دراسة تحليلية لكتاب الدفع والتردي للمدعو الأمين محمد سعيد
بقلم: أبو همد حريراي
الحلقة الاولى
لعلنا نبدأ من حيث وقفنا في مقدمتنا السابقة لكتاب المدعو سعيد ولكن قبل الخوض في غمار هذا الخضم التاريخي المتعثر في عقلية المتخبط الأمين سعيد رئيس حزب الشعبية أريد أن أعتذر للقارئ العزيز بأن البريد الإلكتروني سقط في مقدمتنا السابقة وسنكتبه للقارئ بعد الحلقة الثانية ربما يكون وقف على العديد من الآراء حول الكتاب وهذا مما يؤسف له لأنّ الزمن عامل ضروري في حساب التاريخ وأنّ من يتناول أحداث كهذه لابدّ وأن يتقبل الرؤى الصحيحة والثاقبة والمقاربة للحقيقة ولكن بتجرد وببحث عن الحقيقة .
ثانيا : إنّ التجرد الذي نعرفه في الدارسات العلمية والتاريخية منها بصفة خاصة قد لا استخدمه كمنهج مستمر في دراسة هذا الكتاب وذلك للآتي: أ- لأنّ الكتاب عبارة عن أكذوبة تاريخية شوهت نضالات العديد من الإرتريين وهذا لا يتطلب منا لكي نقول أنّ المسكين سعيد كتب الكتاب وهو مضغوط عليه ومن يطلب منه كي يكتب كتاب عن تجربة ثورة خاضها البسطاء قبل أن يلتحق بها المدعو سعيد.
ب- كوننا نتساهل الأحداث التاريخية ونتجرد من أجل رجل لا أصل له ولا فصل حتى في خارطة الوطن فهذه لا تسمى تجرد ولكن يمكن أن نسميها جناية في القانون العرفي والاجتماعي وشعبنا لا يقبل أن تعتدى على أعرافه وتقاليده فئات قبلية العقل ولا قبيلة لها وشعوبية التفكير ولا تنتمي لشعب ، فكيف تتطلب منى أن اكتب لك أخي القارئ لمثل هذا دون أن أرد عليه الكيل بمكيالين؟؟؟ مكيال لتاريخ الشهداء الذي شوهه بكتابه ومكيال لأبناء الوطن في الداخل والخارج والذين يموتون غيظا كلماّ مرّ عليهم هذا الجرذان الطفيلي على التاريخ .
وبعد هذا المدخل البسيط والمتواضع في مقدور كاتب إرتري يدرك من التاريخ مالا يدركه سعيد نفسه ولو كنّا نريد أن نزيف الحقائق التاريخية لكنا معه في صالونات “ظبا” و”قنت” و” فرويني” ويعرف أسماء هولاء وتاريخ ارتباطه بهم فهو لسيق أفخاذ الرذائل وهذا كلام ليس عيبا فيه بل هو يفتخر به لأنّ أمثاله ومن على شاكلته في التجربة الإرترية لا يعدون ولا يحصون بل أفسدوا علينا تفكيرنا مع فساد الواقع إذ أصبح من هموم مثقفينا كيفية إنقاذ هذه الشرذمة من الخدم وهم ينتمون إلينا بالأسماء وتتغزز منهم الفئات الاجتماعية كلها ، ولا أريد أن أغوص في أوصافهم فهذا كما قلت يتطلب منى تشخيص طبي وتحليل نفسي ….الخ وستكون وقفات مع الكتاب المشؤوم الدفع والتردي في حلقات تأتي تباعا وقد ذكرت في مقالي السابق تحليل موجز لعنوان الكتاب فقلت نقرأ الأحداث وتحللها وتقف عند المفردات ونبينها ونسمي الأشياء بمسمياتها فما سماه دفع نسميه ثورة وما سماه تردى نسميه انتصار…. هذا بخصوص العنوان .
أما الغلاف الذي صممه له أحد زبانية النظام في أسمرا وهو من المرتزقة السودانيون يدعى الطاهر بشرى مراد ترى شخصية الكاتب إذا كنت مدققا من خلال هذا التصميم فالمصمم حاول أن يتخيل الكاتب ويرسمه في كرتونة من الورق القديم وكان موفقا في ذلك لأنّه قبض (البر) وهي العملة التي كانت متداولة حين صدور الكتاب .
أمّ حجم الكتاب 356 صفحة ومن ثمّ مجموعة من الأوراق التي تقع في حدود 76 صفحة خصصها لما سماه ملحق الوثائق .
وإذا ما عدنا إلى أول صفحة في الكتاب أول ما يفتح القارئ يرى أمامه الطبعة الأولى سبتمبر 1992وحقوق الطبع محفوظة للمؤلف هنا لابدّ لنا من وقفة متأملة في الفترة الزمنية التي اختار لها المؤلف إصدار كتابه البسطاء الذين لا يقرؤون التاريخ ولا يعرفونه لابد أن نشرح لهم أنّ الكاتب المدعو الأمين سعيد خطف حدث تاريخي لترويج كتابه وفي أول صفحة له كتب شهر سبتمبر من منكم تنبه لهذا الحدث ومكانته في نفوس الإرتريين الكثيرين لم يتنبهوا وأنا كنت أحدهم ولكن المراجعة المستمرة والقراءة المتأنية للحدث التاريخي توقفك أمام محطات من التاريخ أصدره في سبتمبر لأنّ الإرتريين يترقبون مجيئه بلهفة وشوق يذكرهم ببطولات سبتمبر هو عواتي هو أدل هو عبده محمد فائد أول شهيد في تاريخ النضال سبتمبر هو أبو شنب وقرجاج وكبوب حجاج هو كل أبطال التاريخ لهذه المسميات خطف المدعوا سعيد شهر سبتمبر واستغله في حقاراته لتاريخ كل هؤلاء وهذا التحليل أرجو أن أكون فيه موفق لأنني أقدمه للقارئ برؤية منهجية ولكن لا تخلو من العاطفة تجاه القضايا الوطنية الكبرى.
النقطة الثانية : الإهداء : لا يستحي الكاتب الذي كتب 356 صفحة أن يكتب لدماء الشهداء سطرين وكلمة .وهذه أيضا لابدّ أن يقف عندها المثقف الإرتري كي يعرف كيف تستغل المشاعر الجياشة ويقحم بها في دهاليز الانتهازيين الحقيقيين .
كتب في إهدائه أنّه : ( إلي كلّ أراح شهداء الثورة الإرترية الذين قدموا أرواحهم فداء للثورة ، أمام طغيان وجبروت المستعمرين ، والتصفويين وذوي الاتجاهات الظلامية ) هل هذا إهداء ؟؟ أجيب وبكل هدوء ومصداقية إنّ هذا أكذوبة أخرى أكبر من الكذبة السابقة يتباكى على الشهداء بكلمة وهي لا تليق بمقامهم ولكن لا أريد القارئ أن يذهب بعيدا أريده معي فيما كتب المدعو سعيد !!! سؤال بسيط يجب أن تعرفه كل الأجيال الإرترية وتطرحه بحرية وجرأة ولابد أن تجد له إجابة منهم هم التصفويون ؟؟؟ ومن هم الظلاميون ؟؟؟ ومن هي العناصر التي تمت تصفيتها من قبل جبهة التحرير الإرترية بالتحديد ؟؟؟ هل كان يعي الكاتب ما يقول عناصر ظلامية وتصفوية ؟؟؟
أجيب على هذه التساؤلات التاريخية من خلال التاريخ والواقع لأنّ التجربة بعد جيلنا نحن والمدعو سعيد ستكون بأيد أجيال واعية هذا تفاؤل منى بالتجربة الإرترية وهذه الأجيال حتى لا تجد كتاب الدفع والتردي فتظنه حقيقة نكشف لها الأحداث التاريخية فنقول : من هم التصفويون والظلاميون الذين يبكي عليهم أرواح الشهداء ؟؟ هل هم الذين حملوا الثورة في أكفهم وأعناقهم قرابة ستة عشر عاما قبل أن يكون الكاتب مسؤولا في الشعبية ؟؟ أليس هم الذين كانوا يبتون جياعا وصبيانهم تبكي من أحل المقاتل ؟؟
ومن هم التصفويون ؟؟ اليس هم من طعن الثورة في بارنتو في ظهرها وكسروا شوكة الجبهة في الانتصار ؟؟ وربما كاتبنا جاهل لم يسمع بشيء اسمه حرب المدن وربما الكاتب معذور كتب الكتاب في حالة سكر ونحن نعرف الأمين من المدمنين وهذا أيضا من الأوصاف الحميدة بالنسبة له وربما تزيد من شعبيته !!!!! فالذي لا يعير اهتماما للشعب الإرتري والذي يمكن أن يوصف بالظلامي هو الكاتب سعيد نفسه لأنّه غطى على الناس الحقائق التاريخية وأراد أن يحجب الشمس كما تقول العرب بالغربال .أي جنون هذا الذي جعله يمحي تاريخ جبهة التحرير الإرترية بكامله من عواتي إلي آخر شهيد اغتالته عصابة أفورقي وزمرته الشعوبية والانتهازية ؟؟؟
- · وبعد هذه الاستفسارات أقول : الظلاميون والتصفويون هم :-
أولاً : الظلاميون هم الذين ظلموا أنفسهم وشعبهم والتاريخ كفيل بمحاسبتهم ولكن لكي يعرف القارئ المحترم بالذين قال عنهم ظلاميون هم جيل عواتي ومن كان على شاكلتهم في الحدث التاريخي من أبناء وطننا العزيز ولكن هيهات أن يترك الحدث هكذا يعبر دون مساءلة تاريخية فالظلاميون الحقيقيون هم سدنة أسياس وأسيرى الأهواء الشخصية والنزعة الدونية لأنهم لاقيمة لهم في المجتمع مجموعة حتالة بشرية تحكم مجتمع كان يعرف في كل تاريخي بشكله الاجتماعي أرادوا أن يبدلوا جلودهم وجلودنا معهم وعندما أبينا قالوا لنا ظلاميون فهل الظلامي هو صاحب القيم والمبادئ الاجتماعية والوطنية أم الظلامي هو المنخلع عن كل ضوابط الحياة الأخلاقية ؟؟؟؟ هذا إذا عرف لدى القارئ العزيز تكون حلقتنا القادمة مع ما تبقى من الإهداء ومن ثم ندخل في مقدمة الكتاب وإلي الحقائق التاريخية ولكن برؤية علمية تحليلية ولك الخيار في أن تقتنع بما يكتب لك أو أن تترك وهذه المساحة ستجعل الجميع يبحث عن الحقيقة وأنا آمل أن تتكشف كل الأوراق وستكون حلقتنا القادمة أول ما يحمل من الوثائق التاريخية في من هم التصفويون؟
الحلقة الثانية
بعد حديث مقتضب عن كيفية التضليل على التاريخ وعلى الشعيب بإثارة مشاعر الناس بالحدث التاريخي سبتمبر والتباكي على الشهداء وهو ومن معه أول من يلعن شهداء إرتريا هؤلاء لا نريد أن نتكلم عن ماضيهم فيذكروا ولا عن حاضر هم فيذكروا لأنهم ما صدقوا شعبنا الإرتري يوما في حياتهم وكيف نأمن هم على تاريخ تجربة طويلة استشهد في سبيلها الكثيرون ومات وشرد ت الأعداد الغفيرة منهم واصبح الماضي بالنسبة لغالبيتهم العظمى تاريخ مأساوي فمن فقد ابنه أو بنته أو أخته أو أخوه لم يكن الأمين سعيد وحتى من فقد ثروته وجاهه ومكانته الاجتماعية لم يكن الأمين سعيد ولكن كان كلّ إرتري كان عزيز قبل أن يرى سعيد ومن هو على شاكلته وهنا لابدّ لي أن أذكر القارئ بأنني تجاوزت في المقالات السابقة نقطة مهمة وأهميتها في وجودها على غلاف الكتاب وهي قول الكاتب الأمين سعيد : دخل هذا الكتاب مخصص لصالح أبناء شهداء إرتريا ” هذه أول دعاية كاذبة كان يجب تحليلها وببساطة شديدة من المعروف أن الشعب الإرتري في مجمله ينقسم إلي نوعين من الفئات فئة شبه مدنية وذات دخل محدود وفئة بدوية رعوية ليس لها دخل ولكن رصيدها هو الثروة الحيوانية أو الزراعية إذا عرفت هذه المقدمات !!! من أي فئة هو المدعو سعيد صاحب التجربة الثورية المد بلجة ؟؟؟ سعيد هذا في الوسط الاجتماعي الإرتري ينتمي إلي أفقر فقراء إرتريا إن كان له انتماء وإن لم يجد له انتماء كما هو الحق وأنا أتحداه ومن كان من ورائه إن كانوا يعرفون تاريخ شعوب المنطقة أن ينسبوا لي المدعو الأمين سعيد إلي فرع من فروع القبائل الإرترية والشعب الإرتري مكون من قبائل عريقة لها جذور تاريخية ترجع إليها ومن لم يكن له أصل يلصق نفسه بأي قبيلة زورا ويعتقد أن الناس لا تمحص وهذا ليس هو مقصو دنا من هذه الحلقة بقدر ما نريد أن نحلل التزيف على التاريخ والتجني على الشعوب وطمس أقلّ ما كانت تملك وتفتخر به وهو الثورة الإرترية كتجربة دفعوا في سبيلها الغالي والنفيس .وأخيرا جاء سعيد ليتصدق عليهم بثروته المادية التي داسة على كرامتهم وداست على كبريائهم بقدمه القذرة وتنكر لهم بل واصبح موزع الخيرات على أبناء الشهداء فخصص لهم دخل كتابه المشؤوم من يصدق أن المدعو الأمين سعيد اصبح ثريا بين عشية وضحها ومن أين ؟؟ وهل الذين اختلسوا ثروة الشعب الإرتري هم قلة ؟؟ لا أريد أن أقول له اختلست كيف يختلس مثله فلوس ما قال عنهم أبناء الشهداء فهو يتباكى عليهم من وراء ستار الوطن لأنه كان يعرف المشاعر الجياشة التي يحملها الإرتريون تجاه وطنهم العزيز وكما قالوا إرتريا وطننا يعيش فينا لا وطننا نعيش فيه هذه هي حقيقة الشعب دخل عليها الانتهازيون وزيفوا من خلالها الواقع والتاريخ وحولوا الوطن إلي سجن مفتوح من تكلم قتل أو سجن أو طرد ومن سكت روقب من قبل العصابات التي ماعرفت حتي اليوم أنها ماذا فعلت بالوطن وكيف شرّدت المواطنين !!!
