دوامة الصراع

بقلم/ كمال شاكر

الناظر الى حال البلاد اليوم يجدها تغلى كغليان الماء فى النار, وتثور كثوران البركان الهادر، موجة صراع لاتنتهى فى بلاد خرجت من حروب طاحنة نالت بها استقلالها ليعيش الشعب فى عزة و كبرياء,ذلك البركان الهادر ثار من جديد ليس ثوراناً طبيعياً بل بفعل فاعل حتى اصيبت البلاد بمرض عضال يصعب إجتثاثه من جزوره التى ضربت شمالاً فى الأمواج الفضية ولألئه الجميلة وجنوباً هلك الحرث والنسل وشرقاً ضاقت به اكثر مماهو فى الخريطة السياسية للبلاد وغرباً جفف منابع ووديان بركة والقاش .

اليل طال ربما يطول اكثر ان لم نتدارك ماتبقى من هذا الحرث والنسل الذى هتك به المرض العضال ؛ نعطيه الداوء الناجع. قديكون النظام شارك بنصيب الأسد فى شل وتعطيل الحياة فى البلاد لكن هل يتحمل النظام وحده هذا المرض ام يشاركه اخرون ؟ الشعب والمعارضة بطريقة ما؟  فلنأتي لكل على حدا :

اولا: النظام

ادخل النظام البلاد فى نفق مظلم بتقطرسه وتعنده وغياب الرؤى الواضحة لكثير من برامجه وتغيب دولة المؤسسات وجعل اقلية تتحكم بمفاصل الدولة .

كان الشعب يعلق امال بعد التحريرعلى الحكم الراشد الذى فقدوه ابان الفترة الاستعمارية, راحت امالهم سدى وذهبت فى مهب الرياح لقد جعل النظام من البلاد سجن  كبير لطير مهيد الجناح ، ونكل بهم مافاق حقب الاستعمار التى تعاقبت على البلاد، ولقد شكلت ذلك فى محورين رئيسين للسياسات النظام

أ/ السياسية الداخلية :

*تعطيل الدستور والبرلمان للبلاد .

*قمع الشعب واذلاله .

*مصادرة الممتلكات والاموال .

*انتهاك الحريات العامه.

*نصف المعتقدات الدينية .

*تجهيل الشعب (وذلك بسياسة التعليم بلغة الأم).

مماجعل الشعب عبيدا له يحركهم كيف يشاء ومتى اراد

ب/السياسات الخارجية :

                                    *الدخول فى صراع مع دول الجوار .

*عدم توفق النظام بجعل العلاقة مع دولة اثيوبيا علاقت مصالح وتبادل تجاري مماهية عليه الان علاقة حرب وعداوة دائمة .

*ضعف دبلوماسية النظام بسبب احادية الراى والتمثيل .

كل من السياسات الداخلية والخارجية للنظام جعلت من الشعب الارض وقود حرب وصراع دائم انكوى منها الانسان الارتري .

 

ثانيا:الشعب

بطريقة اوباخرى قد شارك الشعب الارتري فى الصراع الذي ادخل البلاد وانتهى باطالة عمر النظام ، لابتسكين متحرك ولاتحريك ساكن مماجعل النظام يتمادى فى سياساتة ،حكم على الشعب بالحديد والنار فالضقت عندهم لايولد الانفجار وهناك اسباب جوهرية جعلت منه يشارك فى اطالة الصراع

*الزوبان فى دول الجوار مما حفظ النظام على سياساته

*الهرب الجماعى والفردى من البلاد

*عدم اللجؤ الى اساليب الاحتجاج السلمى فى وجه النظام ولو ادى ذلك زج الشعب فى السجون

 

ثالثا:المعارضة

لها نصيب وان قل من نصيب النظام فى هذا الصراع الذى ادخل البلاد فى ظلمات البحر وجعلوا منها اللؤلؤه التى فى بقاع البحر الارترى النور، بتخاذل وتقاعس مرة وعدم معرفة ادارة الصراع مرة اخرى .

المعارضة اخفقت فى كثير من الجوانب لانهاء الصراع الذى طال امده واكل الاخضر واليابس وهلك الحرث والنسل

*تشرذم المعارضة الى اكثر من عشرين ونيف حزب وحركة معارضة

*قيام كثيرمن هذه المعارضات على اسس قبليه ومصالح ذاتية

*عدم الاستفادة الحقيقية من وسائل الاعلام التى اتيحت لهم مؤخرا

*عدم جعل الخيار العسكرى خيارا استراتيجيا مما جعل النظام لايعترف بمعارضة اصلا….    

      

بقلم/ كمال شاكر
16/3/2010

Kamalkimo55@ymail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=2556

نشرت بواسطة في مارس 17 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010