حول الردود علي مقالي ” قراء حول قرار مجلس الأمن 1907 ضد إرتريا
وليد الطيب
جزيل الشكر لموقع فرجت النافذة التي تثري النقاش والحوار بين الأطراف المختلفة إثراءً للساحة السياسية وتدعيماً لروح الحوار وإحتمال الآخر… دمتم نافذة مضيئة نري من خلالها أحلام شعبنا تتحقق في الرفاهية والإستقرار.
في 25/01/2010م نشرلي مقال في مو قع فرجت وقد إتفق معي وضدي عدد من القراء عبر بعضهم بتأملاته وآخرون بتعليقاتهم التي أراها من منظورين هما:
الأول: للذين إختلفوا معي وهنا يتحتم عليَّ أن أقدم لهم شكري وتقديري لما أوضحوه من رؤية نقدية لفكرة، أو نقطة، أو نقاط وأعتبر ذلك نصحاً يستحق مني التأمل والمراجعة لما كتبت فربما حدثت مني ذلة قلم، أو منهم سوء فهم لمقصدي
.الثانية: للذين إتفقو معي حول كل أو بعض ما كتبت فلهم مني جزيل شكري وخالص تقديري وإمتناني وأتمني أن يدوم الوفاق حتي نخرج بمجتمعنا إلي برّ الأمان.
أيضا أعتذر للأخ وليد الطيب الصحفي السوداني للبس الذي حدث لبعض المعلقين فقد تشابهت عليهم الأسماء… فلك العتبي حتي ترضي.
فأنا العبد لله إرتري ولد في أحد معسكرات اللاجئين وإمتزجت صرخته الأولي بصرخات وأنين وآهات الشعب الإرتري وهو يشاهد فيالق وكتائب جبهة التحرير الحلم الذي لم يكتمل تتهاوي بكل عتادها وجنودها في سيناريو حزين وغامض إلي الأراضي السودانية وتسلم سلاحها وهي في غير كامل قواها العقلية والنفسية، ولم أخرج من ذلك المعسكر إلا لقتال الجبهة الشعبية بغض النظر عن الأسباب والأهداف فهذه كانت أكبر من أعمارنا المراهقة في ذلك الزمان.
عن الإسم ” وليد الطيب ” فهو إسمي الثاني وقد إخترته لملاحظتي أن بعض المعلقين يتأثرون بشخصية الكاتب ويسقطونها علي الموضوع وربما يتجاوزون ذلك لتنظيمه وقبيلته في ردودهم علي أفكاره ومعتقداته ويخرجون بذلك عن الموضوع والموضوعية، فأردت سد هذا الباب بإختيار إسمي الثاني غير المعروف.. وليس خوفاً علي ذاتي فالذي يؤمن بقضيته حق الإيمان لا يخاف فيها لومة لائم..
أما ردي علي الذين علقو علي مقالي فهم فئتين:
الأولي: فئة عقلانية قرأت المقال وتأملته وبنت ردها وتعليقها علي إستنتاجات من وحي المقال ومن بين ثنايا سطوره ولم تخرج عن الفكرة والمضمون وصاغت رأيها بأسلوب مهذب وبعبارات أكثر تهذيباً وسلاسة، وهذه فئة أتشرف بردودها وتعليقاتها وهي التي تستحق مني أن أبذل غاية جهدي في توضيح فكرتي لمن إختلف منهم معي منطلقاً من مبدئي الذي إر تضيته لنفسي ” ليس المهم أن نتفق أو نختلف إنما الأهم أن نتحاور ليفهم كلاً منا الآخر وما يتمخض عن ذلك فهو نتائج لحوار آخر… فهذه هي الحياة حوارٌ ونتائج “
الثانية: فهي العكس تماماً وهذه الفئة لها مني صالح الدعاء…. تقبل الله
لم يكن في يومٍ من الأيام شعبنا يكنّ العداء للشعب الأثيوبي ولا هو كان عدواً لنا فبيننا وبينهم نسباً وصهرا، وإنما كانت العداوة والمقاتلة مع من استعمرنا وسحق قرانا ونفذ ضدنا سياسة الأرض المحروقة من ولاة أمورهم والذين لم يظهرو في يومٍ من الأيام حسن نيتهم ولم يطلبوا أن يعاملو كغيرهم في تبادل مصالحهم معنا كدولة جارة وإنما سعو وما زالو للإستئثار بخيراتنا قناعة منهم أننا لا نستحق كل هذا البحر وهم الأكثر منا تعداداً للسكان.
