دور الوالدين حول تنشأة جيل صالح
بسم الله الرحمن الرحيم
بدعوى كريمة من { الرابطة الإسلامية الأرترية في لندن } ألقيت محاضرة في مسجد ( النجاشي ) التابع للجالية الأرترية في لندن ، وكان موضوع المحاضرة [ دور الوالدين حول تنشأة جيل صالح ]، وقد ساور الأخوة شكوكا قوية في إمكانية حضوري للقاء ، وقد كان التوقع من جانبي أيضا صعوبة حضور الأخوة والأخوات للندوة ، وذلك نسبة لتساقط الثلوج التي شلَت حركة المواصلاة في بريطانيا بأجمعها ، ولكن بحمد الله تعالى يسَر رحلتي ، وقد كان حضور الأعداد المقدرة من الأخوة والأخوات من المبشرات الطيبة التي استشعرتُها ، وهو دليل كذلك على جدِية الشعب الأرتري ، والمعروف بصلابته وتحديه للصعاب ، والتعايش مع الظروف القاسية .
أهم وظيفة في الحياة:
من المشكلات التي نعانيها اليوم ، عدم إدراك الوالدين لمهمتها الأساسية وهي: إخراج جيل صالح يخدم الإنسانية ، ويُسعِدُ الدنيا ، ويعملُ لأخرتهِ أكبر من عمله لدنياه.
موظفان يتحكمان في مصير الإنسانية :
الوالدان اللذان لم يدركا أهميتهما في الحياة ،على الأقل ينبغي أن يقوما بمهمة الموظف الذي يحرص على دوامه ، ويحاسب على أدائه أمام مدرائه ، ولكن لو كان الإنسان موظف أمام مدير من المدراء ربما لنجا منه بالمداراة أو بالإعتذار ، لكن أن تكون مسؤول أمام الله عز وجل فهذا أمر يفزع القلوب ، ويقرع الألباب ، ويحفز الوسنان ، وقد قال المصطفي عليه الصلاة والسلام: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) فكل إنسان مسؤول عما إسترعاه الله أحفظه أم ضيعه ؟ فهل يتوقع عاقل صلاح الدنيا مع فساد البشر الذين يدبون على ظهرها ؟ وقد قال الله تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون) ، نعم هذه سنة الله في خلقه إذا تحقق الصلاح تحقق الفلاح ، وإذا انعدم الصلاح شاع الشقاء مهما بلغ العمل والإجتهاد أقصى مداه.
إذن من خلال إدراك المهمة الكبرى؛ على الوالدين الإنطلاق ، وحمل شعلة الإنقاذ لإضاءة ليل البشرية المعتم بنورالإسلام ، وإسعاد الإنسانية المعذبة بمنهج القرآن .
الحصاد المُر:
ما هو نصيب امة محمد – صلى الله عليه وسلم – اليوم في ميدان الأخلاق والإنتاج ؟
زرت العالم الإسلامي بعد مرور سبع سنين عجاف قضيتها في اروبا ، وقد أطلقت أشرعتي نحو الشرق ، وارنبة أنفي تشم عبق التاريخ ، وعنقي تتطلع للمجد التليد ، وقلبي قد غرق تماما في أشواق الحب لبلاد الإسلام . ولكن إعترتني الدهشة من أول ما حطت الطائرة أجنحتها في أرض المطار !!!!!!
– بدءَ كلُ واحد من الناس يريد أن يحزم حقائبه والخروج السريع قبل غيره من غير مراعاة من هو أمامه ، ومن غير النظر في أحوال الكبار والصغار .
– وعند الوصول الى صالة الإستقبال كأن الناس يعشقون النكد ، وتعكير حياتهم ، وتضييع أوقاتهم ، فقد قال لي إبني : لماذا لا يقف الناس على الصف ؟ ولم استطع الإفادة حيث أنني حرت جوابا .
