رسالة مفتوحة الى السيد احمد صلاح الدين

اخى احمد صلاح الدين:

 اولا وبعد السلام الذى هو من سنة الأسلام ، استهل حديثى معك هنا موضحا لك وللسادة القراء  اننى قد اتبعت اسلوبك فى استعمال اسم مستعار وذلك ليس منطلقا من اسلوب ال امعا (اذا احسن الناس احسنت وان اساءوا اسئت) ولكن لأذكرك اولا كم كنت تنتقد لى انت اولئك الذين يكتبون باسماء مستعارة  اثناء احاديثنا الكثيرة عبر الهاتف او عند التلاقى فى المناسبات الأجتماعية والدينية والسياسية. كثيرا ما  نعت يأخى احمد صلاح الدين اولئك بالجبن ، ولذا اردت ان اذكرك بزوال شجاعتك وشهامتك التى عهدناك عليها كثيرا بالرغم من اننى  لم افاجأ بهذا ، حيث اراك كل يوم تزداد انحرافا عن المبادئ.  .

 اما السبب الثلنى وليس (ثانيا) اردت فقط  ان اذكرك انه ومهما استطاع المرء ان يبدع ويتفنن فى اختيار الأسم المعار او المستعار ليتخفى راءه خجلا او لعدم اقتناعه عما يكتب، فالكاتب معروف ، لأننا لن نكتب الا عن ما ناقشناه  مع بعضنا فى المحافل العامة او الرسمية  او الفردية او العائلية  اضافة الى ان نسبة 99.9 فى المائة من كتابنا الذين يكتبون وتنشر لهم ما يكتبون فى مواقع النت الألكترونية  وانا من ضمنهم، فهم غير كتاب محترفين.  ولذا فأسلوب كل منا  فى الكتابة واضح ان لم اقل حتى تكرار الأخطاء اللغوية هى نفسها وفى كل مادة يتم  نشرها  نستطيع جميعا وفى لمحة بصر ان نعرف الكاتب ، ولا محال انك عرفتنى الآن ومن خلال هذه الأحرف القليلة ولو حتى  قبل شروعى فى سرد الحقائق التى من اجلها اكتب لك هذه الرسالة والتى ستؤكد لك من اكون انا عندما سأذكر كل تفاصيل احاديثتا التى ارفقها  طى رسالتى هذه،وذلك  ليطلع القارئ وخاصة ابناء الشهداء وجرحى حرب التحرير ومعوقى الحرب الذين اعتذرت لهم فى مدخلك فى احد موادك التى تم نشرها بهذا الأسم المستعار  فى احد المواقع الألكترونية الأرتريه حيث كنت قد استهليتت حديثك عندئذ بالأعتذار  اليهم لأنهم  ابناء شهداء جبهة التحرير التى انت اليوم بصدد نكران جميلها  وانت اكثر دراية منى انها كانت اللبنة الأساسية فى خلق الوطن الذى نحن اليوم نفخر بالأنتماء له … ولو لا جبهة التحرير تلك وبكل مأسيها ومساويها ومميزاتها وعيوبها لما تعلمت ولا استطعت انت ان تكتب حرفا واحد مما تكتبه الآن ….  ويا لها من خيانة اكبر من خيانة استعمال الأسم المستعار… فأصبحت يأخى (احمد صلاح الدين) كالهرة التى تأكل مولودها الأول وربما هذا سبب بدايتك للحديث ب “ثانيا”

اخى احمد صلاح الدين:

اسمح لى ان اعود بك قليلا الى الوراء لأنعاش ذاكرتك  وبالتحديد بعيد انتهاء المؤتمر التوحيدى لجبهة الأنقاذ.  تحدثنا حينها عن مجريات احداث المؤتمر عندما  كنت احاول اقناعك بأن ما تم كان انجازا عظيما ونجاحا يحسب للمعارضة الأرترية رغم مآخذى كانت تتمثل فى ان انتخاب اعضاء المجلس المركزى كان قد بنيَ على اساس توزيع الحصص (الكوتا) وذلك بناء على تلبية رغبات الجناح الذى كان يمثل الحركة الشعبية الأرترية فى المؤتمر بينما كان جناحى ج ت ا – المؤتمر الوطنى وساقم يران لا داعى لتطبيق ذلك النهج الحصصى انطلاقا من اننا اصبحنا كلنا اعضاء مؤتمر بمجرد دخولنا الى المؤتمر بصرف النظر عن التنظيم الذى كنا نتمى اليه قبل انعقاد المؤتمر التوحيدى وبالرغم من هذا  الا ان جناح الحركة الشعبية هو كان متتشدد على نظام “الكوتات”. ولذا هذه  النقطة بالذات ، كانت مآخذى ومآخذ كل من يؤمن بالديمقراطية على المؤتمر ، بينما وجدتك متمردا على نتلئج نجاح المؤتمر لسبب واحد وواحد فقط وهو  ان السيد/ عبدالله آدم لم يأتى على رئاسة المكتب التنفيذى.  وحاولت انت حينها ان تقنعنى بحجة انه  حان الوقت لمنح فرصة القيادة لوجوه شابة جديدة او لوجه جديد من مدرسة جديدة اى الشعبية فى قيادة العمل المعارض لأن القيادات التاريخية الموجودة معنا الآن والتى كانت تقود ج ت ا – المؤتمر الوطنى قد اخذت كفايتها من الفرص. كان ردى عليك حينها ياخى احمد صلاح الدين : اننا لسنا فى شركة تجارية لمصنع سيارات لناتى فى كل ثلاث اعوام بموديل جديد من السيارات.  ويجب علينا ايضا ان لا نتعامل مع العمل السياسى بمنظور قطع الغيار (الأسبيرات) التى يجب ان تتغير ليس لسبب الا لأنها قدمت و حتى ان كانت صالحة للعمل. وحاولت ان اقنعك  ايضا ان المرحلة الآن ليست مرحلة من يكون رئيس الهيئة التنفيذية بقدر ما هى مرحلة تكوين تنظيم قوى يستطيع ان يلبى متطلبات المرحلة الراهنة التى ينبغى فيها محاربة النظام الدكتاتورى فى اسمرا بجانب رفاق الدرب فى تنظيمات واحزاب المعارضة الأخرى، و اضف الى ذلك ان من ليس ماضى يفتخر به، فلا حاضر ومستقبل له.

