حفل تأبين المناضل الجسور/ صالح أحمد إياي
ملبورن ـ أحمد محمود علي
في 11 نوفمبر الماضي فقد الشعب الاريتري واحداً من خيرة رجالاته ومن أبرز مناضليه القائد المناضل/ صالح إياي الذي ساهم في تشييد الكفاح السياسي والذي عمل مع اخوانه من الثائرين القدامي علي بناء القواعد الإرتكازية المسلحة التي أعادت للشعب الاريتري شخصيته الوطنية وهويته والفقيد/ أبوإياي بجانب كونه شخصية وطنية فذة ذات مواقف شجاعة ومشهودة، فإنه تميز أيضاً بسجايا وصفات قربته علي الدوام من الناس وأهلته للقيام بأدوار خاصة تحتاج الي القبول والاقناع، وكان شعبنا ودع في السنوات القليلة الماضية رجالات ينتمون الي جيل جسد آماله وطموحاته الوطنية.. محمد أحمد عبده وإدريس محمد آدم وحامد طمبار وأخيراً أوإياي وآخرين من أولئك الأبطال الذين كان يمكن أن يستشهدوا قبل سنوات طويلة بعد أن وضعوا أنفسهم في مشروع إستشهاد جاهز لو لم يمهلهم القدر، ونحن اليوم إذ نعزيهم تنتابنا أحاسيس وإنفعالات وأسئلة متناقضة.. نحزن علي فراقهم لأنهم كانوا قريبين منا وتمنينا أن يعيشوا وسطنا أبد الدهر.. نتحسر علي الفراق لأننا نطوي بذلك صفحة جميلة من الآمال والطموحات المشروعة التي مثلوها دون أن “نتمكن” من تكملة الوجه الآخر لهذه الآمال.. نحزن علي الفراق لأنهم تركونا في ظرف كان يمكن أن تكون فيه اريتريا التي أحبوها أفضل حالاً مما هي عليه الآن.. نحزن علي الفراق لأننا لم نودعهم بالصورة اللائقة بهم ولم نتمكن من تكريمهم ليس لأن النضال بالنسبة لهم مشروعاً أرادوا أن يصيبوا فيه عرضاً من عرض الحياة، ولكن لأن التكريم ذاته عنواناً علي وفاءنا ورقينا.. تتعاظم خسارتنا بفقدانهم لأنهم فارقونا في وقت نحن في أمس الحاجة فيه الي مواقفهم ومميزاتهم الشخصية وتأثيراتهم.. ودعونا في وقت أشتدت فيه الأزمة وأصبح نموذجهم الشجاع رجاءً أخيراً في دولة مازال التأثير الشخصي فيها لاعباً وحيداً في ظل غياب المؤسسات الدستورية والسياسية.. نعم نحزن علي فراقهم ولكن نبكي حالنا أيضاً.. نبكي علي إستقلال لم يكتمل وعلي حرقة وغصة نصر سُلب.
كانت الجالية الارترية بأستراليا علي موعد لتأبين الراحل/ أبوإياي مساء الأحد 9 يناير الجاري في احتفال تبنته أيضاً المواقع الاعلامية الثلاثة (عونا والنهضة وفرجت) وقد أفتتح الجلسة الأخ/ محمد علي شيا رئيس تحرير مجلة النهضة الذي طلب بدايةً الترحم والدعاء علي روح الفقيد ثم تحدث عن مواقفه ومآثره الوطنية منذ نعومة أظفاره ضد الاحتلال الإثيوبي عاني خلالها شتي أنواع القهر والتعذيب والسجن مذكراً الحضور بدوره في التعبئة الوطنية ثم دوره المركزي في تأسيس حركة التحرير الاريترية إحدي المحطات الوطنية في نوفمبر 1958م وتمثيله لها في المنطقة الغربية وحضوره مؤتمرها داخل أسمرا عام 1960م ثم إنضمامه لاحقاً الي جبهة التحرير الاريترية عام 1964م وتأسيسه خلية وطنية داخل الجبهة ساعدت بالدفع نحو انعقاد المؤتمر الوطني الأول عام 1971م، وأضاف متحدثاً عن مآثره حيث قال أن أكبر عملية دعم مالي للثورة تمت علي يده ومعه الشهيد/ محمد صالح حمد وتحدث عن ملابسات عودته الي اريتريا ثم مواقفه داخل الوطن مثل قيامه بتوزيع الأراضي للمواطنين في أقليم أكلي قزاي ومطالبته باللغة العربية في مذكرة رفعها ـ مع آخرين ـ الي رأس النظام الاريتري.
