رمضانيات (3-4)
عمر جابر عمر
سياحة فى العقل الأرترى
تحدثنا عن مكونات العقل الأرترى وقلنا هى : البيئة – الثقافة – الدين – التجربة فى مواجهة تحديات الحياة السيا سية منها والأجتماعية والأقتصادية.
هذا التكوين لا يتم بين عشية وضحاها بل يكون بالتدريج والتراكم الزمنى حتى يصل الى مرحلة النضوج وتشكيل الذا كرة الجمعية للشعب بأسره.
هناك عوامل تساعد على تعميق وتطور الذاكرة الجمعية وأخرى تعمل على تفتيتها وأضعافها.
مثال على بروز تلك الذاكرة وصعودها : أحتفالات الأستقلال والأستفتا ء والبهجة التى عمت البلاد– ثم برز الوجه القبيح للدكتاتورية وهاجر من هاجر وتمزق النسيج الأجتماعى وأنقسم الأرتريون بحيث أصبح جزء منهم لا يشارك الجزء الثانى أفراحه ولا أتراحه بل لا يكترث لوجوده. جزء فى الداخل مكبل –مقيد الحركة – مكمم الأفواه – وجزء فى الخارج ممزق وتائه يبحث عن أستقرار وسلام وهوية.
المعارضة الأرترية تمر اليوم بمرحلة حرجة ودخلت فى أ زمة ثلاثية الأبعاد أذا لم تخرج منها الى بر الأمان ستدور فى حلقة مفرغة الى ما شا ء الله …
1- غياب الدعم الجماهيرى والتفاعل مع حركة وبرامج المعارضة الأرترية.
الجماهير نصفها متفرج ونصفها متلقى غير متفاعل وغير مبا در والجميع فى أنتظار أنجاز ملموس ويسألون : ثم ماذا بعد؟ هذه الحالة تشارك فى تحمل مسئوليتها كل الأطراف… قيادات المعارضة والجماهير على حد سواء …وهى أنعكاس لحالة الشتات والتمزق التى يعيشها الأرتريون فى العالم. أذا كانت البرامج واضحة ومتفق عليها ( الميثاق – خارطة الطريق – الوسائل — البرامج الأنتقالية بعد تغيير النظام – الخ …أين المشكلة ؟ هنا يبرز الركن الثانى من الأزمة :
2- القيادة… هذه هى معضلة الشعب الأرترى فى تاريخه الحديث كله …منذ فترة تقرير المصير وحتى قيا م الدولة مرورا بالكفاح المسلح. هل عجز الأرتريون عن الأ فاق على قيادة واحدة توحدهم وتعبر عنهم ؟ هل الخلل فى أسلوب أختيار القيادات أم فى المعايير التى يتم تطبيقها ؟ البعض يلقى باللائمة على ( المحاصصة ) …كلا العالم من حولنا قائم ويسير على المحاصصة بشتى أنوا عها وأشكالها …هناك محاصصة عشوائية وأنتقائية لا تعالج جوهر المشكلة ولكن تعمل عل تسكين المظاهر السطحية –وهناك محاصصة علمية أنتخابية واقعية تأخذ أفضل ما فى مكونات المجتمع وتجمع أقوى ما فى تنوعه وتعدده. لكن كل ذلك يتطلب الأ عتراف بالآخر والتنازل عن نهج الأحتكار والأ قصاء.
3- الركن الثالث من الأ زمة هو ( الحليف ) أو غياب الحلفاء …ثورات الربيع العربى وجدت لها حليفا قويا أما داخليا ( مصر وتونس – الجيش ) وأ ما خارجيا ( ليبيا واليمن )
المعارضة الأرترية ليس لها غير حليف واحد – أثيوبيا – وحتى هذا أنقسم حوله الأ رتريون …منهم من يشكك فى نواياه ويتعامل معه بحذر ومنهم من يسلم له بكل مبادرة لأننا لا نملك القدرة على الأ عترا ض !؟ المخرج هنا يتمثل فى تقويم تلك العلاقة وبنائها على أسس صحيحة واضحة تحترم أرادة الطرفين الأرترى والأثيوبى وتعزز الثقة بينهما.وفى هذا الأتجا ه ربما كانت ( الشبكة الأ رترية للحوار الوطنى ) التجمع الأ رترى الذى قا م بمبادرة فى الفترة الأ خيرة لتصحيح تلك العلاقة وذلك من خلال مذكرة الى رئيس الوزراء الأثيوبى … تلى ذلك أجتما ع بين السفير الأ ثيوبى فى لندن ممثلا لحكومته وممثلين عن الشبكة الأ رترية للحوار الوطنى …كا ن ذلك عقب ملتقى ما سمى با لمثقفين وقد عبرت الشبكة عن قلقها من فقدا ن المركزية فى التعا مل بين السلطا ت الأ ثيوبية والمعا رضة الأ رترية. وقد أكد السفير الأثيوبى على سلامة ذلك الطرح وألتزام حكومته به …لكن بعد أقل من شهرين فوجئنا بعقد ( مؤتمر الشبا ب ) !؟
ما العمل… وكيف الخلاص؟ لا بد من مبا درة جديدة وجا دة ..مبا درة يسا هم فيها الجميع
مبا درة لا تعا لج المظا هر السطحية للأ زمة بل تنفذ الى لب التحديا ت وتعا لج الأ سبا ب.