كما حاولت اقناعك ايضا يأخى احمد صلاح، ان قواعد هذه القيادات التاريخية التى ترى فيها انها قد ادت مهامها وليس لها حق قيادة العمل السياسى هى التى سهلت مهام عمل من تري انت  فيه كفاءة الرئاسة عندما اعلن ميلاد تنظيمه الحركة الشعبية الأرترية. وضرت لك مثلا واقعيا  وهو ان فرع جبهة التحرير الأرترية – المؤتمر الوطنى فى هولندا قد نظم للسيد عبدالله آدم ندوة سياسية وجماهيرية كبرى فى مدينة روتردام. ولا زلت اذكر انك اشدت بهذا الدور النضالى  واعتبرته بنفسك انها نقطة تحول تاريخية فى العمل المعارض، حيث لم يحدث فى تاريخ العمل النضالى الأرترى ان ينظم  تنظيم ندوة سياسية لرئيس او عضو قيادى لتنظيم آخر. ولكن لأن المبادئ ليست مجرد شعارات يتم تردديها عند الحوجة، اقام فرع هولندا  ج. ت ا – المؤتمر الوطنى تلك الندوة الجماهيرية الناجحة للعضو القيادى فى الحركة الشعبية الأرترية آنذاك  وهو السيد عبدالله ادم. 

وبالرغم من كل هذه الحقائق التى ذكرتها لك لأوكد لك ان الجميع كا قد تفائل خيرا بقدوم السيد عبدالله آدم للأتحاق بمعسكر المعارضة وتقديم كل التسهيلات له وخاصة من قبل هذه القيادة التاريخية التى تحاول انت التقليل من شأنها ومحاولتى لك بأقناعك بنجاح المؤتمر الا ان  ردك  كان حينها يأخى صلاح الدين آدم : ان هناك مآخذ كثيرة على هؤلاء القياديين. واجبتك قائلا ان كنا سنتحدث عن المآخذ ستكون المآخذ على الشخص الذى تريده لجبهة الأنقاذ  رئيسا ستكون اكثر واكثر . ناهيك انه كان محسوب على النظام الدكتاتورى المسؤول عن جرائم التصفية الجسدية والأختطافات التى ارتكبها بحق قيادى وكوادر جبهة التحرير الارترية والتنظيمات الأخرى فى السودان حيث كا ن  هو ممثلا للتنظيم عند وقوع كل تلك الجرائم وخاصة تواجده  وافراد من قوات الأمن الخاصة فى السودان تحت اشرافه عند تنفيذ عملية اغتيال  الشهيد محمود حسب، واذا صرفنا النظر ايضا بأنه مطالب من الحكومة الدكتاتورية بتهمة الهروب بأموال الدولة التى كانت بحوزته عندما كان سفيرا لها فى الخرطوم واعتبرنا هذا مجرد تهم ملفقة، الا انه لا يمكن لنا نسيان سياسة التخلص من الكوادار الشابة  التى انتهجها عندما كان رئيسا للحركة الشعبية الأرترية مما ادى الى تفاجأ الأصدقاء قبل الأعداء الى ذلك النهج الدكتاتورى الذى اكد ان الرجل مازال اسير عقلية الشعبية ولم يستطع التحرر منها.

