“دهاي”…وجمهور العروبيه
كان منتدى “دهاي” الإليكتروني من المواقع الإريتريه المبكرة التي وجدت لها فضاءاً فسيحاً في الشبكة العالميه للمعلومات (الإنترنت) ليصبح موقعاً مؤازراً مؤازرةً قوية للسلطوية والدكتاتورية في إريتريا منذ يومه الأول، ومن المرجح أن ذلك الموقع في شبكة الأنترنت كان صوتاً ً تديره السلطة الإريترية المستبدّه من وراء الستار وتتخذه مركزاً من مراكز الحشد والتعبئه وجمع المعلومات. وبالرغم من ذلك فإن الأمانة تقتضى ذكر أن ذلك الموقع، الناطق بالإنجليزيه، كان يمنح الفرص للكتابة وإبداء الرأي والردود على تلك الكتابات و الأراء لكافة المشتركين، وكان من المعتاد أن ترى المئات من الكتابات والآراء المنشورة في الأسبوع الواحد، إلاّ أن أغلب وأعمّ تلك الكتابات كانت تعبّر عن تعاطف واضح مع طبيعة الأهداف والإتجاهات الإستبدادية للسلطة، ولم يكن ذلك لَيَمْنع من ظهور بعض الأصوات المعارضه لهذه السلطويه، فكانت هناك كتابات رصينة تقف بجدارة أمام ذللك السيل من التزييف و محاولات تزيين الدكتاتورية وتكريس التمييز من خلال الإيماءات المكشوفة والمستتره والتي تشير بوضوح لوهم التفوق الطائفي المزعوم لمسيحيي المرتفعات، ومن هذه الأقلام الممتازه قلم الكاتب والصحقي الألمعي صالح قاضي(جوهر) والكاتب القدير لأستاذ صالح يونس- موقع عواتي دوت كوم حاليا- والأستاذ اسماعيل عمر صاحب اللغه الراقيه والقلم الثابت في حريته ،كما وأنه لا يمكن نسيان صوت الشاعرة “فرويني جبريتساديق” -وهي شقيقة المناضل “تخلي برهان جبريتساديق” أحد قيادي جبهة تحرير إريتريا والذي اختُطف من مدينه كسلا السودانية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين ولا يزال مصيره مجهولاً – وأشعارها الفصيحة المعبرة والمكتوبه بانجليزية فصيحة،كما وأن كاتب هذه السطور يفخر بأنه كان على رأس قائمة الأصوات المعارضة من حيث الحماس و علو الصوت مع وعيه الإلتزام بموقعه في ذيل نفس القائمة من حيث القدرة على التعبير والفصاحة. وفي ذلك الوقت كانت هذه الأصوات المعارضة القليله هدفاً للتشهير والإبتزاز من قبل الأغلبية المواليه للدكتاتوريه فكان المعارضون يُتـَّهمون بالوقوف في وجه تقدّم الدولة الوليده وبالعمل للتربح والكسب الشخصي، وكان كل هذا يتم بطريقة فجّه لا محل للكياسة فيها ولا للخلُق ولم يكن ليجيد تلك الأساليب إلا عتاة متمرسيي التعصب من بلطجية وأجلاف النظم الشموليه. ولما كان التعصب دين واحد متعدد المذاهب، فإنه كان لا بد أن يعبر عن نفسه هذه المرة أيضاًوفي موقع “فرّجت ” ( الذي أحسبه مختلفاً عن “دهاي” شكلاً وموضوعاً)، وبأسلوب لا يختلف كثيراً عن أسلوب “دهاي” الذي أكل عليه الدهر وشرب، فحاول الأستاذ “محمد علي حامد” في معرض تعليقه على مقالي” إريتريا ليست هامشاً لأحد” إبتزازي بنفس أسلوب بلطجية وصبيان “دهاي” وركب حصان خياله الأعرج، ليزعم ويصور أنه ربما كان لي: ” أخٌ أو قريبٌ عالق في معتقلات الكيان الصهيوني ، من الشباب البائس الذي انتهي به المطاف هناك بعد صراعٍ مرير ضد عصابات الرشايدة وبدوْ سَيناء ، فيريد أن يبيِّض وجه هذا الكيان القبيح بتنزلفه وتملقه”. أي أن الأستاذ يتهمني بالتزلّف والتملّق بقصد التربح والكسب الشخصي وهي تهمة من نفس جنس التهم التى حاول بها كثير من المفلسين “فكرياً” من صبيان الديكتاتوريه إلصافها بمعارضيم دون نجاح كما هي الحال هنا مع “قرينهم” العروبي ” محمد على حامد”. وكنت أتمنى لو أن الأستاذ صاحب الخيال الجامح لجأ للنقد الهادف والنقض العلمي إن كان له باع أو ذراع في هذا أو ذاك بدلاً من اللجوء للإيماءات الطائفيه العنصريه المكشوفه واختراع القصص الساذجه بغرض التشهير بصاحب رأي لا لسبب إلا لأنه مختلف معه ولا يدين بنفس رأيه.
