رحيـل شــيخ الشـباب المناضل الثائـرعـبـده ادريــــس
بقلم/جابـر سـعيـد ـ أرض ألهـرم
خلال الاطلاع العادى على صفحات المواقع الارتـرية التى تغـيبت عنهـا بعض الوقت، صعـقت عنـدما وقع بصـرى على نعي أليم ممهور بأسم الأخ الـدكتور جلآل الـدين، ينعي فيه المناضل الوطنى، الفـدائى الفـذ، البطـل عبـده ادريـس الـرئيـس الاسـبق لادارة التسـليح التابعة لجبهة التحـريـر الارتـرية، وبالـرغم من عـدم علمي بمكان وتاريخ وفاته، الآّ اننى أجـد قلمي يكتب عنه بانـدفاع ليخط بعض ماأختـزنته الـذاكـرة عن الـراحل المقيم، فقـد عـرفته فى منتصف عام 1971م عنـدمـا كان دليلنـا وقائـد طوف الحـراسـة المسـئول عن ضيوف المؤتمـر الوطنى الأول، فهـو شـاب حسـن الطلعة والمظهـر يتميـز بالطيبة ودماثة الاخلاق وصفات التـديـن الواضح، واعلم اننى سـوف لا اتمكـن من تقـديمه بالصورة الحقيقية التى اعجـز عن توصيفهـا، عليه سـوف احاول تقـديمه من خلال سـيرته الـذاتية، عبـده ادريـس شـاب ارتـرى وحيـد الأبـوين .. من مواليـد مـدينة ,,تسـني،، فى منتصف اربعينيـات القـرن المنصـرم، تلقى تعليمه بالكتاتيب ومن ثم المـرحلة الابتـدائية بمسـقط رأسـه، بـدأ حياته العملية جنـديا بالشـرطة الارتـرية، انضوي مبكـرا تحت لواء جبهة التحـريـر الارتـرية التى كان لهـا عينـا فى داخـل اروقة مكاتب الشـرطة، التحق بجيـش التحـريـر البطل وتم توجيهه ضمن الوحـدات المقاتلة حيث اشـترك فى الكثيـر من معارك الفـداء .. ابتعث الى الجمهورية العـراقية لدراسـة العلوم العسـكرية فى الكلية الحـربية ضمن مجموعة من زمـلاءه المناضلـين .. عقب عودته للميـدان كلف بمسـئولية انشـاء ,,ادارة التسـليح وحفظ المسـتودعات،، التى انشـأهـا واصبح مسـؤولا عنهـا الى يوم اعتقاله ضمن مناضـلين آخـرين .. بعـد خـروجه من المعتقـل تفـرغ لـرعاية ابنـاءه والسـيدة الجليلة والـدته،المـرأة الشـريفة المناضلة التى كانت معـروفة بتشـجيع الشـباب وحثهم للالتحـاق بالميـدان .. نعم انضوى الشـهيـد تحت لواء الجبهة كمـا التحق بجيـش التحـريـر بموافقتهـا ومباركتهـا، رغم انه وحيـدهـا ورفيق دربهـا بعـد غياب الـزوج المتوفي، اخيـرا قـرر الشـهيـد التفـرغ لـرعاية اسـرته اسـتجابة لنـداء الواجب نحو الأهـل، اذ اصيبـت والـدته الحنون بأمـراض متلاحقة أقعـدتهـا عن الحـركة، فبـدأ الشـهيـد ركوب الاسـفار المتكـررة مابـين المملكة العـربية السـعودية وجمهورية السـودان طلبـا للـرزق والتواجـد قـريبـا من اسـرته.. كان رحمه الله مقاتـلا شـجاعـا لا يشـق له غبـار، اداريـا يتقـن مهامه ومبتكـرا يحسـن التـدبيـر .. أمـا ,,عبـده،، الانسـان فكان نعم الأخ والصـديق لكل الـذين عـرفوه منـذ صغـره وشـبابه، اذ كان صبوح الوجه ودودا محبـا لكل الناس، ضاحكا يـديـر حواراته والبسـمة تعـلو ثغـره، طـيب القلب لا يكتفى بالسـلام العابـر بـل يسـأل محـدثه عن صحته وعن الأهل والاصحاب والمعارف .. أرتحـل الى جوار ربه بهـدوء وصمت، أرتحـل بعـد ان ملأ الساحة عطاءا من غيـر من، وصدقا غير مصطنع، وضحكا كان مصـدره القلب الكبيـر، ووحـدانية لله تعالى تشـربهـا منـذ الصغـر، كان درة محببة بـين اصحابه فهو المفوه الـذى لا يمـل حـديثه او صحبته، وكان بـين خصوم الثورة والوطن قنبلة ملتهبة يخـشى انفجارهـا مابـين لحظة وأخـرى، ولكن فى النهاية هو وديعة ربانية اسـتردهـا الله ككل الودائع والأمانـات العـزيـزة التى مضـت، بعـد ان سـاهمـت فى صـنع تاريخنـا الحـديث، ولاشـك ان عـدد آخـر من الأمـانـات مازال يعمـل بجـد واجتهـاد ولن يتوقف عن أداء مهامه الوطنية حتى لحظة الوداع الأخيـر، فأهـلا بالـرحيـل الـذى يسـبقه نضال صـادق وعطاء يتميـز بالطهـر والنقاء، وكلنـا ضيوف ننتظـر فى دور الضيـافات لنحمـل يومـا على الآلات الحـدباء جماعات وفـرادى، أللهم ثـبت قلوبنـا على دينـك الحـنيف، وأجعـل الطهـر والصـدق والنقاء وحب الأوطـان صفاتنـا وعلامـاتنـا المميـزة.. رحمة الله على روح ,, عـبده،، المناضل الوطنى والمؤمن المتـدين ، و,,عـبده،، الأخ العـزيـز ومصـدر المـرح المحـبب الى كل النفوس، واللهم ألهم أبناءه وذويه الصبـر الجميـل، ورحمة الله على صحبه الكـرام الـذين سـبقوه ، بقـدر ماقـدموا وأخلصوا وصـدقوا من أجل وطنهم المفـدى، وانـا لله وانا اليه راجعـون، ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلى القـديــــر.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8828
أحدث النعليقات