وتتمة للحلقة السابقة لتكتمل الصورة أمام القارئ للحدث التاريخي في إرتريا سنطرح السؤال الكبير والمحير للعقول والمدهش والمخيف والذي أبت أن تصدقه العقول الإرترية البسيطة إلاّ من خلال من وسائل الإعلام المزيفة آن ذاك وهو من هم أكثر العناصر دموية في تاريخ الثورة الإرترية ؟؟؟ هذا يجب أن يسأله كل إرتري وبكل شفافية ودون غموض ولابد أن نجد الإجابة على هذا السؤال لأنّه مرتبط بحياة أجيال قادمة إلي الوطن تريد أن تعرف الحقيقة ويريد أبناء الشهداء من قتل آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم وكل من يبحث عن شهيد لابدّ وأن يجدله الجهة التي تتحمل مسؤولية ذلك هذا الكلام لا يقال هكذا جزافا !!! هذا نقوله إن كنا نريد أن نعيش في وطن فيه العدالة والديمقراطية وقبلهما الحرية أما وطن مشلول وشعب مشغول ونظام مجنون ومؤرخون انتهازيون وكوادر محنطون في قالب ألا وعي !!!! أمام كلّ ذلك تغيب الحقيقة ولكن تبقى في ذاكرة الشعوب التي لا ترحم إلاّ بأخذ حقها ونحن في المرتفعات نسميه (كحسا) وهذا الذي لابدّ أن يكون اليوم أو بعده أو الذي بعده فلا نجاة لكم من الوقوف أمام الحقائق التاريخية وسأتناول في الحلقة القادمة مجموعة من الوثائق التاريخية التي تثبت عندي وعند الجماهير الإرترية من هو الطرف الحقيقي في تجربة الثورة الإرترية مارس الإرهاب الحقيقي على تجربة شعب بأكمله من خلال تصفية القيادات التاريخية التي خاضت غمار أروع المعارك البطولية في تجربة الثورة ……. ولتكتمل الرؤيا التاريخية لابد وأن يكتب لي كل أصحاب الشأن ومن هم من ذوي الاختصاص على البريد الآتي:
الحلقة الثالثة
ومتابعة لما بدأناه في الحلقات الماضية التي حللنا فيها نقاط مهمة فيما أتصور في هذه الحلقة سنجيب علي استفسار مهم طرحناه فيما سبق وهو منهم التصفويون ؟؟؟ وبالإجابة على هذا السؤال تكون الحلقات الثلاثة قد اكتملت وهذا قبل الدخول في عمق الكتاب وما يحمله من أشياء سنترك الحكم فيها للقراء وإن كنا نقدم التحليل الذي نراه فلا يمنع الآخرين أن يكتبوا فيه ما يرونه وللتاريخ أن الكاتب تعرض في كتابه لتجارب التنظيمات الإرترية كلها ووضعها في قالب السلبية المدفوعة بروح القبلية الضيقة وقال هي مجموعات رعوية قاصرة الرؤية وغير ذلك من الأوصاف!!! وهذا لا يعنينا نحن في البحث العلمي والتحليل الموضوعي ونرجوا من القارئ أن يلتمس لنا العذر إن قصرنا في بعض الجوانب ويكمل الباحثين ما قصرت فيه فنحن نتحدث عن تاريخ رجال مضوا ولكنهم تركوا بسمات مضيئة في تجربتنا الإرترية ولولاهم لما عرف التاريخ الإرتري مجراه الصحيح ومن أراد أن يكتب عن تجربتهم لا يحاول أن يحتقر الثورة الإرترية وتجربتها التاريخية ولكن يكتب لنا التاريخ بعين ثاقب ورؤية وطنية صادقة أمّا المدعو الأمين فكان من أكثر الناس انتهازا لسرقة التجربة وتحويرها وتزيفها مستقلا في ذلك عوامل كثيرة منها :عامل الجهل المتفشي في شعوب المنطقة بصورة كبيرة ، ومع الجهل رسمت لهذه الشعوب بكونها تجهل الصيرورة للحركة التاريخية وحركتها التاريخية روتينية رعوية كانت أو زراعية ومع ذلك الانسجام الموجود فيها يغلب عليه طابع العاطفة!! وهذا العامل استغل من قبل الشعبية بشكل أساسي في كسر الحاجز الاجتماعي وخرجت لنا في الوسط الإرتري مجموعات لا علاقة لها بالأسرة الاجتماعية وهذا ساعد فيه عدم الوعي وعامل التشرد والهجر القسرية من قبل الاستعمار الإثيوبي وانتهزه الانتهازيون من أصحاب النظريات الوجودية المادية في مشروعهم فكان أول وسيلة من وسائل اختراق المجتمع لطمس حركة التاريخ لتجربة الثورة الإرترية وطمس هويت الشعب وملامحه الثقافية وانتماءاته الدينية وتذويبه في قالب وطن بلا انتماء لوسط اجتماعي موروث ولكن الدور الأساسي لعبه في هذا الاتجاه سعيد بكتاباته وتنظيم الشعبية بدعايته الإعلامية ومجموعاته الشعوبية التي روجت لمشروع الشعبية .
وبهذا قد يتبين للقارئ كيف استغلت الأحداث التاريخية في ضرب الهوية الذاتية للفرد والمجتمع وقد اكتملت الصورة النهائية للانتهازيين لتحقيق وعن طريق مشروعهم الإعلامي المزيف الذي اثبتوا به للجماهير الإرترية أنّ الجهة الدموية هي جبهة التحرير إرترية وكنا نتابع الأحداث بدقة متناهية ونسجل المواقف وقد صدرت عدة بيانات من قبل الجبهة لترد على كل تلك الترهات ولكن للتاريخ ندون منها أحداث ربما لم ينسها الكثيرون من ابناء شعبنا الأبي ونذكر للقارئ أحداث تاريخية موثقة عن سلسلة جرائم للجهة الأكثر دموية في تجربتنا الوطنية ونحن نريده أن يحاكمنا المواطن الإرتري من الأحداث الحقيقية وليس من الأحداث المشبوهة أو التي لم يضبط فيها المتلبس حتى اليوم وحتى هذه التي لم يعرف لها من الجاني فيها لا بدله وأن تسجل في تاريخ التجربة الإرترية حتى يعيش الوطن صحيح والمواطن يشعر فيه بالأمن والأمان ويكون فيه التعايش السلمي في ميزان العدل والمساواة والديمقراطية وقبل هذه مساحة الحرية الفكرية لأسرى الفكر والضمير من العناصر الوطنية .
أمّا ونحن نحلل في مقولة المؤرخ الشعوبي سعيد في كونه أهدى كتابه لشهداء إرتريا بأيدي التصفويين والدمويين نقول له نشكرك لأنك أثرت فينا مشاعر الإحساس بأننا قد تمت تصفيات دموية في تجربتنا النضالية من قبل جهات زعمت أنها إرترية ولكن الواقع والتاريخ يمج كل ما قلت وأنا مطالب من القارئ إرتريا كان أو غيره والإرتري أهم من غيره لأنها تجربة ومازال العديد من أبطالها في الحياة .ومن تمت تصفيتهم فقد دونا لهم سجلات للتاريخ ومن استشهد منهم في سبيل الوطن سجلناله سجلات ولكن العناصر الشعوبية والجبهة الطائفية رفضت أن تعترف بأي شهيد في الساحة الإرترية إلاّ من استشهد في دائرة الشعبية ونحن كوطنيين نرفض وبكل مصداقية وشهادة للتاريخ أن نخرج أي شهيد في تجربة الثورة الإرترية خارج تاريخ الثورة وهذا ليس ليس لأننا ديمقراطيون والآخرون دكتاتوريون ولكننا وطنيون ونؤمن بأن الوطن شراكه اجتماعية وثقافية …الخ ولكن من أنكر كل الشهداء في التنظيمات السياسية في تجربة الثورة فهذا طائفي وشعوبي وقبلي وكلّ الأوصاف لابدذ أن يوصف بها.
وربما أسهبت بالقارئ في الحديث ولكنها أحداث التاريخ تأخذ بنا أحيانا في البحث العميق لتشخيص العديد من الأمراض التي يعاني منها كتاب مزيفون مثل سعيد …وسأذكره فقط وهذه الأسماء ليست هي حصر بقدر ماهي أحداث عايشناها ولدينا بدقة تفاصيلها وهذه الأحداث في حركة النضال الإرتري لاينظر لها من كونها أحداث وحسب ولكن ينظر لها لماذا هذه العناصر فقط ؟؟؟؟
وخذ معي على سبيل المثال من عمق التجربة في داخل الشعبية نفسها من قتل الشهيد إبراهيم عافة ؟؟؟ لا أحد يجيب من عناصر الشعبية وقد أجاب الرئيس الكاذب بأنّ عافة استشهد في معركة (عقامت ) وهو من رفقائه وبينهم علاقات ….كلام كله ترهات وأكاذيب تاريخية ولا يصدقها الذي يقرأ الأحداث بشكل جيّد وعافة إكتمل دوره المطلوب منه وتخلصت منه الفئة الدموية وستأتي الأيام لتثبت للجميع تفاصيل الحدث وما وصلنا منها مازال في طور التمحيص والتدقيق .
أمّا إذا سألناهم من قتل أبرهام تولدي قائد المنطقة الخامسة في مايومن عام 1970 فسينكرونه علينا لأنهم لا يعترفون بنضاله في إرتريا وليس في سجلاتهم ونحن نقول قتلته العصابة الحاكمة اليوم في منطقة علا بيد الخائن للوطن والشعب أفورقي هل يستطيع أن يسأل المؤرخ سعيد عن هذا ؟؟؟ الإجابة متروكة للقارئ.
ومن العناصر القيادية البارزة تجربة النضال والعمل الإنساني المناضل هيلي قرزا إسحاق من قتله بالخرطوم في يونيو من عام 1985م ويراجع للمتابعة الدقيقة إرشيف جبهة التحرير الإرترية ونحن نسجل تساؤلات هل يستطيع سعيد أو غير سعيد من المزعومين أن ينكروا هذا الحدث التاريخي ؟؟؟
ومن المناضلين البارزين في التجربة الميدانية والعمل السياسي المناضل الشهيد إبراهيم هنقلا وكان حينها عضوا المجلس الثوري في جبهة التحرير الإرترية من الذي اغتاله غدرا في 20مايو 1985م لاتجد الإجابة مع القاتل لأنه لا يعترف بهؤلاء .
والأحداث التاريخية تأتي تباعا وبعد عامين من حدث هنقلا تمت عملية اغتيال كبرى صفقة لها العناصر الشعوبية وارتاحت من الحاثة التصفوية عندما وصلت أيدي العصابات الشوفينية إلي اغتيال المناضل الشهيد محمود حسب محمد رورى وهو من أشهر قادت حرب التحرير عرف بشجاعته وجرأته وعرف بحبه لبناء وطنه وقد خاض تجربة خمسة وعشرين عاما في الكفاح المسلح فهل سأل المؤرخ الشاذ نفسه يوما لماذا هذه التصفية ؟؟؟
هذه الأحداث ذكرتها لكي يعرف الموطن الإرتري كم دفعنا في سبيل التجربة الوطنية وتفانينا في ذلك ولكن روجوا لنا في كل حدث تاريخي بأن الجبهة هي التي تقوم بتصفية هؤلاء الأبطال وهذا ما ذهبت إليه عقول الجهال من الناس فهل كانت الجبهةبهذا الغباء حتى تصفي المناضلين الوطنيين ؟؟؟
وبعد هذه البسمات القليلة والقلية جدا من أسماء التصفية هل عرف المؤرخ المزعوم سعيد من هم التصفويون ؟؟ أجيب على هذا بكل صراحة يعرف الحقيقة ولكنها في بطنه ولا يستطيع أن ينطق بها لأنه شريك للعناصر التصفوية !!!!
