حوار مع الأخ المناضل قبروي هوت تولدي مسؤل العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الإرتري
فى إطار التطورات السياسية فى ساحة المعارضة الإرترية . إقتنص مكتب الإعلام فى حزب المؤتمر الإرتري الذي يترأسه الدكتور محمد عثمان أبوبكر فرصة اللقاء بالإخ قبر هوت وأجري معه حواراً تناول العديد من الموضوعات المتعلقة بالأوضاع الإرترية والمنطقة ، كما عرجنا على موضوعات رأينا أنها تسهم فى إجلاء بعض المسارات التى سار عليها الحزب بعد الإجتماع الدوري الأخير للتحالف الديمقراطي الذي عقد فى الخرطوم ، وأجابنا الأخ قبر هوت مشكوراً بكل الشفافية والوضوح أملاً فى الوصول الى قرات موضوعية لكل جوانب عمل المعارضة الوطنية ، كما كان الحديث واضحاً حول تطورات مواقف بعض الأشقاء فى علاقاتهم بالمعارضة . إتساقاً مع التوجهات الأقليمية الأخيرة لحكومة الشعبية , فإلي مضابط الحوار :
س:- هل تري موضوعاً ملحاً نبدأ منه ؟
ج : كل المواضيع التى تحيط بساحتنا ، لا تقل أهمية عن بعضها البعض ، لا سيما فى ظل التطورات الأخيرة الجارية فى المنطقة ، وإعتقد نحن كحزب له دوره فى العمل الوطني لنا فهمنا لأبعاد ما يجري ، مثلما للآخرين فهمهم ، وأري أن المهم هو كيف السبيل الى لقائنا جميعاً على أرضية تؤمن لقضية شعبنا النجاح , ولا بأس من البدأ بتوجيه تحية الشكر لكم على تلك الفرصة وأقتنصها لتحية شعبنا الصابر فى الداخل فى المقام الأول ، كما أحي أبناء شعبنا فى معسكرات اللجؤ وفى المهجر .
س: طالما كانت إشارتكم الأولي للتطورات الإقليمية , فأود أن نبدأ بمواقف دول الجوار المساندة لعمل ونشاط المعارضة , وكيف هي علاقات الحزب خصوصاً مع تلك الدول ؟
ج: دول الجوار كان لها تأثير على مسيرة شعبنا ليس فقط فى تلك الظروف المعقدة التى أحاطت بالمجتمع الدولي ، وفرضت محاذير كثيرة فى سريان علاقات وتوقف أخري ، وفقاً لإنسجامها أو تقاطعها مع هذا الطرف أو ذاك . ولكن على العموم أقول بأن الإرتريين كان لهم حظ متميز مع جيرانهم ربما تختلف عن كثير من علاقات الجوار بين الدول . فأرتريا تأثر تاريخها السياسي سلباً وإيجاباً من دول الجوار ، ولكن أقول إجمالاً إن أرجحية المصالح فى ترتيب علاقات الدول باتت هي السائدة فى عالم اليوم ، وليس من السهل أن نحكم علي أي علاقة ونقول أنها على الدوام هكذا ، أقصد فى الميدان السياسي ، ولكن على مستوي علاقات قوي المعارضة الإرترية فهي تجد فى هذه المرحلة ملاذاً مكنها على الأقل من إيصال صوتها الى مديات مقدرة .
واشير الى أن الظروف الخاصة المحيطة بمنطقة القرن الأفريقي تضع الجميع أمام حسابات جديده دخلتها المنطقة بإعتبارها حلقة هامة فى الإستراتيجية الدولية التى تتحكم فيها عصا الدول الكبري . ووفق هذا فأننا فى حزب المؤتمر نقدر عالياً الدور المساند الواضح فى علاقات دول الجوار بالمعارضة , ونخص دور دول تحالف صنعاء خلال المرحلة الماضية والراهنة .
س: فى هذا الإطار ماهي رؤيتكم لتوجه النظام نحو السودان , وكذلك علاقاته باليمن ، وهل ترون مؤشر تحذير للمعارضة فى هذه التطورات .