– وإذا تجاوزت خنادق الضباط المكفهرة وجوههم وجدت جيشا جرار كل واحد منهم يطلب منك – بل ينزع منك حقائبك- ويوصلها الى صاحب سيارة أجرة ، يكفيك حالها أن تكتب قصيدة رثاء للمشرق الذي خفت نوره في ميدان الأخلاق ، هكذا يرى كل قادم من بلاد الله الأخرى ، تذبح الفضيلة ، وتضيع القيم بأيدي أبنائها ، فالرشوة إسمها حلاوة ، والواسطة تمثل قمة التآخي ، والمحسوبية تعتبر صلة الأرحام ، والفش يعتبر ذكاء ،والتحدث بلغة الأجانب قمة الثقافة …… الخ.
، من الذى ربى هذه الجيوش التي تحمل معاول الهدم لمجتمعاتها؟ فإن قلت فسدوا لفساد الحاكم ، فالحاكم أيضا تربى في حجر بيت مسلم تتردد في جنباته الشهادة ، وتتلى في أرآئكه آيات القرآن ، وتتدارس في مجالسه سنة الحبيب المختار.
البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه :
الأبناء ُ بذرة ، والوالدين تربة ، ووجود التربة المنبتة وحده ليس كافيا لجني الحصاد ، ولكن على الحارث أن يتعهد حرثه بالسقاية ، وإزالة كل الحشائش الضارة من حوله ، وأن يحافظ عليه من الجوائح التي يمكن أن تجتاحه، يا ترى هل إنجاب الأبناء وتركهم فريسة لأصدقاء السوء ، ومنابت الفساد ، وتسليمهم لمحاضن تعليمية أو تربوية – تغرس في قلوبهم الخرافات والأباطيل والوهن – هل هذا الإنجاب يمكن تمييزه عن إنجاب أي حيوان عجماوي آخر !! وحتى لا نظلم البهائم فهي لا تهمل فلذات أكبادها ، بل تقوم برعايتهم والإهتمام بهم والدفاع عنهم بكل طاقاتها وإمكانياتها ، فهل نكون نحن أقل إهتماما بأبنائنا من البهائم السائمة ؟.
الإبن ليس كرة قدم تتقاذفها الأقدام :
من أغرب الأشياء أن كلا من الوالدين يرمي مهمة تربية إبنه على الآخر !!! فتجد الأب يكاد يلامس بجمجمته الثريا لأنه يكدح من أجل كسب الدراهم ، والأم تتبختر كالأميرة المعشوقة من شعبها لأنها تستطيع إشباع بطونهم ، وكل واحد يتفاخر بإنجازه ، ويرمي تربية الإبن على شريكه ، ويظل الولد يدور بينهما ، فهذا يعطيه مالا وتلك تعطيه طعاما ، وتمر الأيام وتنقضي الليالي ، وإذا ضوء القمر يبرق في شاربيه ، ويخرج من البيت يحمل المعول يقتات لبطنه ، وينسى حق والديه ، وقد يكون نسي حق المنعم المتفضل جل جلاله ، وإذا بصراخ الوالدين يعلوا بالشكوى ، وتصعد الزفرات الى رب الأرباب ، وتنهمر الدموع من حرقة العقوق ، إنه الحصاد المر ، والثمرة الفاسدة. وفي زمن العجائب تُلقحُ آذاننا يوميا بقصص لا تكاد تُصَدقْ !!! والدةٌ لم تجهِز ابدا ولدها للمدرسة يوما ، واب لم يرَ ولده حتى بلغ الحلم ( إنها دنيا الخادمات والسهر في التلفاز و ……الخ ) ، بينما كل شعوب الأرض ، وليست الشعوب ، بكل كل رؤساء الأرض وملوكها ، وقادتها وأثرياءها يهتمون بأبنائهم ، ويحيطونهم بالحب والحنان ، ويعلمونهم كل القيم التي يؤمنون بها .
هناك أدوار للأب لا تستطع الأم القيام بها ، وأدوار للأم لا يستطع الأب القيام بها ، فعلى كل واحد منهما القيام بواجبه .