وأما الأستاذ “إريتري” فقد علّق أيضاً على نفس المقال المذكور أعلاه واتهم في تعليقه كاتب المقال بأنه وضع في فم الروائي ” أبوبكر كهال” ما لم يقله، لذا فإن كاتب المقال يحيله لموقع إريتري هنا حيث ينقل ذلك الموقع (أدوليس) ما قاله كاتب المقال عن الروائي بالضبط، وهذا درس للأستاذ “إريتري ” في ضرورة اليقظة والإنتباه فيتعلم الإمساك عن التعليق فيما لم يبحث عن جذوره حتى لا يقال عنه :”إنه يهرف بما لا يعرف”. أما ما أبداه من ثورة وغيرة على حرية كاتب الروايه وما تخيله عن جَرحي لتلك الحريه فالأستاذ “إريتري ” يحارب هنا طواحين الهواء بسيف خشبي ربما كان من بقايا حطام سيف “دون كيشوت” ليبدو بعد ذلك وكأنه لم يقرأ ما كتبته كاملا! ومن المحتمل أن تكون السطور التاليه التي أسوقها له من صلب مقالي، مستشهداً، قد أفلتت من بصيرته وفرّت عند قرائته لها، ولَعَلِّي بإيرادها مقتطفة تردّ له البصيرة… والبصر إن لزم:
“وما أقوله هنا لا يتناول الكاتب الروائي شخصاً ولا كتابته معنىً، بل وأزيد على ذلك إقراري بأني أفهم تماماً مسألة حرية ما يفعله المبدع بموضوع إبداعه وأومن بأنه الوحيد المخوّل له بالسماح لمن يريد استغلال إنجازه أو منعه، وحريته في ذلك ليست محلّ جدال هنا. وفي الحقيقه فإن موضوع هذا المقال لا يخاطب الأستاذ مطلقاً، وكل ما فيه إنما هو موجّه لصاحب صياغة ذلك الخبر الذي يجعل قارئه يحسب أن الروائي إنما فعل ذلك من أجل إريتريا أو مشاركة إريتريه رمزيه في مقاطعة العرب لإسرائيل (والتي لا يقاطعونها في الحقيقه!). وأما عن مبادئ الخير والحق والإنسانيه التي يقول الأستاذ “إريتري” أن المثقف بصفته ضمير الأمه لا يتخلّى عنها في سبيل برجماتيكية السياسه فإنني أسئله: أي خير يقصد؟ خير العرب أم خير اسرائيل، خير الفاشيه أم خير الديمقراطية خير الشيوعية أم خير الرأسماليه، إن كلا جانبي أي قضية يزعم أن الخير هو خيره هو وليس الخير كما يراه غيره، وربما كان الخير الذي يقصده الأستاذ ويوصي بالتمسك به هو الخير المطلق، ذلك الخير المتحرر من قيود الزمان والمكان، والذي لا يمكن بلوغه أو الإمساك به لأنه وهم من الأوهام ولايتسق مع تعدّد المقاصد والعوالم.
ووجود قيم الحق والإنسانيه التي يوصي الأستاذ التمسك بهما يجريان على نفس منوال النسبيه الذي يجري عليها مبدأ الخير بل وكل مبدأ. وأخيراً ليعلم الأستاذ أن برجماتيكية السياسه التى يدعوا إلى التضحية بها في سبيل مثالياته هي التي كانت تحكم وتتحكم في العالم وسياساته بالأمس و تحكم وتتحكم فيه اليوم وسوف تفعل ذلك غداً وبعد غد وإلى أبد الآبدين!
