خوفاً على حياتهم، ستة رياضيين ارتريين اختفوا فى اسكتلندا ، ووجدوا مكان جديد فى نادى غلاسكو
الخميس 31 ديسمبر ، بقلم : شان روس
ترجمة فرجت
بابتسامة وتوقيع الاتوغرافات فى خيمة الضيافة بهوليرود بارك بعد بطولة العالم لاختراق الضاحية في ادنبره العام الماضي ، لم يعط الفريق الرياضي الذي يمثل ارتريا أي اشارة للعمل الخطير اللذى كانوا على وشك أن يتخذوه.
بالنسبة للعدائين الست من الطبقة المتنافسة لبطولة العالم السادسة لالعاب القوى في اسكتلندا وتحت إشراف صارم من قبل المدرب ، الجرى بالنسبة لهم كانت أكثر من مجرد رياضة.
عملوا يومياً على الحد الاقصى للنجاة بحياتهم وذلك لتفادي كابوس تجنيدهم في الجيش الإريتري ، حيث أعمال السخرة والتعذيب والوحشية التي اصبحت شائعة.
ولكن في حال ادنبره المتسابقين – ثلاثة رجال وثلاث نساء – لم يؤديا ما كان متوقعاً منهم .
واصفاً تراكمات التوتر خلال هذا الحدث فى مارس 2008 قال العداء امانويل حاقوس ، 29 عاما: “إن المدرب قال لنا ، لماذا لم تفوزوا ؟ إذا لم تستطيعوا الانتصار فلا نريدكم”.
لم تكن هناك انسانية كنا نشعر بالارهاق لان رحلتنا الجوية قد الغيت مما اضطرنا الى الانتظار لمدة اسبوع فى مصر للحصول على تأشيرة ، وثم حصل تأخير فى مطار هيثرو.
واضاف سألنا المدرب ماذا سيفعل بنا عند عودتنا الى ارتريا ، فأجاب :سوف نرى .
الفريق فهم من ذلك أنه تهديد ضمني وسيرسلون الى التجنيد. ” وفي وقت لاحق من ذلك اليوم ذهبنا إلى أعلى الجبل لاجراء محادثات حول ما يجب فعله. شعرنا بالخوف من العودة إلى ارتريا وما يمكن أن يحدث في هذا البلد اذا لم يقبلونا ، نسأل أنفسنا : ما يمكن علينا أن نفعل؟ ” كان قرار كبير ، كبير.
” خرجنا ليلا ، وسألنا أحدهم عن محطة القطار ، ثم سألنا عن أقرب مدينة وعن ارخص الطرق للوصول اليها حيث لم يكن لدينا الكثير من المال ، وهكذا وصلنا الى غلاسكو”.
عند وصولهم الى غلاسكو ، ذهب العدائون الى مركز للشرطة وطلبوا اللجوء.
الرياضيين في غضون شهرين من وصولهم في اسكتلندا حصلوا على حق اللجوء السياسي من قبل الحكومة البريطانية ، على أساس أنهم قد يواجهون الاضطهاد إذا عادوا إلى ديارهم.
ومن تلك التقلبات المذهلة عن المصير الذي يبدو بعيد المنال في فيلم من أفلام هوليود ، جون ماكاي ، وهو مدرب فى نادى شيتليستون هاريز في شرق غلاسكو – كان من ضمن من وقفوا في الطابور مع المشجعين في هوليرود ينتظر التوقيع الاتوغرافى – تلقى مكالمة هاتفية من المجلس الاسكتلندي للاجئين. المستدعي سأل : “هل تريد بعض الرياضيين؟”
قال ماكاي ، وهو مدرس كيمياء في أكاديمية سانت مونجو في غلاسكو ،: “لم يكن لدي أي فكرة عنهم ولكن قلت : نعم ، وبعد أيام قليلة احضروهم الى مسار الجرى. ولم تكن هناك أي تغطية اعلامية عن اختفاء الرياضيين وعندما أدركت من كانوا ، لقد صدمت – كانوا رياضيين دوليين يظهرون بهذه الطريقة ، ويطلبون الانضمام إلى النادي “.
سألت عن كيفية استقبال النوادي الأخرى في غلاسكو عن اخبار استقبال نادى شيتليستون هاريز بين عشية وضحاها على على فريق من الرياضيين على مستوى عالمى، فأجاب ماكاي بامتعاض : “أوه ، انهم ربما كانوا غير سعداء على الاطلاق”.
العدائين هم ثلاثة رجال أمانويل حقوس ، تولدى برهان منجستاب ، ظجاى تولدى وثلاث نساء ، املست تولدى، شيشي جرماى وكوخوب محارى، وهم جميعاً نجوم.
تويلدي ، 20 عاما ، حقق رقماً قياسيا محليا فى سباق 1500 متر والخامس في بطولة العالم للناشئين عام 2006 ، بينما حقوص بلغ المباراة النهائية لدورة الالعاب الافريقية 5000 متر في العام الماضي.
منذ انضمامهم لنادى شيتليستون هاريز يعدونهم امل اسكتلندا للحصول على الميداليات الذهبية في دورة العاب الكومنولث بغلاسكو عام 2014.
يقول ماكاي : “انه شئ رائع من العديد من الجوانب ، هم مكسب في كل وقت بالنسبة لنا. انهم يساعدون على رفع مستوى التحمل على التوالي في غلاسكو. وجميع الشباب في النادي يطمحون إلى أن يكونوا مثلهم.
