حوار الطرشان .. مع حاشية السلطان !؟
عمر جابر عمر
الحوار دائما ما يكون بين أطراف تريد الوصول الى أ تفاق حول مسألة خلافية ..وذلك يتطلب أعتراف كل طرف بالآخر والأستعداد للآ ستماع الى وجهة نظره ..ذلك مفقود بين المعارضة الأرترية والنظام الأرترى .. لذا فأنه يكون ( حوار طرشان ) ..لايهم سنقول ما نريد وليسمع العالم حتى يعرف من يريد الحوار الحقيقى ومن يرفضه. والحوار يبدأ بكلمة.
التاريخ يقول أن كل فعل يبدأ بالكلام ! كل الرسالات السماوية والثورات البشرية تبدأ بالكلمة .. ثم التبليغ .. ثم الأقناع والأقتناع .. ثم الحشد والتنظيم والمسيرة الى الهدف …
كل عمل بنى آدم – تسبقه وتصاحبه وتختمه – الكلمات تفسيرا وتبريرا ..شرحا وتنويرا ..
تحذيرا وتبشيرا …وحتى فخرا ومدحا وذما ..ورثا ءا!!
ما مناسبة هذ ا ( الموال ) ؟
.منذ أ يام جلست مع بعض الأصدقا ء وسأل أحدهم : الى متى نكتب ونخطب ونناقش … ما الفا ئدة من كل ذلك ؟ أ جاب آخر .. الى قيام السا عة !
لماذا نصمت أزاء الظلم والعدوان؟ .. سأل ثالث : هل من فائدة عملية أو تغيير على أرض الواقع لما نقوله وما نكتبه؟ أجاب رابع .. من خلال ماناقشنا وما كتبنا توصلنا الى ملتقى الحوار الوطنى ثم المؤتمر الوطنى ومازلنا نسير فى الأتجاه الصحيح للوصول الى التغيير المنشود. سأل آخر : هذا ما نقتنع به ( نحن ) فى معسكر المعارضة .. لكن هل يؤثر ذلك على معسكر الدكتاتورية ؟ هل يسمع الدكتاتور ما نقول ويقرأ ما نكتب أم أنه يضع الطين والعجين على أذنيه؟ جاء دورى فقلت :
هذا سؤال عملى .. و الأجابة تتوقف على كيفية ومحتوى الكلام الذى نرسله ..بمعنى آخر أن الكلمة مثل الرصاصة يمكن أن تكون ( قاتلة ) أو ( طائشة ) ..كيف ؟
1- أذا كانت فى المكان والزمان المناسبين.
2- أذا كانت تكشف الحقائق با لأرقام والوقائع.
3- أ ذا أ صابت كبد الحقيقة وفى مفصل حساس من جسم وعقل الدكتاتور .
4- عدم شيطنة المواقف والأبتعاد عن شخصنة الصراع.
علينا متابعة ردود الفعل لدى معسكر الخصم ..فى وسائل أ علامه وتصريحا ت المسئولين وقراراتهم … لا أقصد مواقع المنافقين والمتملقين للنظام مثل ( مسكرم ) وأخواتها ولكن هناك موا قع تابعة للنظام مباشرة ولاينشر فيها الا مايريده الدكتاتور. فى الفترة الأ خيرة قامت المعارضة الأ رترية بجولات سياسية ومقابلات أعلامية فى منطقة الربيع العربى التى كانت حكرا على النظام فى عهد القذافى ومبارك وعلى عبدالله صالح … وخرجت تصريحات التأييد لنضال الشعب الأرترى من أجل الديمقراطية .. وجن جنون النظام وبدأ فى أرسال السباب والشتائم الى قيادات المعارضة ..وأتهامها بالعمالة ؟ كل ذلك مفهوم ومتوقع .. لكن حاشية النظام ذهبوا يبحثون عن كل صوت يكشف أجندتهم ويتهمونه بالعما لة ؟ وكان لى شرف الحصول على نصيب من تلك الأ تهامات رغم أ ننى لست عضوا قياديا ولا أ مثل حزبا ..
لكنها الهستيريا التى أ صابت النظام وجعلته يتخبط يمنة ويسرى ويرتفع صراخه عله يسكت أصوات الحق ..و كلما أرتفع الصراخ تلك علامة من علامات أقتراب النهاية! . من يقرأ ماكتب فى موقع النظام يخرج بالنتا ئج التا لية :
@ أنهم يتابعون بدقة كل ما يكتب عنهم فى المواقع الأرترية المعارضة والصحف العربية والأجنبية.
