خطاب مفتوح الى ولاة: كسلا ، القضارف وبورتسودان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

نحييكم أجمل التحية ونشكر لكم تحملكم لأعباء ولاياتكم الداخلية وما يأتي من وراء الحدود وخاصة من إرتريا من لاجئين هاربين من بطش النظام الارتري الذي لم يراعي حق الجوار منذ أن كان رأس النظام نائباً ثم أميناً عاماً للجبهة الشعبية لتحرير إرتريا ، حين قام في الماضي بعمليات الخطف والإخفاء داخل ولاياتكم ، والاغتيالات التي تمت داخل مدنها.

ثم بعد الاستقلال لم يتوقف عن أسلوبه القديم بل تطور الأمر ليصبح الاختطاف في وضح النهار وبتعاون من الأجهزة الرسمية السودانية ومن داخل المدن دون حياء أو وجل وذلك بسبب وجود من زرعهم النظام من المندسين فعلى سبيل المثال : اختطاف عضوي قيادة جبهة التحرير الارترية المجلس الثوري الذي تم في وضح النهار بواسطة أناس يرتدون الزي الرسمي لرجال الأمن السوداني وباسمهم ، ثم اختطاف المناضل حامد المعروف بحامد بور سودان ورفاقه ، والإيقاع بالمناضل صالح في كمين للجبهة الشعبية في منطقة ود شريفي ريفي كسلا ، اغتيال الأستاذ مكيئيل قابر مدير مدرسة يونسكو داخل مدينة كسلا بسبب شهادته ضد أفورقي الذي زامله في الدراسة بجامعة أديس أبابا ، حيث قال الأستاذ مكيئيل قابر عنه : (كان أفورقي يفتعل المشاكل مع زملائه المسلمين في الجامعة لأتفه الأسباب ، ثم لما قرر الالتحاق بالثورة نصحته إكمال دراسته الجامعية ثم الالتحاق بالثورة ، فرد أفورقي قائلاً إذا انتظرنا عامين حتى نيل الشهادة الجامعية ، سيكون المسلمين قد حرروا إرتريا واستولوا على السلطة) انتهى كلامه ، تم إسكاته داخل مدينة كسلا حاضرة شرق السودان ، وسجل الحادث مثل

العشرات من الحوادث ضد مجهول بالنسبة للسلطة وبيد غريم معلوم لدى عامة الجماهير، ثم صرح أفورقي بعدائه للسودان علانية حينما قال ( أن من أولوياتنا إسقاط حكومة الجبهة الإسلامية في الخرطوم) واتبع ذلك قطع علاقاته الدبلوماسية مع السودان ، وفتح أبواب العاصمة الارترية اسمرا على مصراعيه أمام المعارضة السودانية بشقيها الشمالي والجنوبي بل بكل ألوانها وتوجهاتها الفكرية والعقدية ، ثم تصرف تصرفاً أرعناً لم يسبقه إليه أحد حين سلم مقر السفارة السودانية للتجمع الوطني المعارض لحكومة الخرطوم. ثم كانت عملية الهجوم الفاشل للاستيلاء على مدينة كسلا التي قامت بها قوات الحركة الشعبية وبدعم لوجستي من النظام الارتري ، فلما فشلت تلك العملية دعم قوات قرنق للاستيلاء على مدينة القرآن “همشكوريب ” كل هذا لم يقابل من حكومة السودان المركزية في الخرطوم أو حكومة الإقليم بالحزم المطلوب اللهم إلا عملية التصدي التي قام بها والي كسلا السابق المهندس إبراهيم محمود والتي تكسرت فيها محاولات قرنق وأفورقي للاستيلاء على مدينة كسلا من أجل تحقيق مكسب سياسي وإعلامي يحفظ ماء وجه الحركة الشعبية التي كانت قد اختلطت أوراقها تحت ضربات قوات الدفاع الشعبي والقوات المسلحة السودانية في الجنوب والتي تحققت فيها مكاسب جعلت الحركة الشعبية وبإيحاء من داعميها الإذعان والموافقة على الجلوس للمفاوضات التي أدت إلى نيفشا ، والتي يقطف السودان ثمارها المرة هذه الأيام ، وقد بدت في حينها مستساغة لسبب وجيه واحد فقط وهو وقف الاقتتال بين أبناء السودان.

ونحن حين نسرد هذه الوقائع لا نستجدي حكام الأقاليم شيئاً بقدر ما نهدف إلى تنبيههم ليستيقظوا من غفلتهم التي لا مبرر لها تجاه ما يحدث في الحدود الشرقية للسودان الشقيق وما سيتعرض له إنسان السودان بصفة عام وإنسان الشرق بصفة خاصة لأن إنسان الشرق وخاصة الذين يشكلون عمقاً لشعب إرتريا والذين يربطهم النسب والعرق واللغة والدين أصبحوا عرضة لملاحقات أجهزة استخبارات أفورقي التي اتخذت من شرق السودان مرتعاً خصباً لها تسرح فيه وتمرح دون حسيب أو رقيب والوقائع المذكورة آنفاً من قتل وخطف وملاحقات لم تتوقف وجرائم أفورقي لم تتقلص أو تتراجع فها نحن في كل يوم نسمع ونرى ما يحدث في معسكرات الإيواء من خطف واغتيال على مرأى ومسمع السلطات المحلية التي لا تحرك ساكناً تجاه ما يدور أمام ناظريها ، وحوادث الحرائق التي أصبحت شيئاً يتوقع حدوثه في أي وقت وتسجل في كل مرة ضد مجهول ، ولكن لا نستغرب ذلك بل نستهجنه أن يحدث داخل معسكرات إيواء تخضع لسيادة بلد مستقل.


