“رئيس ارتريا يعلن اننى “مجنونة

بقلم : جين دوتون الجزيرة بلوج ترجمة  : فرجت

جين دوتون جين دوتون مذيعة اخبار ذات خبرة واسعة فى الأخبار الدولية ، سواء في  الموقع او الاستوديو.

جين دوتون قامت بزيارة للمدينة ذات التصميم المعمارى الفنى القديم ، تشاهد النساء والأطفال يتعرضون للضرب وقيل لها انها “مجنونة” من جانب زعيم قدمت للقائه.

لم اكن قد وصلت الى ارتريا ، اذ انتابنى شعور عن الرجل الذى ارسلت لاجل لقائه .
رحلتنا من مطار دبي الدولي قد تأخرت.

لم يخبرنا احد لماذا او الى متى. اخيراً وبعد اربع ساعات وصلت الطائرة وجدنا ان الرئيس قد قرر تأجيل اللقاء لصبيحة اليوم التالى ، لمجرد نزوة . 
كنا في طريقنا إلى واحدة من أكثر الأنظمة في أفريقيا سرية.  

منح مقابلة نادرة مع الرئيس الارتري اسياس افورقي ، الرجل دائما في قمة 10 الاسوأ الديكتاتورين في العالم .ومتهم بالمساعدة فى تحويل القرن الأفريقي إلى واحدة من أكثر المناطق اضطراباً على هذا الكوكب.

طائرتنا ، الوسيلة الوحيدة للنقل كانت واحدة من رحلات الطيران الدولية القليلة التي لا تزال تحلق الى بلد مقفر يعاني من سنوات من الحرب مع اثيوبيا واليمن ، وزيادة العزلة السياسية.
في المطار كان في استقبالنا الصمت غير المألوف من قبل ،لا شبكة اتصلات  لا بطاقات الهواتف النقالة  لا بلاك بيرى  بل المرافق رافائيل.
 رافائيل هو رجل من التناقضات : كان يقول كل بضع ساعات “اسمحوا لي أن أقول لكم الحقيقة ” وتليها مباشرة ولكن أي شيء. كما انه انذرنا بحذر من انه يمكن ان يراقب كل حركة على موقعنا اذا اختار القيام بذلك ، في الفندق والعمل.

 
حوارنا كان مقررا له يوم السبت ، وقيل لنا ان الامر سيستغرق ساعتين للوصول الى مدينة مصوع ، القبو الجديد للرئيس المتراجع الى الساحل.
وتفيد التقارير أنه يقضى معظم الوقت هناك بعد محاولة اغتياله في العام الماضي.

الطرق ونقاط التفتيش، يبدو ان السكان في هذا البلد مراقبون فى كل خطوة.
وربما الاريترين في حاجة الى تأشيرة للمغادرة وهناك القليل جدا من الفرص للحصول عليها .
ولكن ذلك لم يمنع عشرات الآلاف من الهروب كل عام.
 
وتقدر الأمم المتحدة أن 63000 طلبوا اللجوء في الخارج في عام 2009. حوالي 1800 من الشجعان لامر ” اطلق النار لتقتل ” يعبور الى السودان كل شهر.
الغالبية يقولون انهم يفرون من الخدمة العسكرية الدائمة والطبيعة القمعية للنظام.
 
بعد عدة نوبات من الصراخ مع رافائيل ، وصلنا الى مصوع ، الميناء التي بناها الأتراك في القرن الرابع عشر. المكان الساحر مع أزقة ضيقة والمساجد التي تلوح في الأفق. فمن المفترض ان تكون المكان الاكثر حرارة على وجه الأرض.  
ثم أنني لاحظت أنه لم تكن العاصمة فقط هى النظيفة ، كل مكان ذهبنا اليه في ارتريا كان طاهراً.
الشوارع لامعة ساطعة ، والفنادق مهندمة ونظيفة ، وحتى المواد الغذائية آمنة.
 
حوارنا تأخر ليوم واحد ، بدلاً من ذلك كنا نراقب تحشد لاحتفالات السنة 20 لتحرير مصوع من اثيوبيا.
أثناء وجودنا هناك قررنا اخذ لقطات فتوجرافية للترويج لحوارنا. الجمهور كان خارجاً في الطقس القائظ لرؤية زعيمهم منذ فترة طويلة والمحمى بعناية من قبل الشرطة.
من المستغرب أن الشرطة لم تتورع عن ضرب النساء والأطفال بالعصي على بعد أمتار قليلة من المكان الذي كنا نصور فيه. مشهد مروع حقا. وكاميراتنا لا تزال تعمل.

في اليوم التالي كنا جميعا على استعداد للمقابلة في الوقت المقرر للحديث فى الساعة المبكر. خمنا ان الرئيس سيضعنا فى الانتظار ، وفعلاً فعلها.

بعد ست ساعات وصل. كنا جميعا مبللين من العرق والتوتر والهم حتى جلس.
هل سيقوم بطردنا من البلاد لطرح الأسئلة التى نريد ان نسالها؟  
لماذا يساعد ايران لتوريد الاسلحة لحماس في غزة ومقاتلي الحوثين في اليمن؟  
لماذا يأمر الشرطة الى اطلاق النار لتقتل اى شخص يهرب من البلد؟  
لماذا لا توجد حرية الصحافة أو حرية التعبير؟ لماذا اختفتوا جميع معارضيه السياسين ؟  
لماذا يرفض السماح لوكالات المعونة لتغذية ثلثي شعبه الذين يتضرعون جوعا؟  
هذا هو الرجل الذي جاء بناءً على وعد من تحرير شعبه منذ 20 عاما.

كل سؤال سألته رده كان التحديق الفارغ والانكار السطحى والضحك البارد وأخيرا الادعاءات التي فبركت من قبلنا. وقال لي شخصيا بكل بساطة اننى مجنونة.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=1873