الأخ العزيز:

 تحدثنا فى هذا الموضوع مرارا وتكرار وحاولت بكل ما تملك من قوة الحجج والنقاش ان تقنعنى والآخرين ان ذلك الرجل هو رجل المرحلة وحاولنا بدورنا ان نقنعك  ان  المسألة كلها 6 اشهر ستمضى  وسيتقلد هذا الرجل منصب الرئيس وفقا للأتفاقية بحيث ستكون الرئاسة دورية على كل ممثلى التنظيمات الثلاثة المكونة للأنقاذ. وفعلا وفقا للأتفاق استلم رئاسة التنظيم …  وبالرغم من هذا قررت انت  ان تعتزل العمل السياسى وتركت جبهة الأنقاذ احتجاجا على السيد الذى تريدحيث لم يكن الرئيس الأول بل الثانى وكنا قد توقعنا ارضاءك لأنه اصبح الرئيس الثانى حيث تحب ان تبدأ انت دائما  ب “ثانيا” ولكن هذا ايضا لم يعجبك بل تماديت فى شكواك التى ترددها دائما قائلا:  لماذا فلان اصبح  الرئيس وليس فلان وكأن المسألة اصبحت عندك شخصية وليس تنظيمية او وطنية.

لأخ العزيز:

عندما شدنى اليك  حنين الزمالة والصداقة والأخوة اتصلت بك مجددا ، و من جديد تناولنا الأحاديث معا وبشفافية  وقد واجهتك بالحقيقة المرة وهى فشل الرجل كرئسي للتنظيم ، فكنت تحاول الدفاع عن فشله بإستخدامك لمبررات وحجج واهية وخاصة ذكرك ان الرجل يريد ان يقدم على طلب الحصول على جواز السفر البريطانى ولذا ينبغى عليه الا يغادر البلاد لمدة اقلها سنة …. فقلت لك وكيف سيسير امور التنظيم اذن وهو معتكفا فى لندن  وهو الرئيس ، فأجبتنى مكررا نفس الأجابة : الرجل يريد ان يقدم على الجواز البريطانى….. فسألتك واين مصلحة التنظيم والوطن؟ فأجبتنى هذا شئ خارج عن ارادته …. وحينها وتقفت انا مباشرة عن الاستمرارية  فى الحديث معك مودعا لك. هل تذكر هذا يازميل طفولتى ودراستى  ويا ماكنت رفيق عملى النضالى.

اخى العزيز احمد صلاح الدين :

عندما نُشرت لك المادة الأولى من سلسلة كتاباتك تحت عنوان (وما ادراك المعارضة  يا احمد ناصر)، اتصلت بك هاتفيا مباشرة ، فأستقبلتنى بحفاوة الكرماء، فطلبت منك بأسم العلاقة الأخوية والصداقة التى بيننا ان تتوقف عن كتابة ما تريد من خلاله  تصفية الحسابات الشخصية والدخول فى معركة ليس لك فيها ناقة ولا جمل، فحلفتى لى بالله ومن ثم بأغلى ما عندك وهو  بأبنك ، انك انت ليس الكاتب.  قلت لك عندئذ سأحاول ان اصدقك ولكن المكتوب هو طبق الأصل من كل اقوالك واحاديثك فى حق الجبهة التى كنت تتناولها كل  ما فتح لك المجال فى التحدث عن وضع المعارضة وبنفس اسلوبك …. وحاولت ان تؤكد لى لى مجددا بأنك لست انت الكاتب . ولكن من خلال استمرارك فى الكتابة فى شكلها الحالى   تأكدت انك انت من كتب ويكتب عن الجبهجيات  و جبهة الأنقاذ ، ولذا قد اتصلت بك مجددا عندما تأكدت انك اصبحت اداة يتم استغلالها ، وعندما وجدتك تتمادى فى الأنحراف السياسى ، هآنذا قررت ان اكتب لك هذا وللقراء  لأن التاريخ لا يرحم يأخى صلاح الدين. وان مافيه نحن الآن من حال لا يحسد عليه ، لم يكن الا نتاج نهج من كنت تريده رئيسا للأنقاذ وعندما لم يفلح فى تدميرنا من جديد ، استطاع ان يجعل منك سلاحه الذى به  يصفى حساباته الخاصة مع الجبهجيات  ولكن هذه  المرة بشئ اقوى من الرصاصة  التى كان يصفى بها اجساد الأبطال الأبرياء وهى الكلمة ، حيث الرصاصة  تقتل شخصا واحدا بينما الكلمة تقتل الآلاف.  

اخى العزيز احمد صلاح الدين :

ارجع الى رشدك  والى آصالتك لأن تصفية الحسابات ليست من خصالك …. انا اعرفك كمعرفتى لنفسى. فقل وداعا لمن حاول ويحاول استغلالك لتصفية حساباته الخاصة. وان الأيام كفيلة ان تؤكد لك ان جبهة الأنقاذ و كل الجبهجيات ستبقى دائما ان كتبت عنها انت منتقصا ام لا تكتب، وان كتاباتك لن تزعج الجبهجين لأن الجبهة ولادة طفل حديث فى كل يوم وفكر متجدد  وتحديات دائمة وتاريخ باق للأبد ستتناوله الأجيال جيل بعد جيل.

 وان عدت عدنا بالأدلة البراهين.

اخوك: على يونس

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9963

نشرت بواسطة في ديسمبر 12 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010