وبعد هذا ننتقل بكم في الحلقة القادمة إلى مقدمة الكتاب التاريخي لحركة الدفع والتردي للمدعو سعيد وربما في هذه المقدمات تبينت الصورة عن الكاتب وعن الكتاب وعن الحدث التاريخي وكيفية استغلاله والترويج بالوقائع التاريخية ونخرج لكم بنتيجة أحسبها مهمة وهي أن التاريخ الإرتري ليس مرمي في كناسة الشوارع فيجمعها الأمين سعيد ولكنه تاريخ مكتوب بدماء شهدا سقطوا في شتى بقاع إرتريا ولا يستطيع لملمته إلاّ فرق بحثية وما نكتبه نحن ليس إلاّ تحليل حتى تعيش الشعوب بذاكرتها الحية وتسجل المواقف لكل الأحداث التاريخية …….
الحلقة الرابعة
في البدء دعوني أقدم اعتذاري لكلّ أبناء الشهداء الأبطال الذين لم أذكر أسماؤهم ولكن أكن لهم كلّ حبي وتقديري فهم مفخرة إرتريا وتأريخها علي وجه الدقة والتحديد ومن أراد أن يكتب التاريخ دون أبطال صنعوه فهو مزيف للتاريخ ويقفز على الحقيقة بوهم أشبه ما يكون بظاهرة السراب وقد أشرت في إحدى الحلقات السابقة بأن الأسماء التي أقدمها كانت تمثل رموزا نضالية في تجربة الثورة والغرض تصفيتها من قبل العصابات التي ينتمي لها المدعو سعيد الذي أراد أن يؤرخ فمسخ تاريخه حياته في كتابه إن كان لـه تاريخ يذكر والشعب الإرتري بكلّ أطيافه لايذكر لسعيد هذا شيء اسمه عمل وطني ونحن نحاول أن نسأل العقلاء ماذا قدم سعيد لشعبه كمسؤول وزعيم حزب يسمى وطني وحاكم ؟؟؟ وماذا قدم سعيد في تجربة الثورة النضالية البطولية التي استنزفت دماء أبناء الرعاة والمزارعين الذين توارى من خلفهم سعيد فكال عليهم كل نيران عصبيته وحقده ؟؟؟
لووجهت إليّ هذه التساؤلات لقلت أن المدعو سعيد قدم الكثير والكثير لمن يكن لهم الاحترام والتقدير ومن سماهم بالديمقراطيين والتحرريين فهو سفه لهم تاريخ الثورة الإرترية التي دفع ثمنها أبناء البسطاء من عامة الناس قدم لهم تاريخ ينسبون إليه أمجادهم ويتغنون به أمام الجماهير كأنهم هم من دفع الثمن .
سعيد الذي قدم لنا التردي ووصفنا به وقدم لنا الدفع وألصقه بنا هذه صورته وشكله هو ولكننا لم نتردى يوما لابفكرنا السياسي الحواري الممنهج ولم نندفع يوما في مز الق الترهات لنتسول علي بعد العاهرات دفعنا ثروتنا ودفعنا دماءنا ولم ندفع متاهات عقلية للعصابات القبلية ولا كان منهج تفكيرنا يوما بعيدا عن هموم الوطن والمواطنين ولا أريد أن أسهب بالقارئ في أمجاد لتاريخ جبهة التحرير الإرترية وما هو في ذاكرة الشعب الإرتري والشعب الإرتري بكل أشكاله وأعراقه وفي ربوع إرتريا يعرف ماذا تعني جبهة التحرير الإرترية التي يشمئز منها الطفيلي سعيد .
بعد هذا التمهيد لتمهيده ومقدمة كتابه المشبوه أقول أن سعيد قال لنا في تمهيده :( في هذا الكتاب – الثورة الإرترية ، الدفع والتردي – حاولت جاهدا أن أضع النقاط على الحروف للأسباب التي لم تؤدي إلي تحقيق وحدة الفصائل الإرترية وأنني لا أدعي إطلاقا بأنني أصبت الحقيقة في عينها ، لأنّ هذا في اعتقادي يحتاج إلي جهد كبير من البحث والتمحيص وأنا لست في الوضع الذي يمكنني من ذلك……..) هذا الكلام لسعيد ونقول للقارئ العزيز أن سعيد هذا الذي ادعى أنه وضع النقاط على الحروف علي أسباب الشتات والتمزق في فصائل الثورة هل حقق للشعب الإرتري وحدة فصائله ؟؟ أم وضع النقاط على الحروف واستعطف الناس واستلطفهم بأنه متواضع وأن ما قدمه هذا جزء من عمل يحتاج إلي جهد كبير من الباحثين هذه العبارات التي استخدمها سعيد في تمهيده للدخول بنا إلي مقدمة الكتاب لابد أن نسجلها لـه ونقول يا سعيد لماذا حشرت أنفك في عمل تعترف بأنك لست أهلا له ؟؟؟ لماذا أقحمت قلمك ليكون سخطا عليك من أجيال وأجال تقرأ وتحلل الأحداث وتتابع قضاياها التاريخية ؟؟ ومن ثمّ هذا التواضع الذي أبداه ليس هو الحقيقة فمن يقرأ وراء السطور وحتى فوق السطور لأن كاتبنا مع أنه من دعاة النظريات الوجودية المادية ومن المنظرين للجبهة الشعبية ورئيس الحزب الأناني أراد أن يثبت لنا مسألة الأنا ولكن من هو؟؟ أجيب للقارئ سعيد هو التردي المدفوع لتزيف تاريخ الثورة الإرترية !! ولا نريد أن نقول لـه أكثر مما ينبغي أن يقال حتى لا يخرج بنا التحليل المنطقي للكتاب عن المضمون .
ومن وداعته ولطفه قال لنا ( إنني لا أقصد عبر هذا الكتاب التعرض الشخصي أو التشهير الشخصي بأي قوى من القوى الإرترية . ارجوا صادقا أن لا تفسر محاولتي إلاّ ضمن إطار الاجتهاد لو ضع صورة موجزة عن حالة صراعات الثورة الإرترية في مراحل قبل تحرير كامل التراب )
ما هذا الهراء ؟؟ وهذا السخف والاستهزاء ؟؟ والادعاء بأنّه لم يقصد التعرض لأي شخص هذا الكلام يقوله لعامة الناس الذين لا يقرون ولا يفهمون ويدغدغ به مشاعرهم بأنه أهتم بتاريخ ثورتهم وهم لا يعرفون ماذا قال عن تاريخهم ونضالا تهم ، وأنا أقول لـه من خلال اطلاعي وتدقيقي على ما كتب أنه يمهد بخلاف ما يقول فهو يتعرض لشخصيات وطنية بأسمائهم ولتنظيمات نضالية بأسمئها وسفه عملهم من خلال تقيمه الذي قدمه إذا كان يعرف تقيما للتاريخ !! وهل هو أستاذ تاريخ؟؟
ومن اردأن يتأكد من هذا التحليل وأقول تحليل لعقلاء الناس وأدعوهم إلى التصفح على الكتاب وهو محشي مثل المزبلة بكل شيء ولكن كونه لا يقصد تجريح أو تشويه هذا لا نسلم به منطقيا لأن المقدمات التي تؤدي إلى النتائج كانت عكس ذلك فإذا بطلت المقدمات بطلت النتائج ولكن الكاتب قدم مقدمات تخالف تماما ما في هذه الورقات التي تصف لنا عقلية الكاتب وشخصيته وتفكيره فمن يقرأ الكتاب وله دراية بتجربة الثورة الإرترية يكاد يكذّب الإرتريين كلّهم فيما يكتبون لأنهم تناسوا الحقيقة التاريخية وقفزوا بنا إلي الأنانيات الذاتية وجعل الرجل نفسه كاتبا ومؤرخا ولم يتجرد عن الدائرة العقلية المغلقة في قالب اللاعقلانية .
وفي تمهيده أيضا ذكر لنا عجائب وهذا من حقه لأنّ التاريخ لابد لـه من عجائب فقال : ( اعتمدت في كتابة هذا الكتاب على ما كنت أدونه من ملا حظات … كما اعتمدت أيضا على الإيضاحات الشفوية والدردشات مع رفاقي …. على بعض الوثائق المعلنة لأرشيف جهاز الإرشاد القومي للجبهة الشعبية لتحرير إرتريا )
غريب جدا أن يدون تاريخ ثورة عمرها فوق الأربعين اليوم وحين صدور الكتاب فوق الثلاثين عاما غريب جدا أن يدونه شخص لم يفق لنفسه يوما من اللاوعي وهذا ليس تجريحا شخصيا إنما هو وصف على الحقيقة والواقع فكيف دون تاريخ الثورة من إيضاحات شفوية ودردشات وكأن سعيد هو ورفاقه الأبطال الذين فجروا الثورة هم أصحاب شعلة الاستقلال !!!! هذا مضحك ومبكي مضحك لأنه قصة مفبركة في صالونا مظلمة في اللاوعي ومبكي لأنه يسفه تاريخ أروع تجربة تحررية عرفتها إفريقيا في النصف الثاني من القرن العشرين واستنزفت دماء العديد من الأبطال وهاهو سعيد يحكي عن الثورة كأنها ملك أبيه أو فالنقل تركة ورثها من أسرته الأرستقراطية .
وفي تاريخ الثورة إذا وافقه بعض القرء لمطامعهم الشخصية وللأمراض المزمنة التي يعانون منها فأنا شخصيا لا أوافق سعيد في كون التاريخ الإرتري يكتب هكذا ولا الثورة الإرترية ينظر لها بمنظار الدونية في تكوينها الأساسي ولكن ينظر لها بعمق ويتأمل الكاتب الأحداث التاريخية ولا ينقل الأخبار كما حملتها يا سعادة سعيد في وثائقك الموهمة للحقيقة وقد زيفتم على الجموع الشعبية كل شيء وقدم لك جهاز الأرشيف معلومات دقيقة جدا كما قلت .
نشكر كل القائمين على جهاز أرشيف الجبهة الشعبية الذي ما ترك لنفسه شيء يذكر لـه فهو قدم أختام ووثائق وصور وأنت قدمت هذا الكتاب بهذه الصورة المشوهة لتاريخ الثورة الإرترية وماكنت ولو لبرهة زمنية قليلة معتدلا حتى لا نقول منصف فيضعك القارئ في دائرة المعارف الإرترية وتعد على تاريخنا من أشهر المؤلفين وسنناقش قضية الأرشيف وصوره وماقدمه لنا لمدعو سعيد في ورقات قادمة.
ولكن ما يؤسف لـه في هذا المؤلف أن أقحم الرجل معه مجموعة من الأسماء جعل منهم قبيلة أو عشيرة أو حزب داخل الحزب أو فئة مترفعة عن المجتمع أو مقربين من السلطة أو …. سميهم معي أخي القارئ بما شئت من الأسماء وقد شكرهم لأنهم باركوا لـه هذا العمل وأنا لا أتجاوز هذه الأسماء للمسؤولية التاريخية فللذين شجعوه كما يقول في كتابه ص7 وهم: ( تاج الدين نور الدائم علي سيّد عبد الله محمد سعيد باره زمهرت يوهنس ورمضان محمد نور وسبحت أفريم ومحمود أحمد شريفو)
أسماء ربما بعضها وجد له رواجا في بعض الأحايين ورددها الإرتريون في جلسات أحاديثهم ولكن من الغريب أن تكون أول هذه الأسماء التي استشارها سعيد تاج الدين نور الدائم هذا الطفيلي الآخر وهو من المخابرات السودانية وكانت له العديد من الإسهامات في دفع سعيد كما قال لنشر كتابه هذا وأنا أقول هذا الكلام لأنني رتبت لكم الأسماء حسب ما ذكرها سعيد في دفعه وترديه وهنا لابد من التساؤل الآتي هل هذه الأسماء التي ذكرها سعيد كلّها شريكة له في كلّ ما قال؟؟؟ الإجابة على هذا المأزق التاريخي تؤخذ من أفواه الأحياء منهم ونتتبع الآخرين حتى نصل إلى الحقيقة وأنا أقدم دعوة إلى كل الإرتريين في المهجر أن يسألوا وزير الخارجية المدعو سعيد عبد الله إن كان ممن استشارهم المدعو سعيد وترسلوا لنا ما توصلتم إليه عبر البريد اللكتروني حتى نعطيكم تاريخ الآخر ونضاله وبطولاته إن كان لـه تاريخ أو بطولات فلن نبخل عليه بما يستحق وإلى اللقاء في الحلقة القادمة وكلنا أمل في معرفة الحقائق التاريخية والتسليم بما هو صواب والتدقيق والتمحيص والنقد والتحليل فيما يستحق لذلك .
الحلقة الخامسة
توقفنا بكم في الحلقة السابقة في موضوع بالغ الأهمية وقد سردنا الأسماء كما أوردها سعيد في تمهيد كتابه حتى لا نشوه نحن أيضا التاريخ فتضيع الحقيقة بين من يدعي أنه مؤرخ وبين من ينتقد أو يحلل للحدث التاريخي وفي هذه الحلقة ستكون بداية الرؤية لتصور فكر المدعو سعيد أكثر وضوحا لأنها مقدمة الكتاب وهي تحوي كما أسلفت عاطفة يمكن أن نسميها خبيثة أو سخيفة لأنها تستدرج القارئ الغريب عن تجربتنا الإرترية فيصدقها بحكم بعده عن الواقع الإرتري وسماعه بتعدد التنظيمات في الساحة الإرترية.