أستغرب جدَّ الإستغراب في نسبتي لجماعة سدري فهذا خروجاً عن الموضوعية وكان حريٌ بصاحب التأملات أن يتجاوز فوبيا التصنيفات إلي جوهر الفكرة، فأنا لم أشر إلي هذه المجموعة ولم أطلب من التنظيمات المعارضة أن تنتهج النهج السلمي في مقارعة النظام وتنزع سلاح ملشياتها وتحل مكاتبها العسكرية… فسدري التي نسبت إليها أعتقد أنها ظاهرة صحية تستوجب منا النقد البناء مثلما حدث في المواقع الإعلامية المختلفة قبل مدة، وليس هجوماً كاسحاً بقصد حجر فكرهم وتكميم أفواههم وإلاّ ما الفرق بين هذا والدكتاتورية ” يا أيها الذين آمنو لم تقولون ما لا تفعلون… ” صدق الله العظيم
ثم لما يتم إختزال تغيير النظام في الوسيلة العسكرية فقط عند هؤلاء، هل مرد ذلك فقرهم لروح الحوار وضعفهم في أسلوب الإقناع بالحجة والمنطق، إن حمل البندقية وإجبار العدو علي الهرب هو من أسهل ما يكون لكن أن تحمل عدوك للإعتراف بك وبحقك بالحجة والمنطق وترشيد إستخدام القوة فهذه لا يستطيعها إلا من يعيشون المعاناة مع شعبهم يقاسمونه الظلم والسجن والموت و يتميزون بالإيمان العميق بمبادئهم والفهم الأعمق لأهدافهم والوضوح البين في أساليبهم وهؤلاء مع إحترامي غير متوفرين في معسكر المعارضة اللهم إلا من الجيل القادم في المستقبل.
ن المعارضة الإرترية لم تتقن لا العمل العسكري ولا السياسي وإنما فتحت معسكرات للتدريب معظم من فيها أطفال مراهقين أو طلاب تسللو من الخلاوي والمدارس تزج بهم قياداتهم في معارك خاسرة لا تجني فائدة إعلامية تدفع العمل السياسي ولا إنتصار عسكري يحسم القضية ويوقف المعاناة، إنني ضد معسكرات التدريب التي تخرج الفاقد التربوي والجاهل السياسي بحجة العمل العسكري ضد النظام، فإذا كان ولا بد من الخيار العسكري فليأخذوه بحقه وليعدو له العدة وليضربو رأس الأفعي بعمل قوي ومحكم يختصر الوقت والجهد والثمن، فلسنا بحاجة للمزيد من الأرامل والأيتام والمعاقين، إننا ضد أن يحمل التلويح بالعمل العسكري للإستجداء ولإقامة علاقات تنسيقية مع إستخبارات دول الجوار فقد مللنا هذه التجارة الرخيصة بمعاناتنا.
أما دكتاتورية النظام وضرورة إجباره علي تغيير نهجه الإنفرادي فهذا محل إتفاق لكني أختلف مع الذين أعماهم العداء وضعفت همتهم وعيل صبرهم من المقاومة فأخذو يبحثون عن وسيلة لإسقاط النظام حتي ولو أدي الأمر إلي تكرار مأساة العراق، إن قرارات مجلس الأمن التي يعتبرها البعض مفتاح الفرج لم ولن تكون كذلك وذلك لأنها لم تصدر إنتصاراً لنا أو إحتجاجاً علي ظلمنا من قبل النظام وإنما صدرت ضمن ترتيبات المصالح الخاصة لأمريكا في المنطقة فلا يفرح قومٌ أعياهم النضال.
إن أكثر ما أخشاه هو أن يأتي اليوم الذي نردد فيه بأسي ” يومٌ بكيت منه بكيه عليه “.
والله من وراء القصد
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=1480
أحدث النعليقات