحدات وأخيرا ارسلوا الى فورتو المسئول الاول لهذه الوحدات وهو طهي مكونين (ودي موكي)ولكن تمكن العقيد ودى علي من اطلاق اربعة رصاصة عليه وجرحه ثم امر ودى علي توجيه الدبابات باتجاه القصر وأمرهم بإطلاق النار. وظهر نوع من الهلع عند الجنود ،وحينها سمع ودي علي وهو يقول اعطوني الاسلحة لأطلقها بنفسي اذا انتم خائفون وبينما هم في هذه الحالة وصلوا اليهم بيرجيدير جنرال اييوب (حليباي)وجنرال سبحت افيريم وطلبوا منهم باسم الشهداء لوقف اطلاق النار مدعين بان هذه مطالبهم جميعاً .وظلوا في حالتهم حتى المساء ثم وافق بيرجيدر جنرال صالح عثمان والعقيد ابراهام (قلاو) ومعهم ودي علي واتجهوا جميعاً الى قوشيت . ثم واصلوا الى اتجاه عنسبة والقي القبض على صالح عثمان والعقيد ابراهام والعقيد الم وواصل ودي علي لوحده الطريق ولحقوا به في ضواحي شبق بعد ان تبادل معهم اطلاق النار وجرح منهم اربعة وقتل نفسه قبل ان يقبض عليه.
ومن البداية كان يقول ودي علي سوف اتولى امر اسياس انا بنفسي.
المترددين وزبانية اسياس:
سبحت افريم وحليباي الذين ارسلوا من قبل اسياس مهمتهم كانت انقاذ اسياس وخداع هذه الجماعة وعرقلتهم وذلك بادعائهم بأنهم يؤيدون مطالبهم الخ. للانقضاض عليهم وقتلهم وإدخالهم في السجون كما فعلوا لاحقاً.
يذكر بأنه كانت هناك عداوة قديمة بين مسئول الاسلحة الثقيلة ودي موكي ورئيس أركان فرقته ودي علي وفي سنة 2000م وفي احد الامسيات اباح ميجر جنرال قريز قهير (وشو) سراً لودي علي وهو في حالة سكر بان ودي موكي يخطط لقتله بإلصاق تهمة الطابور الخامس عليه . و عندما وصل ودي موكي الى فورتو خطف سلاح من الجنود الذين كانوا يرافقونه واتجه الى ودي علي ولكن سبقه ودي علي الذي شاهد تحركه وأطلق عليه الرصاص.
وأما الاجتماع الذي كان مقرراً ان يعقد في فورتو تغيرفى صباح ذالك اليوم الى (قبي) مقر الرئيس ولم يضم في هذه الفترة اداري المناطق فقط بل اضيف اليهم الوزراء ، وقام به اسياس اصلاً ليكون له حجة الاختفاء ولم يكن له أي برنامج مسبق لمثل هذا الاجتماع . ومن الاداريين لم يشارك مصطفى نور حسين لأسباب مرضية.
ومن الاسباب التي ادت الى عرقلة هذه الحركة هو وجود عناصر عميلة التي قامت بتبليغ اسياس بهذه الحركة والسبب الاخر كان صعوبة الاتصالات بين القائمين بهذه المهمة لان اسياس الذي علم بالخطة قام بتعطيل اجهزة الاتصالات العسكرية المتمركزة في مكتبه ولم يلقوا وسيلة اخرى للاتصالات بينهم.
وانتمي الى هذه الحركة الكثيرين من المسئولين ولكن هناك من اخفى نفسه عندما علم بوصول نبأ الحركة الى اسياس.
ومع وضوح ظاهرة عدم الوفاء من زملائهم ،لم يقوموا ايضا الوزراء والجنرالات بأي حركة تذكر. ومن قام بتحرك واضح وملفت للنظر هو جنرال سبحت افريم الذى شوهد وهو يتردد الى المقر الذي كان يتواجد فيه اسياس من 6 – 7 مرات وشوهد ايضاً يتردد الى مقر ميجر جنرال فليبوس ما لايقل عن خمس مرات وأيضا يدخل ويخرج من محطة كانيو موقع تواجد القوات الخاصة وهو الموقع الذي لم يتجه اليه منذ فترة طويلة وأما ميجر جنرال فليبوس لم يتحرك من مكتبه نهائياً.
كانوا سكان اسمرا يقولون بان الجنرالات سوف يتحدون ويقومون بعمل ما ضد اسياس. وكان كثير من الاوقات يتم لقاء بين الجنرالات بقيادة سبحت افريم.
والمتهم بافشال هذه الحركة وافشاء السر لاسياس من قبل الشعب والمناضلين هو سبحت افريم ويقال انها المرة الثالثة او الرابعة التي يقوم فيها بالخيانة .وليس واضحاً للجميع ما يدفعه الى هذه العمالة لإنقاذ اسياس مع انه هو الذي جمده وعين بيرجيدر جنرال تخلي منجوس للقيام بمهام وزير الدفاع بدلاً عنه.
وأما اسياس الذى يعلم بوجود ايادي لجهات عليا تخوف من البدء بهم ويقوم الان باتخاذ الخطوات ضد العقداء والمسئولين العسكريين ذوي الرتب الدنيا وتم اعتقال عدد ستين منهم حتى الان . وأما من المسئولين الكبار تم اعتقال عبدالله جابر المسئول التنظيمي لحزب الجبهة الشعبة ومصطفى نور حسين مدير منطقة الجنوب.
ووصلت الينا ايضاً اسماء للمعتقلين ولكن لم نتأكد بعد من اسماءهم حيث جزء منها هى الالقاب والرتب فقط. وسوف نبلغكم عندما تكتمل معلوماتنا لاحقاً.
ملحوظة
نشر هذا المكتوب فى موقع أسينا بتاريخ 15/2/2013 بالعنوان المذكور ويحتوى على مقدمة وبعد المعلومات الاضافية الهامة وهذا ما تمكنت من ترجمته .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30598
أحدث النعليقات