ولكن سنحاول بقدر الإمكان نقل كل ما قاله سعيد بدقة علمية أمينة دون أن نزيد فيه أو ننقص منه شيء حتى لا يعاتبنا القارئ أو يحاسبنا الزمن على الأقلام التي نتناول بها أبناء تجربتنا التاريخية التي مازالت في تصوري بحاجة ماسة إلى الكتابة والدقة والمتابعة فتاريخ إرتريا ليس هو قصص الشعوب وروايات الأصدقاء وحكايات المقاهي والصالونات بل هو تجربة مقاتلين مروا بالديار وسكنوا الأحراش وافترشوا التراب وتركوا الأطفال والنساء والمال والأهل في سبيل الوطن ومن الوفاء بحقهم أن يكون التاريخ مدون بمداد من نور وأحرف تتلمس خطا التاريخ دون أن يكون فيها تحريف أو تزييف ومن يحاول أن يقفز من على برج عاجي ويلزم الناس بما يراه هو تاريخ للثورة الإرترية يكون على حافة الهاوية من الانحراف الفكري والأدبي ولا يحق لـه ولا لغيره أن يدعي أنه ألف كتابا سماه تاريخ الثورة أو حتى تجربة مقاتل واحد .
يقول سعيد في مقدمته بعد أن ذكر لنا العديد من الأسباب التي تصورها في عدم تحقيق وحدة أطراف الثورة الإرترية يقول : ( جاءت تجربة الكفاح المسلح الإرتري عام 1961م ليس لتجاوز لما كان … بقدر ماكان تعزيزا لتلك الصيغ المتخلفة القائمة على واقع التجزئة الطائفية والإقليمية والقبلية … وأخذت روح التنافس والعداء ومراقبة العناصر الوطنية الديمقراطية الصفات البارزة لقيادات قوى الردة القبلية والعشائرية داخل إطار الثورة الإرترية .)) ص9
هذا الهراء الذي يقوله سعيد في تقديري لو لم تقم الثورة الإرترية في عام 1961 لما تجاوزنا نحن اليوم إلى المرحلة التي نحن فيها وهل كان بإمكان سعيد أو من يراهم من العناصر الديمقراطية قادرون على قيادة عمل وطني ؟؟؟ وبأي جرأة كجرأة العناصر التي يحلو لسعيد أن يسميها مجموعات طائفية أو قبلية والذي أو كده هنا أنّ الثورة الإرترية لو لم يتجرأ عواتي ومن كان معه من رفاقه الأبطال ومن وقف معه من القبائل لما كانت إلى يومنا هذا إرتريا – من سعيد ومن على شاكلته – في خارطة المجتمع الدولي إلاّ جزء من إثيوبيا وهذا الكلام لا أقوله عبثا ولكنني أعتمد على الواقع الإرتري فقل لي أي إقليم أو مجموعة أو فئة أو طائفة تجرأ على النظام الإثيوبي لحمل السلاح غير هؤلاء في تلك المرحلة لا توجد أي مجموعة أخرى ولم يثبت لنا التاريخ الإرتري إلى اليوم بأن هناك ثورة عارمة قامة على النظام الإثيوبي إلا الحركات السلمية فإذا كان يرى سعيد أن ماقام به عواتي ورفاقه كان مجرد حركة طائفية ذات صبغة دينية أي لا يوجد من بينهم أي مسيحي فهو يجني على تاريخ هؤلاء الأبطال الذين سطروا التاريخ لأنفسهم ولشعبهم بأحرف من نور والشعب الإرتري يعتبرهم خيرة من صنعوا له التاريخ هذا رضيه سعيد أم لم يرضه قبلته المجموعات السعدية أو لم تقبله فهذا الحدث سجل في صفحات الزمن ولن يدركوه فهم يتباكون على ماضي لم يساهموا فيه وحاضر صنعوا منه الواقع الذي يعشه الشعب الإرتري ولو تسائلنا : من يراقب العناصر الوطنية ؟؟ والديمقراطية ؟؟ ومن هم قوى الردة داخل الثورة ؟؟ بل نقول داخل الوطن ؟؟ وهل تحققت الديمقراطية التي يتشدّق بها سعيد ؟؟ أم كذب على التاريخ وكذب على الشعوب وزيف لنا كل التجربة الإرترية مدعيا أنه ضد قوى الردة القبلية ؟؟؟ أسئلة عندما يسمعها المواطن الإرتري يتعجب ولا يعرف لها موقعا وإذا وجد لها إجابة ستكون وبالا على سعيد وأنا أترك المواطن الإرتري يحكم على الواقع الديمقراطي القائم على أدنى حقوق للمواطنين ألم يمزقوا أوصال البيت الإرتري أكثر مما كان عليه في عهد الدرق وهيلي سلاسي قبله ؟؟ وإذا قلنا هذا ربما يعتقد أننا من دعاة الاستعمار أما هم فقد استحمروا الشعب واستعمروه مرة أخري …..
ومما يؤسف له أيضا أن الكاتب عندما حاول أن يقارن بين حزب الأندنت وحزب الرابطة الإسلامية في فترة الأربعينيات فبعد أن قال (( وفي عام 1941م ظهرت إلى الوجود جمعية حب الوطن والتي لم يعرف اتجاهها السياسي إلى أن تحولت بشكل تدريجي إلى حزب الوحدة الأندنت …. وهنا دخل المفهوم الطائفي في عمل وتوجيهات هذا الحزب إذ تمكن الإمبراطور هيلي سيلاسي ومعظم أبناء المرتفعات المسيحيين بوحي من الكنيسة الارتوذوكسية بالسيطرة على هذا الحزب ….وكرد فعل على هذا اضطرت معظم القيادات الإسلامية إلى تأسيس الرابطة الإسلامية )) ص12
أولا ماذكره في هذه الصفحات من الناحية المنطقية والناحية التاريخية كان من المفترض أن يكون سابقا لما ذكرنا تحليله في تاريخ أحداث 1961م ولكنه كان يقصد بالفعل تغطية الحدث الكبير وهو حدث اندلاع الثورة بشكلها الذي لم يرتضه هو وهل كان له بديلا لقيام ثورة أخرى أم كان طريقه هو طريق حزب الأندنت ؟؟أعتقد الثاني هو الأقرب إليه .
أما وجه المقارنة بين حزب الرابطة الإسلامية وحزب الأندنت فهذه طامة تاريخية أخرى جناها سعيد على تاريخ إرتريا فحزب الرابطة الإسلامية لو كان رد فعل على حزب الأندنت لكانت النتيجة عكس ما يتصور سعيد ولأصبحت الرابطة الإسلامية حزبا إثيوبيا كما يريد أن يقولها سعيد لأن رد الفعل الوحيد لدفع القوى الموحد مع إثيوبيا في تلك الحقبة الزمنية كان أسهل على الرابطة الإسلامية أن تضع يدها في يد إثيوبيا ولكنها لم تفعل بل وقفت موقفا شرف تاريخ إرتريا فكان منها الشهيد إبراهيم سلطان والشهيد عبد القادر كبيري وغيرهم من شرفاء الوطن فكونك تجني على تاريخهم فكأنك جنيت على تاريخ حقبة زمنية محفوفة بالمخاطر على القول فيك يا سعيد وأنا لا أريد أن أتحدث عن دور الرابطة الإسلامية فهذا تاريخ لا تستطيع أنت أو غيرك تزيفه وقد كتب فيه المستعمرون أكثر مما نبذته أنت ووصفته به .
وقد تبنى سعيد دور المدافع عن حركة تحرير إرتريا ونهجها في الدفاع عن مكتسبات الوطن فقال (( إنها كانت تفكر مخلصة في القيام بالكفاح المسلح وتحقيق مقولتها في العنف الثوري هو الطريق الأوحد إلاّ أن الظروف السياسية وتكالب قوى النهج الطائفي العشائري والتي تتمثل هذه المرة في القيادات العليا لجبهة التحرير الإرترية … إلى أن تتعرض الحركة في عام 1965م لحملة التصفية الجسدية في منطقة عيلا سعدا بالقرب من قرورة وهكذا أسدل الستار على التجربة الرائدة لحركة تحرير إرتريا )) ص16
من مفارقات الأمور أن كاتبنا عندما يتبنى حركة تحرير كمنهج ومشروع سياسي ويسفه تجربة 1961م يقع في متناقضات تاريخية والحدث التاريخي ما لم يتم تحليله بشكل مجرد هنا يفقد المصداقية وبما أن سعيد ادعى حركة التحرير نحن لا ننكر ظهور حركة التحرير في ساحة إرتريا ولكننا يجب أن ننصف التاريخ الإرتري بشكل مجرد فعندما نتحدث عن أي حدث تاريخي في إرتريا علينا قراءته بوعي حتى لا يفقد المواطن الثقة فينا ولا نفقد الوطن ذاتيته وخصوصيته وتبني سعيد هذا في تحليلي جاء من أجل تغييب الآخر أي تغطية الحدث الأهم وقد بدا به عندما أراد تشويهه خلافا لدراسة التاريخ الذي يبدأ فيه بالحدث القديم ثم تأتي الأحداث تباعا .
ومما سبق تقديمه عن مقدمة كتاب الدفع والتردي نقول أن المقدمة فيها نصف الحقائق ونحن لا ننكر الحقيقة كما قلنا بل نثبتها كما هي ولكن في المقدمة أيضا العديد من الهفوات والطعنات للتأريخ الذي يحتاج منا إلى منهج بحث تاريخي نقيم به شعبنا وتجربته ونبتعد عن ترهات المجموعات المرتزقة بالتاريخ وستكون الحلقة القادمة لحدث غريب في تصور الإرتريين وقد عنون لـه المدعو سعيد في ص 17 من كتابه بالفصل الأول (تكوين جبهة التحرير الإرترية وفي أحشائها بذور الانقسام) هل هذا حقيقة أم وهم؟ أم تاريخ؟؟ أم تزيف ؟؟
الحلقة السادسة
منذ البداية عزمنا على غربلة التجربة التاريخية من الشبهات بمنهجية علمية متواضعة وقلنا لأبناء إرتريا إننا نملككم الحقائق كما هي لا كما يحلو لبعض المنتفعين الذين نسبوا أنفسهم ليأرخوا للشعب الإرتري تجربة ثورة ملئت بكثير من الخفايا التي يجهلها الناس والناس لا تقرأ ولكنها تعتمد على التاريخ الشفوي وتتناقل الأخبار بما فيها من غث وسمين وكتاب المدعو سعيد الدفع والتردي ليس كتاب تاريخ لتجربة الثورة ولكن تناولناه من باب الحيطة والحظر لجمهورنا الكريم حتى يتابع معنا ماتكتبه العناصر المغرر بها في غياهب الظلام أما المدعو سعيد فلا يمكن أن يكون أستاذ تاريخ في إرتريا حتى لو درس مرات ومرات تجربة الشعب من برجه الزائف الذي يتبجح عليه لأنه محموم بمرض اسمه العقدة الطائفية تجاه جبهة التحرير الإرترية وملحقاتها وكلما وجد اسم الجبهة أو خطرت بباله تسمية الجبهة بحث لها عن مساقط ومزالق ليرمي بها على ساحة الجبهة ولكن نقول وللتاريخ إن جبهة التحرير الإرترية ومنذ انبلاجها في سبتمبر كانت ولا تزال بوتقة اجتماعية وثقافية وفكرية وحضارية في المشروع الإرتري الصحيح والمنهج الذي اختاره الشعب الإرتري للتعايش بين أبناء الوطن الواحد في حدود الحريات الثقافية والدينية لا يمكن تحقيقه إلا بالرؤية الثاقبة والنظر الشاملة لكل فئات المجتمع ، وإذا رجعنا معا إلى أدبيات الجبهة منذ اندلاعها وإلى تاريخنا هذا دون أن نحمل معنا منهج الإسقاط التاريخي أو ألانا أي الأنانيات نقول إن جبهة التحرير الإرترية تبلورت من محطات تاريخية بطولية في تاريخ الشعب الإرتري في عام 1961م وليس كم أدعى سعيد بأنها ( تكونت وفي أحشائها بذور الانشقاقات ) هل هذا العنوان غيبي أم اعتباطي أم هو مقصود ؟ للإسقاط على الآخرين كل المثالب التاريخية أم ولوضع اعتبار لفئة اجتماعية متماسكة بخيوط العنكبوت لا يعرفها أبناء الشعب الإرتري ولكن يعرفها سعيد ومن على شاكلته ؟من زبانية المجموعة الشوفينية ؟ اعتقد أن الإرتريين وخاصة الأجيال الصاعدة من البراعم بحاجة ماسة على معرفة الكثير من الحقائق التاريخية ونحن نقول لهم نحن أقرب من عاصر تجربة جبهة التحرير الإرترية وهي ليست ملك أحد ولكنها ملك كل الإرتريين الغيورين على وطنهم ومواطنيهم إن رضي سعيد أو أبى وإن أحبّ غيره هذا أو كره فكلهم سيذهبون يوما إلى مزبلة التاريخ إن وجد لهم التاريخ الإرتري مزبلة وغن لم يجد لهم ذلك فهم سيذهبون خارج سور التاريخ الإرتري ولن تذكرهم الأجيال إلا بما يستحقونه من حقاراتهم أو تفاهاتهم بالثقافة المزيفة وهذا الكلام لا نقوله للاستهلاك ولكن من كلام سعيد فتأملوا معي ما قاله حين تحدث عن نشأة الجبهة قال وبالحرف الواحد حتى لا نشوه كلام المشوه (( وفي عام 1961 … وبعد أن أجرى رئيس التنظيم الاتصالات المتعددة ببعض مشائخ منطقة أغردات وعبرهم بحامد إدريس عواتي أعلن رسميا في الفاتح من سبتمبر الكفاح المسلح بقيادة حامد إدريس عواتي …. وبعد فترة ليست بالقصيرة التحق بهذه المجموعة مجموعات من العناصر الإرترية العاملة في الجيش السوداني …. كما أنضم إليهم فيما بعد العديد من العناصر الوطنية التي كانت تعمل في البوليس الإرتري والعديد من عصابات قطاع الطرق الشفتا )) هذا كلام وكلام كبير جدا على تاريخ الثورة الإرترية ولابد للإرتريين أن يقرؤوه مرات ومرات وبدقة ثم يقرؤوا تحليلنا له ونحن نقول : سعيد هذا كان بوعيه؟ أم كان مخمورا؟ أم كان مغرر به ؟ أم كان مغرورا بمكاسب يحققها من تزيف التاريخ والإسقاط عليه ؟ ونحن نلاحظ عليه الأتي ذكر لنا تاريخ اندلاع الثورة 1961م وهذه حقيقة لا نجادل فيها ومع أحد وإن كان في جعبة سعيد وغيره تاريخ آخر يخشون ذكره في هذه المرحلة القريبة من الجيل الصاعد ولا يمكن أن يلقن هذا الجيل بطل آخر من أبطال إرتريا فجروا له الثور غير المناضل حامد عواتي ولكن للأسف همش لنا الشهيد عواتي لأنه في عقليته المنخورة أن الشهيد حامد عواتي ينتمي لفئة أو منطقة بعينها وكاتبنا يريد أن يجعل لنفسه القداسة بكتيبه ولغيره النظرة الدونية ونحن نقول وللتاريخ أن عواتي سيبقى رمزا لثورتنا ورمزا لكل البطولات التي جسدها شعبنا بدماء أبنائه الذكية ومن أراد أن يرى صورة الإنسان الإرتري المتفاني من أجل وطنه ومواطنيه لاينظر لتاريخ الثورة بعين واحدة .
