رسالة خاصة إلي شخصية عامه(2)
سيدي الرئيس
قبل أن أكتب إليك خطابي هذا— الثاني—كنت اتبع مسرحية (كأسك يا وطن) ، حيث تموت ( أحلام) إبنة بطل المسرحية نتيجة الإهمال والفساد والتسيب.
عندما حولت المؤشر إلي قناة أخبارية وجدت بلادي تحتل ذيل قائمة جوعي العالم في تقرير صادر عن (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي.
هل تعلم سيدي الرئيس،لا أحد يجرؤ أن يخبرك أن الشعب جائع، وأنت في برجك العاجي تذكرني بحكاية(ماري أنطوانيت) ملكة فرنسا،عندما مرت تظاهرة أمام قصر (الأليزيه) سألت الحاشية ،ما بال الشعب؟ فقيل لها انهم يتظاهرون من أجل الخبز، فقالت السيدة التي ظنت أن الشعب قد ملّ أكل رغيف الخبز،ولماذا لا يأكلون الجاتوه!؟.
أصابني الإحباط وتحولت إلي قناة أخري،لاجدك،نعم وجدتك سيدي الرئيس حضورا في في إجتماع السادة ، الزعماء والملوك والرؤساء العرب ، رأيتك عبر الشاشة البلورية ، كنت حزينا،واجما،قطعا بسبب الإحصائيات التي واجهك بها بعض القادة عن أعداد الارتريين الذين ضبطوا وهم يعبرون الحدود أو الذين ضربوا بالرصاص (في ظهورهم) وهم يبحثون عن ملجأ ، أو أولئك الذين أنتشلت جثثهم من مياه المحيط.
في خضم نزهتك سيدي الرئيس، لا شك تلقيت بعض سيدي الرئيس:سأسألك سؤالا يعوي بالسذاجه:هل كان ذالك محرجاً ؟
بالتأكيد لستَ حزينا علي هؤلاء(الرعاع)،(الرعايا) الذين لم يرتقوا الي مرتبة(مواطنين) لهم عليك حقوق وعليهم واجبات فما حاجتك سيدي لتحَمُّل كل تلك المشقة ؟
إرشادات التَّسَلْطُنْ وبعض عبارات العتاب الخفيف ، كان يقول لك أحدهم مثلا:خضعتمونا ثلاثون عاما بسم العروبه (ولستم عرباً) والمسلمين( والأغلبية ليسوا مسلمين) ،وأنت تستعد سيدي الرئيس للإنكار، يربت علي كتفك مطمئناً وعلي مُحَيَّاهُ إبتسامة نضرة ترسم نونين علي وجنتيه أن ليس ذالك مهماً مادامت تجمعنا وجبات (الكنتاكي) (حيَّ الله الربع)، كنت أتمني سيدي الرئيس ، أن يحاصركم الصحفيون(المسلحون) بكاميرات الفيديو ، ثم سؤال تحفيزي ، لتضخيم ذات الرئيس ، سيدي الرئيس:(ما حقيقة المزاعم حول علاقتكم بمفاعل إيران النووي )؟
لتجيبوا:(لا حول ولا قوة إلا باللههههههههههه) .
إختلطت مشاعري بين الضحك والبكاء وقد تذكرت أخي الصغير ذو السنوات السبع وهو يكمل عبارتكم كما يحلوا له:(محمد رسول اللهههههههه) ، بينما جارنا تسفاي يقول:(وع أسلاماي ديو) .
تري برأيك سيدي الرئيس،بعد أن ثبت أنك وضعت تسعا وتسعون بالمائة من إمكانيات ومقدرات البلد المعدم تحت تصرف قومية ( وأستخدم مصطلح قومية لعدم وجود بديل) محددة ، هل سيقول تسفاي (اسلاماي ديو) ببراءة يمكن تقبلها
دعك من أسئلة الصحفيين الماكرة، (ولست منهم)(عبارة يقولها الكتاب الارتريين للتبرؤ من حزب الشعب) ، واسمح لي أن أسألك سؤالا
أنا أعدك سيدي الرئيس، أننا سنبني وطنا يسع الجميع ، يرفل في الرخاء والخير والعدل والحرية والجمال والمساواة ، سيتلاحم الشعب الذي تضع بينه المزالج والمتاريس، وستقول كسلفك :لو كنت اعلم……
كما ذكرت لك سابقا تستهويني الحكايات .
تقول الحكاية :أن الرئيس السوداني السابق/جعفر محمد نميري، بينما هو في وليمة عشاء في (الكابيتول) ، كانت الإنتفاضة تحتدم،لتحرر السودان ، إذ يباغته صحفياً أحرز سبقاً:متي ستعود إلي الخرطوم سيدي الرئيس؟فأجاب نميري(في تلك اللظة كان نميري فقطوقد ذهب لقب الرئيس إلي غير رجعة) أجاب نميري سأعود خلال الساعات القادمة لأزاول مهامي الرئاسية ، رمقه الصحفي بنظرة مشوبة بالشفقة والإحتقارومضي ، ولم يعد نميري إلا بكرم الذي آلت إليه اخيراً.
سيدي الرئيس: إحذر ، فإنّ ردات فعل الشعوب ليست مضمونة ، ولا سيما الشعب الارتري، يمكنك أن ترفع أصبعك فيتسابق اليك الخدم(عفوا الوزراء)،يمكنك ان ترسل(أبوي يماني) وا كاتب روايات (العبير) بالطبع بعد أن يكتب تعهدا يبصم فيه(بالعشرة) لضمان عودته.
أما نحن سنردد:
رعبُ ُ وحيفْ
أنا
أكتبوا
بالحبيبة
والعائدون
وجوعي المخيف
أدوزن أغنيتي التالية
وأرفض
أن نكتفي
بالرصيف .
إحالات
1- كأسك يا وطن) مسرحية للكاتب السوري /محمد الماغوط بطولة دريد لحام
2- من قصيدة (مناورات تكتيكية نحو مبادرة إستراتيجية) للشاعر/محمد مدني
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9530
أحدث النعليقات