زيارة والي كسلا لأرتريا … محاولة للترويض ام رغبة في كشف المستور الارتري
للمرة الثانية خلال شهر يحاول النظام السوداني معرفة ما يدور في كواليس البيت الارتري ، وكانت المحاولة الاولي ببعث مندوب من لجنة الحوار السوداني القائم في الخرطوم ، لتوصيل رسالة الي راس النظام الارتري بمجريات الحوار وضرورة التعاون من اجل انجاحه . وهذا النوع من محاولات جمع المعلومات ينفذه دائما الدبلوماسيين وكبار السياسيين في الدول ، بترتيب زيارة وانشاء او تفعيل موضوع مهم من اجل مقابلة المطلوب ، ومن ثم تحقيق الفرضيات المطروحة او تفنيدها . ولا ندري ماهي النتائج التي توصلت اليها الزيارة او المحاولة الاولي ، اذ لم تذكر الاخبار مقابلة مندوب الحوار لراس النظام . ثم ان رفع مستوي الوفود الزائرة في المحاولة التالية ، بزيارة الوالي الجديد لولاية كسلا بوفد رفيع من الولاية ، وبعد اتخاذ الولاية لتدابير امنية واقتصادية للحد من استفادة النظام الارتري من توفير تمويناته بالحصول السهل عليها من ولاية كسلا ، والتي لم يحظي ايضا التلفزيون الارتري االقناة السوداني باية تقرير مصور منها ، يفيد بالرغبة الملحة لمعرفة المزيد من خبايا الدولة المجاورة ، لان أية مستجدات حقيقية لا يستعد لها السودان جيدا ، ستمتد آثارها علي كل شرق السودان في استقراره السياسي والاجتماعي والحدودي ، وسيكلف ذلك السودان كثيرا .
استقبل وفد والي كسلا في اسمرا كل من وزير الخارجية الارتري ، والامين العام للجبهة الشعبية ، كاعلي مستوي للمسؤولين السياسيين في النظام . وقد كان في السابق راس النظام هومن يستقبل ويودع ولاة كسلا علي وجه الخصوص ، ويستضيفهم في حفلات واغان منها المكشوف ومنها المستور . كما صاحب الوفد الكسلاوي اثناء زيارته في اسمرا السفير السوداني في اسمرا ، صاحب الخلفية الخبيرة بالشأن الارتري لفترة طويلة .
كان الولاة في السابق هم من يحددون سير العلاقات مع دولة الجوار بناء علي درجة قربهم من الرئيس السابق ، وتعاونهم معه . الا انه يلاحظ وخلال فترةالوالي الجديد الوجيزة ، فقد اغلقت الحدود بصورة اقسي من السابق ، واصبحت كل محاولات تهريب الكميات الكبيرة من المواد التموينية والمواد البترولية في قبضةالاجهزة الامنية ، ويتم الاعلان عنها بفخر وبسرعة في الصحافة السودانية وزاد الامن اكثر ، كما قلت محاولات التجار التابعين للشعبية ، وزاد خوفهم من تنفيذ اعمالهم التجارية السابقة كما كانت بالاريحية الكاملة ، وهي شبيهة بالتي ادت الي الصراع الاقتصادي مع اثيوبيا في السابق ، بعد ان تمكن النظام الارتري من السيطرة علي سوق العملات في اثيوبيا ، واصبحت سفارته و قنصلياته وجالياته مراكزا تجارية تعمل علي سحب العملات الصعبة من البلاد وتحتكرها في محاولة لاضعاف الدولة ، وتخريب اقتصادها .
اضافة الي ذلك نشر اخبار من يقبض عليهم من تجار البشر وفضح من لديهم علاقة بمخابرات دولة الجوار بصورة صارخة . وهذا ما يفيد بان الخرطوم لديها فرضية التغيير الجزئي او الكامل وتحاول تفعيل اكمال السيطرة علي شرق السودان قبل مواصلة المجموعة الجديدة لنفس اسلوب الابتزاز القديم ، او استباق الاوضاع للترتيب لما قبل الخلخلة الاجتماعية القادم ، وما يمكن ان يصحبها من زعزعة للاوضاع السياسية والاقتصادية وغيرها .
تعتبر كسلا صاحبة اكبر رصيد للعملة الارترية بعد ارتريا الدولة نفسها ، فهي مركز تحويل العملة الارترية من والي العملات الاخري علي راسها السودانية والدولار . و ربما تكون الضغوط الاخيرة من النظام السوداني علي الحود وتشديده علي مكافحة ارزاق السودانيين الي ارتريا بثمن بخس ليتربح النظام منها عبر عملائه في الشرق ، من احد الاسباب الفاعلة في محاولة تغيير العملة الارترية . اضافة الي قوة القررات الولائية التي تتخذ في مجالات ازالة وتعمير الاسواق الريفيةوالخاصة بالرشايدة ، تشير الي ان هنالك قوة جديدة وخفية ، تشي بعدم توفر الدعم السابق لهم في دولة النظام الارتري القديم .
هل حان وقت ترويض النظام السوداني للنظام الارتري الجديد ، عبر الوسائل الاقليمية المرعبة كعاصفة الحزم ، وظهور المارد العربي بحجمه الجديد في الساحة الاقليمية ، والتي لابد لها من ترويض الذئب الارتري المريض ،حتي لا يمارس غدره السابق وتنمية علاقته باعداء المنطقة العربية ، ومحاولةاللعب علي الحبلين ، وتربية ابنائه من بعده علي معرفةحجمهم الحقيقي ، مقابل القوة الاقليمية العربية ، والدولة السودانية الباحثة عن الخروج من مستنقع الفساد الذي عم كل اركان الدولة .
ان تاكيد خبر موت الذئب الارتري المريض او عدمه ، ليس مهما اليوم ، للسودان ، فالسياسة الواقعية والميدانية هي ما يفصح عن ذلك بلتعديلات والترتيبات المستجدة في الساحة الارترية وفي بنية النظام ، وهو لوحظ بعد بداية عاصفة الحزم والزيارة المستعجلة لراس النظام الرتري لساعات الي المملكة السعودية .
لكن السؤال هنا ، هل تبني النظام السوداني فرضية محددة ، واكدها ، ام انه يبحث ميدانيا علي تحقيقها . هذا ما ستجيب عليه السنة الجديدة ، ونتائج مؤتمر المعارضة الإرترية المقام خلال الاسابيع القادمة في المانيا ..5/11/2015م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35881
أحدث النعليقات