النقطة الثانية والمهمة جدا أننا دائما في جبهة التحرير الإرترية لانفرق بين أبناء الوطن هذا منهج سلكته الجبهة منذ انبلاجها ولكن سعيد ولسوء ظنه بأبناء الوطن فرق بينهم حينما قال ( مجموعات من العناصر العاملة في الجيش السوداني … ثم قال : وإن ضم إليهم فيما بعد العديد من العناصر الوطنية العاملة في البوليس الإثيوبي ) وبهذا سقط في حفرة التاريخ إن لم تكن المزبلة التاريخية فهو اعتبر الأبطال الذين التحقوا بعواتي عناصر عاملة وليست وطنية والوطنيين هم مجموعة البوليس الإثيوبي هذه جريمة تاريخية من يقوا أن الشهيد محمد عثمان أبو شنب عنصرا عاديا وغير وطني ؟؟ هذا لم يتجرأ عليه إلا أستاذ التاريخ الجديد المدعو سعيد وهذه جريمة تاريخية يجب أن نملكها نحن الأجيال .
وانقطة الثالثة والمهمة وهي بمثابة وسمة عار في جبين كل إرتري قرء هذا الكتاب ولم يرد عليه ولو بكلمة وسمة على تاريخية وعلى ثورته وهي قوله أن مجموعة عواتي التحقت بها (( العديد من عصابات قطاع الطرق الشفتا)) وأنا أتسائل هل كان الشهيد عواتي قائد عصابة ؟ أم كان قائد الشفتا كما يحلو لسعيد ؟؟ سؤال يطرح بكل تجرد في الوسط الإرتري المثقف والواعي والمتابع لقضايا الوطن نقول وللتاريخ أن كوادر المجموعة الشعوبية يرددون مثل الببغاوات ما يقوله سعيد ومن على شاكلته دون أن يقرؤوا ودون أن يعرفوا أحيانا لمن الكلام فهم لايتورعون من وصف البطل عواتي بأنه من مجموعة الشفتا ويرددون هذا في كثير من الأحايين ناهيك عن جبهة التحرير التي ناهز شهداؤها ما يربوا على الخمس وستون ألفا وكل هؤلاء الشهداء في حسابات سعيد وأعوانه عبارة عن قبليين وفئويين ومجموعات من عصابات الشفتا وما إلى ذلك من القط اللغوي .
وبعد الصفحة التي تحدث فيها عن المجموعات ورما بكلماته التي أرادها للتاريخ تباكى لنا كعادته عن الماسي التي أصابت القرى وهجرت الشعب من دياره ووطنه وعن عشرات القرى التي أحرقت هذه الكلمات لا تغفر لسعيد ما ارتكبه في تاريخ الثورة من ظلم ومن يتباكى عليهم من أبناء الوطن لازالوا يعيشون في معسكرات اللجوء ولازالت العصابة التي ينتمي إليها سعيد تطاردهم ومن يتباكى عليهم سعيد هم أهل عواتي وقرجاج وكبوب حجاج وهم قادة الكفاح الوطني وشرارة الثورة قبل أن يكون سعيد وبالا على التاريخ وعلى النضال الإرتري فليبحث له عن فئة أخرى تبكيه عند دفنه ولن يجد في إرتريا من يبكي عليه إلا حفدة الأتراك ومن كان لهم بوقا في تشويه الثورة من زبانية الطغمة الظالمة وهذا أيضا للتاريخ .
ولكي يبرر أن الجبهة كانت منذ بداياتها الأولى تمر بمراحل من الانشقاق قال : (( الصراعات والانقسامات تمثلت في البداية بين من التحقوا بالجيش السوداني بين أتباع قبيلتي البني عامر تحت حجت أن السلاح أصبح تحت أيدي جماعة النارا )) هذا المبرر الوهمي الذي تصوره سعيد نابع من حقد خاص به هو ونحن في تاريخ إرتريا إذا كان ممن يقرؤون التاريخ سعيد لم نعرف حادثة تاريخية بين قبائل البني عامر والنارا في تاريخ إرتريا لا القديم ولا الحديث منه ولكنه أفتعل هذا الكلام حتى يؤجج نار الفتنة بين بنى العمومة وهل يعرف سعيد لنفسه عمومة فهم بنى عمومة في الوطن وشركاء في التاريخ وشركاء في النضال ورغم عن أنفه شركاء في الأرض حتى القطعة التي يسكنونها أما إذا كان له برنامج آخر لتوطين من لا يستحق في أرضهم فهو اليوم وغدا يذهب مع أدراج الرياح ويأخذ كل ذي حق حقه والوطن للجميع وسنلتقي في حلقة أخرى من الفصل الأول حتى تتكتمل الصورة التي رسمها سعيد ونبين للقارئ حقائق التاريخ ليس إلاّ …..
الحلقة السابعة
أعزائي القراء أولا لا بد لي من ملاحظات هامة أبديها للقارئ حتى أكون علي حيادية تامة من تبني امتلاك الحقائق التاريخية كلها وإن كنت امتلك بعض الحقائق .
وهنا لابد أن أنوه بالرسائل التي انهالت علي عبر البريد والموضوعات التي كتبت حول الجزء البسيط والذي تم نشره من هذه الدراسة حول كتاب الدفع والتردي ، فأقول :
أولا- إن الذين يريدون أن تبقي الصورة الزائفة للتاريخ الإرتري ليسوا قلة ولكنهم مع الوعي المتنامي للإرتريين فهم مجموعة حثالة مثل (حميدان) الذي عرف بلهثه وراء المصلحة والمصلحة الشخصية ولا تربطه بالوطن ولا بالمواطنين أي صفة أخرى ، وقد تجرأ وكتب لي مقال فسب وشتم كعادته وشتم قيادات جبهة التحرير الإرترية ، وأنا أقول لا يستحق أن يرد عليه لأن ملفه منفصل ونعرف تاريخه عندما كان في أوروبا وادعى أنه إسلامي ثم خرج فأصبح نصراني ثم تحول فصار شيوعي ثم تحرك لينضم إلي حزب العدالة والديمقراطية ، وهو بالرغم مما يقوله ويكتبه ليس هو من أصحاب التاريخ وقد مزج مقاله بالتباكي علي رجال كتبوا في تاريخ إرتريا كالمرحوم عثمان صالح سبي ولكن هذا لا يغفر له وستأتي عليه الأيام .
ثانيا- حاول حمدان من خلال مقاله أن يكمم أفواه الناس ويكسر أقلامهم ويلجمهم بلجام سيده ( أفورقي ) عندما طلب من المواقع الإرترية الحرة والشريفة التي بدأت تنشر المقالات الصادقة والهادفة بغرض التوعية والتثقيف وبغرض إملاك الحقائق لكل الناس ، ولكننا نعرف من هو حمدان في الميدان ( متي ناضل حمدان )؟ ولا يحتاج إلي سؤال من هو حمدان شاهدوا تلفزيون إرتريا لتعرفوا حمدان السياسي في غرب السودان ، أليس هو من تولي قضايا عدة في تلفزيوننا الذي افتقد إلي ثقافة الوطن فهاجر بنا إلي غرب السودان فأقحمنا في قضية لا تعنينا ولا تعني شعبنا وهذا ليس موضوع بحثنا .
ولكن ربما هذه المقدمة تفيد القارئ لكي يعرف أن ما نكتبه قد وصل إلي أسماع كل الناس وهذا هو المهم ، المهم عندنا أن تصل الحقائق للناس ونقول لهم هذا ليس تواضعا منا ولكن حقيقة وحقيقة للتاريخ إننا لا نملك كل الحقيقة ولكن لا نفرط فيما نملك ، وكتاب سعيد عبث بتجربة الثورة منذ انبلاجها عندما حاول طمس كل الملامح النضالية لجبهة التحرير الإرترية وكما قلت سابقا إن الجبهة ليست ملكا للكاتب ولكنها ملك الإرتريين الغيورين علي وطنهم ومواطنيهم .
وإن تاريخ إرتريا ما لم نضع فيه بصمات للجبهة منذ انبلاجها إلى يومنا هذا وبأقلام محايدة أعتقد أن التاريخ لا يكون تاريخا لإرتريا ، وحتى عندما نتحدث عن الجبهة الشعبية فهي ليست ملك للزمرة الحاكمة بل هي تجربة لكل أبناء إرتريا وشهداؤنا لا نفرق في دمائهم ولا نقول هذا دم رخيص وهذا دم غالي ، وهكذا كل التنظيمات ولا نستصغر أي تنظيم في الساحة ساهم ولو لفترة زمنية محدودة دفع بشهداء أبرياء ظنوا أن الوطن الحلم هم وحدهم من يفدونه ويحررونه في يوم من الأيام ونقول نحن كلهم شهداء ومن مات دون وطنه فهو شهيد، وإذا كان للمحامي حمدان وسعيد الحزبي أي رأي في هذا فليذهبوا إلي الجحيم ، وسنقول الحقائق للناس حتى يتبرءوا منهم فإنهم من طينة غير صالحة للوطن .
وبعد هذه المقدمة الطويلة أرجع بالقارئ إلي موضوع كتابنا ونقول إن الكاتب سعيد عندما تحدث عن الفترة التاريخية من عام 1965 إلي عام 1975 أخفق إخفاقا لا يتصوره المرء.
عندما قال :( مع ازدياد حالة التنظيم سوءا داخل جبهة التحرير الإرترية … لجأت إلي تقسيم الوحدات العسكرية المقاتلة التي كان نشاطها منحسرا في المنطقة الغربية من إرتريا لتنشر في جميع أنحاء إرتريا… علي أسس تقسيمات اجتماعية طائفية إقليمية… وأصبح قادة المناطق العسكرية قوة إقطاعية يسيطر كل منهم في منطقة علي الشعب والمقاتلين محولين الاندفاع الوطني العفوي للشعب إلي أداة لتحقيق أغراضهم ومصالحهم الشخصية ) ص:20.
وهذا الكلام يحتاج منا إلي تحليل دقيق فنقول :
أولا- إن تجربة المناطق وتقسيم الوحدات العسكرية ونشرها في كل ربوع إرتريا هذا كان بهدف توعية الشعب الإرتري بمفهوم الثورة وإن كنا أخطأنا في التجربة حسب تصوره وربما يتصوره معه الآخرون ولو سلمنا بجدلية أن تقسيم المناطق كان خطأ فهل هذا يعد سلبية تاريخية لتشويه النضال في تلك المرحلة كلها ؟؟ أنا أعتقد إنها كانت تجربة علي غرار تجربة استقيناها من تجربة شعوب خاضت حروب ضد الاستعمار تربو علي مائة عام وهي تجربة الجزائر ، والهدف لم يكن من هذه التجربة كما توهمه سعيد ولكن كنا نهدف إلي استمرارية الثورة ونشر الوعي وتوسيع دائرة النضال الوطني .