مبا درة تطرح أسئلة جوهرية وتجيب عليها :
1- كيف يمكن تحريك وتفعيل القواعد المتفرجة والمتشككة دا ئما ؟
2- هل يمكن أختصا ر وتجميع الأحزاب ( فوق الثلاثين ) فى تكتلات وتحا لفا ت وجبهات تجمع من يتشا به فى البرامج والمكونا ت والأهدا ف…بحيث نحصل فى النها ية على أربعة أو خمسة تجمعا ت ؟ حتى التنظيما ت ( القومية ) يمكن أن تجد لها مكا نة وبرنا مجا يعبر عن طموحا تها فى تلك الكيا نا ت الكبيرة كما حدث فى مرحلة تقرير المصير.
3- هل يمكن فتح نوافذ جديدة للمعا رضة تسا عد على توسيع وتفعيل حركتها خا صة فى دول ثورا ت الربيع العربى؟
كل ذلك ممكن…لكن يتوقف على توفر الأ رادة والرؤية السليمة والتخطيط العلمى والثقة با لنفس وأستحضار التا ريخ البطولى السا بق والتطلع الى المستقبل بثقة فى النصر …
آخر الكلام :ليس من عا دتى التعفيب على تعليق القراء …وذلك لأننى أؤمن بحرية الرأى
وأننا فى مرحلة بدا ئبة من مما رسة الديمقراطية …لذا قد نقرأ أو نسمع تعليقات غير نا ضجة وخارجة عن النص …علينا تحمل ذلك ونعمل على التوضيح كلما أستطعنا. سأتناول رسالتين فقط كنموذج :
@ الأولى بأ سم ( محمد خير ) …ولا أدرى هل هذا أسم مستعار أم أنه الدكتور محمد خير الذى أعرف ؟ ولماذا حذف تعريفه العلمى أذا كا ن الأخير ؟ بل وكيف أخطأ فى قراءة ما كتبت وفاته فهم ما قصدت ؟
على كل حال مهما يكن فأن ردى لن يختلف فى الحالتين :
أنا لم أتوقف عند مؤتمر الشباب – مع أو ضد – أنما أنطلقت من تلك الجزئية لمناقشة العلاقة مع الحليف الأ ثيوبى بكاملها … رأيت فيها أعوجاجا يجب تقويمه وخللا لابد من تصحيحه ودعوت الجميع لبذل الجهد فى ذلك الأ تجاه. لم يرد فى المقال عبارات مثل
( الأ رتزا ق – عملاء )…كلا ويمكنك مراجعة المقال…العميل هو شخص يتم تجنيده من جهة معينة لأدا ء مهمة محددة مقابل مكا فأة مالية وهو يفعل ذلك بسبب الحاجة …
هؤلاء لا أحاورهم وأسأل لهم الهدا ية …أنما تحدثت عن ( مجموعة من المثقفين ) لا حاجة لهم با لمال ولا الحماية …الأ مر الذى جعلنى أ سألهم ماذا تريدون ؟ القيادة ؟ العميل لا يطلب القيادة! ربما هى غشاوة فى الأبصار أو قراءة خاطئة للواقع ؟ لذا أحاورهم للعودة الى جادة الصواب والأ صطفاف مع بقية مكونات المعارضة .أما عن نشر الأ سما ء…أذا لم يتراجع هؤلاء وقام أحدهم بترشيح نفسه لموقغ قيادى للشعب الأ رترى سنذكر أسمه ونحذر منه ليس بسبب مواقفه الآنية بل لأنه لا تتوفر فيه شروط القيادة خاصة وأن الشعب الأرترى يتطلع فى المرحلة القادمة أن تكون له قيادة رشيدة … والقرار فى النها ية للناخبين ! لحسن الحظ حتى الآن كلهم بعيدون عن مواقع القرار !
أخيرا ما هى( بيوت الزجاج ) التى تلوح برميها بالحجارة ؟ أم أنها عبارة مرت بخاطرك وأطلقتها كما يقول العراقيون ( لا على التعيين ) ؟ أنا لا أعمل على هدم أى بيت بالعكس أحاول أن أحمى ( بيت المعارضة )!؟ وأذا كان لك من مقصد آخر … وحتى لا تختلط الأ مور أقول لك : ( بيتنا من حديد …جذوره مغروسة فى تراب الوطن…جدرانه مخضبة بدما ء الشهدا ء ) !!
@ بعض القراء – ربما تحت تأ ثير المسلسلات الرمضا نية كا ن بتوقع أن أرد على الدكتور جلال ..لما ذا ؟ سبق وقلت أننى لن أرد …ثم أن الرجل أعترف بكل ما نسبته اليه من أقوال..
وهذه محمدة أسجلها له.. بعدها ذهب يشرح كبف ولما ذا قا ل ما قا ل…ذلك حقه وواجبه…
ليس لدى قضية شخصية معه أو مع غيره أنما هى قضا يا الوطن نختلف أو نتفق حولهاولا أحد يدعى أمتلاك الحقيقة …أما منا قضا يا كبيرة من مواجهة الدكتا تورية الى حما ية شعبنا فى شرق السودا ن الى العلاقة مع الحليف الأ ثيوبى …ويعد هذا كله من يجد لديه المزيد من الوقت والطا قة وله هواية المسلسلات يمكنه مشا هدة مسلسل ( عمر ) أو (الخواجة عبد القا در ) !!
رمضان كريم.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=24982
أحدث النعليقات