دبري زيت… شباب للانقاذ والتغيير ( تعقيب على المقال )
بقلم: عمر طه
اتفق معك بأن مؤتمر الشباب الارتري الذي انعقد مؤخرا في مدينة دبري زيتي الاثيوبية جاء في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الارترية حراكا سياسيا مناهضا لنظام الحكم في اسمرا .. ولن يضيف شيئاً لم يكن موجوداً سوى تدشين تنظيم للتعبير عن أن ظهوركم زاد من حالة الإنقسام البكتيري وبالتالي لا يعتبر إضافة إلا في هذا الجانب .
ولهذا لا أتفق معك في أن هذا الحراك لم تحققه المعارضة الارترية لفترة طويلة بعد ان اقعدتها التناقضات الثانوية ، والمماحكات التنظيمية ، وغياب التنسيق بينها ، والحديث عن”المفترض أن يكون” بدلا عن العمل من أجل تحقيق هذا “المفترض”وجعله شيئا ملموسا ، وأمرا على الواقع المعاش.
لأنك جزء من هذا الحراك وعندما تظهر هذه المشاعر المتناقضة مع متطلبات المرحلة تصبح جزء من هذه التناقضات الثانوية والمماحكات االتنظيمية وغياب التنسيق ..الخ الذي قلت بأنه سبب العجز الذي صاحب الحراك المعارض ..فهل جئت بجديد أم أنك بذلك تريد أن تكون إمتداد لماكان وحسب ..
أنت لم تستطع التمييز بين متطلبات المرحلة ومتناقضاتها فكيف ستميز إن كان سمنار دبرزيت يسير في الإتجاه الصحيح أو المناقض مع الوجهة النضالية التي يرتجيها شعبنا والشباب جزء منه …
أخي : هاشم سمرة
من قال لك أن : الحديث عن امكانية المعارضة الارترية في تغيير النظام سابق لاوانه والا لما تحملت اثيوبيا نفقات باهظة من أجل استضافة مؤتمر شبابي يزيد وفده المائتي عضو قادمون من مختلف بقاع العالم ، ويقتصر دورها على التنظيم والاستضافة مقارنة مع ما سبق من سمنارات ومؤتمرات ارترية نظمتها واستضافتها واشرفت عليها لكن يبدو ان مردود كل تلك المؤتمرات لم يتجاوز حدود القاعات ولذلك ربما ارادت من مؤتمر الشباب ان يصل صداه الى مشارف أسمرا حيث معقل الديكتاتور اسياس فورقي.. هل تؤمن حقاً بهذا الكلام !!!!!!!!
وما هذا التعقيب : مؤتمر”دبري زيتي” نال ما نال من التشكيك على مختلف جوانبه ، ونالت معه أثيوبيا ما يكفي من العتاب حتى وصل الامر الى تحميلها مسؤولية فشل مشروع المعارضة الارترية ، واراد البعض أن يقول لاثيوبيا “كفى” تدخلا في الشأن الارتري ، وهذ أمر جميل لئن صدقت النوايا ، لكن ان يأتي من افراد تقلدوا مناصب تشريعية او تنفيذية او ما بينهما من خلال سمنارات ومؤتمرات مماثلة تقف اثيوبيا على كل أركان نجاحها او فشلها ، فهو أمر مستهجن ، لا يخدم الا النظام وأعوان النظام، ولابد من إبدال ذلك بعبارات القبول والترحيب ولو في شكلها المجامل وذلك من أجل خلق روح الفريق الواحد في العمل المعارض ، لا روح التناحر والتناقض التي الفتها وعاشتها تنظيمات المعارضة الارترية كما أسلفتُ آنفا.
وأخيراً : فاقد الشئ لا يعطيه” كما يقال (من هو فاقد الشئ “القوى السياسية” وماهو الشئ الذي عنيته “الدعم”)، …القوى السياسية التي تزاول العمل السياسي المعارض لا حول لها ولا قوة الامر الذي جعل أثيوبيا تتجه الى دول العالم للتنسيق مع الشباب المرابط أمام سفارات وقنصليات نظام أسمرامام، ويبدو أن أثيوبيا ايضا حريصة كل الحرص على عدم التفريط بالقوى المعارضة بغض النظر عن حجمها ، وما يعزز هذا ان قيادة الشباب في جولتها مؤخرا قامت بزيارة الى وزارة الخارجية الاثيوبية ثم مكتب محور صنعاء وانتهاء بمكتب المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي حيث بددت زيارة الشباب للمجلس كل المخاوف المشروعة وغير المشروعة من شاكلة اثيوبيا أوجدت البديل وسوف تتخلى عنا عما قريب.
أخي سمرة : صدقني لا تمتلك الوعي الوطني الذي يؤهلك للحديث في موضوعات بهذا المستوى من الحساسية.. ولعل من دفعك للقيام بهذا الدور لا يجهل الهدف من وراء ظهورك ليصنع منك كبش الفداء لتقف أمامنا وكأنك معلق في مزبحة النصر المزعوم .دعنا نتحدث في الحقيقة التي صُنع المقال لإخفائها ….