@ الحراك السياسى والأ علامى الذى جرى من قبل المعارضة الأرترية أ صابهم فى مقتل – لم يحدث أن خرجت أ صوات تضامن مع الشعب الأرترى من أجل الديمقراطية فى بلاد مثل مصر والجزائر وتونس وليبيا واليمن ….
@ التهمة التى وجهتها أبواق النظام هى ( العمالة ) لأثيوبيا وهى قديمة وممجوجة ولكن أضافت اليها هذه المرة ( الأرهاب الأسلامى !) والأ رتباط العضوى بالحركة الأسلامية فى العالم !؟
لم أ فهم أنا شخصيا علاقتى بذلك ؟ عندما تم أسقاط ( أبراهيم توتيل ) فى مؤتمر الجبهة الشعبية بعد التحرير تم أ ستدعائه وقالوا له : هل تعلم لماذا سقطت ؟ قا ل..لا
قالوا له : لأنك ( قبلى وجهوى ) وقفت الى جا نب أ بنا ء جلدتك ( النارا ) عندما كنت حاكما لأقليم القاش بعد التحرير ( كان قد رفض أ عطاء الأرض لأبنا ء المرتفعات ) !
قال لهم ( توتيل ) : الغريب أن تهمتى فى جبهة التحرير كانت عكس ذلك تماما !؟
@- أما وفد المجلس الوطنى الذى زار أوربا فوجد عجبا .. لم يجد سموم النظام الأ رترى فى دهاليز دوائر القرار الأوربى فحسب بل وجد ( تقارير ) مقدمة من الذين يحسبون على المعارضة الأ رترية تقول : ( أن مؤتمر أواسا الذى أنعقد فى أ ثيوبيا كان للمسلمين المتطرفين الذين لا يؤمنون بالنضا ل السلمى بل بالعنف …)!؟ حتى عندما تخترعون الأكاذيب أجعلوها ( معقولة ) حتى يصدقها الناس … الأ وربيون لهم وسائلهم وقنواتهم ويعرفون كل شىء ! أثيوبيا حليفة الغرب والتى تحارب ( شباب القا عدة ) فى الصومال تعقد مؤتمرا للمسلمين المتطرفين ؟ أثيوبيا التى لا يسمح أن يكون رئيس الدولة فيها ( مسلما ) بقرار من الكنيسة الأرثوذكسية ؟ أ ثيوبيا التى لا يسمح فيها ببنا ء جامع فى عاصمتها التاريخية ( أكسوم ) رغم دستورها العلمانى ؟ قليل من الحياء يا هؤلاء ..
@ المقال مكتوب وكأنه ( تعميم ) من وزارة الأعلام – وربما كتب أصلا باللغة التقرنية
- لا أسم ولا أشارة الى صاحبه لأ نه من المعروف لا توجد حرية صحافة ولا يحق لأحد أن يكتب أو يتحدث الا الدكتاتور. وبهذه العقلية وقع كاتب المقال فى شر أعماله – حاول أن يلصق تهمة الطا ئفية با لمعارضة فاذا به يقع فيها ويعبر عن مكنونات دواخله – أليس نفى النفى ( لغة ) هو أثبات ؟ من تناولهم كا نوا ينادون با لديمقرا طية والعدالة ودولة القانون – دولة لكل الأرتريين – و كل من يعارض ذلك فهو ( طائفى ) وليس من ينادى به — وهذا ما أكده الكاتب — أنه يدا فع عن دولة الفئة الواحدة …
