*- داعش لم تقصد بجريمتها الاثيوبيين وحدهم بل طالت الانسانية …!!!
بقلم/ محمد طه توكل
في حادثة هي الاولى من نوعها ضمن قائمة أعمال ( تنظيم داعش ) الاجرامية … فجعت القارة الافريقية بأسرها … فجعت القارة أجمع وليس الاثيوبيون فحسب لما تعرض له الضحايا المسيحون الاثيوبيون بليبيا … هؤلاء الذين أوقعت بهم يد الغدر والخيانة لتنظيم داعش الارهابي …
وهذا العمل الاجرامي المنشور من قبل ( تنظيم داعش ) عبر الفيديو … تلك الصور التي لا ترعى للانسانية حرمة وللآدمية مكانة … ولا تقبلها الفطرة البشرية … كانت مدعاة للحزن والالم لأهالي ضحايا الاحد الأسود ولتنديدات وشجب كل الجهات الرسمية والشعبية المحلية والدولية …
فمقتل ( 30) مسيحيا إثيوبيا على يد ( تنظيم داعش) مطلع هذا الاسبوع ألقى بظلاله على الحياة الاثيوبية سياسة كانت ام اجتماعية الخ … بل وصل القارة السمراء أجمع … فليس هناك بيت أفريقي لم يفجعه هذا الخبر الأليم …
وجاء رد الفعل الاثيوبي الرسمي بأقصى عبارة الاستهجان والشجب والاستنكار والتنديد من قبل كل المؤسسات الحكومية … وفي مقدمتها رئيس الوزراء الاثيوبي الذي وصف العمل الاجرامي الداعشي بالعمل الارهابي الذي لا يرعى للإنسانية حرمة وللآدمية مكانة … وأضاف رئيس الوزراء في كلمته التي جاء في هذا الصدد إن (تنظيم داعش) بدأت أعماله الإرهابية بالمسلمين قبل المسيحيين … وإن (تنظيم داعش ) ليس له أيِّ انتماء إنساني أو آدمي … فكيف به أن يكون له انتماء ديني …!!!
أما ممثلو الاديان في المجلس الاسلامي والكنائس باثيوبيا فقد كان ردهم وصوتهم تجاه هذه الفاجعة موحدا … الجميع عبر عن الحزن العميق والرفض التام والشامل … الجميع أكد أن عملا من مثل ما قام به ( تنظيم داعش) لا دين له ولا انتماء إنساني … وإن عبَّر فإنما يعبر عن بربرية ووحشية … تعبر عن مرتكبيها ولا غير … والجميع أكد أيضا في كل الكلمات التي تقدَّم بها على وحدة الصف الديني في إثيوبيا دون أية تفرقة بين مسلم أو مسيحي …
وفي وسط هذا الحزن والفجيعة العظمى بمستوى القارة السمراء جاء الاعلام العربي …بعد الاعلام الامريكي والاوروبي فيما كان يتصدر في الفترات السابقة كل الاعلام في عكس جرائم داعش ضد العرب والامريكان … وفي الحالة الاثيوبية حيث كان خافتا ولم يكن بالمستوى المطلوب في التفاعل مع الحدث … وهكذا (عدم اكتراس) من الاعلام العربي بقضايا القارة الافريقية ليس أمرا جديدا فهو أمرٌ تعودنا عليه وألفناه … في مختلف المواقف والقضايا الافريقية إنسانية كانت أم غير إنسانية… فلو أن القارة الافريقية أفرغت من أهلها … ( لا قدر الله ) فلا يساوي ذلك شيئا عند بعض وسائل الاعلام العربي الذي نجده يُقيم الدنيا ويُقعدها لحريق بيت أو حادث مركبة في البراري العربية الغافرة … وهذا يجسد المفاهيم الخاطئة عند البعض …
الاعلام العربي علَّمنا عبر التجارب والسنين أن لا قضية إلا قضية العرب … ولا هم إلا هم العرب … هذا الانحياز هو الذي جعل منا عربا وأفارقة رغم انتماء الجميع إلى القارة السمراء ولا نكون بالغنا في الوصف إن قلنا فيه : و هنا يأتي السؤال بداهة أيستنكف منا العرب لسمرة البشرة منا أم لفقر فينا … ومن المعروف أن أغلب العرب يعيشون في القارة الافريقية ومنذ فجر التاريخ يقفون الى جانب القضايا العربية بل سبقوا الجامعة العربية في الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1973م وظلت القمم الافريقية تندد وترفض العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ولعل هذا الاهتمام لم يأت من فراغ فهو ارتباط وجداني بالرغم من ان الدول العربية الموجودة في القارة الافريقية تدفع ثمن الانتماء الافريقي ولم يجدوا القبول عند العرب غير الافارقة وما استوقفني هنا هو عدد من الاسئلة حول هذا التمييز غير المقبول هل هذا التمييز بسبب سمرة البشرة أم أن الافارقة فقراء أم هو للتعالي غير المبرر … وما أود أن أقوله هنا وألفت الانتباه إليه أن الانسانية علمتنا بان الموت يوحد البشرية بذات الصورة التي شاهدناها في مأتم الشعب الاثيوبي الذي وحدته هذه العملية البشعة فقد هز الموقف المسلمين والمسيحيين معا فهل نحن نعيد القراءة لهذا المشهد ونستفيد منه الدروس …
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34290
العرب وجهوا ضرباتهم للتنظيم الإرهابي وأ لتمس لهم العذر الآن لأنهم مشغولون بعاصفة الحزم (والمشغول لايشغل )
والحادثة ليست الأولى إن لم تخن الذاكرة فالأقباط نالهم ما نا ل الإثيوبيين الفرق المصريون انتصروا لرعاياهم والإثيوبيون اقاموا المآ تم والأرتريون وا أسفا ه تنكروا لأ بنائهم حين ا بتلعهم البحر !!