رسائل عبر الحدود
بقلم عمر جابر عمر
ملبورن استراليا
الرسالة الخامسة
إلي المعارضة الإريترية .
وهذه رسالة ( محلية – داخلية ) من أهلنا داخل السجن الكبير ( إريتريا ) ومن أبنائهم وبناتهم وإخوانهم وأخواتهم في المهجر .
في البدء التحية لكم وأنتم تحملون لواء المعارضة والتوفيق لكم وأنتم تبشرون ببزوغ فجر جديد. تطوعتم للقيام بالمهمة الشاقة وتدفعون من جهدكم ووقتكم الكثير ، بل أن الغالبية منكم تركت أسرها دون تأمين متطلبات الحياة الأساسية ودون ضمانات لأطفالكم ومستقبلهم بل أكثر من ذلك فان العديد من القيادات والكوادر لا تجد قوت يومها ولا ما يساعدها علي التحرك والتنقل لأداء مهامها اليومية يكفيكم فخراً وشرفاً إنكم تقومون بما قام به أخوتكم وآباؤكم في مرحلة الثورة وتواصلون رسالتهم وتعبرون عن ضمير الشعب وتطالبون بما هو في حاجة إليه .
وطوال السنوات الماضية كنا نتضرع إلي الله بالدعاء ونسأله أن يجمع شملكم ويوحد كلمتكم وأخيراً استجاب الله لدعائنا .
صحيح أن الخطوة تأخرت كثيراً ولكن أن تتحقق ولو بعد طول انتظار افضل من أن لا تحقق نهائياً . والدعاء لكم متواصل وقلوبنا معكم وعقولنا تحيط بكم تحميكم من كل من يريد بكم السوء أو يزرع في داخلكم الفتنة . نقول ذلك ومن واجبنا أن نقدم النصح والوصايا التي تعزز خطواتكم وتجعلكم أكثر ثباتاً علي المبدأ وأسرع خطى نحو تحقيق الهدف : إزالة الدكتاتورية وبناء إريتريا الجديدة .
أولا تبشرون بالديمقراطية وأصبحت جزءا أساسيا من برنامجكم لإريتريا المستقبل ذلك هدف جميل ولكن الأجمل منه أن يكون فهمنا للديمقراطية متكاملاً ولا ننتظر سقوط الدكتاتورية حتى نبدأ بتطبيق الديمقراطية أنها عملية طويلة ومتواصلة وهي ممارسة يومية يجب أن تكون في كل حركة نخطوها في المكتب المنزل والشارع – في الاجتماعات وحتى داخل الآسرة ، يجب أن نبدأ بممارسة الديمقراطية منذ الآن ولا ننتظر حتى تسقط الدكتاتورية : ذلك يؤكد من جهة إيماننا بها ومدى مصداقيتنا في رفع هذا الشعار ومن جهة ثانية يوفر الكثير من الوقت والجهد ويكسبنا تجربة حينما يأتي الوقت لتطبيقها .
* الديمقراطية داخل كل تنظيم من القاعدة إلي القيادة في اختيار قياداته وإقرار سياساته .
* الديمقراطية في علاقة كل تنظيم بالأخر سواء كان بشكل ثنائي أو في إطار التحالف .
ثانياً : العلاقة مع دول الجوار .
المضطر يركب الصعاب والمطارد يلجأ إلي أقرب جار طلباً للحماية – وصاحب القضية يطرق كل باب من أجل كسب التأييد والدعم لقضيته . وإذا صادف وكانت دول الجوار في حالة عداء مع الحكومة الإريترية – كما هو الحال اليوم – فذلك عامل مساعد يسهل من إقامة علاقات مع تلك الدول ، وهنا يتوجب الحذر ولابد من معرفة حدود تلك العلاقة وإلي أي مدى يمكن أن تصل . أن يكون لتلك الدول ( أجندتها ) الخاصة فذلك أمر مفهوم وهو جزء من مصلحة الدولة وأمنها القومي . وليس بالضرورة أن تتطابق تلك الأجندة مع أجندة المعارضة بل من غير المتوقع أن يحدث ذلك . لذا فان ما يتوجب علي المعارضة فعله هو أن تحدد نقاط اللقاء ونقاط الخلاف وتبني العلاقة علي ما هو متفق عليه .
* هناك ثوابت وطنية إريترية لا يمكن المساومة عليها : وحدة التراب الإريتري ووحدة الشعب الإريتري وصيانة وحفظ السيادة الإريترية .
* هناك خطوط حمراء لا يجب تجاوزها : عدم السماح لأية دولة بامتهان كرامة الإريتريين أو التعامل معهم باستعلاء أو اتباع سياسات تفرق بينهم وتزرع الفتنة فيما بينهم .
ثالثاً : البديل
يلجأ النظام الإريتري وأعوانه إلي محاولة تصوير البديل وكأنه صراع أفراد فنراهم يعقدون مقارنات بين أركان النظام الدكتاتوري وقيادات المعارضة – وذلك لصرف الأنظار عن الهدف الحقيقي وشمولية الصراع . وبالمقابل نجد بعض قيادات المعارضة تتحدث بالغة أقرب ما تكون إلي ذلك التصور أي إنها تطرح نفسها كبديل !!.
ما نفهمه وما يريده الشعب هو .
* إقامة نظام بديل للنظام القائم .
* تطبيق رؤية وبرامج بدلا عن رؤية وبرنامج النظام الدكتاتوري .
* قيادات المعارضة الحالية ليست هي البديل ولكن مهمتها هي الوصول بالبلاد إلي مرحلة تتيح للشعب الإريتري اختيار قياداته الشرعية بحرية – وقد تكون من بينها بعض قيادات المعارضة الحالية !
* تلك بعض الوصايا والنصائح والهدف في نهاية الأمر هو عدم تكرار الأخطاء والتعلم من دروس الماضي والاستعداد للمستقبل بروح جديدة وعقلية متفتحة وإيمان لا يتزحزح بحتمية انتصار شعبنا في صراعه ضد الدكتاتورية
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6562
أحدث النعليقات