رسالة الى مؤتمرى جبهة الأنقاذ بعنوان “حتى لايكون الأنقاذ انقاض”

 

عمر ليلش- لاهاى

الأخوة والأخوات اعضاء وقيادة جبهة الأنقاذ الوطنى الأرترية:

فى البداية التحية كل التحية الى اعضاء وقيادة  جبهة الأنقاذ الوطنى الأرترية  التى برهنت  التزامها وتحملها لمسئولياتها وصمودها بقوة  فى مواجهة بعض الجهات التى كانت تضع العراقيل فى الأيام القليلة الماضية بحجج واهية  من اجل افشال انعقاد المؤتمر التنظيمى.

ان انعقاد المؤتمر فى حد ذاته يعتبر إنتصار كبير لنهج الدمقراطية الذى اتخذته جماهير الأنقاذ قاعدة وقيادة كوسيلة وحيدة فى ممارسة العمل السياسى  الذى يبرر سبب نضالها و وجودها حاليا  ضمن معسكر المعارضة كفصيل معارض للنهج الدكتاتورى.  وهذا  لدليل واضح بأن جماهير الأنقاذ  تتمتع بوعى سياسى ونقابى كبير من ناحية  ، ومن ناحية اخرى كان بمثابة  وضع حد، الى تلك العناصر التخريبية التى كانت تعمل وراء الكواليس لعرقلة العمل الدمقراطى  المتمثل فى انعقاد المؤتمر وذلك حرصا منها على استمرارية مصالحها  الذاتية والشخصية التى اكتسبتها بإستغلالها لمناصبها القيادية ومحاولتها الآن  الهروب من المسائلة والمحاسبة للتجاوزات التنظيمية التى ارتكبتها فى حق التنظيم فى الفترة الماضية.

الأخوة والأخوات اعضاء المؤتمر:

ان سير الأعمال فى الفترة الماضية لهذا التنظيم – بل و لكل التناظيم والأحزاب السياسية الإرترية ، كانت كفيلة فى ان تبرهن للجميع،  ان  العمل القيادى لا يمكن ممارسته  بوسيلة جهاز تحكم (ريموت كونترول) من مسافات بعيدة  وعواصم اوروبية او غير اوروبية بعيدة كل البعد الجغرافى عن موقع العمل الميدانى.

لذا قد حان الآوان للأستغناء عن تلك العناصرالقيادية التى تعتقد ان لها عصاء سحرية يمكنّها من تحريك الأمور اعتمادا على معلومات اجهزة “الوشاية المخبرة”  التى زرعتها  سرا فى التنظيم.  فهذه سياسة ومنهج ونهج موروث يصعب التخلص منه من قبل بعض العناصر القيادية المنسلخة من الجبهة الشعبية، ولذا ان هذه المجموعة ، لازلت تعتمد فى تسييرها للعمل على النهج اللادمقراطى الذى ورثته طيلة تواجدها وعملها فى الجبهة الشعبية ، ولذا لا محال انها ستحاول اعاقة  اى عمل دمقراطى يهدف الى تحقيق الأمل المنشود المتمثل فى رفع مستوى العمل المعارض.  والدليل على ذلك ان التحاق اولئك بمعسكر المعارضة لم يضف شيئا جديدا الى البيت المعارض الا شئ واحد، الا وهو زيادة عدد تنظيمات المعارضة  من حيث الرقم. فأصبحنا نسمع او نقرأ بصورة متكررة عن اعلان تكوين تنظيم جديد ، يكون احد اولئك العناصر على لائحة قائمة قيادته. وخير مثال على ذلك هو الكيفية التى  تكونت بها  الحركة الشعبية الأرترية التى اصبحت فى خبر كان  والحالة الهستيرية الحالية التى فيها اعضاء قيادتها آنذاك !!!

قد حان الآوان للتفكير جديا والأبتعاد عن سياسة المجاملات، فاولئك لا يصلحون لقيادة قطيع من الأغنام ، ناهيك لقيادة عمل سياسى يحتاج الى التضحية والمثابرة والتواجد فى ميدان العمل  ووضع  الأولوية للمصالح الوطنية فوق كل المصالح الأخرى. فهولاء مازالوا يمارسون نفس السياسات  التعسفية التى كان يمارسونها فى السابق، والمتمثلة فى محاربة الشباب الكادر المؤهل اكاديميا، حيث اصبحت فئة المتعلمين والمثقفين عقدتهم التى يجب التخلص منها.