وبدوره أيضاً تحدث الاستاذ/ عمر جابر عن الفقيد شاكراً في البداية المواقع الاعلامية التي تبنت هذه المبادرة تمشياً مع دورها في إبراز التأريخ الاريتري وتكريم مناضلي الشعب وقال ان أبوإياي مناضل متشبع مأسور بحب اريتريا، عرفته لأول مرة في السودان عام 1965م كان له دور كبير في حركة التحرير ثم أنحاز الي خيار الكفاح المسلح وعمل بالقطاع الجماهيري حتي مؤتمر أدوبحا ثم أصبح ممثل التنظيم في دمشق وحوله الي خلية نشطة أدار من خلاله علاقات الثورة في منطقة معقدة بحرفية وخبرة عاليتين، وتوقف كثيراً علي شخصية الفقيد وأثني عليها وقال انه كان مبهراً بصراحته وشجاعته وأفكاره وحاز علي اعجاب المناضلين وثقتهم ورشحوه في المؤتمر الوطني الأول غيابيا،ً وأضاف متحدثاً عن وجود ميزة نادرة في الفقيد وهي احتفاظه بالعلاقات التحتية مع البسطاء من الشعب، كان متواضعاً سريع الإندماج مع القواعد لذا غالباً ماكانت تكلفه الجبهة بمهمات خاصة لتثبيت شيئ أو تصحيح وضع، وعن عودته لاريتريا قال انه أجبر، فبعد تأميم مكاتب التنظيم الموحد بالسودان أصبحت حدود المناورات أمامه ضيقة وأضاف حين عدنا كتنظيم موحد الي اريتريا عقدنا إجتماعاً مع إسياس أفورقي أكد لنا بأنه سيفتح صفحة بيضاء مع الجميع وسيعمل من أجل إرساء دعائم مجتمع عصري يقوم علي التعددية وتعلو فيه قيم التسامح والقبول بالآخر ثم أكتشفنا انه كان يكذب علينا علناً، فبعد عشرة أيام فقط من ذلك الإجتماع قام أفورقي بإعتقال عشرة من عناصر الجبهة.
وبجانبه تحدث المناضل/ محمد سعيد عمر أنططا أحد الذين شاركوا في إجتماعات القاهرة التي تأسست من خلاله جبهة التحرير الاريترية، عن الفقيد إياي فأشاد وأثني ثناءً كبيراً علي دوره الوطني وقال انه خلف لنا مشوار نضالي مليئ بالتضحيات والصعاب والمنافي أستمر حوالي خمسين عاماً ومضي قائلا ان إياي بزغ نجمه كثائر اريتري مقاتل من أجل الحرية والكرامة منذ أن كان طالباً بمدينة كرن.. سجن في “ألم بقا” بسبب نضالاته وحمل قضية شعبه العادلة في قلبه ووجدانه وأفني عمره في خدمة الوطن الذي أحبه حباً جماً.. كان حاضراً في محطاتنا الوطنية في حركة التحرير الاريترية وفي جبهة التحرير الاريترية.. جلب للثورة السلاح والمال والدواء وساهم في التعريف بالقضية وعدالتها ونسج خيوط كثيرة من العلاقات الاريترية ـ العربية فاتحاً بذلك أفق كثيرة لتحرك الثورة وقبولها في المنطقة وقال نحن إذ نقيم له اليوم التأبين فإن ذلك يعني إعترافنا بحجم نضاله وجسامة معاناته، ونحن نكرم أيضاً من خلاله رموزنا الوطنية، رحم الله صالح رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.