ثانيا- المنطقة الغربية التي أصبحت عقدة في ذاكرة سعيد نقول للتاريخ إن الشهيد حامد إدريس عواتي ابن إرتريا كان قدره أن وجد في المنطقة الغربية ولم يطلب منه أحد أن يفجر الثورة في داخل أسمرا فأسمرا يكفيها شرفا أن استشهد فيها عبد القادر كبيري .
ثالثا- كون الجبهة تنشر وحداتها في جميع أنحاء إرتريا في هذه المرحلة يعتبر تقدما لثورة كان عدد رجالها لا يتجاوز الـ19 مقاتلا في أقصر فترة زمنية أي بعد مرور أربع سنوات فقط من انطلاق الثورة، ولو تم توزيعهم من أول يوم بالحسابات العسكرية لتم القضاء عليهم ولما عرف لا سعيد ولا غيره شيئا اسمه تاريخ يكتب فيه فليعد النظر فيما كتبته .
رابعا- كون أبناء المنطقة الغربية أصبحوا قادة عسكريين للمناطق هذا أيضا قدر تاريخي ولربما لو كان سعيد معهم لأصبح قائد منطقة فنحن لم نأتي بمجموعة من خارج الوطن ، والحكم عليهم بأنهم أصبحوا مجموعات إقطاعية تسيطر علي الشعب من أجل مصالحها الشخصية هذا الحكم لا يروق للمواطن ، وأنا لا أحكم بل أترك الحكم للمواطن الإرتري وأتساءل هل قادة المناطق حققوا أغراض طائفية ومصالح ذاتية؟ الذي أعرفه وعايشته ويعرفه كل المواطنين أن قادة المناطق كانوا يحملون بنادق ويفترشون التراب ، ومنهم من استشهد ومنهم من هو باق علي دربه مناضلا ، ولا أعرف لأي قائد من قادة المناطق أنه بنى قصرا أو شيد عمارة ، ولا أريد أن أذكر أسمائهم حتى لا يقال إنك متحيز لفئة ، ولكن حقيقة أقولها وللتاريخ إن قادة المناطق لوكانوا إقطاعيين أومنفعيين ومصلحيين لعقدوا صلحا مع الإمبراطور هيلى سلاسي ولأصبحوا زعماء ومسؤولين في وطنهم وبين أهليهم ولحكموا شعوبهم ولكنهم كانوا أوعي مما يتصور سعيد ، فقادة المناطق هم الوطنيون حقيقة لأنهم أفنوا أعمارهم كلها في سبيل الوطن كل الوطن ، ولم تكن عندهم عقدة المنطقة الغربية التي أصبحت حتى بعد الاستقلال خرابا يبابا الساكن فيها من الدرجة الصفر والمواطن فيها غريب والخارج منها مهاب والحديث عنها مشكل وإشكالية . أليست المنطقة الغربية وإلي تاريخنا هذا عبارة عن سكنات لمعسكرات تدريب لقوى أجنبية ؟ هذه هي الحقيقة ومن يكذب الكاتب لا يستطيع أن يكذب الواقع المتجسد في إرتريا .
ولا أريد أن أسهب في الحديث عن كل ما ورد في الكتاب ولو سردنا كل الجزئيات لاستغرق منا زمنا ولكن نقول في هذا الفصل أن حديثه يدور حول النهج الطائفي والعشائري والقبلي والإقليمي وعدم مقدرة القيادات الفئوية كما وصفها.. ومن ثم عرج بنا علي مؤتمر أدوبحا العسكري وطعن في المؤتمر الذي أعتبره أنا شخصيا نقطة تاريخية هامة بما لها وما عليها ولا يحق لسعيد أن يقول ( من أغرب الأمور التي جرت في ساحة المؤتمر هو الاقتراح الذي تقدمت به قيادتي المنطقة الأولي والثانية …أن تؤول القيادة الجديدة من 38 عضوا يقوم مندوبو المنطقة بتعيينهم وأن يمثل المنطقة الثالثة 18 عضوا يقوم مندوبيها بانتخابهم وأن يعين المؤتمر شخصا موثوقا به يقوم باختيار 38 عضوا في القيادة الجديدة بعد أن يقسم اليمين في المصحف الشريف ) ص: 27 .
ونحن نتساءل هل هذا الكلام للسخط والسخرية من المؤتمر والمؤتمرين ؟ أم قصد به أن مسألة الانتخاب وتعيين الأعضاء الموثوق بهم عيب تاريخي ؟ أعتقد أن الوطن لو كان بخير لقلنا لكل منطقة أن تختار بإرادتها الحرة هي انتخاب من تراه مؤهلا للعمل الوطني وأهم من ذلك أن المؤتمر عندما يبحث عن شخص موثوق به من حق الإرتريين في تلك المرحلة الحساسة من النضال وهي مرحلة انتقال طبيعي للثورة من القلة إلي الكثرة ومن اللاوعي إلي الوعي بمفهوم الثورة وقضية الوطن ، وأنا لا أريد أن أتطرق إلي مفهوم الوعي الذي كانت تنشره الجبهة حتى لا يكون في الموضوع إسهاب ، أما كون الناس يقسمون علي المصحف الشريف فهذا كان حال المسلمين يا سعيد ! أما أنت فأقسم بالأحجار واعبد الأشجار ، أما نحن نقول للمسلم أقسم على المصحف الشريف إن كنت صادقا ، ونقول للمسيحي أقسم على الكتاب المقدس وهذا جانب مهم ومرحلة من الوعي المتقدم وصلنا إليها في دائرة الوطن المشترك .
وتعقيبا على مؤتمر أدوبحا تطرق في ص: 29 إلى ذكر عشرة نقاط يقول تبنتها قيادة الجبهة أذكر منها علي سبيل المثال :
1- تجريد أكثر من 500 مقاتل من أسلحتهم وطردهم للسودان .
2- القيام بتصفية جسدية من منطلق حقد طائفي وقومي لأكثر من 250 مناضلا من أبرزهم المناضلين ولداي جدي وكداني كفلو .
هذا الكلام يحتاج إلي تحقيق وتدقيق وأنا أجزم بأنه من أكاذيب سعيد المخترعة ولا يستطيع هو ولا غيره أن يثبت أن قيادة جبهة التحرير الإرترية تبنت نهجا طائفيا لقتل هذا الكم الهائل من المناضلين أو إبعادهم من الساحة الإرترية في يوم من الأيام وفي تلك المرحلة الحرجة .
والذي يجب أن يعرفه الناس وللتاريخ أيضا أن سعيد بهذه الافتراءات علي الجبهة يقدم سكوك غفران لأسياده ولن تغفرله وهو حتما سيذهب إلي مزبلة التاريخ وسيحكم علي جبهة التحرير الإرترية بما لها وما عليها الشعب الإرتري ، وليس التاريخ عبارة عن ترهات كما يتخيله سعيد أو غيره .
وإذا ما انتقلنا معه في الصفحات التالية التي ذكر فيها علاقات المنطقة العربية وكيف أصبحت إشكالية أخري للقضية نجده يتحامل علي الوطن العربي ، وأنا لست مدافعا عن أخطاء وقعت من قبل بعض القيادات العربية تجاه القضية الإرترية ولكن أقول للتاريخ إن الشعوب العربية دفعت معنا من عرق جبين أبنائها ضريبة لا ننساها أبدا وإن العروبة التي يسبها سعيد هي وجه إرتريا وجاهها ، وهذا ليس عيبا فالإرتريون مسلمون ومسيحيون أصولهم عربية ، أما سعيد فليبحث لـه عن أصل ينتسب إليه .
ومن صفحة : 30 –34 ذكر أسماء في الهوامش ولا نريد أن نعرض لها لأنها لا تفيد القارئ في شيء ولكن أقول للقارئ لو تتبعنا كل ما قاله سعيد أنه مزج بين الحقيقة والتزييف وبين الواقع والخيال وبين التاريخ والأسماء والمسميات ولكن في مالا يجب أن تذكر فيه فهو يكتب عن تاريخ ، والتاريخ سرد حقائق كما هي ، ولا يمكن أن يتطفل فيها أي طفيلي .
وهنا أشير فقط إشارة طفيفة لما سماه سعيد الوثائق وذلك في الآتي :
أولا- الكتاب محشو بصفحات ليست من بنات فكره فمن ص 35 – 79 هذه الأوراق سماها ملحق الوثائق للفصل الأول ، وهذه الوثائق قد تدينه وليس من صالحه فلا أدري كيف كتبها في كتابه ، وحتى يعرف القارئ ما هي هذه الوثائق وللذي لا يملك الكتاب أقول باختصار هي عبارة عن بيانات ولا يجد فيها القارئ الإرتري شيئا مما يمس بجوهر أي انحراف نحو تحقيق أهدافه التي كان يسعى من أجلها وهي تحقيق الوحدة الوطنية والتلاحم الإرتري من اجل الحرية والاستقلال ، وقد قرأت هذه الوثائق بالرغم من التشويه الذي أحدثه في كتابتهاسعيد وأقول إن هذه البيانات إذا كانت في يوم من الأيام تمثل وسمة عار في جبيننا نحن كإرتريين وتشوه نضالات وبطولات أبنائنا الشهداء سيحكم عليها الشعب الإرتري وليس المدعو سعيد .
ثانيا- استفاد سعيد من هذه الصفحات في تضخيم حجم كتابه حتى يجد له سوقا يدر له بالبر الإثيوبي وقت صدور الكتاب .
ثالثا- هذه البيانات موجودة عندنا نحن ونحتفظ بها للأجيال الإرترية وكل الوثائق سواء كانت لصالحنا أم كانت علينا نحفظها ونحن لا نعبث بالتاريخ .
رابعا- إذا كان يرى أن هذه الوثائق وسمة عار في جبين من وقعوا عليها فهو يشوه نضال عناصر عرفت بتفانيها وإخلاصها للقضية الإرترية في المحافل الدولية قبل أن يتسول سعيد في دهاليز نيروبي في مؤتمر المؤامرة الكبرى على قضية إرتريا كلها .
وللفائدة أذكر أسماء الموقعين علي البيان الصادر عن المجلس الأعلى لجبهة التحرير الإرترية وهم :
– إدريس محمد آدم
– إدريس عثمان قلايدوس
– محمد صالح حمد
– سيد أحمد محمد هاشم
إذا كان في نظر سعيد أن هؤلاء علي هامش التاريخ فهو مخطئ تماما وكلامه يكون كما قال سبنسر ( إن التاريخ تهريج وكلام فارغ لا جدوى منه ) ويقصد سبنسر إن التاريخ الذي يدعيه من لا يملكه ، وهذا ما يمثله كتاب سعيد فهو تهريج وكلام فارغ .
خامسا- من حق أي إرتري أن يسأل أين دور سعيد هذا عندما صدرت البيانات التي نقلها في كتابه وظنها مسبة علينا ، أنا أقول ربما كان طفلا لم يبلغ الحلم ورأى في المنام أن هناك من يتآمرون علي الوطن فجاءهم منقذا في وقت عصيب على الوطن وقفز بنا بطريقة فجائية ليكتب عنوان الفصل الثاني من كتابه ( تأسيس قوات التحرير الشعبية الجبهة الشعبية لاحقا كحركة تصحيح للأوضاع ) ص80 .
هل كل المسارات السابقة للتجربة الإرترية كانت عفوية وخداعا وتزييفا كما وصفها سعيد ؟ وهل كل التاريخ السابق للجبهة الشعبية عبارة عن تاريخ لا قيمة له ؟ هذه التساؤلات تحتاج من الإرتريين القراء والكتاب إلي الإنصاف والتحليل والتمحيص والتدقيق ، ونحن قررنا ألا نهدر حق أي مناضل شريف ، ولا نعطي أي إنسان أكثر مما يستحق فالتاريخ تدونه أقلام شريفة ومن يريد أن يسطو علي التاريخ بقفزات واهية يكون واهما .
وسيكون موضوعنا اللاحق الفصل الثاني وملحقات وثائقه ، وسنواصل في تفنيد الكثير من الترهات المذكورة في الكتاب .
ولكن أنبه هنا حتى لا يتصور القارئ بأن البيانات هي وثائق سعيد وأذكر أن الوثائق التي تحتاج منا إلي قراءة وتمحيص وكشف اللثام حتى يقف عليها الجميع ويكشف زيفها هي الوريقات التي وضعها في مؤخرة الكتاب من صفحة 358- 420 وسماها ملحق الوثائق للفصل الخامس وهي مكتوبة بالأمهرية ومختومة بأختام يمتلكها سيد سعيد ويقول سعيد أخذها مما سماه أرشيف ليخفي علينا خبثه ونحن لا نسبق الحوادث ونحكم علي ما سماه وثائق ، ولكن سنشرك معنا في الحكم عليها المواطن الإرتري ونكتبها لـه مترجمة بالعربية لكي يحكم علي تاريخ الثورة الإرترية عموما والجبهة خصوصا في تلك المرحلة التاريخية ليعرف من كان لصيق العدو؟؟ قيادة الجبهة أم قيادة الجبهة الشعبية التي سقطت في فضيحة الحرب الأخيرة مع إثيوبيا وخسرت كل الأوراق .
