حلحل شامة في جبين الوطن
بقلم – محجم إدريس
السعودية – الرياض
تقع حلحل (دكا){1} في الجزء الشمالي من مدينة كرن على بعد 20 كيلو متر تقريبا . في منطقة هضبية تمتد شمالا مناطق أهلنا الماريا وغربا حتى دبر سالا وسبر ومعركي ، وجنوبا حتى مناطق اردا وماشوا وجنقرين وشرقا الى وادي سروا وشلور دكا .
هذه اللوحة الجميلة من الارض المرصعة باالخضرة والمطرزة بشتى الألوان من الزهور والورود المصطفة على متاريسها الرائعة التخطيط والانتظام وتلالها التي يلثم قممها الضباب صباح مساء حقا أنها لشامة في جبين إرتريا ودرة في مركزها . تماثل في ارتفاعها الشاهق وجوها الربيعي المعتدل درة القرن الإفريقي. جمال طبيعتها وفتنة مناظرها الخلابة تخطف الأبصار وتبعث السرور في النفوس ، رقة الانسام ونقائها، وبردها السلام الدافئ، خرير الجداول وتدفق الينابيع وأعمدة الشلالات البيضاء المنهمرة من على ارتفاعات شاهقة وشقشقة أطيارها والهواء الذي يداعب الزهرات دوما حيث العطر والسحر وحيث أريج الرياحين التي لا تكف عن التضوع والانتشار.هذه هي صورة حلحل باختصار شديد. مجرد ذكرها يلهب خيال الشعراء ويذكي مشاعرهم فكيف بمن يسولون ويجولون في ربوعها ويمشون في دروبها ووديانها بين المروج الخضراء والأرض المكسوة بشتى أنواع الثمار من أبناء (طوقي){2} الذين قدموا لأسباب الكل يعرفها من ارض الحماسين منذ ما يقارب الثمانمائة عام ويزيد.
وما أن وصلوا (أرورا){3} حلحل فقد طاب بهم المقام فصارت حلحل بهم عامرة فقد نقلوا إليها كل موروثاتهم وعادتهم وتقاليدهم الرائعة ومن أجمل ما نقلوا إلي تلك الساحرة قانونهم العرفي الذي صار قبسا للآخرين من دونهم ممن جاوروهم العيش والمأوى إلى يومنا هذا. ومهما أسهبت في وصف حلحل الارض والسكان من الصعوبة في هذه اللفتة تمليك كل الحقائق عنهما . ثم إنني أعد شاهد عيان نقل ما تنامي إليه بصره ولن انطلق في كل ما ذكرت بدافع العاطفة والتحيز ولمن يساوره الشك في ذلك ليتقصى الحقيقة بنفسه بالوسيلة التي تناسبه قبل ان يطلق اوصافا هكذا دون ادنى مسئولية حتى لا يحدث تششويها وتشويشا في انطباعات جمهور القراء بتمليك معلومة غير موثوقة المصدر بقصد او بغيرة .
ولا اريد بهذه اللفتة الرد على الاخوة الاعزاء الذين كتبوا يهنئون أخي العزيز ( محمود جيواي) بمناسبة تأهيله . تحت عنوان
أفـراح بيــرث تجمـع مابـين فـريقى زهـور فانــا وأشـواك حلحـــــل
وما قصدهم الا شريف كل ما ارادوه تشبيه العريس بالقوة والقوامة والعروس بالرقة واللطافة هذا لا بأس به من تشبيه ولكن هنالك صيغ تشبيه أجمل وأنسب من الشوك والصخور كأن نقول مثلا أفراح بيرث تجمع بين فريقي غزلان فانا وأسود حلحل أو ما بين نسور حلحل وعصافير فانا . وللعلم اعزائي فان كلمة شوك وردت في ابلغ بيت في الياس في الشعر العربي . نجد ذلك في احدى دواوين الشاعر السوداني الراحل إدريس محمد جماع يقول … إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح أجمعوه …. صعب الأمر عليهم
فإن من أشقاه ربه كيف أنتم تسعدوه.
أنتهز هذه السانحة وأهدي تهاني وتبريكاتي في الغربة من بلد بعيد عن الديار( الرياض) الى بلد أكثر (بيرث) بعدا عبرالنت إلى الأخ والزميل محمود محمد علي جيواي بمناسبة الزواج وإن شاء الله بيت مال وعيال وأتمنى له حياة زوجية سعيدة. كما أبعث بالتهنئة إلى آل جيواي بامدرمان السودان والى الأخ أبو رحاب بكرن.
بقلم ـ محجم إدريس
السعودية ـ الرياض
ــــــــــــــــــــــــــــ
1/ دكا – الاسم الثاني لحلحل
2/طوقي – جد أحد أقسام البلين حيث يقسم البلين إلى قسمين أولاد ( طوقي) وأولاد (طرقي ) . وقد قدم الأول من تكليزان بأرض الحماسين فيما جاء الثاني من إقليم لاستا الذي يقع في إثيوبيا حاليا.
3/ أرورا – تعني المناطق المرتفعة بلغة أهل المنطقة – البلين
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6815
أحدث النعليقات