وشارك في حفل التأبين المناضل/ عبده علي هيجي الذي عزي الراحل بكلمة جامعة قال فيه : شخذ فذ ملتزم بشعبه ووطنه، عاش مناضلاً وتوفي مناضلاً.
وبدوره أيضاً تحدث المناضل/ صالح أبراهيم جمجام عضو القيادة العامة عن الفقيد/ أبوإياي وقال نشأنا معاً في مدينة كرن وواكبت مراحله النضالية الأولية. كان يمثل بالنسبة لنا نموذجاً للمناضلين الشرفاء ويحفزنا لمواصلة الصمود وقال انه ظهر كشخصية طليعية تحلت بالسجايا الوطنية منذ صغره.. وجدناه محرضاً ودافعاً لمظاهرات كرن عامي 1958م و1962م وقال أن الفضل يعود اليه في تحويل مقاهي كرن الي أندية سياسية وأماكن لتجمعات وطنية، وحتي في الفرق الرياضية دفعنا الراحل الي إعتماد أسماء وطنية مثل “الساحل” و “عنسبا”، وتحدث عن مواقف جمعته مع الفقيد احداها في عام 1968م حين كان أبوإياي مسئول الجبهة في مدينة بورتسودان ومشرفاً علي مناطق طوكر وقروره، وهو عام تسلمت فيه الثورة شحنة كبيرة من الأسلحة. وتحدث جمجام عن قدرات الفقيد في التفوه والاقناع وكيف أنه يتمتع بمقدرة في التأثير علي الناس ودفعهم نحو إتخاذ مواقف وطنية إيجابية، وذكر في هذا الصدد قرار القيادة العامة بدعوة جميع الكوادر المدنية لجبهة التحرير الاريترية للدخول الي الميدان عام 1969م لإخضاعهم لدورة سياسية، فرفضت مجموعة منهم في إجتماع منهك وطويل عقد بكسلا، الدخول الي الميدان إلي أن أستفرد بهم الراحل/ إياي في جلسة استراحة قصيرة فأقنعهم بالعدول عن قرار الرفض. وختم حديثه بالاشادة علي أدواره وترحم عليه.
ومن الحضور الذين تحدثوا كان الأخ/ محمود نور أحد الذين عاشروا الفقيد في سوريا فقال انه كان يمثل نموذج المناضل الذي ينكر ذاته ويغلب مصلحة الوطن والشعب علي مصالحه الخاصة وتحدث عن خاصية لاحظها في الراحل وهي إعطائه الاهتمام والأولوية والمساعدة للذين يستحقونه دون إعتبار للولاءات السياسية أو الحسابات الإجتماعية، ولم تحل الحواجز السياسية بينه وبين التواصل مع الآخرين.. كان يتحلي بنظرة وطنية شاملة.
وعلي هامش مراسم التأبين ألتقيت بالاستاذ/ عمر جابر وطرحت عليه الأسئلة الآتية :ـ
ـ جيل الفقيد/ صالح إياي عرف بالتضحيات والعطاء واليمن، ماذا يعني هذا الجيل لإريتريا وشعبها؟
ـ نعم جيل عرف بالبذل وأعطي في ميادين كثيرة، كان يقدم جهده ووقته ومعرفته وخبرته وحياته بهدف واحد هو الحصول علي الاستقلال دون التفكير في منصب أو جاه أو مال.
ـ أمثولة الفقيد/ أبوإياي وغيره من الشهداء والمناضلين أصبحت ملهمة للأجيال، علي ماذا تحفزنا هذه الشخصيات الخالدة في ذاكرتنا والقريبة من وجداننا؟
ـ هذا الجيل نفسه كان لديه ملهمين ورموز وطنية من فترة الإستقلال، عبد القادر كبيري وأبراهيم سلطان وإدريس محمد آدم وولدآب ولدي ماريام وبالطبع قائد الثورة/ عواتي ورفاقه كان الملهم الكبير، أستطاعوا أن يسيروا في نفس الخط والإتجاه حاملين الراية ليسلموها للجيل الذي بعدهم، وتواصل الأجيال هذا مثّل أعظم حركة تأريخية سياسية في حياة الشعب الاريتري بدليل أن من رفع راية الاستقلال يوم 24/5/1993م كان شاباً في الخامسة والعشرين من عمره وهذا يؤكد تواصل الأجيال وإستمرار الرسالة.
