رسالة من مواطن إلى الشعب الأرترى وقيادة التحالف الديمقراطي
” وأخيرا سقط القناع كليا “
عمر ليلش – لاهاى
أيها الشعب الارترى الصامد البطل:
على هامش بعض مقالاتي التي نشرت سابقاً في بعض المواقع الإرترية الوطنية على شبكة الانترنت وخاصة ردى على أكاذيب مسفن حقوس تحت عنوان” ماهى المفاجأة التي يريد المدعو مسفن حقوس تجهيزنا لها” والتي كانت ردا على النداء الذي كان قد وجهه للشعب الأرترى مدعياً أن إثيوبيا في طريقها لغزو إرتريا، كنت قد أشرت مرارا وتكرارا إلى وجود عناصر تخريبية تابعة للنظام تدّعى انتمائها إلى معسكر المعارضة، حتى يسهل لها تمرير أجندة النظام التخريبية بسهولة من خلال مسرحية قسمت أدوارها جيدا على ممثلين بارعين ادوا أدوارهم ببراعة على خشبة مسرح تنظيمات المعارضة المختلفة.
فمنذ ظهور هؤلاء على ساحة المعارضة الإرترية، بدأت تظهر بوادر الانشقاقات في صفوف تنظيمات المعارضة، حيث كان الفصل الأول لهذه المسرحية يهدف إلى زعزعة الاستقرار و زرع الفتن بين أعضاء التنظيم الواحد وإفشال العمليات الوحدوية التي تسعى التنظيمات المختلفة إلى تحقيقها. فكانت جبهة التحرير الإرترية – المجلس الثوري أول ضحايا تلك المسرحية اى المؤامرة، حيث انقسمت إلى قسمين “ج ت ا – المجلس الثوري ” و “ج ت ا – المؤتمر الوطني” و الفصل الأخير لتلك المسرحية كان تنظيم ” الحركة الشعبية لتحرير إرتريا”، الذي نجى بأعجوبة من مؤامرة تلك الزمرة التي أرادت النيل منه وتمزيقه لولا وعى قواعد هذا التنظيم الذي كشف المؤامرة في الوقت المناسب وتصد لها خير التصدي.
وفى ذات الوقت كنت قد أكدت أيضا، أن تلك الأقنعة التي ترتديها تلك العناصر التخريبية التي تمثل نظام اسمر التعسفي في معسكر المعارضة، لامحال ستسقط عاجلا أم آجلا، و أن أمرها سيكشف و سيفضح الشعب والأيام أمرها مهما تفننت في إتقان دور المسرحية التي يعكسوا فيها اهتمامهم الزائف بمصالح الشعب والوطن من اجل تمرير أجندتهم الخفية.
وبالفعل قد بدا ينكشف أمر هؤلاء يوم بعد يوم، فعلى سبيل المثال، بمجرد أن وجه المجاهدون ضربة موجعة لجيش نظام اسمرا القمعي في موقعة”اوجارو”، قد جن جنون تلك العناصر، إلى درجة أن إحساسهم بالهزيمة كانت تفوق بكثير لتلك التي كانت للنظام، حيث سارعوا، بل وسبقوا النظام في إصدار بيانات ادانات وتصريحات وشن حملات محمومة ضد العمليات البطولية التي نفذها المجاهدين، من خلال المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت التي قاموا في إنشائها من ضمن فصول المسرحية تحت مسميات وطنية من اجل تسخيرها في نشر إخبار ومعلومات وبيانات وتصريحات مغلوطة تخدم مصالح نظام اسمرا القمعي من ناحية، وتثير الفتن والمشاحنات بين قوى المعارضة الإرترية الحقيقية من ناحية أخرى.