الحلقة الثامنة
إني ابتدئت الكتاب من أول صفحة فيه وقد وقفت على كل ما ورد فيه من عبارات وعلمت أنه يمثل حلقة من حلقات الفساد التاريخي والاجتماعي للمجتمع الإرتري وهذا كان الدافع الأساسي لإثارة هذا الكتاب في هذا الظرف الحرج الذي تمر به بلادنا وأقول للأسف أن الكاتب لم يكن من المؤرخين ولا من الذين اشتغلوا بالتأليف ولكنّه حشر أنفه في موضوع خطير ومثير للدهشة فضلا عن أنه قدم معلومات مغلوطة ملتبسة بها بعض الحقائق التاريخية التي وقعت بالفعل وهذا الذي يجب أن يعرفه القارئ الإرتري حتى يكون على بينة من موضوع تأريخه ومن مكونات شعبه الاجتماعية والثقافية والفكرية .
وفي الواقع إن الترابط الاجتماعي في الواقع الإرتري بعيدا كل البعد عن دواليب السياسات البرجماتية والمصالح الأنانية ولكن الفيلسوف الحزبي المدعو سعيد وتابعه على منواله صاحب الحقيبة المشبوهة ( ود حمدان) فشوهوا تاريخ ثورة تجرع الشعب الإرتري كله مأساتها ولا أقول كما قالوا : إن تاريخ الفئات الاجتماعية الكبيرة محسوم أمره بواقع الحال لأن الجميع يعلم أن فلان ينتسب إلى قبيلة معينة وأن علان هو على رأس الهرم التنظيمي ومن هنا وجهت إليه الضربة الفاصلة ليكون الفيصل الأخير بين من يمتلكون حقائق التاريخ ومن يدعون أنهم يمتلكون السلطة والقرار التنفيذي لضرب أي قوة مهما كان حجمها الاجتماعي والسياسي.
ولكن قبل أن أشرع فيما كتبه هذا المدعو صاحب التردي أقدم للكتاب أولا وللإرتريين المثقفين ثانيا وللذين يبحثون عن معرفة الحقيقة ثالثا أقول لهم : يجب أن تعرفوا أن التاريخ ليس فلسفة أفراد ولكنه سير لحركة اجتماعية وثقافية وفكرية تتشكل من مجموعة عوامل وقد تعتريها في سيرها العديد من الإشكاليات وقد تحمل في طريقها مجموعة رواسب فكرية ربما يكون البعض منها مفيدا في تجربة المستقبل والبعض الآخر سلبيا.
إذا ثبتت هذه المقدمة في ذهن القارئ فإنه يجب أن يعلم :أن الفلاسفة في التاريخ حكم عليهم بالآتي: سقراط قضي عليه بالموت وأفلاطون بيع في سوق العبيد وأر سطو هرب ونفد بجلده خوفا من عاقبة سقراط ولكنه قيل إنه ألقى بنفسه في البحر ، أما فيثاغورث فقد مات قتيلا وغيرهم من الفلاسفة كان مآلهم إلى المجهول وإن تركوا إرثا فلسفيا ولربما تكون الكثير من أفكارهم ساذجة بمفهومنا المعاصر.
ولكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه ماهو مصير سعيد ومن على شاكلته من العابثين بمقدرات الشعب الإرتري الانتحارأم الهروب ؟ أم القفز إلى البحر الأحمر ؟ أم البيع في سوق النخاسة؟ أم مزبلة التاريخ التي تنتظرهم رغم أنوفهم وكبريائهم على التاريخ ؟؟ , وأنا أفضل لهم المآل الأخير لذلك أتتبع كل آثارهم وغيري يعرف عنهم أكثر مما أعرف ولكنه ينتظر كشف اللثام عن الوطن ليقول كل الحقيقة وما ثبت عنده دون خوف أو وجل ، متمثلا لقول أحد الحكماء :
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور
وبعد هذا الاستطراد القليل في موضوع احسبه من أكثر الموضوعات تعقيدا في إرتريا وهو من يمتلك حقيقة التاريخ ؟ الجبهة الشعبية الحاكمة منذ مايو من عام 1991م أم جبهة التحرير الإرترية التي انطلقت في سيرها التاريخي من سبتمبر 1961م ؟ أم قوات التحرير الشعبية بفروعها المنبثقة عنها ؟ أم التنظيمات والتجمعات الإرترية بكل مسمياتها وظروفها التي نشأت فيها ؟ أم التجمعات الحديثة التي تشكلت بعد فتنة الحرب الدموية الأخيرة بين إثيوبيا وإرتريا ؟ أم قوى خارجية تراقب الواقع عن كثب ولها مصالحها الإستراتيجية تجمل من تشاء وتعزل من لا تريد وتؤرخ لمن تحب وتقصي كل من أرادت إقصاءه دون أي مبررات أو مسوغات ؟
هذه التساؤلات قد يجد لها كل كاتب إرتري زاوية معينة لينطلق منها في تدوين التاريخ الإرتري ولكن ما نحن فيه الآن هو المعضلة الكبرى والجريمة التي لا تغتفر بأي وجه من الوجوه كانت ، وهو كتاب الدفع والتردي الذي وضع التاريخ كله في كومة من البيانات وأسماء لشخصيات وكوادر فرضها الواقع نتيجة التطور التاريخي للإحداث التاريخية للثورة ، ومن هنا أقول تتمة لما سبق إن البيانات التي جمل بها كتابه ليس له الحق فيها وإن كان الاستدلال بها ممكنا تاريخيا فهي ليست ملك أبيه ولا ملك سيده أما إن أراد أن يكتبها في كتابه فعليه أن يستأذن الشعب الإرتري في كتابة التاريخ ونحن لم نسمع أحد دخل إلى بلد وكتب تاريخه دون أن يسأل أهل البلد هل يسمحوا لـه ويعطونه معلومات أم يرفضون أمّا إذا كتب كل ما يملك وما لا يملك نعتبره سارقا للحقائق ومزيفا فهذا لا يمتلك من الحقيقة إلاّ ما يمكنه أن يروج به لمرامه الزائفة.وهكذا كان اغلب ما ورد في كتاب سعيد وحتى لا يكون ما أقوله أنا جزافا لينظر معي القارئ الكتاب من صفحة 101-120 وهي معلومات حشاها في وسط كتابه حتى يعطيه المصداقية وهي عبارة عن مجموعة بيانات تتمثل في الآتي :
1 – بيان قيادة قوات التحرير الشعبية التابعة لجبهة التحرير الإرترية .
2 – بيان مؤتمر أدوبحا العسكري الصادر بتاريخ 25/8 / 1969م.
3 – جبهة التحرير الإرترية القيادة العامة في الميدان .
ومن الغريب أن البيان الأول لم يورد فيه أي تاريخ وادعى أنه حقيقة ولو افترضنا أنه صدر من جهة مجهولة من الذي يتبنى لـه هذا البيان اليوم ونحن في وقت كتابة التاريخ وأي تاريخ ؟ تاريخ قريب منا جدا ولكن تقديري وتحليلي لهذا أو صلني إلى نتيجة مفادها : أن سعيد ربما الأرشيف خذله في هذا البيان .
الواقعة الثانية البيان الثالث الذي نسبه إلى جبهة التحرير الإرترية لا يوجد به لا تاريخ ولا أختام وقد سماه سعيد صورة طبق الأصل من أين تحصل على هذا البيان؟؟ الإجابة مسلم بها من الأرشيف .
ونحن نتساءل هذا أرشيف للجبهة الشعبية أم أرشيف لإرتريا كمجتمع ودولة لها تاريخ طويل من الحروب ولها العديد من الدماء التي سفكت ؟ إذا كان هذا الأرشيف لإرتريا الثورة والدولة فليكشف لنا الحقائق كما هي ليس كما يحلو لـه وإن كان أرشيف عصابة تتقلد مقاليد السلطة فلابد للإرتريين من مراجعته عندما ينتهي دور السرّاق .
وأقول للقارئ حقيقة يجب أن يضعها نصب عينيه وينام ويستيقظ عليها وهي ليست إدعاء إنما يعرفها حتى عوام الناس الذين لا يقرءون ولا يكتبون وهي : أن أرشيف الجبهة الشعبية لا يوجد فيه أي مناضل شريف سقط في الساحة الإرترية من كل الفئات والتنظيمات إنما هو عبارة عن أرشيف لمجموعات بعينها وذاتها لها الحق بأن تسأل عن أبنائها أما من قتل ابنه خارج دائرة الشعبية فهذا لا حق لـه لا في الوطن ولا في المواطنة لابنه الشهيد.
فهل هذا يمكن تسميته بأرشيف إرتريا الثورة والدولة ؟ العقلاء يقولون لا بد أن نرممه ونصلح ما وقع فيه من تجاوزات أما مجموعة البراميل الحقيقية فتقول :من مات خارج تنظيم الشعبية كان جاهل لا علاقة لـه بالنضال . وهنا تكون الحقيقة بين مد وجذر يتنازع فيها الأقوياء ويموت كمدا الأبرياء ، ولذا أقول للمثقف الإرتري يجب عليك أن لا تفرط في البحث عن الحقيقة إن كنت تبحث عن هموم الشعب الإرتري ولا بد من التجرد لإثبات الحقائق .
أما محتويات البيانات فلست بصدد مناقشتها فهي تبقى للتاريخ ويحكم عليها الشعب الإرتري إذا تنفس من قبضة العصابة ، وأنا أكثر تفاؤلا بالرسائل التي وردت إلي وقد وجدت الحلقات التي نشرت من هذه الدراسة العديد من الكتاب والقراء الذين تفاعلوا معها وقدموا لي العديد من التوصيات والإرشادات القيمة وقد تبنى أغلبهم : إنّ هذه المرحلة التي كومها سعيد في مذكراته هي مرحلة مليئة بالبطولات ومليئة بالانتصارات وهي تجربة أربعين عاما وليست بدايتها ظهور الجبهة الشعبية والتحاق سعيد بالثورة ، فالتاريخ حلقة مترابطة تبدأ من نقطة ولا ينتهي إلاّ بزوال الكون ونحن تاريخنا الذي نتحدث عنه هو ما يمكن تسميته : بالتاريخ الإرتري الحديث وتعاقب المستعمرين على إرتريا في بداية النصف الثاني من القرن المنصرم ، وهذا التاريخ ليس مجرد بيانات تنقل في غير موضوعاتها ونقصى أصحابها عن الواقع أو ننسبها لهم ونحاكمهم دون مبررات .
أما إذا انتقلنا إلى الفصل الثالث فالكتاب لا يستحق حتى أن نسميه كتابا أو مذكرات ولبيان هذا نفصل النقاط الواردة فيه وآمل من القارئ أن يدقق فيما ورد فيه ليحلل هو الآخر ولا يسلم بمجرد تحليل شخص يتصدى للدفاع عن الفترة التاريخية للثورة الإرترية ، وأنا لا أدعي كما ادعى سعيد امتلاك كل الحقائق ولكني أكشف اللثام عما ورد في كتاب الدفع والتردي للأجيال المقبلة والتي سيكون لها مستقبل أفضل من مستقبلنا نحن لأنها تقرأ وتكتب وتفند قضياها وفق واقعها الاجتماعي والسياسي دون أن تنزلق في ترهات (ودحمدان) ودعايات (سعيدان ).
ودون استطراد نطرح أهم القضايا الواردة في الفصل الثالث الذي يبدأ من صفحة 121- 210. وكعادته الفصل لا عنوان لـه ولكنه عبارة عن نقاط أربعة هي :
ظهور وتغلغل الاتجاه التصفوي في الثورة الإرترية وهذه النقطة تبدأ من صفحة 121-124.
1- تبني قرار الحرب الأهلية بشكل رسمي . ص124-127.
الحرب الأهلية وانعكاساتها السلبية على حركة الثورة الإرترية 128-129.
كل البنادق والطاقات نحو العدو… شعار قوات التحرير الشعبية الإرترية .
واكتمل ما سماه فصلا للكتاب في تسع صفحات ولم يجد بعدها ما يكتبه أو يقوله فعاد مرة أخرى إلى موضوع البيانات كي يكمل بها الصفحات فمن صفحة 139-210 بيانات لا علاقة لها بفكر الكاتب فهل هذا كتاب ؟ أنا لا أجيب عن هذا السؤال ولكن أتركه للقارئ الإرتري والمثقفين منهم يعلمون أن الكتاب ليس هو نقل كل ما تراه أمامك لتبيع في السوق ولكن عبارة عن فكر ومساهمة تنويرية للمجتمع بقضايا تاريخية وثقافية وفكرية ، وغيرها.
ولكن عندما يكون عقل الكاتب منصبا على واقع بذاته ومتخصص في إقصاء كتل اجتماعية بعينها فهذا لا نسميه إلاّ عملا عدائيا على الشعب قبل الفئات التي أراد سعيد إقصاءها من واقع النضال وحتى لا يكون الحديث مجرد عن الحقائق لا بد من الاستدلال بما ورد في كتاب سعيد .
