حصاد الرمى بالرصاص

بقلم/ حنان مران

ما يستفاد من الهباب

إكتمل العام الأول لزاويتى الرصاصية التى لم ينتبه الكثيرون إلى نار رصاصها، ورصدوا فقط ”الهباب“ الناتج عن نيرانها، بينما لحظ ذوى الألباب ما بين السطور، فمدح من مدح وعاب من عاب، وبدا لى فى حصاد العام، أن الرصاص يذهب جفاءا ويبقى ”الهباب“ ليظلم أفكارى ورؤاى،

ويضفى على زاويتى لونا قاتما لا يليق بشابة تركت الألوان“ ومسكت فى الرمادى المهبب ”لدواعى أوجاع تأصلت فى شعبنا حتى أصبحت إرثا للأجيال المتعاقبة، لذا لزم تغيير رؤية الزاوية، ومجال تناولها، وإسمها، لنطل عليكم فى العام الجديد من زاوية ”شقاوة شعب“ أعرض فيها للشقاء الذى يلازم شعبنا، والشقاوة والمشاغبة التى تلازم قلمى.

تا تا خطى العقبة

ظاهرة بو عزيزى تكررت 33 مرة فى بلدان عربية مختلفة تلتها ثورات جادة وملتهبة، كللت جهودها بقيام مجالس وطنية أو عسكرية إنتقالية ولأننا شعب عجول ” بيجيب م الآخر” تخطينا عقبة الـ ”بوعزيزى“ ودخلنا مباشرة فى الثورات والــ ”حركات“، ثم تخطينا عقبات نجاح الثورات، والمطالب، وإسقاط النظام أو خلعه، وأقمنا مجلسنا الوطنى الإنتقالى مباشرة وكل سنه وإحنا بنخطى تا تا لأى عقبه ويقول لنا التاريخ حبه حبه“.

الوهم، والكرور

الوهم أن تعتقد فى قبول النقد مهما كان نوعه والفئة الموجه له فى الجنس البشرى المصنف إرترى فى كينونته، سواء النظام أو المعارضة، فنقد النظام يوجب إتهام بولاء للمعارضة، ونقد المعارضة يوجب إتهام بمغازلة النظام، ونقد الإثنين معا لإختبارهما و إختيار أقربهما للديمقراطية، زراعة للوهم فى الخيال الخصيب، وتركهما يرتعان فينا عشرون سنه لاحقة دون تحقيق مطالبنا المشروعة هو عين الكرور.

كيد النساء

إستعصت شجرة الدر على مماليك أيبك، فما كان منهم إلا أن إستعانوا بكيد النساء والذى ”جاب أجلها“، وأعطاها ”بالطقاق“ على رأسها، لينتهى حكمها تحت قرع القباقيب، يبدوا أننا وبعد أن إستنفذنا سنوات الصبر على النظام والأمل فى المعارضة، يبدوا أننا فى حاجة لكيد النساء كحل أخير مجرب من قبل التاريخ والجغرافية لكشف الغمة التى لا تبارح سماء ساحتنا، فلربما ”شنكل“ القبقاب ”الشدة“ وطرحها أرضا وفقأ لها ”راس سيدها“ ولربما أنقذ شعبا يريد الحياة ولم يستجب له أى قدر.

مليون كيلو ثوار مشكل

بعد مضغ الشعب اليمنى وتخزينه، ثم تفله، كما القات، فى جلسات المبادرة الخليجية و فرم الشعب السورى كما التبولة على مائدة الجامعة العربية وتحت إشراف بعثة المراقبين العرب، وتلذذ العالم أجمع بطعم الحامض الشامى الدامى ليس من العدل أن ننتظر من شعبنا بالداخل ثورة بيضاء سلمية المطالب، إن قامت ستنتهى بسحل سلالتهم عن بكرة أبيها، وتسوية الأرض بالعرض، دون أن تتناهى لأسماع الجزيرة مباشر،أو تمر بخاطر ”الدبان الأزرق“ الأمريكانى ثورة ”النـــــــــــــارجين“ هذه، وإن كان ولا بد، فلا بد من دعمهم بعشرين مليون كيلو ثوار مشكل من دول الربيع العربى التى نجحت ثورتها، وعلى المجلس الوطنى الإنتقالى، تسديد فواتير الثوار المستعارين ليقوموا بإخلاء الجو له، ومساعدته للهبوط من بساط الريح إلى كرسى الحكم.

بين القيام و الجلوس

قيام المجلس الوطنى الإنتقالى فى حد ذاته حدث و إنجاز ما بعده إنجاز لكونه ألف بين قلوب أحزاب المعارضة أخيرا، وأصبحوا على قلب مجلس واحد،وأيا كان متكأه وركيزته فى التغيير الديمقراطى، نتمنى ألا تطول المدة بين القيام فى دولة الأثير والجلوس محل الأميرعلى الأطلال والحصير، لسنوات عديدة مديدة، حتى لا ينتقل الشعب الإرترى برمته للدار الأخرة، فى إنتظار هذه اللحظة التاريخية.

مقالات بلون الربيع

لم أرى فى الساحة السياسية ما يغري للكتابة بروح تفاؤلية، وهذا عيب المجال الذى سخرت له قلمى طوال العام، ولذاعة النقد لم تحتمل كل الجد، فحاولت معالجتها بالسخرية، فبدا قلمى حاد الطباع من كثرة الآلام والأوجاع،وأما إثبات المهارات فى المدح و” الصهللة“، من أسهل ما يكون، ”وعلى كل لون“، ولكى أكتب بلون الربيع، ويكون المقال بديع، ويقفل على كل المواضيع، التى تزعج عبدالعال وعبد السميع لا بد من التنوع فى تناول المجالات الحياتية المحيطة بنا، فبالتأكيد هناك جوانب مضيئة لشعبنا و تاريخنا وإرثنا، قديما وحديثا، ولكنى لم أرى فيه مقاما يستحق الكتابة فى الوقت الحاضر، فعلى أكتافنا نحمل أوزار شعب ألف اللجوء، وصار النزوح له ثقافة، والمطالبة بالوطن من وراء حجاب، أصابنا فى مقتل، إلا أننى أعد ذات يوم بأن أتحف القراء الكرام الذين تحملوا رصاصى ورماديتى بمقالات ”بمبى بمبى“ فى مطلع العام الجديد، فمنظمة إيثار للإغاثة، وحركة شباب 24 مايو فى مصر، يلوحان لى بفرشاة وألوان زاهية لا بد وأن أرسم معالمهما بما يستحقون من ألوان الطيف وكل عام وأنتم بخير.

Hmaran1@hotmail.com