رؤى .. اذا غاب النقد أكتب يا .!

بقلم حنان على

(المصدر : جريدة السفير التى تصدر من مركز جاليات القرن الافريقى بولاية فيكتوريا فى استراليا)

فن النقد من اهم فنون الكتابة وأكثرها صعوبة ، لاعتماده على الموضوعية والتدقيق وتحرى الأغلاط

والثقرات محل النقد ، وانتقاء الكلمات المناسبة – وان كانت غالباً حادة ولاذعة.

وتكمن اهمية النقد الكتابى ( ادبى أو علمى ) فى أنه الدافع الرئيسى للارتقاء بلغة واساليب الكتابة ، فالكاتب عندما يعلم ان هناك رقابة تترصد اخطاءه وعثراته يفكر جيداً قبل أن يسرد أفكاره فى سطور ، فيولى كتاباته العناية والاهتمام اللازمين للافلات من تلك الرقابة ، وبالتالى كسب جمهور القراء العريض كنتيجة طبيعية للجهد المبزول والتغذية الثقافية السليمة.

اما اذا غاب النقد من اى منظومة اعلامية فان تسلل الخلل والضعف سيكون نتيجة حتمية لهذا الغياب ، فوجود النقد كحارس للبوابة الاعلامية ضرورة تقتضيها احوال الكتابة فى عصر السماوات المفتوحة والانترنت ، حيث اصبح القلم من ابخس السلع التى يمتلكها كل من حدثته نفسه بالكتابة ليعلن نفسه كاتباً رغم انف الورقة والقلم والجمهور والموا قع الالكترونية.

فاذا اردنا لاعلامنا أن يكون مثمراً وهادفاً فعلينا التخلى عن المجاملات – الذى تجيده شعوب منطقتنا الافريقية جانباً – ولنتيح مساحة للنقد البناء ، الهادف ليكون حافزاً – لانتاج اعلامى وثقافى مثمر وممتع – وفى نفس الوقت رادعاً قوياً لمن يمارس العبث الاعلامى الذى طالما اوجع قلوب مثقفينا وعقولهم.