ـ نكتب ونتحدث عن آراءنا وإنطباعاتنا بشكل سريع وغالباً تحت تأثير الفاجعة كلما فقدنا واحداً من المناضلين، كيف تري تكريم الراحلين بشكل يليق بمقامهم وأدوارهم؟
ـ أولاً : بتوثيق حياتهم وجمع المعلومات من رفاق نضالهم ومعاصريهم ثم نشرها للأجيال الجديدة للإستفادة وتعلم الدروس من تلك التجربة.
ثانياً : تنظيم اللقاءات والتأبين لرفع الوعي وسط الأجيال الجديدة وإعطائهم مايفخرون به في حياتهم وليكون لهم حافزاً للإستمرار في خط التضحية والعطاء لأن النضال ليس مرحلة أو وقفة وإنما هو عملية مستمرة طالما هناك مايستوجب ذلك، الآن نحن في اريتريا نعيش مرحلة النضال من أجل الديمقراطية وهي مرحلة موجبة أيضاً للعطاء والتضحية، كان هناك شخص في الجزائر لديه خمسة أبناء ثلاثة منهم أستشهد في مرحلة التحرير وإثنين في مرحلة مابعد الإستقلال من أجل الديمقراطية.
ـ الآن بعد إنتشار الكتابات التأريخية في إريتريا مثل الكتب والمجلات والصحف والمناهج التعليمية.. أين موقع السير الذاتية للمناضلين؟ هل لديك فكرة عن نصيب المناضلين الاريتريين في مادة التأريخ بالمنهج التعليمي الرسمي لأريتريا؟
ـ المشكلة في اريتريا اليوم ليست عملية التجاهل المتعمد لسير البعض وإغفال أدوارهم ولكن المشكلة الكبيرة والخطيرة هي قيام الجبهة الشعبية بتشويه البعض والنيل منهم، حين ذهبت الي اريتريا بعد الاستقلال وقع في يدي كتاب يصف إدريس قلايدوس وإدريس محمد آدم وعثمان صالح سبي بأنهم خونة وقتلة وسُراق فقمت بعرض الكتاب للمرحوم إدريس قلايدوس وهو كان عضو في مفوضية الدستور وأخبرته بأن هذا هو رأي الجبهة الشعبية فيه والكتاب كان يدرس في المرحلة الابتدائية وهو معتمد من إدارة التعليم وهو يحمل رسالة خطيرة وهي تنشأة جيل يكره تجربة جبهة التحرير الاريترية وذلك ليس جديداً في عقلية الجبهة الشعبية، ففي مرحلة التحرير كانت تدرب جنودها علي إطلاق النار في صور رمزية لمنغستو هيلي ماريام وحروي تدلا بايرو وقد ذهل رئيس التنظيم الموحد/ عمر برج حين زار الجبهة الشعبية في الميدان بهذا المشهد وأبدي استغرابه من ذلك أمام قيادة الجبهة الشعبية وطالبها برفع صورة حروي تدلا بايرو.
