رحم الله عمّي أحمد
كانوا عظاماً حين أقاموا لنا كياناًت نناضل في إطارها من تحت الرّماد، وكانوا كراماً حين بذلوا كلّ الحياة حتى الموت بنفس راضية، وقدّموا كل شيء حتى آخر الأنفاس، ليهدونا فرصاً لنحيا كراماً.
مات لنا أباً عظيماً وعمّاً أعظم، مات قبل أن يُكمل لنا كل الحكاية، روى لنا شيئاً ممّا كان، وتنبأ لنا بأشياء في صفحات من كتابنا في قادم الأيام.
سبق غيره في الرؤية الشاملة في التأطير الشامل للمجتمع لمواجهة كلّ الإحتمالات، فقد كان عالماً بكلّ ما يمكن أن نعانيه من الجوار المتآمر. كيف لا وقد عانى سجن هذا وذاك وقاسى غدر هذا وذاك.
هو سليلٌ لأمّة إستمسكت بحبل الله في مواجهة قائد الأحباش الذي وضعهم في قوائم المقتولين إن لم يكفروا بدينهم الذي إرتضاه لهم الخالق عزّ وجلّ، فكان لهم نصرٌ من الله مبينٌ، أتمّهُ لهم في المتمّة حين أزيح الغمّ وقُتل الغُشم.
عن المناضل الفذ الذي غادرنا إلى دارالخلد أتحدّث، عن أب وعمّ ورمز إسمه أحمد إسماعيل سويرا.
آمن بالعمل السياسي والعسكري والمدني المتكامل في بوتقة العمل الوطني لننهض بأمتنا النّهضة الشاملة، وهذا ما تشير إليه مسيرة العطاء التي أكرمنا بها دون منّ ولا أذى، ليرحل في صمت ويترك لنا المجال فسيحاً لنتحدّث نحن عنه وعن أقرانه ونسلك سبيلهم فنكمل المسيرة وننجز لشعبنا المغدور الحريّة والكرامة في دولة العدل والأمان.
لن أسرد وأسهب فيما كان غيري أقدر فيه وأبلغ. إلّا أنني لا أريد أن تفوتني الفرصة في التعهّد أبداً ما حييت في أن أعمل في السّعي للوصول إلى أهداف وآمال مناضلينا الذين تركوا لنا رصيداً عظيماً من البذل والعطاء نبني عليه مستقبل بلادنا. ثمّ يأتي يومٌ قريبٌ بإذن الله نستردُّ فيه رفاتهم من كلّ بلاد الله فنُكرّمهم في بلادهم وفي تراب وطنهم.
نحسبه عند الله ممن نزل عليهم قوله تعالى
نلتقي في الأسبوع القادم في إطار سعينا لإستكمال مسيرتهم فلا حياة لنا إلّا بإستكمال ما بدأوا
رحم الله عمّي أحمد ورحم الله كلّ مناضلينا الذين رحلوا تاركين لنا رسالة سنحملها إلى غايتها السامية إنشاء الله.
بقلم : بشرى بركت
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=38155
أحدث النعليقات