رابطة المنخفضات ننصركم ظالمين أو مظلومين !
حين نحدد رابطة بعينها ونهمل بقية الروابط هذا عمل غير صالح ، ولا يحمد فاعله ، فلا أدري لماذا نتحجر واسعا ،فكثيرة هي الروابط التي تربط بيننا كأبناء وطن واحد ، وما يربط بيننا أكثر مما يفرق ، فإصطفاء رابطة بعينها تحدد ملامح جزء من مكونات المجتمع الارتري وتحدّد حدوده وتشخص حالته وإغفال بقية المكونات ، لا شك بأن هذا عمل تُشُووِر فيه بليل ، حتى في ما بين من تشملهم تلك الرابطة ،فان كان ولابد فلمَ لم يسبق هذا الانشطارالمدوي تمهيد وتوطئة وتعريف ؟ و إن لم يشمل الكل فعل الأقل يشمل النخب والمثقفين ، ومع توفر وسائل الاتصال والايصال لاعذر لمن نصبوا أنفسهم قيادة لتلك الرابطة ، خير شاهد علي صدق ما أقول رأينا الدكتور جلال الدين يقول في رده علي تساؤلات الصدمة (أنا لست من أنشأ ا لرابطة ، ولا انا عضو فيها ،ولا مؤسس لها ،ولم استشر في اختيار اسمها ،ولا في عقد مؤتمرها ،مكانا وزمانا ،كما لم احضره ،) ليس هذا وكفي بل كرر ذلك مرة ثانية (كما قلت لك آنفا لست انا من اسس رابطة المنخفضات وسماها بهذا الاسم الي أن قال ولست انا الناطق الرسمي با سمهم ) ولا أدري سبب التكرار ؟ أهو عتاب مبطن ؟ وهذا حقه كمواطن أولا وكمثقف ثانيا ، وتجاهل الدكتور يبدو أنه متعمد ، وتمثيلية العميد البشير والدكتور الترابي ومحليا رمضان محمد نور واسياس لازالت عالقة في الأذهان ، فهل اتفاقه الكامل مع ما جاء في وثيقة رابطة المنخفضات جاء من قبيل الصدف ؟ وإن المصائب تجمع المصابين ، زد علي ذلك أنه دافع عنها بضراوة ، وإذا كان غيابه غير متعمد فيحق لمن قال : من فوضكم حتي تقرروا ما قررتم باسم رابطة المنخفضات ؟ سواء قالوه عتابا أو كحق من حقوقهم التي لا يجوز فيها الوصاية أو النيا بة ! وفي المبتدأ مايتفق فيه الجميع عدالة القضية ، وما هو مختلف حياله طريقة معالجة القضية ، والمعيب فينا هو عدم الموازنة بين شيئين من الاهمية بمكان ،هما عدم الموازنة بين مانعتقده ونؤمن به وبين مصالحنا ، وإن لم يكن بامكاننا الموازنة بينهما فحتما سنخسر كليهما، ووا قعنا هو إما الجنوح الي مانؤمن به ونعتقد صحته ، وإما الجنوح الي الي مصالحنا وإهمال الآخر ، ولهذا تباينت المواقف وانبرت الأقلام ، بين مدافع بحق وباطل وبين مهاجم ، ونسينا أو تناسينا أن عصرنا هذا هو عصر التكتلات لا مجال فيه للقاصي والمنكفئ علي نفسه ، والوحدة التي بناها الأوائل لبنة لبنة ، وسقوها بدمائهم الزكية ، وأورثونا أرضا وشعبا ما يجمعه أ كثر بكثير مما يفرقه ، وقد لا نعدم في هذا الزمن الرديئ من يعدد مايفرق ولا يجمع ، ويجعل ذلك دليلا علي صحة ما اتخذ من مواقف ، كنا نحسب أننا بعيدون عنها وهي بعيدة عنا ، وكما اسلفت لا شك في أن القضية عادلة ، ومن يشك في عدالتها يُشك في وطنيته ، وكل الأدلة التي استند فيها القائمون علي أمر الرابطة أدلة قطعية الثبوت ، فهي محل اجماع ، بل حتي الأعادي يقرون بها ولو علي استحياء ، فهل كل قضية عادلة يصح فيها القول يا أبيض يا أسود ؟ وان لم تكن معي فانت ضدي ؟ وهنا ودون مواربة بل وبكل شفافية أقول كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) أقولها بمعناها الإسلامي ، ونمنعكم من هذا الظلم ، لأنكم تظلمون تاريخ المنخفضات ، وتاريخ الرواد ، ومكانة المنخفضات ،هل الظلم الواقع المعاش اليوم جديد علينا ؟ألم ينل مثله أوأكثر عصر الرواد ؟ألم تمارس فيهم شتى أنواع المظالم ؟ ماذا صنعت المظالم في جيل الرواد ؟ هل أصابتهم في مقتل فلم يدافعوا عن الكل ؟ هل رسموا حدود مناطقهم وقبائلهم وعشائرهم للدفاع والذود عنها فقط ؟ هل يُؤثرعنهم أو بعضهم أنهم تنادوا للدفاع عن حدودهم ؟ لاأعتقد ذلك ! والسؤال الذي يتبادر في الأذهان ، هو لماذا لم يكن الأولون يفكرون بمثل هذا السائد اليوم ؟ ما الذي حال بينهم وبين ذ لك ؟ أقلة في الوعي ؟ حاشاهم ؟ أم الذي حال بينهم وبين مايصدح به ويصدع هو الوعي المتقدم والفطرة السليمة النقية الطاهرة ؟نعم إن الذي منعهم هو الحس الوطني الفطري السليم الذي كان يقدر الأمور حق قدرها فلم يكن واردا ولامتخيلا تقسيم البلاد والعباد الي أعلي وأدني ، هذه القسمة الضيزي التي نالت من تاريخ روادنا الذي كنا نباهي ونفاخر القوم ، وسبحان مغير الأحوال فبعض من يتصدرون المشهد اليوم ، كانوا بالأمس يوجهون سهام النقد بل القدح والذم للتقسيم الإداري الذي حصل في عصر الرواد ، رغم أن التقسيم الإداري كانت حيثياته مقبولة ، وإن لم يكتب لها النجاح ،نتيجة لعوامل لا مجال لذكرها ،لكن الجميل لم يتمسكوا بها حين رأوا أنها غير ذي جدوي مع الواقع الأرتري ،ولم تأخذهم العزّة بالإثم ، ولم يتلمسوا لها من الأدلة مايقوي جانبهم ، كما يفعل نخب الحسرة اليوم ، ما أفلحتم فيه وقدرتم عليه هو أنكم أدرجتم مفردة (الرابطة ) التي كانت لها هيبتها ومكانتها الي سلسلة الانكسارات التي نكبنا بها في حركة التحرير، وجبهة التحرير،والحركة الاسلامية ، وحتى المعارضة القائمة اسما والغائبة فعلا إنسلختم عنها عمليا وتدّعون بها وصلا ! وشخصيا كنت أسخرفي الغالب الأعم من نظرية المؤامرة لكن اليوم أجد ريح التآمر _ وبطبيعة الحال ليس من قبلكم وإني لأربأ بكم _ ولكن لا أستبعد ان يكون للدكتاتور يد في الذي يحصل فالرجل ينتظر من جبهة الشرق رد الجميل بمثله أوأحسن ،كذلك بعض المعارضين لا يؤمن لهم جانب وهم من الوضوج بحيث لاحاجة لذكرهم فمواقفهم تدينهم ومن طبائعهم التآمر والمكايدات وهذه من الحقائق ، و مع هذا فالحقيقة المطلقة لاندعيها ولايملكها غيرنا ولكن من مؤشرات الحقيقة التي يتحاشاها جمعكم أنكم تضعفون الضعيف ،وتقسمون المقسم ، وتجزؤن المجزأ ، وتثبطون الهمم ، وتقدمون الفرص الذهبية التي لم يكن يحلم بها أسياس وزمرته ، فالرجل رغم مايتمتع به من خبث ومكر يبدو أن الظروف تخدمه