رؤية نقدية الى رحلة الوصول إلى المؤتمر

لا شك أن التفكير المبكر للقوى السياسية المعارضة للنظام الاستبدادي في ارتريا إلى تبني فكرة مؤتمر جامع تشارك فيه كل الفعاليات السياسية والدينية والمجتمعية الارترية على مائدة مستديرة لمناقشة القضايا الوطنية الارترية الراهن منها والمستقبلي لهى قضية تستحق التقدير وتنم عن وعي بأهمية المشاركة الكبيرة لقوى التغيير الديمقراطي في المجتمع الارتري في صياغة مجموعة من المبادئ والأهداف التي تشكل القاسم المشترك بين الارتريين على أساس من التوافق بهدف السير بخطى ثابتة باتجاه التغيير السريع للأوضاع الشاذة التي تمر بها الدولة والمجتمع في ارتريا.

أ نها رؤية تجيب على العديد من المهام الآنية بجانب الاتفاق على معالم مرحلة ما بعد تغيير النظام والتى تستند على قاعدة الحق والعدل والحرية والتنمية المستدامة . كل هذا متضمن في عقد اجتماعي قابل للنجاح ويتسم بالثبات النسبي الأمر الذي يتطلب فيما يتطلب وحدة الخطاب السياسي والقيادة الموحدة حول هذا الخطاب وبرنامج سياسي شامل قابل للقياس والتطبيق يحدد الأولويات في كل المجالات. .

إذا كانت الفكرة انطلقت من هذه الخلفية التي تحظي برضي وتقدير معظم الفعاليات الوطنية الارترية السياسية والعسكرية والمدنية في الداخل والخارج .

ماذا حدث أثناء التطبيق ؟

دون الدخول في تفاصيل المرحلة الأولى والتي توجت بانعقاد ملتقى الحوار الوطني في أغسطس 2010 سوف نتناول بعض الإشكاليات التي أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على كفاءة الأداء الأمر الذي انعكس سلبا على سير العمل في المرحلة الثانية من التحضير للمؤتمر والتي تنحصر ما بين ملتقى الحوار و المؤتمر الوطنى. .

أولى هذه الإشكاليات
غياب الروية الشاملة من قبل التحالف لمهام وحدود وطريقة الوصول إلى المؤتمر الوطني الجامع , مثل الموضوعات المراد تناولها, طبيعة القوى والعناصر المراد مساهمتها في المؤتمر , الأهداف المراد تحقيقها من المؤتمر وأخيرا الطرق والأساليب والوسائل التي يمكن تطبيقها لتحقيق تلك الأ هدا ف..

ثاني هذه الإشكاليات:- غياب دراسة الإمكانيات المادية والبشرية التي من شأنها إن تحول الفكرة إلى واقع سواء كانت هذه الإمكانيات وخاصة المادية بالاعتماد على الذات أم بمساندة العون الخارجي من خلال مراجعة شاملة لكل الخيارات وإمكانية نجاحها وتأثير كل خيار على باقي موضوعات المؤتمر مكانا وزمانا.
ثالث الإشكاليات :- غياب الحدود الواضحة والفاصلة بين دور ومهام التحالف والقوى المجتمعية الارترية الأخرى سواء كانوا أفراد أو منظمات مجتمع مدني فيما يتعلق بإنجاز مهام المؤتمر.

ان مجموع هذه الإشكاليات انعكست بشكل سلبي على المرحلة الأولى والثانية من مسيرة المؤتمر الوطني الجامع وفي كل المجالات ما أ دى الى غيا ب وحدة الخطاب السياسي بين المفوضية وقيا دة التحا لف الديمقراطى والذى أدى بدوره الى أ ربا ك فى عملية التحضير وتعدد غير مفيد فى مرا كز التوجيه..

وأولى مظاهر العجز ظهرت في غياب الرؤية حول تحديد الأولويات على المستوى الوطني مثل إسقاط النظام وسائل إسقاط النظام و الحديث عن تفاصيل ما بعد إسقاط النظام مثل النظام السياسي طبيعته دور مجالاته مكوناته صلاحياته , الدستور, الميثاق , الهوية ,العلاقات الإقليمية والدولية للدولة ما بعد التغيير, توصيف وتحديد وتحليل طبيعية النظام , المؤثر الخارجي وأهميته وحدوده ثم الدخول فى ………………

مراجعة تاريخ الأزمة بالتركيز على تجليات الحاضر وأثره على المستقبل وهكذا دخلت المقاومة بكل قواها في جدل بيزنطي لا طائلة من ورائه سوى استدامة عمر النظام..
ولان الرؤى تعددت والتوجهات اختلفت كان من الطبيعي القفز المباشر إلى فكرة المحاصصة بعيدا عن البحث عن القناعات المشتركة والبحث عن القاسم المشترك حول القضايا لا النسب الأمر الذي أدى إلى الدخول في معركة عن مناصرين للأطراف المتباينة لتقوية مراكزهم الصوتية داخل قاعة المؤتمر وعندما اشتدت الحساسية والقلق من نتائج ما ستسفر عنه فكرة الحشد للمؤتمر , أثيرت الأزمة من جديد و كادت أن تؤدي الى ا نهيار المؤتمرالى أن تمت المساومة غير المعلنة بين القوى السياسية والقادمين الجدد إلى مسرح السياسة لتوزيع الأدوار والمهام في المواقع وسلطات القرار وضرب عرض الحائط بكل القضايا الجوهرية التي تم التداعي والتنادي من اجل مناقشتها وبالتالي الوصول إلي أفضل السبل من اجل إنقاذ الشعب من قمع النظام الجاثم على صدره

لقد كا ن هدف ( الشبكة ) منذ البد ايةهو تفعيل الحرا ك الجما هيرى لضما ن أيقاظ النا ئمين وتنبيه الغا فلين وتحريك الوا قفين وأشرا ك المتفرجين فى النضا ل من أجل التغيير الديمقراطى.وكنا وما زلنا نعتقد

بأ ن المؤتمر الوطنى خطوة فى الأ تجا ه الصحيح أذا توفرت عوامل نجا حه وتلك مسئولية أ عضا ء المؤتمر الذين سيشا ركون فيه با لرغم من الأ خطا ء التى را فقت التحضير والمما رسا ت غير الديمقرا طية التى صا حبت عملية النصعيد الى المؤتمر وهى موثقة ومعروفة. أ نه تحدى كبير يوا جه أ عضا ء المؤتمر فا ما أن يكون موتمرا بمستوى التحديا ت أو يصبح محطة أخرى من محطا ت الأ نتظار !! .

من هنا نأ مل أن لا يكون المؤتمر و نتائجه جزء من الأزمة ونتطلع الى أ ن يكون جزءا من الحل باتجاه إسقاط النظام وبناء دولة العدل والقانون.

النصر للشعب الأ رترى.

الشبكة الارترية للحوار الوطني

11.11.2011

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=18866

نشرت بواسطة في نوفمبر 13 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010