ـ هل تكفي عبارة (يمكن تسجيل حق الاقتراع (كان قصدك براءة الإختراع) لهذا التصدى للشباب الارتري في استراليا ، وتحديدا في مدينة ملبورن الذي ما فتئ يتصدى لمهرجانات النظام حتى طور عمله بتأسيس منظمة هدفها مناهضة أنشطة النظام) ـ
في إطفاء شعلة غضب هذه الكوكبة الذي سببه تهميش المنظم لها..وهي كما ذكرت تستحق حق الإختراع لأنها كانت السباقة في تدشين هذا العمل النضالي حينما كان الجميع يغط في نوم عميق.. هل يكفي هذا لجعلهم ينسون تجاهل الجهة المنظمة لهم بينما لم تتجاهلك أنت ليتم إختيارك لأنك ذو علاقة وطيدة بالجهة المنظمة للسمنار وبطريقة منفردة .. وإلا كيف جئيت من الشرق الأوسط لحضور السمنار وأنت من ابناء أستراليا.. ثم كيف إستطعت تمثيل شباب إستراليا حسب ماتم إعلانه .. ولماذا لم تمثل شباب الشرق الأوسط (ألأنك تعلم أن اللجنة المنظمة همشتهم)… إذاً ماهو هدفك من المشاركة وأنت لم تمثل أحد على حسب زعمك لي وأنت تتحدث معي في الفيس .. ولماذا تسرد لنا حقائق مزورة وأخرى صادقة ولكنك أظهرتها لنا وكأنها كلمة حق أريد بها باطل .. ليتك تسرد لنا أسماء المنظمات الشبابية الـ38 التي نشرت جملتها دون تفصيل ( مؤتمر”دبري زيتي” الذي جرى في الفترة ما بين 7 يوليو وحتى 17 منه لهذا العام وحضرته وفود شبابية ارترية تمثل 38 منظمة شبابية تنشتر حول العالم هو التمهيد الذي قامت به أثيوبيا من أجل ان تلتقي هذه المنظمات الشبابية ثم تتفاكر وتتباحث في وسائل نضالية أكثر فاعلية لاسقاط النظام).
اثيوبيا ياهاشم : فعلاً تعلمت الدرس من فشل تحقيق مصالحها عبر المؤتمرات السابقة ولهذا حرصت على أن يكون هذا المؤتمر ناجحا (حسب مقاييس المصلحة التأريخية التي ترتكز عليها) ومن حقك بعد وعيك بهذه الحقيقة أن تقول بأنه نجاح بكل المقاييس .. فجهدها وعرقها ومالها المبزول لن يضيع سدى لأنه مسخر ليس من اجل ان يواكب مؤتمر الشباب في دبرزيت متطلبات المرحلة الحالية ..إذ أنه قد لا يخفى عليك ذلك كما لا يخفى على أحد تأهَّل للمشاركة في حدث بهذا المستوى العالمي..
الحقيقة ياأخي هاشم مخالفة تماماً لما تحاول ذكره الآن في مقالك (للإنقاذ والتغيير) هذا .. ومع ذلك من حقك أن تسألني لماذا هي مخالفة ؟؟ لأن شرط إثيوبيا الاول ليس اسقاط النظام بل حماية ماسيفرزة هذا النضال(الإنقاذ والتغيير) من مكاسب حتى يكون وفق قراءتها السياسية ومصالحها التأريخية المرتبطة بهذا الإقليم حسب وعيها باسلوبها التأريخي لتحقيق هذا المكسب … لأن الواقع السياسي عادة ينبني على قراءات ممرحلة تتناسب مع مامع كل خطوة تحقق فيها الهدف المتنقل حسب السلم التنظيمي للأهداف … يعني متى ماإنتقلت المعارضة وفق خطتها الحالية الى مربع القوة وأثبتت على الأرض وجودها في الميدان وتقدمها في ساحة المعركة عندها ستنكشف خطوات أخرى للراعي الإثيوبي لحمايةً هذا الكسب .. حتى نعلم ونبصم بالعشرة بأنها صاحبة الأمر ومالكة القرار وليست مجرد راعية محايدة لا يهمها ماسيتحقق من مكاسب …ذلك أن فهمها يا أخي ليس كما تحاول أنت أن تصوره لنا .. بأنه مجرد السعي لإسقاط النظام .. فإن كان ماذكرته صحيحاً .. فما تفسير إتخاذ قرار إقامة هذه السمنارات ذات العزف المنفرد .. هل هو الدليل الذي تريد أن تسوغه للشباب ليؤمن بفشل المعارضة السياسية وحسب ..أم أن المربع المتقدم الذي حظيت به اثيوبيا أصبح يؤهلها لتقديم قراءة سريعة لطريقة تعاملنا كشباب مع العمل المعارض لتحدد تفاصيل المسار التنظيمي لهذا الحراك..ممادفعها الى سياسة تشويه المعارضة من خلال هذه الخطوة وكأن اثيوبيا تريد أن تصبح الجهة التنظيمية العليا كوجهة نظر جاءت بعد قناعتها وإدراك الإستباقي بفشل أي خطوة ستبادر بها المعارضة الإرترية الحالية حتى لو تم توفير الإمكانات العسكرية لها من جهة أخرى غير إثيوبيا (لماذا كل هذا التحامل ؟..