وألتقيت أيضاً بالأخ/ علي عمر (عزيزي) وسألته عن المعاني التي تتجمع في ذهنه حين يشارك في تأبين فقيد بحجم صالح إياي وآخرين من جيله؟
فقال جيل الفقيد صالح إياي يمثل نبض حي ومواطئ العطاء والبركات دون حساب أو منّة، وبالنسبة لمن يستوعب نضالات السابقين مثل المناضل/ أبوإياي وغيره ممن سبقوه يكون لديه خلفية يبني عليها بمنظور مستقبلي في كافة حياته اليومية خاصة الحياة السياسية من أجل إستمرارية كينونة الوطن ومنع الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر دون ان تكون لديهم إرتباطات بنضالات الشعب وكفاحه.. كان المناضل إياي أحد الذين أناروا الطريق للثورة الاريترية وأنا قرأت عنه الكثير بإعتباره أحد المناضلين المؤسسين لحركة التحرير الاريترية ولقد أوفي المناضل/ محمد سعيد ناود في كتابه حركة تحرير اريتريا ـ الحقيقة والتأريخ حول مواقف المناضل الشهيد أبوإياي وكل ماأتمناه أن نستوعب المراحل السابقة لتكون لنا آداة العطاء والإستمرار للمستقبل، وأن كفاحنا من أجل الديمقراطية والحرية مازال مستمراً وسوف يستمر يتوارثه جيل عن جيل مع الإلهام الذي يشكله لنا نضالات وعطاء السابقين من أمثال الشهيد/ أبوإياي ورفاقه من المناضلين الأشاوس.
وعلي هامش حفل التأبين أيضاً سألت الأخ/ عبد القادر هبتيس أحد كوادر جبهة التحرير الاريترية عن المعاني التي يمثلها لنا جيل الراحل صالح إياي؟
فقال يمثل هذا الجيل بالنسبة لاريتريا الجيل الذهبي ستبقي شخصياته حاضرة في وجداننا وفي ذاكرتنا حضوراً كثيفاً وعميقا،ً وسنتذكرها في المسرات والأزمات ونذاكر بإستمرار المثل والمعاني التي خلفتها لنا، وبإجراء مقارنة بما بذله جيل فقيدنا/ إياي وما يبذله الجيل الحالي نتلمس فرقاً شاسعاً حيث قلت عمليات التضحية وضعفت روح الاهتمام بالشأن العام وأصبح الكثيرين يتقوقعون حول أنفسهم بالرغم من أن استقلالنا وحريتنا وكرامتنا مازال ناقصاً وبالرغم من حاجتنا الي جيل آخر أو ربما أجيال يعطون نفس التضحيات، أنا مازلت أقول بأننا مازلنا بحاجة الي النضالات والتضحيات ونكران الذات ولم أستوعب بعد معاني التحرير في وقت أسمع فيه رحيل عبد الكريم أحمد بشكل طبيعي في مدينة تسني وموت كبوب حجاج في قريته بمقلو، نفس القرية التي خرج منها مقاتلا عاد اليها بنفس الصورة، هذا الجيل الذي أعطي كل شيئ لم يكرم بعد بالصورة اللائقة به بالرغم من أن الحرية جاءت علي أكتافه وعلي تضحياته، لو كان كل واحد منهم ذهب الي شأنه وتفرغ لحياته كما يفعل الكثيرين منا الآن هل كانت ستأتي اريتريا؟ صالح أحمد إياي شخص عنيد كالصخر في مواقفه وكان دائم الحركة وتميز بنكران الذات والتجرد وكان عفيفاً أيضاً، رفض طلب أعيان وسكان مدينة كرن ليبنوا له بيتاً ورأي أن هناك من يستحق ذلك أكثر منه، لم يشأ أن يكون عالة علي أحد، نحن نأسف اليوم علي رحيله قبل أن يري إستكمال حلقات النضال في اريتريا،لايكفيه رثاءً وتأبيناً بل أطالب بتدوين حياته وتوثيق مشواره الوطني ومواقفه الشجاعة، وإذا كان “التأريخ ما كان يفعله المؤرخون” كما يقول جوزف هورس فإني أناشد جميع المناضلين والوطنيين بكتابة ما عندهم والحديث عن تجاربهم وإطلاق مابحوزتهم من المعلومات بالطريقة التي يرونها مناسبة لأننا برحيلهم دون أن يملكونا المعلومات سنكون أمة بلا ذاكرة وستكتب الأجيال اللاحقة التأريخ بطريقة عاطفية ومهرجة يصعب تمحيصها وتدقيقها. رحم الله أبوإياي رحمة واسعة وألهم شعبنا الصبر والسلوان علي فقده.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8772
أحدث النعليقات