وتحركات قوات أفورقي الأخيرة واستيلائها على مناطق بعينها من شرق السودان ثم اتهاماتها لبعض الضباط السودانيين بإشعال الفتنة والإشارة إلى قائد منطقة خشم القربة العسكرية والمطالبة بإبعاده والتدخل السافر في شؤون السودان الداخلية مقابل صمت وتصريحات دبلوماسية من بعض المسؤولين سوف لن يثني أفورقي عن تعنته وقد فاجأ العالم والسودانيين في تصريحاته الأخيرة حينما نفى علمه بما وقع في منطقة مثلث حمدايت من تعديات القوات الارترية ، ثم استدرك قائلا بان من قاموا بهذا التصرف قد يكونون من الجنود المستجدين ومما تقدم نقول لولاة الولايات المذكورة أعلاه:

في هذه الظروف الدقيقة من تاريخ السودان المعاصر وفي ظل خطر الانفصال المحدق والمخاطر التي تحيط بالسودان من كل جانب بدأ النظام الارتري يعد العدة للمساهمة ليس من أجل وحدة السودان بل من أجل الإضرار وإيقاع الأذى بالسودان ، أمام الصمت المريب من القيادة السياسية في الخرطوم والسادة ولاة الولايات :
1- اكشفوا معلومات تحركات قوات أفورقي المريبة واستيلائهم على مناطق في شرق السودان ، بدلاً من المجاملات التي أوصلت قضية الجنوب إلى ما وصل إليه من انفصال واقع يتم الاستفتاء فيه كأمر مسلم به أو تحصيل حاصل.


2-
ميّزوا ما بين المعتدي الحقيقي واللاجئ المغلوب على أمره وعدم تسليمه أو إعادته إلى جلاده ، لأن تسليمه يعني المساهمة بشكل مباشر فيما سيتعرض له من مصير مجهول ، وقد أكد لنا شهود عيان بأن قوات أمن النظام تقوم باستقبال العائدين إجبارا بواسطة الأمن السوداني بالضرب بالعصي أمام أنظار رجال الأمن السودانيين الذين يأتون بهم. وهذا يولد الأحقاد والضغائن بين الشعبين اللذين عاشا قروناً من الزمن لا يفصل بينهما إلا حدود صورية رسمها المستعمر.

3- أمّـنوا الحدود السودانية برجال من أبناء القبائل من شرق السودان وذلك لمعرفتهم التامة بمداخل ومخارج المناطق الحدودية ، وليس إبعادهم كما يطالب أفورقي بذلك بحجة أنهم قد يتحولون إلى طابور خامس داخل الأمن السوداني ، وقد نجح نظام هقدف في إحدى الاتفاقيات التي أبرمها مع حكومة الخرطوم حين طالبها بإبعاد المعارضة الارترية عن الحدود ، ثم طالب بإبعاد ضابط سوداني برتبة عقيد من أبناء المنطقة كان يعمل بإخلاص وتفاني لصالح السودان بحجة أنه يشكل خطراً على علاقة البلدين، فكان له ما أراد حيث تم نقل ذلك الضابط إلى جنوب السودان ولم تكلف الحكومة السودانية نفسها السؤال عن أسباب مطالبة أفورقي إبعاد هذا الضابط.

4- أضبطوا تحركات رجال أمن أفورقي لأن معلوماتنا من الداخل تقول نقلاً عن ضباط في الاستخبارات الارترية شاركوا في خطف هاربين من جحيم النظام من داخل الأراضي السودانية ( بأن السودان بلد بلا حكومة ندخل ونخرج دون حسيب أو رقيب ، نأخذ من نريد ونختطف من نريد) أبعد هذا الاستخفاف والاستهزاء يترك رجال أمن نظام هقدف يتحركون بحرية؟.

5- راقبوا مقار الجالية الارترية في كل مدن السودان وخاصة مدن الشرق لأن القائمين عليها ما هم إلا طابور خامس وحصان طروادة، وسوف يكونون سيفاً مسلطاً على أبناء إرتريا من اللاجئين السابقين واللاحقين وهذه أيضاً من المسئوليات الموكلة إليكم لحمايتهم وتأمين حياتهم ضد الخطر القادم من وراء الحدود.


6-
اضبطوا اعتداءات عصابات الرشايدة التي أصبحت لا تكترث لتهديداتكم وتحذيراتكم التي لم يتبعها عمل رادع فأصبحت كل تحذيراتكم وانذارتكم لتلك العصابات مثار تندر يتسلى بها أفراد العصابات.

7- إن أبناء شرق السودان الأصليين والقبائل المستهدفة من قبل نظام أفورقي والمهمشة من المركز في الخرطوم سوف لن تسكت على هذه الاستفزازات والاستثارة ومحاولات لي الذراع والاخداع لرغبات أفورقي صاحب الأجندة الخفية التي لا تنتهي والمجاملات التي ليس لها طعم ولا لون ولا رائحة ، ولم يعرف عنها الخنوع والإذعان وفرض الوصاية من كائن من كان ، فتهميشها ومحاولة إلغائها أو إقصائها لصالح أفورقي قد يجلب للمنطقة متاعب ومشاكل لا تنتهي.
آملين أن يسهم نداءنا هذا في التنبه لأهداف وأجندة أفورقي العلنية والخفية.

وأن يجد منكم أذاناً صاغية ، واعلموا أن أبناء الشعب الارتري أمانة في أعناقكم ، وفي حال خذلانهم ستكونون مسئولين أمام التاريخ في الدنيا وأمام الله يوم القيامة ( يوم لا ينفع مال ولا بنون) …!!

اللهم هل بلغنا اللهم فاشهدُ

أسرة منتديات إرتريا الحبيبة

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10009

نشرت بواسطة في ديسمبر 16 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010