أيها الشعب الارترى البطل:
إن تلك التصريحات التي يستنكر فيها أولئك العملاء، ا العمل العسكري البطولي و الشجاع للمجاهدين له مدلولاته الكبيرة والعميقة والخطيرة، لأن التصريحات والبيانات كُتبت لأسباب لا تختلف عن تلك التي تّدعيها حكومة اسمرا إلا في الشكل والمظهر والمسميات وكذلك الشعارات. لأن من يتعمق في قراءتها يجد أنها تصب في مجرى واحد وأنها تسعى لتحقيق هدف واحد وان تعددت الوسائل والأسماء؛ و كأن أفراد شعبنا حمقى أو مغفليّن و أن عقولنا في غيبوبة.
ففي الوقت الذي كنا نطمح فيه أكثر من اى مرة مضت استثمار العمليات البطولية التي قام بها المجاهدون البواسل، بشكل جيد وسليم وفق حسابات ورؤى واضحة ومدروسة وجدية، وزيادة الضغوط على النظام أبى عملاء النظام الذين يرتدون رداء المعارضة وألا أن يدافعوا عن نظامهم بالإدلاء بتصريحات وبيانات استفزازية، يشغلوا بها الشعب في تسديد ثغرات قد تفتح، وبناء جدران قد تهز أسوار الوحدة الوطنية ووحدة فصائل المعارضة الإرترية التي لها فضل تحقيق الانتصار.
أيها الشعب الارترى الصامد:
لقد فات على هذه العناصر الهدامة والتي هي الوجه الآخر لنظام اسمرا التعسفي أن الذين يحسنون قراءة الماضي، هم الأجدر بقراءة المستقبل. ولذا نود أن نذكرهم أن تجربة النضال الطويلة علمتنا أن البندقية كانت وما زالت، الخيار الذي اجمع عليه شعبنا الأرترى طريقا للحرية والاستقلال، بعد أن استعصيت مسيرة المفاوضات والحورات والضالات والنضال بالطرق السلمية.
فالبندقية هي رافد رئيسي من روافد المقاومة والمواجهة وليست بديلا عنها. وهى حق مشروع طالما توجهت ضد طغمة وعصابة حاكمة أفسدت في البلاد وتفننت في عذاب العباد.
وليعلم هؤلاء العملاء أن شعبنا لا يقاتل حبا في القتال، بل هو ينشد سلاما حقيقيا يضمن له حقه في العيش في امن وحرية وعزة وكبرياء وسلام. لذلك وجب علينا التمسك بالنهج الواقعي الذي يجمع بين خيار البندقية والمقاومة والتضحية والمواجهة.
يااحرار إرتريا الأبطال:
إن صدور تصريحات وبيانات استنكار ضد أعمال بطولية، من قبل عناصر تدعى معارضتها لسياسة ونهج القمع والإقصاء، لدليل قاطع أن معسكر قوى المعارضة مخترق من قبل عملاء وجواسيس وعناصر تخريبية التحقت بمعسكر المعارضة لنشر البلبلة والفوضى والارتباك وتمييع المواجهة ضد النظام الذي استباح كل المحرمات وهتك الأعراض وانتهك كل الحقوق والحريات.
فوجود عناصر كهذه بيننا كقوى معارضة يؤكد لنا إننا اليوم نواجه مخاطر خطة محكمة يقوم بتنفيذها النظام وهؤلاء العملاء. ولذا فنحن في أمس الحاجة إلى مغادرة الارتباك والميوعة والأوهام وان نؤكد ونبرهن لهؤلاء إن هذه الخطة لم ولن تكلل بنجاح وإنها لن تنال من وحدتنا الوطنية ولن تتمكن من مسيرة نضالنا وخيار البندقية التي بها تحرر ترابنا الوطني في الماضي والتي بها أيضا سنحقق في المستقبل القريب أحلامنا وطموحنا في بناء وطن تسود العدالة والرقى والازدهار والأمان رغم انف كيد الكائدون.