أما الأستاذ إدريس عبي، الذي يشير بطرف خفي لفجور عند المخاصمة مزعوم في حق كاتب هذه السطور، فقد رأى في تعليقه على نفس المقال(إرتريا ليست هامشا لأحد” الذي حَكَمَ عليه بالعاطفية حين قال: ” هو رد فعل غاضب لما اقترفته قيادات فلسطينيه يساريه ذات ولاء ايديولوجي معروف انحازت فيه لقيادات إيثيوبيه من ذات التوجه والمشرب”. ويبدو لي هنا أن الأستاذ عبي اختار التبرير الإعتذاري على مواجهة الحقيقة المُــرة برفضه أن الفلسطينين قد اتخذوا موقفاً يتسم بالواقعيه حَسِبوه في حينه أنه خدمة أفضل لأهدافهم ولقضيتهم فاختاروا كسب حسن نوايا إثيوبيا القوية وما يصحب ذلك من مميزات سياسيه تفوق ما قد يجنونه من وقوفهم في صف الحليف الضعيف إريتريا، علماً بأن الحليف الضعيف عادة ما يشكل عبئاً على حليفه الأقوى. ومن المعروف في عالم السياسه أن من يتخذ حليفاً ضعيفاً لا يفعل ذلك إلاّ اضطراراً واستسلاماً لحالة انعدام الحليف الأكثر كفاءة ً كبديل. وأما ظن الأستاذ بأن نحراف البوصلة الفلسطينيه، وتخليها عن الحليف الإريتري في ثمانينيات القرن الماضي، لم يكن إلا خياراً حزبيأ لفئة فلسطينيه هي فئة اليسار، فإنه ظن باطل لأن الحقيقة هي أن هذا الخيار كان خياراً وطنياً أجمعت عليه كل الفئات الفلسطينيه التي كانت تنضوي تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينيه والتي كانت بدورها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في ذلك الوقت وحتى الآن، وهي المنظمه الجامعة لكل الفلسطينيين، وهي أيضاً من فاوض نظام العقيد منجستو هيلي ماريام وساومته على موقف الفلسطينيين من إريتريا في تمانينيات القرن الماضي. هل يمكن للأستاذ “عبي” أن يذكر لنا منظمة فللسطينيه أخرى تمثل كل ألوان الطيف الفلسطيني هذه غير منظمة التحرير الفلسطينيه؟ وهل أبدت هذه المنظمة، إن وُجدت، معارضتها لتوجهات منظمة التحرير الفلسطينيه في ذلك الوقت أو في أي وقت؟ وهل هناك ولو شخصية فلسطينيه واحدة ذات وزن، عارضت ذلك التوجه في يوم من الأيام؟
إن الدعوة للتوقف عن ربط مصير قضايا إريتريا بالقضايا العربيه والفلسطينيه لا يعني التصريح بأن القضيه الفلسطينيه ليست عادلة أو أن قضية الدولة اليهودية في فلسطين قضية عادلة، لا، فهذا لانقرّره نحن أو الفلسطينيين بل وحتى العرب أجمعين لأن هذه الأطراف مجتمعة أضعف كثيراً من ذلك دون أدنى شك. إن الدعوة إلى فض الإرتباط بين إريتريا والدعوة العروبيه يقصد بها إبطال حزم قضية العدل والمساواة الإيرتريه (الأسهل نسبيا) مع القضايا الصعبه والمعقده (مثل القضية الفلسطينيه) التي استعصت على الحل لعشرات السنين والتي لا يبدو أن ثمة أمل للوصول لأي حلّ لها في المستقبل المنظور بل إن موازين القوى ومنطق السياسه الدولية يشيران أن المستقبل يحمل المزيد من التعقيد لهذه القضايا بما يجعل منها مفارقات ومشاكل مزمنه لا حلّ يرجى لها أبداً، فهل يستحق وطننا أن نزجّ به ضمن هذه الحزمة المستحيله و نقذف به إلى مثل هذه الطاحونة التي لن تُبْقي ولن تذر ؟ هل من العقل والحكمة أن نزجّ بأولئك الذين نزعم بأن، دعوة العروبيه تقوم بيننا من أجلهم في موقف الخسران المؤكّد وفي سبيل دعوة متهافته؟ إن كاتب هذه السطور ليثق في أنه لو عاد الزمن القهقرى لثمانينيات القرن العشرين وأصبح من الضروه مرة أخرى ليختار الفلسطينيون بين البدائل، لاختاروا أنفسهم دون الإريتريين كما فعلوا في الزمن الغابر، فهل نحن أقل حباً لأنفسنا مما يحب الفلسطينيون والعرب أنفسهم؟إن الطرف الآخر المنافس، قد حسم خياراته منذ وقت طويل و قرّر الوقوف إلى جانب نفسه وهو يجني الآن ثمار خياراته الصائبه فهل نحن أقل حباً لأنفسنا من نصفنا الآخر، شريك المواطنة ؟.