ج: نتفهم ما يجري فى المنطقة وفقاً لمعطياته ولا نحمله أكثر من ذلك ، وبالطبع قبل ذلك نحن مستوعبين الى الحد الكافي لواقع نظام الشعبية ونعرف ماهي المحركات الداخلية المؤدية لهذا المسار الجديد فى علاقاته بدول الجوار , فنظام إسياس قد شكل واقعه منذ البداية على أسلوب المواجهة والعنترية الفارغة التى لم يحصد منها سوى الخسائر إن كان على مستوى الداخل أو الخارج . وإما عن توجهه الجديد نحو السودان فأتصور إن ملفه ملئي بكثير من الإيذاء لأخواننا فى هذا البلد الجار المتميز فى علاقاته مع شعبنا ، وموقفنا هو إن أي حقن للصراع والإشكال ضد السودان يسعدنا ونفرح له , وأتصور أن السودان حكومة وشعباً قادرين على معرفة مصالحهما والعمل من أجل تحقيقها . وأيضاً نحن الإرتريين نعرف تماماً ماذا يريد أفورقي من السودان فى تلك المرحلة الحرجة المحيطة بالمنطقة . ووفقاً لطبيعة العلاقات الماثلة الآن فى داخل أروقة الشعبية , والمتميزة بالصراع وزرع الأفخاخ لبعضهما البعض فإننا بتنا لا نثق فى أي موقف يعلنه النظام . وحتى لو لاحظتم ما جري من إقحام ملف إعادة العلاقة مع السودان مع ملف حلحلة ملف جبهة الشرق فى السودان , وما حدث من تصفيات لأقطاب الشعبية ذاتها لإزاحة هذا وتنصيب ذاك ، كل تلك العوامل تأتي لتؤكد حقيقة واحدة وهي أن النظام يريد أن يستحدث عناصر جديدة فى ملف علاقاته بالسودان بحيث يكون هو اللاعب الرئيسي فى ذلك التطور , وإذا ما حدث أي تقدم للمصالح السودانية أو نجاح فى حل المشاكل الداخلية له , فإن أول ما يفكر فيه نظام إسياس هو التراجع ، أقول ذ
لك لأن حكومة الشعبية أساساً قائمة على معادلة الصراعات فى داخلها ومع جيرانها ، ووفقاً على ذلك فلا أعتقد بأن هناك أي تأثير لهذا التوجه على المعارضة من منطلق أنها تمتلك رؤي ثابته لا تتغير بالظروف هنا أو هناك .
س : وماذا عن فرصة أي حوار مع النظام فى ظل تطورات الموقف الآن ؟
ج : ربما كان ذلك توقع الكثيرين ، ونحن أيضاً نحسب أن من مصلحة النظام المتأزم داخلياً حل مشكلاته مع المعارضة , لأنها واقع لا يمكن أن يقفز فوقه مهما كانت الأوهام التى تغذيه ، وقد سمعنا ما قاله الأمين محمد سعيد عندما إدعي أن المعارضة لا تمتلك تصور لمستقبل إرتريا ، وهوطبعاً هنا يعبر عن واقع منهج الشعبية الذي فعلاً لا يمتلك أي تصور للواقع الإرتري , ولهذا فإن مشكلتنا هي أننا نتعامل مع نظام يتعامل بأفق ضيق ويعتبر أن البلاد لعبة فى يديه , وهناك حقيقة أرجو أن تكون واضحة ، وهي أن نظام الشعبية قد عجز تماما ً عن الإستفادة من الفرص السياسية ، وبالعكس قد توغل كثيراً فى المسارات المؤذية لشعبنا وإرتكب جرئم بشعة بحقه , وإن يقيننا من فشله هذا يدفعنا لتأكيد حقيقة أساسية وتوجه نؤمن به : وهو إن حل مشكلتنا مع النظام يجب أن تفكر فى بدائل جدية عن المسارات السياسية والدبلوماسية التى تعاملت بها فى المرحلة الماضية . وكما يقوم بإستخدام العنف لفرض سياسته على شعبنا , فإننا أيضاً يجب أن نفكر جدياً فى إستخدام تلك الوسيلة ضده .