فها نحن نعود الي المربع الأول وما نخشاه أن يصدق الواقع ما قا له الاستعما ر بتقسيم ارتريا ، ويُخشي أن يكون بأسنا بيننا ،فها أنتم أجَّلتم عمليا قضايا الوطن الكلية ، وحدّدتم حدودكم وأطلقتم اسمكم ، وما يقال بعد ذلك فهو للاستهلاك ليس إ لا، ولسان حالكم يقول : كل واحد (يأكل نارو) كيف يستقيم قولكم إنكم جزء من المعارضة ومن خيارات المعارضة (السلاح ) وأنكم أعلنتم أنكم رابطة مدنية ؟ ثم ماذا عن الكوناما والعفروخيارتهم معروفة فأيكم سيتنازل للآخر؟ كيف ستُرد المظالم التي تطالبون بها وأنتم تنفون حتي أن تكونوا حزبا ؟ يبدو والعلم عندالله أنكم تخلطون يبن الدول الديقراطية التي تعيشون فيها وبين النظام الديكتاتوري في ارتريا الذي قال صراحة من يعتقد الديمقراطية في ارتريا كأنه يعيش في كوكب آخر ،من يتبجح بهكذا عبارات هل تجدي معه نفعا الروابط أو الأحزاب ؟فا المظالم التي اتكأتم عليها تستحق كلمة لو وجدت أكثر ضراوة وعنفا من الروابط والأحزاب ،فاالعدو لا يعرف ولا يجيد غير العنف والقتل والتدمير والتشريد، وكم كان صادقا حينما تغني الفنان برخا ت وقتها قائلا (سِفِعِيتْ يُو فَوْسي كَمْتَ نا ي قرقر )فما هو تقييمكم للديكتاتور ؟ إن الذي نراه يساعد في تفتيت اللحمة الوطنية ، وتدميرالثقة بين أبناء الوطن الواحد ، علي الأقل من تجمعنا معهم رابطة العقيدة ،لارابطة المنخفضات التي أتت علي ما تبقي لنا من روابط ومآثر ومفاخر، وأيقظت ما كنا نحسبه أنه اندثر والي الأبد ، ألم يكن بالإمكان الدفاع عن المظالم بغير هذا التصدع والإنشقاق والإنكسار؟هل وجاهة الاعلان كفيل باعادة الحقوق الي أصحابها ؟ما أكثر الإعلانا ت ،ماأكثر التنظيمات ،ما أكثر الشخصيات ،أين العمل الذي يرهب أسياس ومن بعده ؟ أم يكفي شرف الاعلانات وتشريف الإحتفلات والسمنارات ؟ من يقال عنه وفيه أنه شرّف الحفل لا بد لذلك من مهر يقدم في سبيل مايؤمن به ويعلن عنه (فبدري ) علي التشريفات واضفاء هذه الألقاب التي تساعد علي ابراز الديكتاتورية التي نعاني منها ، واسياس انموذج فلم يولد ديكتاتورا، وإنما الصلاحيات المطلقة التي أعطيت له وعدم المحاسبة جعلته ديكتاتورا بامتياز ! ولن نجافي الحقيقة لو قلنا أن كل التنظيمات المعارضة للديكتاتورالكبير يقودها د يكتاتور صغير، يرفض التخلي عن الكرسي حتي يأتيه اليقين ، وإلا هل يعقل أن يكون لدينا هذا الكم الهائل المهول من التنظيمات ؟ لولا ان الديكتاتوريين يتشبثون بمناصبهم الوهمية وإن قُدِر لقواعد هم تغييرهم تراهم في لمح البصر يؤسسون تنظيما آخر يشبعون من خلال قيادته نهمهم الديكتاتوري ،فهل عقمن النساء ان يلدن غيرهم ؟ إن صغار الدكتاتوريين الذين ابتلينا بهم هم في الحقيقة سبب استمرارمآسينا وآلامنا ، ويعطون الشرعية ليفعل بنا كبيرهم الأفاعيل !