حينما يكتب الحمار مذكراته !!
بقلم / متكل أبيت نالاي
من حسن حظ الجيش الإثيوبي أن الحمير لا تكتب مذكراتها لسببين أولهما إنهم لا يقرؤون ولا يكتبون, وثانيهما ( وهو السبب الأهم) أن الحمير لو كتبت مذكراتها عن فترة الاستعمار في إرتريا لأساءت إلى الجيش الإثيوبي الذي كان شعاره كل شيء إلى جبهة الحرب , وربما عرض هذا الجيش للسب والشتيمة من منظمة الرفق بالحيوان بقولها لهم يا مضطهدين الحمير يا بهايم , والحمير كانت تتساءل لماذا الإرتريون الطلبة حينما يتظاهرون في داخل مدارسهم يكتبون يافطات تقول: يا أمحرى يا حمير أخرجوا من بلادنا, بهذا القول ربما استطاعوا أن يلخصوا ويؤكدوا للعالم انحراف الجيش الخائب مبكراً, ولكن لم يجدوا من يسمع أصواتهم, رغم هذا الكلام ما تمثله من شتيمة إلا إنه أهون شتيمة يسمعها الحمير لأنهم يعرفون دوماً معرضون لضرب دون أن يفعلوا ما فعله الإثيوبيون في بلادنا.
كل تلك الأحداث التي مرت في إرتريا أنثى الحمير(الحمارة) تتذكر منها مطاردة الجيش الإثيوبي لها في كل من معسكراتها التي كانت في وديان كرن وخلف جبال دنقولو, وأفعبت نتيجة إحساسهم بالفراغ السرير الخاوي من العشيقة و المذعور من الشعب الإرتري الذي جعلهم يتصرفون مثل المجانين يؤذون الناس والحيوان معاً, وبهذا يشهد الشعب الإرتري, الذي سمع بمثل هذه الأمور التي تدور شائعاته في وسط هذا الجيش الفاسد. كانت مناظر مؤذية للضمير وجارحة للقيم كما يعلم يقيناً جنرال/ حسين الذي استفزه وضع جيشه هذا, بأن جيشه كان مولع بمعاشرة الحمير, ولكن يقول في تلك الفترة الجيش الإثيوبي كان لا يرى بعينه ولا بقلبه كانت تحركه غرا يزه الجنسية نحو أنثى الحمير الضعيفة بعقلها والقوية بجسدها, مما أوقع الجيش الثاني في عشقها وكان ذلك بدعوى تحفظهم من النزول من خنادقهم وتمنعهم من العربدة في شوارع الضيقة والمخيفة أمنياً. وقال الجنرال أيا كان الأمر إننا فشلنا في إيجاد حلاً لمعاناتهم النفسية. ويجب علينا أن نعترف بذلك حتى ولو كان قاسياً.
والحمير لا تنسي هذه الفترة التي أرتفع الطلب عليها ونست فيها عذابها مع الإرتريين بل لقنت بالغة الأمحرية ولكنها كونها حمير عجزة في استيعابها وكانت تفهم ما تيسر لها وما ترسخ في ذهنها من كثرة التكرار .كما يقول المثل (التكرار يعلم الحمار).أما صاحبها الإرتري يقول ماذا أفعل أرى حمارتي لا تقدر كتمان ودها لهؤلاء أراها تتوغل إلى حيث ينتظرها الرفاق, كلما وجدت فرصة هربت مني إلى قصرها الذي أسميناه بلا هموم, ربما خلقت لهم وخلقوا لها. ثم يتساءل مالذي تريدني يا صديقي أن أفعله مع هؤلاء؟ عرفناهم لصوص عندما كانوا كماندوس واليوم يزرعون بذور غريبة في أرض فيها الكثير من نقاء الديني والأخلاقي,جيش حقير ليس له كرامة فعلاً تربى ونشأ على الشذوذ.