س: كانت لكم مشاركة فى السمنار الذي شهدته هولندا قبل فترة ، هل يمكن أن تضعونا فى أبرز ما خرج به من نتائج ؟
ج : فى الحقيقة أنه يندج ضمن المساعي القائمة من كل الإطر الإرترية التى تتنادي لبحث مستقبل شعبنا . وقد قامت الدعوة لهذا الإجتماع من قبل منظمات المجتمع المدني وشاركت فيه أحزاب سياسية من ضمنها حزبنا حيث مثلته فى تلك الفعالية . وقد شهدت آراء كثيرة إندرجت فى سياق معالجات مسارات العمل الوطني . ولكن كان فيها الكثير من الإخفاقات , وقد حاول البعض جر هذا السمنار الى مناسبة لتقويض بعض الإنجازات التى حققتها المعارضة الوطنية , والمتمثلة لحد الآن فى التحالف الديمقراطي الإرتري الذي مازال فى رأينا لمعالجة الكثير من الإخفاقات الموجودة فى الساحه من خلال أطر المؤتمر القادم . ومعلوم أن حزبنا يقف الآن خارج هذا التحالف وعلى جميع القوي التنظيمية والحزبية داخله معالجة هذا الأمر تحقيقاً للمصلحة الوطنية التى تتطلب رص الصفوف وليس تمزيقها . وقد شهدنا فى إجتماع هولندا أصوات أجنبية مخلصة تدعو الى أن يكون الإرتريون أكثر حرصاً على تحقيق مصالحهم المشروعة ,عبر توحيد جهودهم وآليات عملهم وليس بعثرتها .
س: هل تعتقدون بأن الواقع المحيط بالمعارضة الآن سيحتم عليها الإستمرار على نفس النهج السياسي فى مواجهة النظام ؟
ج : الكل يعرف بأن نظام أفورقي قد أحدث تدمير مروع لكل البنى فى الداخل . الإقتصادية والسياسية والإجتماعية , وهذا يفرض على الكل التوجه الجدي للتخلص من تلك العصابة بكل الوسائل بما فى ذلك اللجؤ الى المواجهة طالما أنها أصبحت مفروضة منه ولم تبادر اليها القوي المعارضة ، وليس صحيحاً أن يتصور النظام أن شعبنا عاجز عن مواجهته مهما طالت مدته فى الحكم . فالتجربة القريبة تؤكد أن الإرتريين يمتلكون من الصبر ما بكفي ولكن بالتأكيد لا يتحملون الإهانة والإذلال , وحكومة الشعبية ما عاد بمقدورها أن تخرج عن منهجها المتعسف الذي إستمر لخمسة عشر عاماً . وهناك قوي فى المعارضة الآن تمتلك قوي شعبية هائلة للقيام بالمواجهة إذا ما أصبحت الحل المتبقي أمامنا
س: ضمن مسؤليتكم فى العلاقات الخارجية للحزب ، ماهي نشاطاتكم خلال زيارتكم لأوربا وأمريكا وغيرها من الدول ؟
ج: فى أعقاب تأسيس الحزب عبر الوحدة التى تمت بين عدد من التنظيمات ، قمنا بزيارة الى عدد من الدول الإوربية , وشرحنا مسار عملنا ونجحنا فى تأسيس فروع للحزب فى أمريكا وهولندا وكندا حققنا عدد من الإتصالات بالسؤلين المثمرة . ومهما كانت الظروف التى تحيط بعملنا فى الحزب فنحن على يقين بأن ميدان العمل الفعلي هو الحاسم وليس الجعجعة الفارغة هنا أو هناك . نحن نبت شعبي وجماهيري ولسنا إطر قائمة على الإعلام والتصريحات فلو كان الكلام فقط قادر على تحقيق نتائج على الأرض , لما كنا على هذا الحال .
س: كلمة أخيرة لكم ؟
ج: أنا أدعو الجميع وشعبنا فى الداخل الى الوقوف وقفة واحدة للتخلص من الكابوس الجاثم على صدرنا , وعلى كل الأصوات الإرترية الحرة أن ترتفع عالياً ضد هذه الدكتاتورية المجرمة فى أسمرا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5545
أحدث النعليقات