ذكرى إنطلاقة الثورة الارترية
بقلم : جعفر أسد
بعد عام من مرور اليوبيل الذهبي لإنطلاقة الثورة الارترية بقيادة جبهة التحرير الارترية ينبغي علينا أن نستحضر الماضى ونسعى لتمليك أجيالنا القادمة بعض الجوانب التأريخية عن نضالهم الوطني من منطلق إحساسنا بألمسؤولية الوطنية والأمانة ألتأريخية ، ولهذا نطرح ما لدينا من معلومات متواضعة عن بدايات تأسيس جبهة التحرير الارترية التي كانت خلاصة تجارب النضال الوطني الارتري ، إذ جاءات بعد مخاض طويل وبعد ما استنفذ الشعب الارتري كل الوسائل السلمية لإسترداد حقه في الحرية والإستقلال الوطني ، وبإنبثاق جبهة التحرير خرج النضال الوطني الإرتري من إطاره النظري الى الإطار العملي لأنها أي الجبهة رفعت شعار الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية طويل الأمد ضد النظام الاثيوبي وتطبيقه عملياً في أرض الواقع بعد أن اطلق القائد الشهيد الخالد حامد إدريس عواتي الطلقة الاولى من بندقيته (ابو عشرة) في منطقة ادال في الجزء الغربي من البلاد معلناً بذلك بدء الكفاح المسلح ضد الاحتلال الاثيوبي وذلك من خلال أول معركة وقعت مع قوات العدو الاثيوبي واستمر لهيبها لاكثر من ثلاثون عاماً وجاء اعلان الكفاح المسلح منسجماً مع تطلعات الشعب الارتري الذي كان يؤمن بان حقه لا يسترد إلا بالقوة وبهذا الفعل تجاوزت الجبهة اطروحات حركة تحرير إرتريا التي سبقتها في التأسيس والجوانب التنظيمية وكانت تطرح نظرية توعية الجماهير أولاً ثم القيام بإنقلاب عسكري من خلال قوات الشرطة بعد إستيعابهم في صفوف الحركة وكان هذا التفكير من الحركة نظري وعليه بادرة الجبهة بألجانب العملي فإستطاعت أن تسحب البساط من تحت ارجل الحركة فشلت دورها ونشاطها في الساحة الارترية .
وإنسجاماً مع ما ذكر اعلاه لتمليك الاجيال القادمة بعض ما لدينا من العلومات متواضعة حول تأسيس تنظيم جبهة التحرير الارترية في القاهرة وهدفنا من هذا تصحيح المعلومات لأن الكثيرين من الارتريين حفظوا تأريخ الجبهة منذ انطلاقة الثورة في الأول من سبتمبر عام 1961م وكأن الكفاح المسلح قام بمعزل عن تنظيم الجبهة الذي يعتبر قلبها النابض ومن المؤكد إن هذه الانطلاقة لا تستقيم إلا إذا عرفنا العناصر الذين قاموا بتأسيس جبهة التحرير الارترية في السابع من يوليو عام 1960م لانهم الطليعة التي بادرة بتأسيس تنظيم الجبهة وأخذوا على عاتقهم مسؤولية تنظيم وقيادة هذا العمل الوطني ، وتتكون تلك الطليعة من العناصر المدرجة اسماءهم ادناه :ـ
1ـ الشهيد إدريس محمد آدم مندر.
2ـ الشهيد إدريس عثمان قلايدوس.
3ـ الشهيد محمد صالح حمد.
4ـ الشهيد سعيد حسين.
5ـ الشهيد ابراهيم إدريس أحمد (إبراهيم بليناي)
6ـ الشهيد طه محمد نور.
7ـ سيد احمد محمد هاشم
8ـ آدم محمد علي أكتي.
9ـ محمد سعيد عمر أنططا.
10ـ سليمان محمد احمد.
فألمذكورين أعلاه هم النواة الاولى لتأسيس جبهة التحرير الارترية وبألتالي كانت تعتبر تلك العناصر هي القيادة الاولى في الجانب السياسي وقد اطلقت على نفسها في البداية اللجنة المركزية وكانت تمثل إطاراً إنتقالياً يعكس اساس السلطة للعناصر المؤسسة للجبهة وأخيراً استقر اسمها بالمجلس الأعلى للثورة الارترية في عام 1962م ، وبعد أن تم اللقاء بالشهيد عثمان صالح سبي في جدة واتفق معه ليكون احد اعضاء المجلس. الأعلى وايضاً الحق بالمجلس الأعلى عثمان إدريس خيار الذي كان يعش باليمن الجنوبي في عدن بإقتراح من عثمان سبي للاستفادة منه في موقع عمله في اليمن الجنوبي وقد توسع المجلس الأعلى في عام 1976م وذلك بعد إنضمام السيد تدلابايرو الى الجبهة وتم إختياره عضواً في المجلس الاعلى تقديرا لمكانته الاجتماعية.
العناصر العشرة المذكورة أعلاه كانوا يعتبروا القيادة الرأسية وكانت تحتهم قيادات تعرف بقيادات الظل تقوم بالعمل التنظيمي من خلال السعي لكسب عناصر جديدة للجبهة وادارت الخلايا التحتية وإصدار النشرات الاعلامية الخاصة بألجبهة مثل (نشرة الثورة الارتري) التي تطورت فيما بعد إلى (جريدة الثورة الارترية) تتكون تلك العناصر من :ـ
1ـ إدريس عثمان أحمد.
2ـ إبراهيم إدريس محمد آدم.
3ـ حامد صالح عمر تركي.
4ـ الأمين علي أسد .
5ـ محمد علي أفعروره.
6ـ رمضان محمد نور.
7ـ محمد علي عمرو.
8ـ جعفر علي أسد.
9ـ حسن عثمان قلايدوس.
10ـ محمد نور احمد عثمان.
وقبل أن اختتم هذا الموضوع لابد أن انوه إلى جانب مهم آلا وهو انني لا ادعي المعايشة الكاملة لمسيرة جبهة التحرير الارترية في كل مفاصلها ومناطق توجدها ولكن ما أطرحه هو معايشتي الشخصية لبدايات العمل في القاهرة وحتى في هذا الجانب لا إدعي بأنني اوفيت الموضوع ما يستحقه لاني اعتمدت على الذاكرة وفي كثير من الاحيان إن الذاكرة تخون صاحبها وعليه اطلب من كل الاخوة الذين يرون نقص او خطأ في هذا المقال أن يقوموه بالزيادة أو التصحيح وفي الوقت نفسه ارجو من جميع الاخوة الذيين عاشوا تجربة الجبهة في مناطق تواجدهم أن يملكوا الشعب الارتري تأريخ هذه الثورة لانها امانة على اعناق الجيل الذي عاش التجربة وحتماً إننا زائلون في يوم من الايام وحتى لا يزول التاريخ معنا علينا ان نملكه للاجيال القادمة ، وأنا شخصيا اكبر روح الاخوة الذين يكتبون تجربتهم في الثورة الارتري وباسلوبهم البسيط والمتواضع لاننا نفتقد في الساحة الى معلومات لا إلى أساليب السجع والكلمات المنمقة حتى يخرج المضوع متكامل المهم تكون المعلومات متوفرة حتى يتمكن المؤرخ من صياغة الموضوع بأسلوبه التأريخي .
واخيراً نتمنى من الله العلي القدير أن يوفقنا في طرح كل مالدينا من معلومات وما يمكننا به المولى سبحانه وتعالى من إستحضار المعلومات في المراحل القادمة .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25689
أحدث النعليقات