رحيل فارس أخر يدفن في اليمن بعيداً عن وطنه
مركز “الخليج”
18/إبريل 2006م
رحل فارس إرتري آخر إثر نوبة قلبية المناضل “فسها ماجور” باليمن في الخامس عشر من إبريل الجاري، وشارك في مراسيم الدفن التي أجريت في مدينة صنعاء اليمنية أبناء الجالية الإرترية وممثلي قوى المعارضة الإرترية. وكان الراحل من أبرز قادة المعارضة الإرترية في اليمن. وكان رأس الرمح في مواجهة النظام فيها والتي عمل بها منذ معركة حرب التحرير بعد أن تم تعيينه ممثل لاتحاد العمال لجبهة التحرير الإرترية في اليمن، واستمر الراحل في مواقفه الثابتة حاملاً راية عواتي ولم يتزعزع قيد أنملة من مواقفه، وواصل نضاله من أجل التغيير الديمقراطي بعد استقلال إرتريا. وظل شامخاً كجبال “أدال” لم ينحني عند ما أنحنت رؤساء كثيرة من غمرتهم فرحة الاستقلال ، وظل معارضاً للجبهة الحاكمة حتى سنوات العصر الذهبي للعلاقة الإرترية اليمنية، وأصبح الراحل من أهم النوافذ للمعارضة الإرترية وملجأ للعشرات الهاربين من جحيم النظام، وأبلى الراحل بلاء حسناً في خدمة شعبه ووطنه، وبعد أكثر من أربعين عاماً من النضال من أجل إرتريا التي دفن بعيداً عنها لينضم على قافلة المناضلين الذين يدفنون خارج الوطن الذين ضحوا من أجله، وكان الراحل قد انضم في الحركة الشعبية الإرترية، وشارك في مؤتمرها الأول في يناير 2005، وانتخب في المؤتمر لعضوية مجلس الحركة، وشارك في اجتماع المجلس في أغسطس الماضي الذي حسم مسيرة الوحدة للتنظيمات الثلاثة، وهو عضو في مجلس الإنقاذ، وكان ضمن قيادتها الإقليمية، وكان متحمساً للوحدة وبذل جهد كبيرة من أجل دمج فروع التنظيمات الثلاثة وقبل ساعات من وفاته قد أجرى اتصالات مع عدد من قيادات التنظيم لمتابعة مسيرة الوحدة، وقد أجرى اتصالات هاتفياً مع رفيقه عبدالله أدم نائب رئيس جبهة الإنقاذ ومع القيادي “موسيه زينا” وإن رحيله المفاجئ ترك صدمة كبيرة لأسرته ورفقائه بعد أن أتته المنية بصورة مفاجئة إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز الـ 60 عاماً، وهو أب لستة أبناء، حيث التزم في جبهة التحرير الإرترية، وتولى مناصب قيادية مختلفة وتدرج من مقاتل إلى مسئول في منظمات جماهيرية حتى تم تعيينه ممثل لاتحاد العمال الإرتريين في اليمن، وإن رحيله خسارة كبيرة للشعب الإرتري والقوى الوطنية وبصورة خاصة لأسرته، وإن كانت الخسارة الكبرى للإرتريين وخاصة الهاربين من النظام، حيث كان سفير لكل الإرتريين القادمين إلى اليمن ومنزله كان عبارة عن ملجأ ومأوى لهم، وخسروا صوت مدافع وشجاع كان سنداً لأبناء شعبنا في اليمن، وحتى أتته المنية ظل يناضل من أجل شعبه من أجل تحقيق نظام ديمقراطي عادل في إرتريا يضع نهاية للنظام الديكتاتوري الذي حرم أبناء الشعب الإرتري من أبسط حقوقه المكفولة، وسقط فارس أخر بعد سنوات من النضال لتكتمل مأساة تساقط الفرسان الواحد تلو الأخر بعيداً عن وطنه مما يضاعف مسئولية المعارضة بأن يسرعوا في تحقيق رغبة الشعب الإرتري وإزالة النظام والارتقاء بالمسئولية، وأن يتداركوا مخاطر التي تحدق بالشعب الإرتري، وأن ينقذ ما يمكن إنقاذه قبل سقوط الشعب بكامله نتيجة سياسة الإبادة التي يمارسها النظام ضد شعبه، وحرمهم حتى أن يدفن أبناءهم في الوطن الذي ناضل من أجلها عقد من الزمان.
رحل “فسها ماجور” ولكنه ترك تراث وطني ذاخر بالبطولات والتضحيات وسيظل تاجاًً وإكليلاً فوق رؤوسنا ومفخرة لأسرته ولرفقائه وكل الوطنيين الإرتريين الذين يحملون قيم الثورة ومثلها
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8657
أحدث النعليقات