رسالة مفتوحة إلى الجيش الإرتري
بقلم ابوحيوت
اخوتى و ابنائى في جيش الدفاع الإرتري
إن مهمتكم كما هو واضح في الاسم, هو الدفاع عن حدود الوطن والتصدي لمن يعتدي على سيادته وترابه وكذلك حماية الوطن والمواطن وشرفه وكرامته.
أن هذه المهام هي استمرار للمهام التاريخية لمرحلة الكفاح المسلح من اجل الحرية والاستقلال الذي فجرته جبهة التحرير الإرترية بقيادة أبو الجيش الارترى الشهيد عواتى. أن الجيش الشعبي ومن قبله جيش التحرير قد خاضا معارك بطولية ضد قوات العدو حتى تحرر الريف ومن بعده المدن إلى أن توجتم انتم بدمائكم و جهدكم وتضحياتكم مسيرة النضال بتحرير تراب الوطن. ورأيتم كيف استقبلتكم الجماهير الإرترية في الريف والمدن استقبال المحررين والفاتحين بالذغاريد والأفراح والرقص. ولكن سرعان ما تحولت هذه الاستقبالات إلى النقيض نتيجة أخطاء القيادة السياسية التي وأدت الفرحة في قلوب الشعب برفضها إسدال الستار على الماضي وفتح صفحة جديدة, للتعايش والوفاق الوطني والديمقراطية ومن اجل إعادة البناء والتعمير. ورأيتم أيضا كيف خسرتم كل ذلك الحب والاحترام عندما تحولتم إلى مجرد حراس للسلطان ورجاله وسيف مسلط على رقاب العباد.
وهنا ألا يحق للمرء أن يتسأل ماذا حصل لشعاركم” النصر للجماهير”؟ هل كان هذا للاستهلاك أم كان شعار المرحلة الماضية فقط, حيث الفداء والتضحية, التفاني ونكران ألذات والذي تبخر مع دخولكم اسمرا ليفسح المجال للانتهازية والأنانية.
لم يكن العشم أن يكون هذا مآل الجيش الشعبي الذي تحول إلى بوليس (جستابو) لقمع الشعب بدلا من القيام بمهماته الوطنية.
المأساة هي خسارتكم لرصيدكم من أيام الكفاح المسلح وتنكركم للعهد الذي قطعتموه للشهداء في السير على دربهم بعد أن زرعت القيادة التناقضات فيما بينكم, قيادات وقواعد, قدام وجدد لتتفرقوا, وكل هذا من اجل ألهائكم من تحمل مسؤوليتكم الوطنية.
الإخوة والأبناء كان شعبنا يحلم بوطن يعمه السلام والوئام بعد رحيل العدو ليتفرغ الكل من اجل معركة إعادة البناء والتأهيل ولكن إرادة الحاكم كانت غير ذلك ولهذا زج بكم في معارك مع دول الجوار, أسئلتم أنفسكم لماذا يخرجكم من حرب ليدخلكم حرب جديدة؟ السبب هو الخوف منكم و حتى لا تطالبوه بالإصلاحات السياسية, والديمقراطية وأجراء الانتخابات.
نعم العسكرية نظام حديدي والتزام وتنفيذ أوامر ولكن هناك حالات تستدعى من العسكر التمرد على هذا, والأدلة كثيرة في هذا المجال, اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر هذا:ـ
تجربة الجيش السوداني في حدثين تاريخيين, في ثورة اكتوبر64عندما رفض الجيش توجيه بنادقه نحو الجماهير بل وانحاز إلى صفوف الجماهير الهادرة واجبر عبود وزمرته على تسليم السلطة لأسيادها. وكذلك فعل في ثورة 85. ومثال حي من زمننا هذا هو ما يحدث في أوكرانيا عندما وقف الجيش على الحياد ومن الزمن البعيد انحياز الجيش إلى الثوار في ثورة أكتوبر في روسيا. السؤال هو أين انتم من هذا؟
ماذا كان موقفكم من رفاقكم خلال حرب التحرير “جرحى حرب التحرير” في محابار؟ ألا تخجلون من فعلتكم الشنيعة واللإنسانية تلك؟ هل كانوا يستحقون ذلك؟ وماذا ضمنتم لأنفسكم من الا يحصل ذلك لكم؟
كيف ترون اندفاعكم دون تفكير للمشاركة في الحروب الداخلية في أفريقيا, كما حدث في زائير دعما لكابيلا ويحدث الآن في شرق السودان؟ هل الدم الارترى رخيص عندكم لهذه الدرجة حتى يسفك هنا وهناك؟
هل رأيتم الفرق بين أن تناضل من اجل قضيتك العادلة وحقوقك الشرعية وان تكون المعتدى والبادئ بالحرب كما يحدث في حروب اسياس وليس حروب الشعب الارترى؟
هل توقفتم قليلا للتفكير فيما يسمى ب “حرب الحدود” أو ” حرب بادمى” ولماذا فقدنا عشرات الآلاف من الشباب في حرب وصفها اسياس “بالعبثية”؟ ولم نسمع عن لجان لتقييم ما حدث وتقديم المسئولين للمحاكمة أو العقاب؟ وكذلك لم نسمع عن تحركات في الجيش لاعتقال من تسببوا في الكارثة وإعادوا الاحتلال إلى 25% من تراب الوطن.
يحدث هذا والهوة بينكم وبين الشعب تزداد كل يوم, الم يستوقفكم هذا؟
كيف ترون ممارساتكم اللإنسانية عندما تحولتم إلى بوليس “جستابو” تتلخص مهمته في الدفاع عن الزمرة الحاكمة وتنفيذ الأوامر دون تفكير كما حدث في مذبحة “دسيت” وأخيرا في مذبحة “عد ابيتو”؟
هل رضيتم أن تكونوا حراس للسجون والمعتقلات؟ كيف ترضون أن تتحولوا إلى عمال البناء باليومية لدى الجنرالات المقاولون؟
هل تريدون استعادة حب واحترام الجماهير بدلا من الخوف والاحتقار .
متى تتحرك ضمائركم ومشاعرك لإنقاذ أخواتكم من معسكرات الذل والاغتصاب؟ آلا تسمعون صراخهن؟
الم تفكروا في كيف سيكون أداء الشباب الذين تنتزعونهم من أحضان أمهاتهم ومن صفوف دراستهم؟
هذه قليل من كثير يستوجب عليكم التفكير في أدائكم وتصرفاتكم والتمرد على الديكتاتور وزمرته والانحياز إلى صفوف الجماهير وقيادتها نحو عهد جديد, عهد الديمقراطية والمساواة والعدل والأمن والسلام لنا ولجيراننا وتقديم اسياس وزمرته للمحاكمة.
عندما تنتفضوا وتتحركوا لإنقاذ الشعب والدفاع عن شرفه وكرامته, حينئذ فقط تكونون جديرين بأن تكون أبناء عواتى وخلفاء, جابر عكة, محمود فكرس, عافه حمد, ودى حمبرتى,عبد القادر منجوس, على عثمان, إبراهيم عافة برهى طعدا, على إبراهيم وفنقل والقائمة الطويلة من رموز وأبطال الشعب الارترى وتستحقون التكريم عن جدارة واستحقاق.
اخوتى وابنائى هذه كلمات مواطن ارترى يتفرج على وطنه من بعيد ويأمل أن تصل كلماته إلى قلوبكم.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5874
أحدث النعليقات