صلاح الولد من صلاح الوالدين :
على الوالدين إصلاح نفسيهما قبل إصلاح ذريتهما ، لأنَ فاقد الشيئ لا يعطيه ، ومن كان عاجزا عن إصلاح نفسه فهو عن إصلاح غيره أعجز ، فالصلاح هو عبارة عن قيم، وسلوك عملية، يراها الطفل فيتمثل بها، ويقلدها حتى تنطبع وترسخ في نفسه، ويكون الكلام والتوجيه مجرد تأكيد للثبات وعدم الإبتعاد عن تلك القيم.
وكيف لا يكون الولد صالحا وقد أحاطت به هذه السحائب التي سوف نسردها ،وهي :
1- إعتبار الأبناء نعمة عظيمة من نعم الله تعالى ، ينبغي أن يقابلها الإنسان بالشكر والحمد للمنعم المتفضل ، وللواهب القادر المقتدر .
2- أعتبار الأبناء أمانة من أمانات الله الكبرى التي ينبغي أن يحافظ عليها الإنسان، ويرعاها عن كل ما يتلفها ويضيعها .
3- انظر للأهل الفساد من حولك ، كيف يتصيدون عقول الناشئة لإضلالهم فلا تنم غافلا ، ولأبنائك مضيعا ، ولغيرك منجبا .
4- الإكثار من الدعاء أن يوفقك الله للقيام بواجبك ، والنجاح في مهمتك .
5- معرفة ما يريده الله منك في شأن اسرتك ، والنظر في منهج الأنبياء في التربية ،وإستصحاب سيرة سلفنا الصالح ، والأخيار من أبناء هذه الأمة ، وأهم ما طلبه الله منا هو وجوب تعليم أبنائنا للعقيدة السليمة ، لأنها تلامس الفطرة السليمة فيعيش الطفل منسجم مع فطرته ، وهذا ما كان يفعله الأنبياء رضوان الله عليهم، حيث قال سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام : ( يَا بَنِيَّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) وكذلك يقول تعالى عن إبراهيم عليه السلام (ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ) وفي أول وصايا لقمان لأبنه تحذيره له من الشرك قال تعالى (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) و نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عباس رضي الله عنهما فيقول: ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله.
أم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين أسلمت وكان أنس صغيراً ، لم يفطم بعد ، فجعلت تلقن أنساً قل : لا إله إلا الله ، قل أشهد أن لا إله إلا الله ، ففعل ، فيقول لها أبوه : لا تفسدي على ابني فتقول : إني لا أفسده
يقول بن القيم:
( فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه, وتركه سدا فقد أساء غاية الإساءة, وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه, فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم,ولم ينفعوا آباءهم كباراً).
اقطعوا يدّ أمي:
عبارة كررها شاب أصدر عليه القاضي حكما بالسجن بعد ثبوت جريمة السرقة عليه، وقد حكى أنه عندما كان صغيرا سرق بيضة من الجيران ، فعندما أخبر أمه بذلك تهللت له وضحكت ، فرسخ في ذهنه من وقتها بان السرقة ليست حراما ولا عيبا .
نماذج من الآباء الصالحين :
والد عبد الله بن المبارك، كان يعمل بستاني ، ولما طلب منه صاحب البستان أن يحضر له ولضيوفه رمان حلو ، اذا به يقطف لهم رمان حامض ،
فقال صاحب البستان: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟!!
فقال له: أنت لم تأذن لي لأعرف الحلو من الحامض.. فقال: أنت من كذا وكذا سنة تحرس البستان وتقول هذا وظن أنه يخدعه، فسأل الجيران، فقالوا: ما أكل رمانة واحدة منذ عمل هنا، فقال له صاحب البستان: يا مبارك ليس عندي إلا ابنة واحدة فلمن أزوجها؟ قال المبارك: اليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، والعرب للحسب، والمسلمون يزوجون للتقوى ـ فمن أي الأصناف أنت؟ زوّج ابنتك للصنف الذي أنت منه،فقال: وهل يوجد أتقى منك، ثم زوّجه ابنته.