أما مسألة استحضار الوصايا الدينية لتدعيم الموقف السياسي العروبي كما فعل الأستاذ”عبي” حين أفتى “بوقفية أرض فلسطين لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها”، فهي مسألة لا نريد أن نخوض فيها أو نخضع منطقها للإختبار بل إن مجرد افتراض صحة هذا الإفتاء يلزمنا بقبول المتناضات وهو مثلا لا يعنى شيئا بالنسبة لنصف إريتريا…(نعنى الجزء الغير مسلم في إريتريا)، إلاّ إذا كان أن الأستاذ “عبي” يقترح إرغام وتطويع المكوِّن الغير إسلامي ليصبح خاضعاً للمكوِّن الإسلامي أي أن الأمر أمر صريح و دعوة بالإحتراب بين مكوِّنات الشعب الإريتري ودخولها في صراعات دينييه في معادلة صفرية واضحة.
وبالرّغم من مزاعم الأستاذ “عبى ” في نقده للمقال “إ ريتريا ليست هامشاً لأحد!” واتهامه كاتب هذه السطور بالتهجم على اللغة العربية والنيل من مكانتها في التكوين الإرتري، فإن كاتب المقال ينفي هذه التهمة بل ويريد أن يسجّل رؤيته هنا ويصرّح بأن للغة العربيه دور محوري وأساس تكويني وجودي لفكرة الدوله في إريتريا، بل إن اللغة العربية شرط ضروري لإقامة دولة المواطنة بالقانون وضمانة للديمقراطية في إريتريا المستقبل. وربما بدا هذا وكأن الكاتب والأستاذ يتفقان في فهمهما لضرورة وجود اللغة العربية في صلب فكرة الدوله في إريتريا، وهذا صحيح لأن وجه الإختلاف بين كاتب هذه السطور والأستاذ “عبي” ليس في ضرورتها بل في الأسس التي تقوم عليها هذه الضرورة، فبينما نرى الأستاذ “عبى” يرفع عقائده السياسية إلى السماء في نهاية الأمر كما فعل حين أحال بحثنا عن جذور القربى مع الفلسطينين إلى تقليد يقول بوقفية فلسطين للمسلمين!! فإن كاتب هذه السطور لا يعتقد بوجود وشائج قربى بين الفلسطينيون والإريتريين وأن قضايا إريتريا منفصلة عن قضية فلسطين و قضيه العروبه وأن الأريتريين لا شأن لهم بالصراع القائم بين إسرائيل وأعدائها من العرب وغير العرب. ومن ناحية أخرى فإن كاتب هذه السطور يؤكد اعتقاده بالأهمية القصوى للغه الإريتريا في البناء الإريترى بحيث أن غيابها يؤدّي لانهيار البناء من أساسه. ولكن ايماني واعتقادي بهذا لا يبرره سند سماوي أو سند ديني بل إن كل دوافع إيماني دوافع أرضيه عملية غليظه. فكما هو معروف فإن إريتريا بالشكل الذي تركتها إيطاليا تتكون نصفهامن المرتفعات بتركيبتها السكانية المتجانسة و التي تتكون في غالبيتها من المسيحيين الناطقين بالتجرينيه، وبقية إريتريا بما فيها المنخفضات والتي تعمرها مختلف الأعراق، مجموعات بشريه تعتبر أقليات عرقية تدين بالإسلام إن أُخذت معزوله عن غيرها منفصله، وكل واحدة منها على حدة. إن وضعاً كهذا هو ما ينتج تسلط الأغلبية وهيمنتها على مقدرات الأقليات التي لولا تشرذمها لكانت في تجمعها قوة تكافيء القوة الأخرى وتوازنها وتحد من غلوائها وتمنع وتحد أيضا تغولها، كانت هذه إذن هي الظروف التي أحاطت بإرتريا في أربعينيا القرن العشرين والتي استدعت إدخال اللغة العربيه التي ستكون لبنة تماسك القبائل المنفرطة وأداة توحدها في مواجهة الأقلية الكبرى الناطقة بالتجرينيه. وهكذا فإن مبرّرات العروبيون تنهار أمام هذا الواقع الذي لا يمكن ضحده، فلا تاريخ عروبي في إريتريا وأن اختيار العربيه وإدخالها في الفضاء الإريتري لم يحدث لاعتبارات تاريخيه أو أيديولوجية. لقد دخلت العربية كأداة حفظ للتوازن بين قبائل متفرقه ومعزولة عن بعضها من جانب وأقلية كبري متوحدة العقيده والثقافة من جانب آخر. هذا هو التاريخ الطبيعي للغة العربية في إريتريا….