دنكاليا ……….تقرير المصير أسباب و تداعيات

يعتبر العفرمن أوائل القوميات التي خاضت عباب بحر النضال و قدمت تضحيات لا ينفك يذكرها أي كاتب تاريخي يؤرخ لإرتريا .

لكن ما يجول هذه الايام بل و للشهور في أروقة الحكم في إرتريا و منابر المعارضة في الخارج شيء يؤسف عليه حيث اصبحت جميع تهم الخيانة توجه للعفر جذافا دون قيد او حد و هذا كله جاء بسبب ما ورد في دستور  حركة البحر الاحمر بمطالبتهم الحكم الفيدرالي بما في ذلك حق تقرير المصير و أعلنوا عنه في كل منابرهم و آخرها في الحوار الوطني و التي أدت الى خلاف كبير بينهم و بين جميع اطياف المعارضة الا القليل منها بحجة أن هذا الطرح غير وطني و داعي الى تفكيك إرتريا و أنها أجندة أثيوبية نسبة إلى أن مقر الحركة في أثيوبيا و مع أن هذا الخلاف كان قديما في الأصل إلا أن ما جرى في الحوار الوطني في العاصمة الأثيوبية أخرج هذا الخلاف الى السطح من جديد بل و ظهرت نذر إنشقاق بين الاحزاب الارترية المعارضة ستلقي بظلالها المخيفة على المجتمع الارتري في الداخل و الخارج في حين ان الوحدة هي أقوى ما يمكن ان تواجه به المعارضة الارترية النظام الديكتاتوري في أسمرة ولكن دعوني أتجاوز مسألة تقرير المصير و هل هي حق مشروع أم لا ( لكي أناقشها معكم في مقال آخر ان أذن الله )

بسؤال : ماذا قدمت الاحزاب التقليدية (أحزاب ما قبل التحرير ) و الاحزاب الحالية لأبناء دنكاليا:

في الحقيقة عندما تريد الإجابة على هذا السؤال تشعر بمرارة الاجابة فيعلم الله ان الشعب العفري قدم ما قدمه و لم يجد اي إعتناء من الاحزاب الارتريا التي استغلت الشعب العفري المعروف بوطنيته و بحبه لتراب إرتريا الاصيل و المتوارث عنده من القدم .

فلو اطلالنا على موقعهم الجغرافي تجد أن أراضيهم  المطلة على البحر وفرت لهم مساحة كبيرة لكي يقوموا بما تمليه عليهم نزعتهم الوطنية  بتهريب الاسلحة و مقاتلة العدو المغتصب بل كانت المنطقة العفرية مستودع للاسلحة المناضلين و ملجأ لهم  بل أنه لم يذكر ان استقرت القوات الاثيوبية المغتصبة في موقع إلا و انتقلت منه إلا مدينة عصب كانت تعتبر شريان حياة بالنسبة للأثيوبين و مناطق قليلة جدا لا تسوى شيئا نسبة الى كبر دنكاليا  و أما المناضلين و الحركات التحريرة فكانت لهم مرتعا خصبا بل أن الشعب العفري يفتخر بأن أبو النضال الإرتري هو إدريس قمحد العفري

( من المحزن في النضال الارتري أننا حتى لم نتفق على من أطلق الطلقة الاولى ) و لكن في المقابل عندما كانت الاحزاب الارترية تتمتع بالترحيب في بعض الدول لتعليم أبنائها و أخص بالقول سوريا و العراق غاب الطالب العفري و حرم منها في حين ان آبائه هم الذي يوفرون الاسلحة و العتاد و آمهاته هن الآتي يوفرن المخبا لمقاتلين كان جزاء أبنائهم بأن يتركون جهلاء و لا يتقدمون كما تتقدم الامم الاخرى  لم ينظروا لهم بعين المساواة استفادوا منهم و لم يقدموا لهم أقل حقوق التي تتوجب على الحركة للأعضائها هذا قبل التحرير و إبان التحرير قامت الحركة الشعبية بتجنيد بنات الشعب الارتري فانتفض الشعب كله ضد هذه العادات الدخيلة و المنافيه لعاداته و تقاليده فكانت العفر ممن انتفض و كانت موقعة عسعيلا التي أفنى فيها كثير من الشباب زهرة حياتهم دفاعا عن العرض و الدين و لكن هذه المعركة و ان كانت هي ردة فعل شعبية شريفة لا تسمع حزب واحد يذكرها و ان ذهبت الى المناطق العفرية وقابلت الاسر ستجد الثكلى و الامة الباكية و الابن اليتيم بسبب معارك الارترية ولكنهم فخورن بأبنائهم الشهداء و إن كان ألم الفراق شديد و لكن في نفس الوقت لا تجد في سجل الشهداء الارترين  اسم عفريا الا القلة

و ها نحن بعد كل هذه السنين من بعد الاستقلال و نحن نعارض النظام الديكتاتوري في إرتريا و أبنائنا مثل غيرهم يعانون من الجهل و الفقر و الاضطهاد فآثر كثير من أبنائنا الهجرة و مغادرة البلاد فمنهم المتجه الى أثيوبيا و جيبوتي و اليمن و السعودية و دول آخرى و لكن مازلت المأساة تتكرر فقد كنا ندفع الاشتراكات و ندعم المعارضة بكل أطيافها  في حين أن أبنائنا في اليمن و اثيوبيا و السعودية و السودان يحرومون من الدراسة مع ان كل حزب من أحزاب المعارضة الارترية يجد العشرات من  المنحة فيعلومون أبنائهم و الباقي يقومون ببيعها بحجة زيادة دخل الحزب و أبنائنا يأنون من الجهل و بل أسر الشهداء لا تجد سوى الله يذكركهم و من ثم الخيرين من أهل البلاد الذين نزحوا اليها فأين ما قدمته الاحزاب السياسية لأبنائنا (علما ان حزب البحر الاحمر أسس في نهاية التسعينات ) و أستثني من هذه المسيرة الطويلة التي امتد لأكثر من اربعين سنة من النسيان و التناسي تلك الايام الطيبات في اليمن التي أحسن فيها الحزب الاسلامي قبل الانشقاق التي أستمرت السنة او سنتين و ان مرت ببعض المراحل الصعبة لكن كانت افضل من لا شيء .

فأني أوجه الخطاب الى جميع الحركات السياسية في الخارج و افتحوا سجلاتكم بحثا عن ما قدمتموه للعفر قبل ان تقول هذا وطني و هذا غير وطني و اذكركم بالوضع السوداني و كيف ان الحركة السياسية العسكرية في الجنوب في بدايتها نادت بالامور مثل عدم التهميش و التطوير و الى اخره و من ثم تطورت  مع إهمال و تناسي حكومة المركز لهم ( استثني حكومة الإنقاذ التي جاءت بعد ان وقع الفأس في الرأس) حتى اصبح الانفصال جليا لكل المتابعين .

أنا لا  أدعو الى إنفصال العفر عن ارتريا بل انا من المنادي بالوحدة و الوقوف صفا من أجل إرتريا لكل مواطن و من هنا أدعوا إلى إحتواء العفر لا معاداتهم أدعوا الى توجيه النشاط السياسي و الخيري و الاجتماعي الى العفر في الخارج و سترون الفرق فالعفر ميال الى المحبة و الإخاء و الوطنية

و لكن لا يمكن ان تطعن شخصا و تمنعه من الصراخ .

أبو أحمد كرانوا

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10013

نشرت بواسطة في ديسمبر 16 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010