وعلي ذكر الكبير ما ذا لو لبي واستجاب لمطالب المنخفضات تُري من سيَتشرف بتشريف الحفل ؟! وهب لو أن كبير الديكتاتوريين أصدرعفوا عاما وسمح بدخول صغار الد يكتاتوريين لأسمرا ،وقال عفا الله عما سلف وبيني وبينكم الصناديق ،هل يبقي أحد من الصغار خارج الوطن؟ أظن وليس كل الظن إثم لرأينا سباقا محموما نحو اسمرا والخوف يعترينا من حصول حوادث لأن القيادات المتخشبة لا علم لهم بتعرجات الطرق المؤدية الي اسمرا ،وبالتأكيد لنسي الصغار المطالبة بالقصاص للمظلومين ولتركوا محاسبة المجرم جراء ما ا قترف من جرائم وهذا الإفتراض رغم بساطته لاأظن أنه يشغل حيزا من تفكير الصغار ، ولو قُدِروفعلها الديكتاتور _ وظني مايمنعه هو الحقد لا خو ف الحساب _فأضمن له أن يعيش دكتاتورا بقية عمره هنيئا مريئا ، بل ويرثه ابنه ابرهام ، وصغارنا لم يستبينوا معالم اسمرا ،لا حكمها !! وفي الختام معذرة بل معاذير الي جيل الروّاد كم تجرأ عليكم أقوام ؟كم تواضعت بعدكم أحلام ؟ واعيباه استجداء الإعتذار للرواد من الأقزام ؟ بعدالله آمالنا في أمثال المقدام سعيد علي حجاي (مع زيادة العيار ) عدا ذلك فهي أمآني في رحم الغيب والسلام .
ابراهيم الحاج أبونداء مين أمريكا
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30976
نشرت بواسطة فرجت
في يوليو 16 2014 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
ااخي من الافضل لك ان تدرس الوثيقة وتدرس تاريخ بلادك اولا
سالوثيقة
تسلم ابو ندى هؤلاء لا ينتمون الى المنخفضات مجرد شباب مراهقين ليس لهم خلفيه عن ما يدور في داخل الوطن
يا اخي ابراهيم الحاج ابوندا تريد ان تعطينا درسا عن الوحدة المسرطنة في بلد هدمت فيه كل الحقوق وأظن انت لم تمس بأذا ومن حقك ان تطلب الوحدة ومن حقنا أهل المنخفضاان نطلب منشاء ونختار كيف نعيش ومع من نعيش اتركنا من هذه العواطف الرنانة
لا أوافق فيما ذهبت اليه لم يطلبوا التقسيم ولم يعملوا المكونات الأخري ولم نجد من المعاضة الأخري اي عمل إيجابي هذه المبادرة يتأتى بالخير العظيم أيدوا او اتركها تشق طريقها دون ان تضعوا أمامها العراقيل والله المستعان
اهتمو بشؤنكم الخاصة وحلو مشاكلكم المزمنة بعيد عن إتهام الجيران السودان يحتفظ بعلاقة طيبة مع الشعب الارتري وليس له مصلحة بتفكيك ارتريا عندكم قضية داخلية في بلدكم اساسها غياب الديمقراطية وضياع الحقوق والحريات العامة وادارة التنوع والاعتراف بالمظالم وإقامة العدل ابحوثوا لها عن حلول شجاعة تأتي من وسطكم بدلا عن تعليق الاسباب علي الاخرين واتهام الجيران !!
وخذو العبرة من عندنا في دارفور وجنوب النيل الازرق وجبال النوبة ! هذه القضايا تطرح هكذا عبر كيانات ومناطق جهوية قبل ان تستفحل وتتعمق نتيجة لسؤ الفهم المتبادل والمراهقة السياسية والقفز علي الحقائق باسم الوطنية والوحدة والانسجام والاندغام حتي تتحول الي كارثة وطنية وانسانية يصعب حلها من الافضل ان تكون المعارضة اوسع فهما وأكثر مسؤلية
مقال طويل ممل و بدون محتوى للاسف