الإجابة: لأن المرحلة التنظيمية للمعارضة الإرترية بلغت مرحلة يمكنها أن تحرك الشارع الإرتري) .. ولهذا جاء هذا التوصيف من إثيوبيا ليس جهل منها أو عدم معرفة .. لا..بل إستهدفت بهذا الإستعراض السلبي لإمكانات المعارضة لإستقطاب الشباب وتحييدهم .. ثم البدء في تنظيمهم بشكل منفرد لتشكيل جيش تقوده اثيوبيا .. هذه حقيقة نعيشها هنا في اثيوبيا داخل معسكرات اللاجئين .. حيث بدأت هذه الخطوة في معسكرات اللاجئين بإثيوبيا وبالفعل حشدت أعداد كبيرة في سمنارات داخلية كانت هي المتحدث فيها والمستمع .. وذلك لأن الحاضرين هم جزء من عملية غسيل المخ التي بادرت بها من خلال سمنارات شيري وماي عيني وغيرها .. ونجحت في تأطيرهم لأن ثلاثة ارباع الشباب هناك من التجرينية .. ثم إتجهت الى من في دول المهجر لإستقطاب من يمثل الشباب(وليس من يمثل نفسه) في المقام الأول وتطعيم عضوية المشاركة بمن يمكنه أن يؤدي دور الرماد لزره على العيون فلا نبصر حقيقة الأجندة المعدة من قبل إثيوبيا .. كيف لا وهاهم من قبل أن يكون كبش فداء ..
لقد أدركت إثيوبيا بقراءتها الخاصة أن العائق أمام تطور المعارضة هو عزوف الشباب وعدم إنخراطهم في العمل المسلح للمعارضة .. وظنت لجهلها أن دعوتهم بهذا الشكل المستقل عن المعارضة سيدفع كل الشباب للتفاعل بدون أي مقدمات لأنها حسبت بوعيها (!!!!!!) أن هناك أزمة قائمة بين العمل المعارض والشباب… ولم تدرك أن السبب يكمن وراء البناء التنظيمي للعمل السياسي عموماً وليس عمل المعارضة السياسية الإرترية فقط .. بمعنى أن العمل السياسي العالمي يبيح الكذب والخداع والغش والإدعاء بشعارات بغير ماتؤمن به القيادة السياسية وهو سلوك تنظيمي لا غبار عليه حسب هذا المنطق الجاهل وعليه أصبحت السياسة عموماً عمل لا يؤمن به الشعب الإرتري وكل شعوب العالم وخاصة (دول الربيع العربي) بوعيها المتقدم والشباب جزء منها … وهنا يقفز التساؤل الطبيعي حول مدى تبني إثيوبيا لسياسة الكذب والخداع والغش والإدعاء بشعارات لا تؤمن بها في منهج حكمها .. وهل هي ديمقراطية بالفعل مع شعبها أم لا ….. بعد هذه القراءة والأجابة على التساؤل ستتضح الحقيقة … ولعلك أنت نفسك تتفق بأن السياسة اليوم اصبحت هي فن الممكن يعني لا حدود أخلاقية أمام خيارتها التنظيمية … وبالتالي كان من المفترض منك أن تتوقع كل شئ منها عندما تتعامل مع جهة سياسية … ولهذا السبب …وغيره لا يمكن أن نمنح إثيوبيا حق تبرئتها من وجود أجندة خاصة بها تتعارض مع الأجندة التنظيمية المستقلة للمعارضة الإرترية ..ولهذا نراها أدركت أن لا مجال أمامها لتحقيق ما تطمح إليه إلا باستخدام قنطرة سمنارات وهميةهدفها القفز على واقع المعارضة وإحتواء ماطوعته منها للاستقطاب الشرائح الفاعلة والحية في المجتمع الإرتري بغية تأهيلها بصورة مستقلة أو قل منفردة (كمايستفرد الزئب بالحمل قبل تناوله) .. ولهذا نرى تبجح من خرج من رحم هذا الإلتفاف التنظيمي السازج وكأنهم لم يؤمنوا بالتغيير والإنقاذ من قبل لأن مفعول الدغدغة التي تلقوها من إثيوبيا أثارت فيهم غريزة الحياة والشعور بدمائهم الشابة .. ومن الطبيعي أن نسمع منهم عبارة أنهم مستقلين في تعاملهم مع المعارضة الإرترية بينما يخفون عبارة موالين في تعاملهم مع إثيوبيا …
أكتفي بهذا لأن وقتي لم يسمح لي بأكثر من هذا الوقت .. هذا مع تقديري لمن صمت وهو قادر على كتابة رد أقوى دلالة وأجمل تعبير مني .. التحية لمن لازال صامداً في الخندق مع الشعب المكلوم وضحايا العمالة والإرتزاق الذين تفرقوا في البلاد وزاقوا من مرارة العيش والحياة ما يكفي ليدركوا مغزى حديثنا هذا باختصار.
Omertaha75@gmail.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25112
أحدث النعليقات