زيارة الوفاء لدولة الكويت بعد أكثر من ثلاثين عاما
باسم الارتريين القادمين لزيارة دولة الكويت من مختلف الأقطار الأوربية وكندا الذين جاؤا بمناسبة الأعياد الوطنية لدولة الكويت، ليعبروا عن امتنانهم وشكرهم العميق لهذا الشعب الشقيق الطيب المضياف ولقيادته الرشيدة التي جعلت من أرض الكويت جاذبا لكل أبنائها والمقيمين الذين لم يحسوا يوما بالغربة وأنهم أجانب في المعاملات، وهذا ليس من باب المدح ولكن حقيقة يعرفها القاصي والداني. وفي هذه العجالة أود تناول دور الكويت تجاه ارتريا وشعبها ويحضرني هنا الشيخ صباح الجابر الاحمد الصباح عليه الرحمة ، ذلك الرجل الذي كانت له مواقف مشهودة في الوقوف مع القضية الارترية العادلة في اجتماعات الامم المتحدة وهو وزير خارجية لدولة الكويت في ذلك الحين ، وتعتبر الكويت أول دولة عربية تتبنى القضية الارترية وتطرحها علنا في الأمم المتحدة . وأنا هنا أود الإشادة بكل حكام الكويت الذين تميزوا بالتواضع والقرب من الناس وهى سمات نجدها عند عامة الشعب الكويتي وكانوا مهتمين ومتعاونين مع ممثلي الثورة الاترية في مختلف المواقع التي تقلدوها ، تعرفت على الكويت وشعبها عن قرب في فترة تكليفي بمهمة ممثل تنظيم جبهة التحرير الارترية فيها في منتصف السبعينات من القرن الماضي وكانت من السنوات الخصبة في عملي النضالي بمكاتب جبهة التحرير الارترية الخارجية ويرجع الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالى الى طبيعة المضيف وهو الشعب والحكومة الكويتية ، وجدت ترحابا منقطع النظير وتعاونا مثمرا كانت نتائجه على عملنا النضالي واضحة ، فالكويت الشقيقة من أوائل الدول التي وقفت مع حق الشعب الارتري وساندته بالمال والدعم العسكري والسياسي في المحافل الدولية والاقليمية وعلى الصعيد الاجتماعي وجدت الجالية الارترية خاصة العمال كل الترحاب حيث قرار الشيخ سعدالعبدالله رحمه الله وزير الداخلية آنذاك ومن ثم ولي العهد بإعطاء العمال والعاملات الارتريات الإقامة الدائمة مجانا في أرض الكويت ، ولم يقتصر الامر على ذلك فقد وجدت شريحة الطلاب فرصا كبيرة في مدارس وجامعة الكويت في مختلف التخصصات . ودور الكويت في التخفيف عن معاناة جرحى حرب التحرير فكانت مستشفياتها مفتوحة لهم. أما على الصعيد الاعلامي فان وكالة الانباء الكويتية والصحف اليومية والدوريات كانت تتابع باستمرار انتصارات الثورة الارترية ولم تخلو صحيفة او خبر عن انتصاراتنا ، في وكالة الانباء التي كان يرأسه المرحوم برجس حمود البرجس فكانت بحق داعما حقيقياً لثورة شعبنا العادلة وكلنا يذكر دور جمعية المعلمين الكويتية في تبني قضايا المعلمين الأريتريين وجمعيتهم انٓذاك في اتحاد المعلمين العرب لتصبح عضوا اصيلا في الاتحاد ، ونذكر الوزير الاستاذ جاسم المرزوق والذي كان وزيرا للتربية ، تبرع بمواد كثيرة من بينها أدوات مدرسية وآلات طباعة وملابس مدرسية وكذلك تبرع ب(سمبوك) سفينة حمولة الف طن. والاستاذ الاعلامي الشهير يوسف عبدالرحمن ودوره الكبير في دعم الثورة وكان قد زار الميدان عدة مرات ،و كذلك المرحوم الشيخ ناصر محمد الساير صاحب وكالة تايوتا ودوره الكبير في التبرع المباشر من حر ماله ، أما المرأة الكويتية واسهاماتها الكبيرة ونذكر هنا السيدة الفاضلة لؤلؤة القطامي والسيدة غنيمة المرزوق ودورهما في تأسيس مشروعات خيرية وخدمات في مخيمات اللاجئين في منطقة “ابورخم بشرق السودان تمثلت في بناء مدرسة كبيرة ومركز صحي ومرافق اخرى. والهلال الاحمر الكويتي الذي قدم مواد عينية كثيرة للتخفيف عن معانات شعبنا في مخيمات اللجؤ. وكان الراحل المقيم الشيخ عبدالله المطوع ابو بدر وهو من كبار اعيان الكويت الذي وقف مع الثورة الارترية منذ بداياتها وقدم لها دعما ماديا وعينيا كبيرا رحمه الله تعالى وكذلك الشيخ الحجي يوسف الفليح رئيس اللجنة الشعبية لجمع التبرعات كان يتصدر قائمة الداعمين حيث قدم دعما ماديا وعينيا ايضا بالاضافة الى انه قدم دعما ماديا كبيرا لعقد الندوة الدولية عن ارتريا التي عقدت في العام ١٩٨٢م بتونس وقام بشراء إذاعة متنقلة في الميدان . هذا قليل من كثير عن دور الكويت حكومة وشعبا في الوقوف مع قضيتنا ومعاناة شعبنا إبان الاحتلال الاثيوبي الغاشم ولا زالت الكويت تحتفظ بعلاقات مع ارتريا وللتاريخ كانت الكويت مع عدالة القضية الارترية ولم تفرق بين هذا الفصيل وذاك إطلاقا.
علي محمد صالح شوم
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47059
أحدث النعليقات