زادغان: في لحظة قد تندلع الحرب بين اثيوبيا وأريتريا
أديس أبابا – حذّر الفريق زادغان قبري تنساء نائب الرئيس وأمين المجلس الديمقراطي لحكومة إقليم تغراي، من أن الحرب بين إثيوبيا وإرتريا “تبدو حتمية”، مع وصول الاستعدادات إلى “مراحلها النهائية”، وأن تغراي تُخاطر بأن تصبح ساحة المعركة الرئيسية. وكتب زادغان، رئيس أركان قوات الدفاع الإثيوبية السابق: “في أي لحظة، قد تندلع حرب بين إثيوبيا وإرتريا”. (خلال حرب 1998-2000 بين إرتريا وإثيوبيا، حاول الفريق زادغان احتلال ميناء عصب، متحديًا أوامر رئيسه آنذاك، ملس زيناوي. وقد أحبطت محاولاته لاحتلال عصب من خلال الدفاع البطولي للجيش الإرتري، بقيادة عقيد مسلم، والذي تحدى بدوره أيضًا أوامر إسياس بالانسحاب. ونتيجة لمحاولات زادغان اليائسة لإحتلال ميناء عصب، طرد ملس زيناوي الفريق زادغان من الحزب والجيش بعد انتهاء الحرب . وحتى أثناء الحرب بين إثيوبيا وتغراي، قاد الفريق زادغان كتيبة رفضت الخضوع لقيادة الجنرال تادسى وردى، الذي عينه الحزب وحكومة تغراي. وبسبب موقفه المناهض للويانه، دعم أبي أحمد انتخاب زادغان لحكومة تغراي المؤقتة). وكتب الجنرال زادغان تعليقًا في تقرير أفريقيا، محذرًا من أن الصراع بين إثيوبيا وإرتريا قد ينتشر خارج البلدين (هذا صحيح لأن إرتريا عضو في حوض البحر الأحمر وهي مجموعة دول، تضم مصر والسعودية، وكلاهما لديها مصلحة في إرتريا وفي إضعاف إثيوبيا. لا شك أن مصر والسعودية، وإلى حد ما السودان، ستساعد إرتريا عسكريًا إذا لزم الامر)، مما سيؤثر على السودان ومنطقة البحر الأحمر. وقال إن تغراي تُفضل البقاء بعيدًا عن مثل هذا الصراع والسعي إلى تعزيز السلام (وهو حلم بعيد المنال، لان تغراي، ما هي إلا ولاية من ولايات اثيوبية وهي تقع بين الولايات الأخرى لإثيوبيا وارتريا. ومن الواضح أنها ستكون ساحة معركة. وبالتالي لن تبقى محايدة تحت أي ظرف من الظروف. وهناك احتمال كبير أن تنحاز تغراي طواعيةً إلى إثيوبيا لاستعادة أراضيها التي احتلتها إرتريا)، لكنه أضاف أن “خيار السلام قد يضيق، مما يجعل الحرب الخيار الوحيد”. واضاف بأن التحالف بين أديس أبابا وأسمرة “تدهور تدريجيًا” منذ اتفاقية بريتوريا للسلام، مما يزيد من احتمالية نشوب الحرب. وأكد مجددًا أن “الاستعدادات في مراحلها الأخيرة”، محذرًا من أنه بمجرد وصولها إلى نقطة حرجة، سيكون من الصعب للغاية احتواؤها. اتهم إرتريا بممارسة “سلوك دولة استغلالي” والسعي إلى “استغلال الدول المجاورة، وخاصة إثيوبيا والسودان”. وزعم أن إرتريا تعتبر تغراي “العائق الرئيسي” أمام طموحاتها. وحذّر من أن أسمرة تستعد للحرب “لإنهاء ما أسماه إسياس “تكوليفنا – أي قد أُحبطنا أو انهارنا” – بعد اتفاق برتوريا لوقف إطلاق النار أو اتفاق وقف الأعمال العدائية COHA – Cessation Of Hostilities Agreement).”
حذّر زادغان أيضًا من أن الانقسامات داخل تغراي قد تزيد الوضع تعقيدًا (يُشاع أن قيتاتشو رضا والجنرال زادغان منحازان إلى إثيوبيا ضد إرتريا، بينما يصطف الدكتور دبرطيون وحزبه الويانه إلى جانب إرتريا). وكتب الجنرال: “هناك افراد من داخل جبهة تحرير شعب تغراي المنقسمة والجيش من يرغبون في حماية ماضيهم وحاضرهم، لذا يُفضّلون حماية أنفسهم بالانضمام إلى تحالف إسياس”. وزعم أن بعض قادة تغراي يرون في إرتريا أداةً لإزاحة آبي أحمد قبل أن ينقلبوا في النهاية على إرتريا نفسها. وصرح بأن “اختبار القوة مع الإفلات التام من العقاب لم يعد متاحًا لهذه المجموعة” (في إشارة إلى مجموعة دبرطيون)، متهمًا إياهم بـ”عدم الاكتراث بمصير شعب تغراي”.
في مقال رأي نُشر على قناة الجزيرة في 17 فبراير 2025، اتهم الرئيس الإثيوبي السابق مولاتو تيشومى الرئيس الإرتري إسياس أفورقي بمحاولة “استغلال الانقسامات داخل جبهة تحرير شعب تغراي لتقويض اتفاق بريتوريا للسلام”. وحذّر تيشومى من أن تصرفات إسياس قد “تعيد إشعال الحرب في شمال إثيوبيا وتدمر اتفاق السلام برمته”. كما زعم أن إريتريا تُؤجج “الانقسامات داخل جبهة تحرير شعب تغراي” وتز مليشيا الفانوا في إقليم أمحرا الإثيوبي لتقويض استقرار إثيوبيا. رفضت إرتريا هذه المزاعم، ووصفها وزير الإعلام يماني قبرمسقل بأنها “مزاعم جريئة” تهدف إلى “تبرير أجندة حرب”. وأكدت إرتريا أنه لا ينبغي استغلال الأزمات الداخلية في إثيوبيا أو تصديرها إلى الخارج، مؤكداة أن “مشاكل المنطقة العديدة تنبع من إثيوبيا، وليس من أي مكان آخر”. كما رفضت إرتريا مزاعم وجود عسكري في إثيوبيا، مؤكدةً أن اتفاق بريتوريا “شأن إثيوبي داخلي”. صرح زادغان بأن تجدد الحرب سيكون له “عواقب وخيمة”، محذرًا من أنه “بعد انتهاء الحرب، لن تكون جغرافية الدول كما نعرفها” (ربما في إشارة إلى ضم إثيوبيا لميناء عصب). وتوقع “تغييرات سياسية كبيرة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر”، خاصة إذا ظل الاهتمام العالمي منصبًا على قضايا أخرى، بما في ذلك “أوكرانيا وروسيا والشرق الأوسط وجمهورية الكونغو الديمقراطية”. جادل زادغان بأن الخيار الأفضل لتغراي هو “تجنب الحرب” والضغط من أجل “التنفيذ الكامل لاتفاقية بريتوريا”. وحث الحكومة الإثيوبية والشركاء الدوليين على “التدخل وتجنب حرب كارثية أخرى في اللحظة الأخيرة”. ومع ذلك، حذر من أنه “إذا فشلت جهود ردع الحرب، فإن إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن وبكل الوسائل – العسكرية والدبلوماسية – هو في مصلحة تغراي والمنطقة”.
كتبه الاستاذ احمد كرار
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47490