كانت الحمير انتهازية تريد أن تنافس الجمل بهذه الخدمة في المستقبل وكانت تفعل في المرتفعات مالا يفعله الجمل في المنخفضات كانت تشوه أصوله الضاربة في أعماق الأرض وتاريخه من العطاء,تشوه لحمه,وحليبه وكل المؤمنين بنضاله, طالبت بمضاعفة القيود في رجليه وعبت الجو بحقد لا يوصف ضد الجمال,
أفكار الحمير وحشية يحسنون اللوم ضد الآخرين, نمت فيهم الجحود والمؤامرة والسائس من ثقافة أكسوم, ومن أجل ذلك قررت التدرب على التواطؤ والحيل الملتوية, وبذلك ذهب حماران للعمل مع تاجر يعمل بتجارة الملح والمعلبات وتجارة الأسفنج ولأسمنت وغير ذلك, وكان للتاجر (عد المركز الرئيسي في أسمرا) له فرعان واحد في مصوع والثاني في كرن وذا قل الملح في أحدهما حمل له الملح على الحمارين من المخزن الذي فيه الملح وإذا نقص الأسفنج من أحد الفرعين حمل إليه الأسفنج على الحمارين, وهكذا..
وحمل التاجر حماريه ملحاً.. ووقع الحماران في ترعة فذاب الملح وزال عن ظهرهما ذلك الحمل الكبير.. واكتشفا الحماران شيء مذهل أول فصل من التواطؤ ونهض وهما أسعد ما يكون..
وغضب التاجر وانصب على الحمارين ضربا ووخزا حتى أراهما نجوم الظهر والعصر معاً..
وظن الحماران أنهما عثرا على حل لمشاكلهما وما عليهما إلا أن يغطسا في الترعة ليذوب حملهما..
وقدر للتاجر أن ينقل بعض الأسفنج وبعض الأسمنت فساق حماره إلى المخزن وحمل أحدهما إسفنجا وحمل الآخر أسمنتا.. وما كاد الحماران يقتربان من الترعة حتى قفزا فيها إذ نسيا سياط التاجر ومهمازه وخيزرانته وظنا أنهما سيقومان من الترعة أخف من الطيف أو الظل أو البالون.. وهيهات وهيهات.. فقد تشبع الأسفنج بماء الترعة.. وقد امتص الأسمنت ماء الترعة, وإذا الحمل ثقيل وإذا النجاة أثقل..
أما التاجر فلم يضرب الحمارين بل ضرب أخماسا بأسداس, فقد خربت بضاعته وجلت خسارته, ولولا أن الناس هبوا فزعين لترك التاجر حماريه في الترعة غارقين لما سولت لهما أنفسهما..
كان هذا ما رواه الناس حول معدن الحمارين والمؤامرة التي يرغبوا أن ينسجونها حينها, مما أصبحت فيما بعض السبب الرئيسي في عدم تكريم الحمار في بلادنا. وترى الناس الحمار حيوان غير نبيل ما يهمه ما يقولون الناس عليه شعاره ما شأنهم بشأني لا يحس بشيء ولا يساوي شيء عند ابن أدم المنحاز نحو الحيوانات الأخرى ولمولع بتشويه سمعته بل يمطره بوابل من الشتائم كل يوم, مما جعله يخرج دائماً من المولد بلا حمص.
أما الجمل عاش كما يعيش الأحرار كان أعماله خالص لثورة الإرترية رغم خلافاتها المتعددة. حمل السلاح وأنقذ اللاجئين ونام على الأرض وسط المقاتلين كان منضبط ومتفاني في كل أعماله الثورية وكان كل من يمر بجانبه من الشعب الإرتري يتطلع إليه بإعجاب ودهشة..
وبعد خروج الحمار من ورطته مع التاجر قرر تعريته قائلاً له: كان هذا تاجر جبار يطفف الكيل, يحارب الناس في لقمة عيشهم وله في الغش التجاري باع طويل.. فالملح ليس له صلاحية معروفة ولأسمنت مخلوطة بالرمل ويرشي الناس لتوافق على مزاعمه الباطلة, كما يحتكر كل الأشياء المستهلكة ويقرض بالربا الفاحش ويفرض رسوما باهظة ويطبع النقود المزورة ويستورد البن من إثيوبيا في أكياس كتب عليها صنع في إرتريا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6372
أحدث النعليقات