- الخلاصة: أذا كنت تريد معرفة صواب أو خطأ مسيرتك عليك مراقبة ما يقوله الدكتاتور…أن كال لك السباب والشتائم فأ نت على الطريق الصحيح …وأن مدحك أو أشاد بحكمتك وو طنيتك .. عليك مراجعة موقفك !؟ مشكلتنا فى المعارضة الأرترية أ ننا ننتمى معكم الى بقعة جغرافية واحدة أسمها أرتريا – لكن من يحكم تلك الأرض ومن يقرر حاضرها ومستقبلها – تلك هى المأساة. كفرتم الجميع وألقيتم بتهمة الخيانة والعمالة على كل من عارضكم – مهلا لقد سرنا على ذلك التراب قبلكم وخضبناه بالدماء ولا يمكن ولا يجب على من التحق بالثورة متأخرا ومن صعد الى السلطة غاصبا أن يوزع صكوك الوطنية على الآخرين – – صادرتم ذاكرتنا التاريخية وفرضتم علينا أبجدية لا نقرأها و أعطيتمونا ( هوية ) شرطها الأ ساسى الولاء والتبعية والطاعة للدكتاتور. ما لكم ياقوم لا تقرأون ولا تسمعون ولا تفهمون ؟ أذا كانت المنطقة العربية قد هبت عليها رياح التغيير الديمقراطى وأذا كانت أ فريقيا والتى أنتم جزء منها تقدم القرارات الأقليمية والدولية ضدكم وأذا كانت أوربا ( المسيحية ) تقاطعكم وتفرض عليكم العقوبا ت وأذا كانت أمريكا ( الأمبريالية ) تحاول تغيير النظام
وأذا كانت آسيا الهنوسية والبوذية لا تتعاطف معكم .. من بقى معكم فى هذا الكوكب ؟ هذا ما يجعلنا نردد المثل الأرترى ( قلول مى قارو .. حو قلول قارو) !؟ حسنا .. ما رأيكم فى مناظرة مفتوحة فى أى منبر أعلامى تختارونه حتى لو كانت ( الجزيرة ) … أحضروا معكم كل وثائقكم التى تثبت عمالة المعارضة .. أما نحن لن نحمل أ ية ورقة – فقط سنقول ما تعرفون وما لاتعرفون … وسيرى العالم ويسمع من الذى يناضل من أجل وطن واحد وموحد وديمقراطى ومن الذى يعبد أنصا ف الآلهة.!؟ نحن نعرف أنكم أ يها ( الكتاب ) مكرهين على ترديد ما لاتؤمنون به ..قسما أننا نشفق عليكم فأنتم أخوتنا وندرك مدى الحرج الذى يصيبكم لتبرير مالا يمكن تبريره ..لكن سنحمل عنكم تلك المسئولية الى حين ..سمعنا أن الدكتاتور قرر أخيرا ( فتح ) باب الأ سئلة للشعب ..؟ حسنا هل يمكن أن يتوجه أحدكم نيابة عنا بهذه الأ سئلة اليه ؟ :
- @ من أ ين له التفويض بأستمراره فى موقع رئيس الدولة ؟ من الذى أنتخبه ؟ كما نعلم تفويض اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أ نتهى عام 1997 بأنتهاء المرحلة الأنتقالية ؟
- @ أ عتقلت رفاقك فى قيادة الدولة والحزب بتهمة ( الخيانة ) .. لماذا لم تقدمهم الى المحاكمة حتى اليوم أ مام الناس أ ذا كانت لديك الوثائق التى تدينهم؟ ألا يستحقون محاكمة عادلة مثل ( سيف الأسلام والسنوسى ) أم أن جرائمهم أكبر؟
- @ لماذا رفضت دفن جثمان ( نايزقى كفلو ) فى أ رتريا ؟
- @ كل دول الجوار فيها هامش ولو كان صغيرا من الحريات ( حرية الصحافة وحرية الأحزاب …الخ ) ألا تشعر من باب المنافسة أن تكون أفضل منهم أو مثلهم؟
- أ ننا نعرف أن الطغاة عندما يفتحون الأبواب لمن يريد أن يسأل فالهدف هو معرفة النوايا وما فى النفوس .. لكن بعد سنوا ت التدجين وغسيل الدماغ فأن الأسئلة ستكون من شاكلة : كيف صحتك وأنك ترهق نفسك أكثر من اللازم – وسؤال عن أحتمال أصطدام كوكب فضائى بالأرض .. وأن ( الفيل ) بحا جة الى ( فيلة ) ؟!