البخاري :
وهذا والد الإمام البخاري يقول عند موته “والله لا أعلم أني أدخلت على أهل بيتي يومًا درهمًا حرامًا أو درهمًا فيه شبه” فإذا ولده يصبحُ إمامُ الدنيا في الحديث .
محمد بن المنكدر يصف الطريق لولده:
ويقول لولده: والله يا بني إني لأزيد في صلاتي ابتغاء صلاحك. انظر كيف كان فقهه لوسائل الصلاح ،ونحن ندَخرٌ لأبنائنا كنوز الدنيا ، وهو يدَخرُ لهم ركيعات في جوف الليل .
الدعوة الصالحة تصل السابع من الولد : لقد كانت بداية عيسى عليه السلام قديمة لما كانت جدته – أم مريم امرأة عمران – تدعو الله سبحانه وتعالى لمن في بطنها ولذريته أن يقيهم الله – عز وجل من الشيطان الرجيم -، فلما حملت امرأة عمران توجهت إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء قائلة: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرّراَ فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ . فإذا بدعوة الأم تسري الى الأحفاد فكانت دعوة الجدة لحفيدها ساريةً من ذلك الجيل إلى الجيل الذي بعده، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مولودٌ إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها) ثم يقول أبو هريرة : [واقرءوا إن شئتم ( وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) لقد كانت تلك الدعوة الصالحة سياجا يحمي الأبناء والأحفاد من همزات الشياطين.
وكان أبوهما صالحا :
رجلان أتيا إلى قرية أهلها بخلاء لم يطعموهما ، وليست هذه القضية بل العبرة أن الله عزَ وجل أرسل نبيا من الأنبياء ورسولا من اولي العزم من الرسل ليصلحا جدارًا هجره اصحابه وهما “صبيان صغيران” يعيشان في مدينة أخرى، فيقيما الجدار ويصلحاه، وكلنا نعلم أن هذا الجدار كان فيه مال لأبناء أيتام ، وقد حفظ الله هذا المال ليس لصلاح الأبناء ، بل لصلاح الأب . كما قال الله تعالى:
(أَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً)75-82 الكهف.
كان أحد العلماء “أبو المعالي الجويني” ينسخ بالأجرة، ويتكسب وينفق على زوجته وابنه الرضيع, وكان قد أوصى زوجته ألاّ تمكّن أحدًا من إرضاعه، فدخل مرّة وقد أخذته إحدى الجارات فرضع قليلاً!! فما كان منه إلا أن أدخل إصبعه في فيه حتى جعله يقيئ جميع ما شربه وهو يقول: يسهل عليّ أن يموت ولا يفسد طبعه بشرب لبن غير أمه!! مصة أو شربة واحدة ولكنها قد تفسد صاحبها.
وكذلك فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما أُتي بتمر الصدقة فأخذ سبطه الحسن بن علي -رضي الله عنهما- تمرة منها وجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “كخ كخ ليطرحها ثم قال: أما شعرت أنّا لا نأكل الصدقة”!!رواة البخاري.
هذه أساسيات أو مصادر الصلاح ، أما الوسائل المساعدة في الصلاح فكثيرة ، ويمكن أن نجمل بعضها في النقاط التالية :
1- التعليم ، وخاصة العلوم الشرعية .
2- القدوة الحسنة .
3- تحميل المسئولية .
4- العدل بين الأبناء .
5- خلق جو اسري جذاب .
6- التشجيع الدائم ، وحثهم على الإزدياد من الخير دائما .
7- الرأفة بهم عند ارتكاب المخالفات، والتغاضي عن توافه الأخطاء .
8- اخذ أسئلتهم وإستفساراتهم بجدية وإحترام.
9- منحهم العاطفة والحنان .
10 – إعطائهم الأذن المصغية ، واللحظ النافذ .
هذه كانت أبرز النقاط التي دارت مع الأخوة ، نسأل الله أن ينفع بها قارئها .
محمد جمعة ابو الرشيد .
بريطانيا.
Mja741@hotmail.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10132
أحدث النعليقات