ذكريات مريرة في سجن عد ابيتو
بقلم : عادل علي
تقع عد ابيتو شمال العاصمة اسمرا على طريق اسمرا كرن كانت هذه البلدة في السابق قرية من القرى المجاورة للعاصمة اسمرا حيث كان أخر حد لاسمرا اتجاه الشمال مصنع الكوكاكولا ولكن بعض التحرير ومع الزحف العمراني أصبحت عد ابيتو حي من أحياء اسمرا، سميت بهذا الاسم نسبة للإيطالي “سَبَتُو” والذي كان يدير في هذه القرية مصنع الطوب الأحمر وكانت عد ابيتو مشهورة بجودة طوبها ومن عام 1999م وبعض الحملة الثانية من الحرب مع أثيوبيا لمع اسم عد ابيتو ولكن هذه المرة ليس كمصنع للطوب بال كمعتقل لشباب . فأصبحت مقصد الآباء والأمهات من جميع المدن والمناطق الإرترية ، اختيار عد ابيتو كمعتقل هو لقربها من مكتب وزارة الدفاع الإرترية الكائن في منطقة “بالنيكي” حيث تتولى وزارة الدفاع الإشراف على السجناء ،كما ترسل أسماء السجناء كل صباح إلى مكتب وزارة الدفاع لتحقق منها ويجري التحقيق على ثلاثة أمور وهي واحد هل أديت الخدمة أم هارب من أداء الخدمة اثنين هل أنت مجند هارب من الجيش أم أنت قادم من الخارج لقرض الزيارة ولا توجد لك سوابق الخ..، وبعد التحقيق من شخصيتك تعود اسمك من جديد لإدارة السجن ثم تسمع اسمك عبر مكبرات الصوت مسبة داخل السجن ، من سمع اسمه في الصباح فهذا سعيد ومحظوظ لأنه سيذهب إلى معسكر ساوا ومن سمع اسمه في الظهر فهذا يحلق شعره لأنه جندي هارب من الجيش ويؤخذ إلى حيث توجد وحداته ليستكمل عقابه هناك ، ومن سمع اسمه حوالي الساعة التاسعة مساءً فهذا سيئ الحظ يؤخذ إلى ثلاثة معتقلات .
معتقل ” حد يش معسكر” المعسكر الجديد الموجود في فورت ساوا .
ومعتقل ” قال علو” الموجود في صحراء دنكاليا .
والمعتقل الثالث هو معتقل “حسمتْ ” الذي يوجد بالقرب من مدينة فرو، لتعمل في مصنع الملح التابع لشركة البحر الأحمر .
يعتبر هؤلاء من اخطر المسجونين فبعضهم من قبضوا عليه في الحدود السودانية وبعضهم من قاموا بتزوير التصاريح وبعضهم من قاموا بتهريب أشخاص وبعضهم من جاءوا من خارج البلاد بقرض الزيارة لأهلهم وخرجوا في السابق من الوطن بطريقة غير شرعية كما يسمونها . تتراوح مدة الاعتقال في هذه المعتقلات ما بين سنة أو سنة ونصف ، مع الأشغال الشاقة وغالبية السجناء يموتون أما في سجنهم أو بعض خروجهم مباشرة وخاصة سجناء “قال علو” وسجناء حسمت” .
يوجد معتقل عد ابيتو المنكوب شمال غرب عد ابيتو وهو عبارة عن تله مجوفة من الداخل بمساحة ما يتسع لنحو ثلاثة آلاف معتقل، وبجواره يوجد سجن ثاني وهو مخصص لأسرا الحرب الأثيوبيين .
يفتقر هذا السجن جميع حقوق المساجين من بينها النظافة تجد براميل مياه للشرب وبجانبها براميل مقصوصة على نصفين هذه البراميل تستخدم للبول وبجانبها أناس متراميين هنا وهناك .
تقرء في جدران السجن كتابات وعبارات بجميع اللغات الإرترية تعبر عن مرارة المعتقلين ولوحات لفنانين ، ومن بين هذه الكتابات تجد عبارة مكتوبة بتجرنية بخط عريض ” ريفرندم يدقم” أي أعيدوا الاستفتاء كاتب هذه العبارة يطالب بإعادة الاستفتاء لكي يصوت لصالح الوحدة مع أثيوبيا أنتبه هنا إلى أي درجه وصلت به الأمور ابن شهد أو أخ شهيد أو جندي يطالب بإعادة الاستفتاء..!
كما كتب أحد السجناء عبارة بالتجرى ” ردؤ ردؤ ابائْ هل ديب عدن ردؤ” هذا الشاب يستنجد ويقول أنقذوني يوجد عدو في وطني .
أما أحد الكتاب تقرا له بيت شعر بالعربي .
أخي يا مقيماً وراء السدود ..
أخي انت حر في تلك القيود
إذا كنت بالله معتصماً
فماذا يريدك كيد العبيد
ثم كتب تحتها سيد قطب الإرتري .!
أما أحد النزلاء فكتب عبارة بالأمهر نية (” أزقابهير .. وردنن إنج فرد ” أ ي يا الله انزل عليناواحكم ) . وكتبا تحتها بقلم امتش وهنا على حسب الاسم بأن هذا الأخ من الشباب العائدين من أثيوبيا لأن كلمة أمتش تطلق على العائدين من اثيوبيا .
ومن بين اللوحات التي نالت إعجاب جميع النزلاء هي لوحة لفنان كتب اسمه فيها ود بور سودان هي عبارة عن رسمة كاريكاتير ساخرة وضع هذا الفنان إرتريا كشكل قيتار في صدر اسياس ليمسك اسياس بالقيتار ويعزف لهم ليرقصوا جماعة اسياس ويقول لهم اسياس هذا يومكم العبو .
وفي الختام ادعوا من الله العلي القدير أن يفرج أسرانا ويفك قيدهم ويعيدهم إلى أهلهم سالمين .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5882
أحدث النعليقات