” اعضاء في النادي ساعدوهم ، اعطوهم الأرائك والأدوات المنزلية. وليس هذا هو الجزء الأكثر ثراء في غلاسكو ولكن لا احد في النادي يتميز من حيث التمويل “.
ماكاي لم يشر إلى أنه هو نفسه قد دفع رسوم دخول احتفالات للمجموعة.
قال أجوستينو ديستا من الذين قاتلوا الحكومة مع جبهة التحرير الاريترية المناهضة والذي جاء الى اسكتلندا منذ أكثر من 18 عاما ، ان الرياضيين في خطر اذا عادوا الى الوطن ، وذلك عندما اجتمع معهم للمرة الأولى.
وكانوا يرتعدون خوفا منه ، معتقدين انه من السفارة الاريترية.
وقال دستا “في إريتريا ،الرياضة هي من أجل البقاء ، ولكن اذا خسرت ، وحتى بسبب نقص في الغذاء والنوم ، تعود إلى الأرض ، وعندما تعود تعتقل ويتم نقلك الى الجيش لتعمل مثل العبيد فى حفريات الطرق . “.
” المفترض ان الرياضة هي امر طوعى ليتمتع بها الناس ولكن الأمر مختلف بالنسبة لنا”.
وقال منجستاب ان المجموعة في كثير من الأحيان يهرولون من خلال كلايد وعلى طول الطريق مروراً بوسط المدينة الى هاميلتون ، متغذين بوجبة من المعكرونة والاسباغيتي والفاكهة وأحيانا قطعة من اللحم. وشرب الشاي الأسود مع ستة ملاعق من السكر.
لقد تكيفوا مع الحياة في اسكتلندا ولكن هناك صدمات الثقافة ، وخاصة بعد التحدث مع أفراد الأسرة على الهاتف . انهم يخشون على أسرهم ، وغالبيتهم من صغار المزارعين ، سيواجهون بغرامات تعادل ما يصل إلى 1500 جنيه استرليني . طالبين هؤلاء اطفالهم الذين هربوا من الخدمة في الجيش.
عندما لا يكون هناك للعدائين تدريب يحضور دروس اللغة الإنكليزية في كلية غلاسكو البحرية و هم من المسيحيين الارثوذكس المتدينين ، الذين يحضرون الخدمات لمدة تصل إلى ثلاث ساعات في قاعة منحت إلى الاريتريين في كنيسة شتليستون.
ومع ذلك ، تويلدي ، الذي احتفل بعيد ميلاده 20 فى وقت سابق من هذا الشهر يقول “هذا ما نحن عليه ، لكننا لسنا رهبانا ، نحن نركز على الفوز”.
إريتريا : تاريخ مضطرب
إريتريا لديها تاريخ طويل من الصراع والاحتلال وهى دولة الحزب الواحد والحكومة تعتبر واحدة من أكثر الحكومات قمعية في افريقيا.
في نيسان من هذا العام ، قال تقرير هيمان راين واش ان الحكومة الإرترية حولت البلاد الى “سجن كبير”.
ويبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة ، ومتوسط العمر المتوقع هو 57 سنة للرجال و 62 سنة للنساء.
خرجت للتو من حرب طويلة لنيل استقلالها في عام 1993 الى صراع عسكري مرة أخرى ، الاولى مع اليمن والثانية وهى الاكثر دمارا ، مع جارتها وعدوها التاريخي إثيوبيا.
اليوم ، يسود سلام هش واريتريا وتواجه مهمة كبيرة لاعادة بناء البنية التحتية وتطوير اقتصادها بعد أكثر من 30 عاما من القتال.
المستعمرة الايطالية السابقة ، كنت محتلة من قبل البريطانيين في عام 1941. وفي عام 1952 الأمم المتحدة وافقت على قرار لإنشاء كيان مستقل ، متحد مع اثيوبيا.
ومع ذلك ، بعد مرور عشر سنوات هيلا سيلاسي ضمها الي اثيوبيا مما ادى الى 32 عاما من الكفاح من أجل الاستقلال.
بعد استقلالها وصفت من قبل الحكومات الغربية بمنارة الأمل لافريقيا.
وصف رئيس الولايات المتحدة السابق بيل كلينتون الرئيس الحالي لإريتريا ، أسياس أفورقي ، بأنه “زعيم النهضة”.
ومع ذلك ، فإن العلاقات بين اريتريا والدول الغربية ، خصوصا الولايات المتحدة توترت ، والولايات المتحدة تتهم اريتريا بزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي من خلال دعم المتمردين بالوكلاء لمحاربة اثيوبيا.
على الرغم من أن كلا البلدين تعهدوا التعاون في “الحرب على الإرهاب” كانت هناك أيضا تحذيرات من أن واشنطن يمكن أن تضيف اريتريا على قائمة الدول المارقة جنبا إلى جنب مع دول من بينها كوريا الشمالية وايران.
واحد في 20 من سكان ارتريا في الجيش ، وحملات تحت تهديد السلاح لمن هم فى سن الخدمة العسكرية يعتبر حدثا عاديا.
اذا قبض على الذين تمكنوا من التهرب من التجنيد يتم ارسالهم الى معسكرات الاعتقال فى جزر دهلك .
اريتريا هي الدولة الافريقية الوحيدة التي ليس لها وسائل اعلام مملوكة للقطاع الخاص ، بما في ذلك محطات الإذاعة أو التلفزيون.
المصدر : اسكوتمان
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=914
أحدث النعليقات