اذا اجرينا عملية احصائية عن العناصر الشابة المثقفة وذات التآهيل الأكاديمى العالى بالأضافة الى كوادر جبهة التحرير الأرترية  التى تركت جبهة الأنقاذ بعد مؤتمرها الأول ببضعة اشهر،سنجد العدد ليس بقليل. ويعود السبب فى ذلك للمارسات التعسفية التى كانت تسلكها بعض العناصر القيادية عليهم،  ولذا  وجب على المؤتمرين اخذ هذه الأمور فى عين الأهتمام والأعتبار فى انتخاب القيادة الجديدة التى يجب ان تستوفى  شروط توفر المؤهلات فيها وليس الأعتماد  فقط على الإسم الذى يحمله او القبيلة او الأقليم  الذى ينتمى اليه او اللغة التى يتحدث بها  او الديانة التى يعتنقها.

 

الأخوة والأخوات اعضاء المؤتمر:

ان المرحلة الماضية كانت كفيلة ايضا فى ان تبرهن ،ان الرجل الذى ليس فى مكانه المناسب، لا يمكن ان يستطيع البقاء فى ذلك المنصب او مكان العمل وخاصة اذا كانت العملية عملية تعيين لمعايير محددة مبنية على اساس  المجاملة او عملية تفرضها ظروف المصالح المشتركة ( شيلنى اشيلك).

فقد حان الآوان اذن ان تكونوا قداستوعبتم الدرس وان العمل القيادى هو تكليف وليس تشريف وخاصة ان التنظيم غنى فى عضويته بعناصر خريجة  تحمل شهادات اكاديمية عالية  فى كل المجالات وخاصة فى مجالات الأدارة والأقتصاد والمحاسبة والقانون والعلوم السياسية.

 

الأخوة والأخوات اعضاء المؤتمر:

ان التجارب قد اثبتت ان لهذا التنظيم قاعدة لا يجب الأستهانة بها، ولذا لابد الحرص كل الحرص فى اختيار القيادة التى تكون كفيلة للعمل مع هذه القاعدة، لأن اى حسابات غير ذلك ستكون منافية للواقع وشاذة وان الشاذ مهما طال به الزمن ام قصر فهو لن سيتمر والدلائل والشواهد على ذلك لكثيرة. ولذا يجب عليكم فى مؤتمركم هذا اخذ الحيطة والحذر فى ان لا ينجح اعداء الدمقراطية فى افشال  مؤتمركم بإفتعال مشاكل هامشية او  وهمية  تعكر صفاء النقاش والحوار فى المؤتمر، لأن براعتهم عالية الجودة فى هذا المضمار. والأيام القلية القادمة كفيلة فى ان تثبت هروب هؤلاء من المسئولية وانسلاخهم من اى تنظيم او حزب سياسى ينتمون اليه  والسعى الى تكوين تنظيم جديد  وهم على رئاستة ذلك التنظيم او الحزب الوهمى المعلن والذى سيكون عمره الأفتراضى عدة اشهر حيث سيبدأ سناريو الأنسلاخ من جديد واعلان تنظيم جديد وهكذا سيستمروون.

 

الأخوة والأخوات اعضاء المؤتمر:

فى الختام اود ان اقول كلمة واحدة للتاريخ ، وهى : ان كل العناصر القيادية المنسلخة من تنظيم الجبهة الشعبية والتى التحقت بالمعارضة، ولم تؤكد انسلاخها عن تجربة النهج الدكتاتورى وممارسته  لايمكن ان تحظى على ثقة قواعد المعارضة.

وفى النهاية اكرر تقديرى وتثمين دور قواعد جبهة الإنقاذ الوطنى الأرترية التى لعبت الدور الأساس فى عقد المؤتمر و اتمنى ان  تحزوا حزوه كافة الجماهير المعادية للنظام الدكتاتورى. كما اتمنى التوفيق والنجاح لمؤتمركم.

 

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والخزى والعار لأعداء الحرية والدمقراطية

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39454

نشرت بواسطة في أكتوبر 17 2009 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010