أولاً : في النقطة الأولى التي قال عنها تغلغل الاتجاه التصفوي ركز في شخصية بعينها وهو المناضل عبد الله إدريس وحمله مسؤولية الحرب الأهلية المتخيلة عنده لأنه لم يتحدث في هذه النقطة عن أي نوع من الصدام وقع بين جبهة التحرير الإرترية وبين أي فصيل آخر ولكنه مجرد افتراء وخيال يقول سعيد :( في يونيو من عام 1970م عقد اجتماع غير معلن بصفة رسمية ضم بعض أعضاء القيادة العامة وعلى رأسهم عبد الله إدريس … بهدف مناقشة مسألة قوات التحرير الشعبية . في هذا الاجتماع اتخذ بصفة غير علنية قرار بتصفية قوات التحرير الشعبية جسديا وأوكل عبد الله إدريس المسؤول العسكري وعثمان إزاز المسؤول المالي …بتنفيذ قرار التصفية هذا) ص 122 ثم ذكر قصة خيالية مفبركة لمنطقة سموتي.
وقال :( وضع عبد الله إدريس خطة لمهاجمة القوات الشعبية إلاّ أنه ومن أجل قفل الطريق أمام أي تسائل يمكن أن يتبادر أمام مقاتلي جبهة التحرير الإرترية أثناء المواجهة أقر تشكيل لجنة من ثلاثة أشخاص للقاء بالشعبية إلاّ أنه لم يوفق ) ص122
ثم ذكر لنا سعيد اجتماع في منطقة دبت بتاريخ 15/11/1970م فقال : ( جمع بعض القيادات وبعض الكوادر لشرح أهمية تنفيذ محاولة تصفية الشعبية … وطرح الموضوع للمجتمعيين فأيد عشرون منهم قرار تصفية الشعبية وعارض سبعة أشخاص ) ص 122.
ثم بعد هذه المقدمات الثلاثة اعترف المدعو سعيد بعدم وقوع الحرب الأهلية في هذه الفترة فقال: ( ونتيجة لرفض أسلوب التصفية وسط مقاتلي جبهة التحرير الإرترية لم يتمكن عبد الله إدريس من تنفيذ ما أوكل إليه … وبعد فشل محاولة عبد الله إدريس المذكورة في منطقة سموتي وزولا …انقسمت مراكز القوى في القيادة العامة على نفسها .) ص:124
هذا اقرر من الكاتب الكاذب الذي تخيل قيام حرب أهلية دون مبررات أو مسوغات وتخيل لها شخصيتها القيادية ولكي تكون مناسبة ويتقبلها السذج أقحم في قيادتها المناضل عبد الله إدريس والشهيد إزاز وربما لو ذكر نفسه وقال الأمين محمد سعيد كان من المصلحين أو المحاربين لما صدقه أحد لأن الأمين سعيد ليس رجل حرب ولا سياسة بقدر ما هو متسول بدسائس وفتن بين الناس لابثا الوان عديدة من الثياب وهذا ما أبقاه إلى الآن على كرسي الحزب.
ثانياً: لكن لوعدنا إلى ما ذكره في الفقرات السابقة بالتحليل نقول إن الحرب لم تقع ولكنها كانت في مخيلة الكاتب الكاذب وعندما وجد نفسه مفضوحا نطق بالحقيقة فقال تفاداها لكي لا يُساءل ثم قال لنا لجأ إلى التفاوض ولكنه فشل فيه ، ولكن للعاقل أن يتساءل كيف يخطط شخص لحرب ويضع لها خطة محكمة ويتراجع عنها في لحظة التنفيذ ويلجئ إلى التفاوض ثم يفشل فيه ؟ وبعده أيضا أي بعد فشل التفاوض لم تقع الحرب هل يعقل هذا عن العقلاء ؟ سؤال يجيب عنه التاريخ ويجيب عنه العقلاء والمناضل عبد الله إدريس مازال على قمة الهرم لجبهة التحرير الإرترية ولو كان دمويا كما صوره سعيد لما قبل به أي شخص هذا أولا ، وثانيا ما سماه تغلغل الاتجاه التصفوي وهو يقصد بالطبع المناضل عبد الله إدريس نقول للتاريخ وليس دفاعا عن عبد الله إدريس حتى لا يتوهم الواهمون أننا نكتب من أجل شخصية معينة ولها اعتباراتها في التاريخ ولها ثقلها الاجتماعي ودورها السياسي والتاريخي في مرحلة النضال .أو نكتب من أجل مطامع شخصية كما فعل سعيد أو (ود حمدان) الذي اشتهر بصحيفة ذاع صيتها ثم أفل نجمها في لحظة سراب عندما أفلس وبعدها جرى ليعلن توبته الأخيرة أمام أفورقي وكتب مقال للطعن في شخص عبد الله إدريس ظنا منه أن الأيام سترحمه أو الأجيال ستغفر لـه نحن لسنا من هذا الصنف ولكن نعطي الحقوق لمن يستحقونها حتى الرئيس أفورقي في تجربتنا التاريخية يعرف كيف كنا نتعامل معه وإلى تاريخنا الحالي لو أنصفنا ووضع الأمور على نصابها لأنصفناه ولكن مع الظلم لن ننحي أبدا وهذا يعرفه أفورقي كما تعرفه الكلاب المسعورة التي تنبح باسم الحكومة وهي لا تملك من الحكم شيء .
ثالثًا: أما المناضل عبد الله نقول لمن لا يعرفون تاريخه النضالي إنّه من الذين التقوا بحامد إدريس عواتي قائد المسيرة النضالية كلها وهذا فيما أتصور يكفيه شرفا وإن لم تعرفه أنت يا سعيد أو (ود حمدان) الذي باع نفسه بمقالات تنبع من كرهه الذاتي لشرفاء الوطن من المناضلين ويكفي أن نقول : إن إرتريا تشهد لـه ببسمات عديدة سواء على مستوى الحرب البطولية مع العدو الإثيوبي الذي كان جاثما على صدورنا أو على مستوى العلاقات الخارجية ولا نريد أن نعرفك بعبد الله إدريس وتاريخه النضالي ولكن لكي تعرف الأجيال تاريخ مناضليها فحسب وهنا لا بد لي أن أحيي موقع عونا الذي بدأ ينشر سيرة حياة لكل الأبطال دون استثناء أما المناضل إزاز فتعرفه إرتريا قبل أن تعرف المجموعات المنفعية إرتريا نفسها وكون الكاتب يضعه في تحمل مسؤولية الحرب الوهمية فهو أكثر من افتراء والإرتريون في كل بقاع العالم أينما تواجدوا يجب أن يعرفوا حقيقة سعيد حتى يعرفوا كيف افترى على تاريخهم وحاول تشويه فترة النضال المرير ليقول لهم نحن من صنع هذا الذي ترون من الحرية وأي حرية :حرية السجون والمعتقلات والهروب المستمر على مستوى أعلى القيادات في البلد .
رابعا: وإذا ما عدنا إلى الفقرة الثانية من الفصل إذا جاز لنا أن نطلق عليه فصلا لكتاب تحدث عن مسألة : تبني قرار الحرب الأهلية بشكل رسمي . ص124-127.
وهنا أخفق بشكل لا يتصوره إنسان يمتلك أدنى دراية بالثورة الإرترية وتطلعاتها وذكر لنا كلاما نذكره كما هو ليكون شهادة للتاريخ إما لنا أو علينا وأنا أقولها لكل إرتري غيور على وطنه لا ننفي وقوع أحداث تاريخية عديدة في الساحة الإرترية بين المقاتلين ولكن لا أهول أمرها من أجل مصلحة ضيقة فالوطن أو سع من صدر سعيد الذي ضاق به الأمر ومن ثم لجأ إلى القول : ( عقد مؤتمر عرف فيما بعد بمؤتمر معسكر عواتي والذي عقد في الفترة من 26 فبراير إلى 13 مارس أصدر من خلاله قرارين هامين وهما :
تكوين لجنة اتصال لتحقيق لقاء ديمقراطي مع قوات التحرير الشعبية .
تقرير الدعوة لمؤتمر وطني عام وتشكيل لجنة لاستكمال إجراءات التنفيذ .) ص124-125.
وهنا نطق بالحقيقة دون أن يدري وهي دعوة النداء الديمقراطي التي تعتبر من أهم قضايانا ومن أولويات تفكيرنا في مسألة الحكم في إرتريا هل يعلم سعيد أن هذا الكلام قرأه أفورقي ؟ الإجابة متروكة لهما.
ثم استل من قرارات المؤتمر وبنوده نقاط أخرى كان يظن أنها تصب في مصلحته ولكنها كانت عكس توقعاته وتبريراته في قضية تبني قرار الحرب بشكل رسمي نشير إلى نقطة واحد فقط حتى إذا إشتم منها أي قارئ إعلان حرب فالتكن على الجبهة وإن كانت عكس ذلك فقد كذب الكاتب وادعى بوعي أو بدون وعي إعلان قرار الحرب ، وهي :
توجيه دعوة صادقة إلى جنود قوات التحرير الشعبية والجماهير التي تلتف حول نفس الخط للالتزام بالبرامج والقرارات التي تصدر عن المؤتمر الوطني الأول باعتبار أنها تمثل الصيغة الصحيحة للوحة الوطنية . ص125.
هل في هذا إعلان للحرب ؟ من يقدم رؤيته ويقول للناس أوجه لكم دعوة صادقة لتلتحقوا بنا ونكون صفا واحدا من أجل شعبكم ومسيرتكم النضالية يكون أعلن حرب نترك الحكم للقارئ في هذا إن رأى فيها إعلان حرب أو وجد فيها صيغة مقاربة لإعلان حرب يبدي فيها رأيه دون تحفظ لأنّ المسألة تتعلق بقضية تاريخ إرتريا في فترة زمنية كما أسلفت معقدة وخفاياها لم تتناولها الأقلام ونحن أيضا لا نريد أن نلوح بكل أوراقنا ولكن عندنا من الوثائق والمعلومات ما نبرر به مواقفنا ولكن ليس أوانها وموضوعنا هو كتاب الدفع والتردي.
أما الفقرة الأخيرة التي تعتبر من الأهمية بمكان فقد أولها التباكي حتى يصدقه العوام من الناس وهي : مسألة الحرب الأهلية وانعكاساتها السلبية على حركة الثورة الإرترية 128-129.
بدأ يقول : نفس الكلمات المأثورة عنه النزاعات القبلية والإقليمية والطائفية لتحقيق مطامحهم الشخصية وهذا الكلام رددنا عليه في حلقات سابقة ولا نريد أن نكرر حتى لايمل القارئ من الكتابة ولو حذفنا من الكتاب هذه المفردات لضاع الباقي في وسط البيانات .
نأتي إلى فقرة البيانات وهي احتلت من هذا الفصل 80 صفحة ولكن ما يلفت النظر في البيانات إحصاء المعارك التي حدثت بين أبناء الوطن الواحد وهو جريح في قلبه بدنس المستعمر الأثيوبي البغيض ، وقد بلغت إحصائيات الحرب الأهلية التي اعتبرها سعيد هذه هي فحسب ولا يوجد غيرها من الحروب الأهلية عدد16 معركة .
وهي في المناطق الآتية : بوري وعنسبة وماي أولي وفرسلي وعين وعين وقامجوا وطبح وألقينا وعيلا سعده وانجحاي وشبح وجبل قلايدوس وعايت ودمبوبايت وعايت الثانية .
وقد بلغت الخسائر من الشعبية 42 قتيلا و 61 جريحا .
ومن المجلس الثوري كما يحلو لسعيد 181 قتيلا 271 جريحا.
انظر الكتاب ص 197.
وأنا أقول أولا الحرب الأهلية التي وقعت في إرتريا ليست هذه فحسب ولكن وقعت العديد من المعارك الدامية التي خسر فيها الشعب الإرتري خيرة شبابه ولكن العيب في كوننا نكتب فقط ما يخصنا ويجعلنا نتفاخر وكأننا انتصرنا على عدو خارجي وسعيد عندما أورد هذه البيانات كان يتخيل أنه هزم الأعداء وكسر جناحهم وقتل منهم ما يمكن قتله وجرح هذا العدد الكبير إذن من الذي تعتبر جرائمه أكثر بهذا المعدل من قتل شخص أو شخصين أم من قتل ما يقارب المائتين الحكم متروك للشعب الإرتري وتاريخ الاغتيالات والغدر والخيانة عند سعيد والطغمة الحاكمة معروف ولا نذهب بعيدا عن الواقع نسأل فقط عن عدد القتلى في الحرب الدموية الأخيرة مع إثيوبيا كم بلغ ؟؟ لم تعرف الحقيقة حتى كتابة هذا المقال ولكن ما أعلنه النظام الرسمي بلغ 19 ألف قتيل وأما الجرحي حسب المصادر الأجنبية فقد بلغ أكثر من ألفين جريح من يتحمل مسؤولية هذه الدماء ؟؟؟ هذا ما سيجيب عنه التاريخ في يوم من الأيام ولن ترحم الشعوب من يعبث بدمائها والدماء لا تتحول إلى مياه راكدة ولكنها تبقى في ذاكرة الشعوب .
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة من الفصل الرابع الذي وضعه في نقاط وأولها الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا والجهود التي بذلت لتحقيق وحدة الثورة .ص211 فهل هذا حقيقة أم وهم كاذب آخر سنجيب عليها في حينها.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5869
أحدث النعليقات