دون رتوش ودون مثاليات عروبيه مستعارة. ولكن وإن انتهي الحديث إلى هنا اليوم فإنه لم ينتهي بعد ولن ينتهي، فالموضوع بحر في وسعه لأن موضوع اللغة في إريتريا أسيئ فهمه واستخدامه وتعاون الكل في سبيل تهميش اللغة العربية ومن ثم تهميش عامل الأمان والتوازن من الحالة الإريتريه. وربما كان لنا حديث في هذا الموضوع في المستقبل.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35475
( ما استأسد الحمل إلاّ حينما استونق الجمل )
( بصطاي برهان ) أراك جئت ببضاعة بايرة حاول أبواق السيسي تسويقها قبلك دون جدوي أمثال ( توفيق عُكاشة ، و عمرو دياب ) ، وانتحلتَ شخصياتهم الباهتة لتمرير تلك الأفكار الهدامة التي ما فتئت تحاول أن تفرض نفسها علي الواقع المُعاش ، لكن هيهات ، أن تنجح هذه المحاولات اليائسة .
إذا كنتُ أنا ( عروبياً ) سوف تكون أنت بكلِّ تأكيد ( شعوبياً ) ، لانها هي الصفة المناقضة لصفة العروبي ، ولك بعد أن تحتكم ألي تاريخ الأمة الاسلامية المديد أيهما هو المذمة وأيهما هو المدح ، هذا إذا كنت تفقه شيئا
مما تعني هذه المصطلحات ، أما بما يخص ( حصان خيالي الأعرج ) كما يحلو لك أن تصفه فهو لا زال في الاتجاه الصحيح ولم يفقد بوصلته ولله الحمد ، عكس حمار خيالك الأعمي الذي يخوض ضد تيار الأمة العام ،
ومن عجائب الأمور أن أكون عروبياً وأن تكون أفكار ( سلفي ناصطنّت )، مطابقة لافكاري ! ( لأتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ) ،إذا كان الامر تقول في ما كنت تحاجج وتنافي عن معتقداتك ؟ اللهم إلاّ إذا كنت تحاججهم في آسعار الطماطة وصفاصف الأمور لان ( علي قدر أهل العزم تأتي العزائم ) وقلت تتشرف أن تكون عالقا في الذيل ، لستُ أدري إن كان ذلك ذيل حصاني أم ذيل حمارك الاجرب ! وبكل اطمئنان تقول أن اللغة العربية جيئ بها لتجمع أقلية الفسيفساء المسلمة في أربعينيات القرن الماضي ! ألم تكن هذه طبق الأصل لادعاءات أحباش ارتريا ؟ فيما اختلافك معهم ؟
– المشاركة بالكتابة في بدايات إنتشار الشبكة العنكبوتية لا يعني إمتلاك الحقيقة والرشد والحكمة
– إرتريا وبحرها بالطول والعرض داخل الصراع العربي الاسرائيلي ونتج عن ذلك تسليم إرتريا إلى هيلي سلاسي ثم بعد ذلك إلى إسياس وفي كلا الحالتين المسلم الارتري ليس له مكان في إرتريا وفق حسابات الصراع القائم في المنطقة ومن لا يعرف ذلك عليه أن لا يفتي في السياسة
– اللغة العربية لم تدخل إلى إرتريا عندما أرادت (كما يصفها كاتب المقال بالأقليات) أن تتوحد ولكن اللغة العربية كانت موجودة أصلا قبل إنضلاع الصراع بين الكتلتين المسيحية والاسلامية — وأود أن أذكر كاتب ا لمقال بأن إرتريا كانت لقرون عديدة ضمن حكم الخلافة وإذا لم تعرف ذلك عليك أن تقرأ التأريخ قبل أن تفتي على هواك