رسالة رئيس الهيئة التنفيذية لجبهة الانقاذ بمناسبة الذكرى الثانية لكارثة “لامبيدوزا”

 ENSF logo

Date: 03/10/2015

رسالة رئيس الهيئة التنفيذية

بمناسبة الذكرى الثانية لكارثة “لامبيدوزا”

 

 

المحترمون والمحترمات، أهالي الضحايا، وكذلك ابناءنا الذين نجوا من الكارثة،

إلى شعبنا الإرتري المناضل في كل مكان،

 

لم يتوقف تأثير الكارثة ا التي جرت فصولها المأساوية في  شواطي إيطاليا بـ “لامبيدوزا”، والتي تسببت في إزهاق أرواح أكثر من 368 من أبنائنا غرقًا، على شعبنا، بل هزت الإنسانية جمعاء. إن هذه الكارثة، والكوارث المماثلة التي حدثت قبلها وبعدها، لاتزال تسبب لشعبنا المآسي حتى هذه اللحظة.

إن الشعب الإرتري الذي أبهرت بطولاته العالم إبان مرحلة الكفاح المسلح وتحرير ترابه الوطني من الاحتلال الإثيوبي البغيض، كان تحدوه آمال عريضة ليناء دولة تسودها الديمقراطية والعدالة. إلا أن تلك الآمال قد تبددت بفعل ممارسات الطغمة الديكتاتورية للجبهة الشعبية  التي استولت على السلطة عنوة بعد التحرير. وبدلاً من أن يعود مئات الآلاف من اللاجئين الإرتريين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في السودان، واليمن، وإثيوبيا وجيبوتي إلى ديارهم ليتم إعادة توطينهم فيه، تعرض الشعب الإرتري، وخاصة فئة الشباب، إلى موجات لجوء جديدة.

 

ونحن كتنظيم وطني، دعونا منذ الأيام الأولى للتحرير إلى إقامة نظام ديمقراطي في البلاد عبر عقد مؤتمر مصالحة وطنية تشارك فيه مختلف القوى الوطنية الإرترية ومن ثم إقامة حكومة وطنية انتقالية تضم كافة القوى الوطنية.  إلا أن الجهود المخلصة التي بذلها تنظيمنا وغيره من القوى الوطنية الأخرى لم تجد أذنا صاغية من قبل قيادة الجبهة الشعبية وخاصة الزمرة الأنانية والمتسلطة على قيادة الجبهة الشعبية بقيادة إسياس أفورقي.  إن هذه الزمرة المغامرة دشنت عهدها البغيض بترسيخ دعائم الديكتاتورية والتسلط وخاصة بعد خطاب إسياس في 20 يونيو 1991 الذي أعلن فيه حظرا كاملا لأي نشاط سياسي خارج الجبهة الشعبية وتعريض أي شخص أو مجموعة تقوم بأي نشاط من هذا القبيل  للمساءلة القانونية. وناهيك عن المناضلين في صفوف التنظيمات الوطنية الأخرى، فإن العزل السياسي والقمع طال أعضاء وبعض قيادات الجبهة الشعبية نفسها. ونتيجة لذلك فقد تحولت إرتريا إلى سجن كبير، وتدهورت كافة مناحي الحياة في البلاد، حتى بدأت تتجه إرتريا بسرعة كبيرة إلى أن تصبح فيه دولة فاشلة.

 

لم يكن أمامنا كوطنيين إرتريين، والحال هكذا، بديلا سوى الاستمرار في النضال من أجل إقامة دولة تسودها الديمقراطية والعدالة.  ولا شك بأن النضال الذي نخوضه الآن يختلف في طبيعته عن النضال الذي كنا نخوضه ضد الاحتلال الأجنبي… وبالتالي فمن الطبيعي أن أدوات النضال نفسها قد تختلف عن تلك التي كنا نستخدمها في تلك الفترة.  وحري بالإشارة أن الصراع الحالي في إرتريا ليس صراعًا بين جبهة التحرير الإرترية والجبهة الشعبية لتحرير إرتريا، بل هذا الصراع يتمحور في المواجهة بين الشعب الإرتري والنظام الديكتاتوري القائم في إرتريا.  وعليه فإن المسؤولية الوطنية تحتم على جميع الإرتريين الذين يتوقون للديمقراطية والعدالة والمساواة الانضمام إلى هذا النضال وتقديم مساهماتهم النضالية فيه. ويجب أن نعي جميعا أن إنقاذ الشعب والوطن من النظام الديكتاتوري القائم تقع على عاتق كافة الوطنيين الإرتريين، وليست فقط مسؤولية تنظيم بعينه أو مجموعات بعينها.

 

إن روح الضحايا الذين نحيي الذكرى السنوية لاستشهادهم لن تهدأ، وأن طريق الضياع الذي يمثله اللجوء المستمر عن الوطن لن يتوقف إلا بإزاحة النظام الذي تسبب في هذه المأساة، وإقامة نظام ديمقراطي يتمتع شعبنا في ظله بالعدالة والمساواة والسلام والاستقرار.  فلنحشد طاقاتنا معا ولنقل بصوت واحد “كفى” لنظام هقدف الديكتاتوري.  وإن وقوف أي منا موقف المتفرج يصب، أدركنا ذلك أم لم ندرك، لصالح النظام الديكتاتوري. وفي حقيقة الأمر فإن التفرج في وقت يتهاوى فيه الوطن ويتشتت فيه الشعب يعد بكل المقاييس جريمة نكراء لا تغتفر.

 

إن النضال الذي يخوضه شعبنا في كل مكان، وخاصة تصاعد الدور النضالي لشبابنا يحتم علينا جميعا حشد الطاقات لتصعيده وتطويره . وإننا في جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، سنعمل، كدأبنا في السابق، بقلب مفتوح وإرادة صادقة،  من أجل تحقيق هذا الهدف وتسريع الخطى باتجاه إنقاذ الشعب والوطن مع القوى التي تجمعنا معها مظلة “المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي”، ومع كافة القوى الوطنية من خارج المجلس. وسوف نقوم بما يمليه علينا الواجب الوطني إلى تشجيع الشباب الإرتري لتأطير إمكانياته من خلال توحيد نفسه، وصولاً إلى تمكينه للعب دورٍ فعال في النضال الجاري من أجل التغيير الديمقراطي.

 

في الختام، وفي هذه المناسبة الأليمة، نتقدم مرة أخرى بخالص العزاء إلى أهالي الضحايا وكافة أفراد الشعب الإرتري، ونعاهد روحهم بأننا سنناضل بلا هوادة حتى إزاحة النظام الذي تسبب في المآسي التي يعاني منها شعبنا وإحداث التغيير الديمقراطي المنشود.

 

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار،،

إنقاذ الشعب والوطن فوق كل شيء،،

الدكتور هبتي تسفاماريام

رئيس الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35548

نشرت بواسطة في أكتوبر 3 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010