- هل تذكرون قصة ( فرعون وقلة عقله )؟ عندما أقنع الحائك الدجال أنه سيصنع للفرعون ثوبا لم ينسج أ حد مثله من قبل ولكن لن يراه الناس !وفى يوم الأحتفال وقف النا س صفا وهم يصفقون ويبتهجون بالأنجاز المعجزة ..حتى جاء طفل صغير برىء لكنه شاهد الفرعون عاريا .. وصرخ الطفل : أن الفرعون عارى لا يلبس شيئا !؟
أنقشعت القشاوة من عيون الناس وزال الخوف من قلوبهم وشاهدوا الحقيقة : أن الفرعون كان عاريا تماما ! صاح الجميع وهرب الفرعون ! أن الفرعون يعيش فى وهم كبير .. وهو يبيع لكم ذلك الوهم وأنتم تشترونه بتصديقكم له .. ماذا تنتظرون ؟ مجىء الطفل البرىء؟
سيطول أنتظاركم .. ذلك الطفل موجود فى داخلكم …عليكم أن تجعلوه يستيغظ من غفوته ويتحرك من وقفته وأن تنفك عقدة لسانه ويصرخ فى وجه السلطان : كفى أن السفينة تغرق.. كفى أن البلاد تسير نحو الهاوية ..كفى بعد الهجوم الأثيوبى الأخير لاتوجد سيادة للبلاد ولاكرامة للعباد …
وحتى لا يساء فهم ما أقول فأننى لا أزكى آ لية على أخرى ( الكلام على السلاح ) ولا أثبت جدوى وسيلة على أخرى .. كلا الكلام يرتبه ويرسله العقل والسلاح يصوبه أيضا عقل الأنسان وأذا أتضحت الرؤية وصدقت النوايا وأقترن القول بالفعل فذلك الفوز العظيم !
آ خر الكلام .. ليس من عادتى التعليق على ( تعليقات ) القراء .. لأننى أؤمن أولا بحرية الرأى وثانيا نحن كأرتريين نمر بمرحلة النضال من أجل التغيير الديمقراطى وذلك يتطلب ممارسة و ( تدريب) للمستقبل .. لكن من حين الى آخر قد يحتاج الأمر الى توضيح أو تفسير أو شكر أو حتى أعتذار…
1- أولا الشكر والتقدير الى أولئك الذين غمرونى بعبارات الشكر والثنا ء.. لهم كل التقدير وهذا ما يشجعنى على المضى على طريق الحق والنضال من أجل الحرية والعدا لة .
2- ثا نيا لمن يختلفون معى فى الرأى .. كل الود والأحترام … فقط ما أرجوه أن نرتفع با لحوار الى مستوى حضارى يجعلنا فى مصاف ا لشعوب المتحضرة وأن تكون مرجعيتنا دائما الحقائق والأرقام ..
3- أحد الأخوة – كما يقول عادل أمام – ألح ألحاحا وأصر أصرارا بأن قصة ( الذئب )هى مع شخص أسمه ( محمود ) وليس ( عمر ) !؟ ما الفرق أ يها الأ خ ؟ أنها فى نهاية الأمر قصة خرافية ورمزية ؟ أما وأنك ما زلت ( مصرا ) .. أقول لك أننى أكتب ما درست وما حفظت … القصة درستها فى مدرسة أ رترية ولكن بمنهج سودانى مطبوع فى ( بخت الرضا ) ومعها قصص أخرى ( طه القرشى فى المستشفى .. حسن فى بلاد الحبش ..) وهذا كما أعتقد قبل ميلادك …فأذا كان فى زمانكم قد تغير المنهج وربما كان من كتب القصة رجل ( شيعى ) لا يحب أ سم عمر ..ذلك لا يجعلنى أتمسك بالنصوص القديمة !؟
أهتم قليلا أيها الأ خ بالجوهر بدلا عن المظهر .. بالفكرة وليس بالمسميات.
أما عن ( الدروس ) .. أسياس أذا أعطى درسا فهو يمتلك سلطة ..وكذلك ملس زيناوى .. أنا لا أملك غير رأى أذا أعجبك يمكن أن تأخذ به والا سترميه فى سلة المهملات .. أما الدرس عليك أن تحفظه و تجلس فى ( أمتحان ) لمعرفة مدى نجاحك فى حفظه ؟
موضوع ( السيادة الوطنية ) … سأكتب عنه قريبا لأن هناك لغط كبير وفهم معوج لهذه القضية .. أتمنى على من يريد الكتابة عن هذا الموضوع أن يستعين بمراجع تاريخية وقانونية لمعرفة مرتكزات وشروط وحدود ( السيادة الوطنية ) بدلا عن تأجيج المشاعر والعواطف فى حب الوطن والحنين اليه.
كان الله فى عون الشعب الأ رترى
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21818
أحدث النعليقات