أيها الشعب الأرترى الصامد:
قد فشلت وسائل السلم والحوا في الماضي مع المستعمر الاثيوبى البغيض وفشلت أيضا في الوقت الراهن مع نظام اسمرا التعسفي لإيصال إرتريا الوطن إلى بر الأمان، ولذا اختار الأبطال البندقية كوسيلة لأحداث التغير، فدعونا إذن إن نصمم من اجل أحداث التغيير، وهذا التصميم سيحفزنا على خوض غمار هذه المعركة وخاصة أننا ناضلنا معا على مدى السنوات الماضية من اجل استرداد حقوقنا المسلوبة والتي سلبها التتار الجدد في إرتريا من جديد.
وليعلم هؤلاء التتار، أن وفاءنا للحلم الذي استشهد من اجله شهداؤنا الأبرار يدفعنا إلى مواصلة هذه المعركة دفاعا عن حقوقنا ومقدساتنا وحرماتنا وأعراض أمهاتنا وأخواتنا. فقد حان الوقت لنعمل معا على تطهير المعارضة من أولئك الذين يدّعون الوقوف معنا و يرفعون شعارات النظام وينوبون عنه في إصدار بيانات ادانات واستنكار ضد أعمال عسكرية مشروعة وتدبير الدسائس والمؤتمرات للنيل من وحدتنا الوطنية.
السادة قيادة التحالف الديمقراطي:
أن التحالف الديمقراطي “تحدى” هو عنوان المعارضة في الوقت الحاضر و بالتالي يفترض أن يكون الوعاء الكبير لكل ما يوفر عناصر النجاح، و أن قيادة هذا التحالف الديمقراطي مدعوة قبل كل شئ إلى إزالة جميع عناصر الاستفزاز المحسوبة عليها ولها مواقع فيها لا يريدون أن تحقق الانتصار، فهم يدفعون دوما من خلال التصريحات إلى إثارة الفتن والحساسيات، لأنهم هم لا يريدون للشعب أن ينتصر، ولذا وجب استثناؤهم ووضع حد لهم، وان كل المسائل المختلف عليها بالا مكان إيجاد الحلول لها في ظل اتفاق شامل على توجهات المرحلة القادة دون الاستماع إلى عناصر التشويش ومبدعي إثارة المشاكل والفتن هذه. وان هذه المرحلة بالذات هي مرحلة تستدعى وتفرض على قيادة التحالف الديمقراطي الألتفات جيدا إلى صدق انتماء بعض رموزها و إعادة النظر في عناصر بطانته واختيار من هم قادرون على مقارعة نظام اسمرا و من هم قادرون على العمل والعطاء من منطلقات عامة وليست شخصية، وخاصة ودون أدنى شك أننا جميعا ندرك خطورة” ا سياس” والذين صنعوه في الماضي وينفذون مخططاته تحت غطاء استخدام مصطلح المعارضة في الوقت الراهن.
السادة قيادة التحالف الديمقراطي والشعب الأرترى الصامد:
كلنا معنيون إلى الوصول إلى اتخاذ قرارات شجاعة وملزمة لإدارة المرحلة القادمة، وستكون المواجهة العسكرية احد عناصرها الضرورية والهامة لمواجهة “اسياس” وزمرته وعصابته، ولنحذر في ذات الوقت مخططاته التي ينفذها له عملاءه يتحركون وسطنا باسم المعارضة، لأن مقدمة ما يهدف إليه هؤلاء هو تفكيك وحدة الشعب الأرترى والوطن.
وفى الختام ا أتوجه بتحية إلى كل أفراد جيش حركة الإصلاح الإسلامية البطل الذي يواجه نظام اسمر الدكتاتوري عسكريا، وكما أتوجه بتحية إلى كل أفراد الشعب الأرترى الصابر الصامد الذي سطر أروع البطولات وصنع أعظم ملامح التاريخ بصموده وتضحياته وصبره على المعاناة.
واقف أخيرا بخشوع إمام أرواح شهداؤنا الأبرار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلو تبديلا….
لهم جميعا الإجلال والإكبار والخلود… وأتمنا الشفاء العاجل للجرحى والخزي والعار لنظام اسمرا الدكتاتوري وعملاءه ومنفذي مخططاته باسم المعارضة.
وللحديث بقية ودمتم نضالا
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6592
أحدث النعليقات